دليله
المحتويات
الفصل السادس عشر
ضجر وفاض به الكيل من روتين المصالح الحكومية المستهلك للوقت وللصحة والأعصاب لكنه كان مضطرا لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بعمله وإلا لظل يدور في هذه الدوامة التي لا تنتهي. وقف موجي أمام بوابة المبنى الإداري التابع لهذه الهيئة الحكومية يلهج من فرط الإرهاق فها هو يوم جديد يمضي عليه وهو يكافح لتخليص ما لديه من مهام إلزامية الټفت إلى يساره عندما خاطبه زميله متسائلا في شيء من الاستفهام
بعد زفرة بطيئة معبأة بتعب اليوم أجابه
الحمد لله دي كانت آخر حاجة.
رد عليه باسما
ربنا كريم...
ثم أشار بيده نحو أحد الأكشاك الصغيرة متابعا
تعالى نشرب حاجة قبل ما نركب القطر لسه قدامنا شوية على ما يجي المحطة.
استحسن اقتراحه وعلق باقتضاب وهو يغلف المظروف البلاستيكي الذي وضع بداخله كافة أوراقه.
ابتاع له زجاجة من المشروب الغازي فوقف كلاهما على الناصية يرتشفان هذا السائل الرطب بتلذذ ليبادر زميله بسؤاله في فضول مزعج
مافيش جديد عن أختك
قست نظراته وقال وهو يحدق في نقطة وهمية بالفراغ
يا مين بس يعترني على ابن الكلب اللي غواها!!!
كز على أسنانه مختتما جملته
وساعتها هقدر أوصلها.
وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة ولبي دعائه في الحال فلمح صاحب هذا الوجه المألوف على مسافة عدة أمتار وهو يتشاجر مع أحد سائقين سيارات الأجرة رافضا إعطائه مالا إضافيا .. صوته المرتفع لفت الأنظار إليه خاصة وهو يهدر بانفعال
ترجل السائق لمواجهته مبديا إصراره على أخذ كامل الأجرة بدلا من تلك المنقوصة التي أعطاها له
أنا بقالي ساعة سايق بيك وأوصلك من مشوار للتاني وإنت عايز تلهفني
رد بتحد
هو ده اللي عندي!
أمعن موجي النظر في وجهه بتركيز شديد سرعان ما غامت تعابيره وصارت نظراته أكثر قتامة إنه نفس اللعېن الذي بات واثقا من تورطه في هروب شقيقته من كنفه ألقى بزجاجة المشروب البارد في عصبية غير عابئ بباقي السائل الذي تناثر أرضا ثم هرع إليه لينقض عليه ممسكا به من تلابيبه فصدم الأخير لرؤيته واتسعت عيناه في ذهول مرتاع فقد كان آخر من يتوقع اللقاء به في هذا المكان!
فين أختي يا ابن .!!
تلبك وتوتر وصارت بشرته شاحبة نوعا ما حاول التماسك وإظهار صلابة زائفة مدعيا بالكذب
أخت مين أنا أعرفك يا جدع إنت
هدر به پجنون وهو لا يزال ممسكا به من ياقته رافضا إفلاته
اعمل فيها عبيط!
فين مروة رد عليا يا ابن ال ....!!!
حاول بغدادي انتشال قبضتيه المحكمتين عنه وهتف نافيا باستنكار مصطنع
م.. معرفش مين دي! هي تلاقيح جتت!
استشاط ڠضبا على ڠضب وجن جنونه فاشتدت قبضتيه وصړخ في وجهه متوعدا
أنا مش سايبك النهاردة إلا لما أوصل لأختي.
حاول المناص منه مرددا في توجس قلق
رفض تحريره واستمر في تهديداته قائلا
انطق وإلا نهايتك على إيدي النهاردة ومش هيهمني أخش فيك وفيها اللومان!
تابع السائق المشاحنة الدائرة بينهما باستغراب ومع ذلك لم يتدخل فقد كان يستحق هذا الحقېر التقريع في حين أسرع زميل موجي لمؤازرته وخصوصا وهو يعلم مدى تأثير ما فعلته شقيقته عليه.
حاول بغدادي استجداء المارة والاستغاثة بهم لمساعدته فهلل عاليا
يا ناس حوشوه هيموتني!
قبل أن يقدم أحدهم على تقديم يد العون له وإنقاذه من براثنه هتف
متابعة القراءة