جبران
المحتويات
هستقيل يا عمران باشا بس أحب أقول ياريت تبلغ الهانم أني محترمة جدا وعارفه أنا ايه كويس والأهانه اللي وجهتها ليا مكنتش هتنازل عنه غير باعتذار لوله محبتي لحضرتك هي بس اللي هتخليني اتنازل عن الأعتذارعن أذنك هرجع أشوف شغلي
يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء. وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق.. لكنه لم يهتم
وضعت الاوراق ونهضت امامه بزمجرة أشد
حضرتك اللي قللت من نفسك لما طلبت مني طلب زي ده.. أنت أزي تطلب مني كده ازي عايز تهني قدام واحده زي ديه
نفخ الهواء بحنق من فمه قائلا
يادي زي ديه هي ديه أيه مش بنت زيها زيك والا
أنا غلطان
تجحظت عيناها باندهاش
أنت بتشبهني بسهر يا عمران... بقي أنا زي سهر اللي متعرفش حاجه عن الأخلاق والأحترام
أنت بدافع عنها يا عمران..
سألته بعين أمتزجت بالدموع التي عبرت عن حزنها الممزوج بالغيرة وأكملت بصوت اصبح هادي لكن ذو بحة صلبة
تمام واضح أن الأستاذة سهر مسيطرة علي رؤيتك .. عشان كده هسيبك علي حريتك بس من هنا الحد لما تشوف حقيقتها مش عايزه أسمع أسمها والا المحها عندك في مكتبك ولو أنت مخلتهاش تسيب السكريترية عندك وتروح قسم الأرشيف فانا هكلم جبران وأخلية يمشيها من الشركة كلها!
وسقطط دمعتاها الحائرة مثل نبرتها التي أخرجتها ببحة البكاء
أنت شايف نفسك بتقول ايه يا عمران.. أنت بتكسرني بكلامك عنها.. للدرجادي مش قادر تستغني عنها علي كده لو قولتلك يانا ياهي في الشركة هتختارها هي..
يوم ماتعملي مقارنة زي ديه وتحطي نفسك معاها في نفس الكفة فا متزعليش بقي من الأختيار
ادركت جواب سؤالها ومعناه التخلي عنها من أجل غيرها.. مما جعلها تسحب يدها من بين أصابعه الغليظة وهي تحاول أخفاء ضعف حالها
أجابتك وصلتلي يا أستاذ عمران .. عن أذنك هروح أنام في أوضة نور عشان تاخد راحتك
أول مرة تسبيني وتنامي بعيد عني من يوم ماتجوزني يا هلال
أستدارت ونظرت له بجمود صوتي عكس حزن قلبها
عشان ديه أول مرة أحس فيها أنك بتفرد فيا من يوم ماتكتبت علي أسمك يا عمران
غادرت عيناه واستدارت للباب وفتحته وذهبت إلي حجرة نوم نور صغيرة جبرانوجلست علي الأريكة وكورة جسدها مثل الطفلة الصغيرةتبكي دون صوت بقلب ېتمزق من ألم الخذلان الذي تسبب بهي رجلها الذي لطالما عشقتهدموع قلبها كانت تضاهي دموع عيناها فقلب العاشقة كالبئر المليئ بالنبضات المشټعلة بلهيب الغرام الامع مثل لؤلؤء البحار المتدفقة بامواج العاشقين في ظلام ليلة كاحلة تنيرها نسائم النجوم
وبعد ثواني فتح كاميرات المراقبة علي الأب واحضرها بتاريخ اليوم الماضي منذ اول شروق الشمس.. وظل يبحث في الدقائق ليرا ماحدث.. حتي رئها داخل الشاشة تنهض عليه حينما
الحجرة بعدما أخذت كارت النقود الخاص بهي.. ظلا يمرر الدقائق التي عدت ال خمسون دقيقة.. ووجدها تدلف إلي الحجرة من جديد وهي تحمل الماء والثلج وحقيبة الدواء.. الجلوس بجواره وعمل الكمادات ووضع الدواء داخل فمه .. وفي أوقات الصلاة يراها تنهض وتحضر المصالية وتقيم فرض الله علينا.. من ثم تعود من جديد للجلوس بجواره ومراعاته.. وظلا يمرر في الدقائق حتي انتهي الوقت ووجدها عند الواحده ونصف تغفوا بعدما غلبها النعاس ومن ثم بعدها بنصف ساعة وجدا ذاته ينهض.. أغلق الاب ونظرا إليها ببعض اللين لكن مافعلته لم يشفع لها لدية فما فعلته اليوم ليس سوا نقطة خير في بحر مليئ بالسوء داخل قلبه.. تغاضي عما رئه ووضع الأب بجواره ونهض من علي الفراش.. وحمل كوب الماء وتناول منه مايكفيه.. ثم ذهب إلي المرحاض ليغتسل.. اما هي ففتحت عيناها الناعسة ببطي شديد حينما اغلق باب المرحاض.. ونظرت إلي الفراش فلم تجده فادركت أنه بالداخل.. لذلك نهضت ووضعت القماش والصحن علي الطاولة من ثم أتجهت ونظرت آلي ذاتها بالمرأة فكان وجهها شاحب الون وتشعر بالجوع الشديد فأمعائها تصدر اصوات الجوع.. فتنهدت قال
ايه اللي صحاكي
أنا كنت عايزه أطمن عليك
تطمني عليا ليه !
بلعت لعابها بحرج
عشان كنت تعبان طول اليوم
لوي شفتاه بالامبالاه وقال بعدما وقف أمام خزانة الملابس
انا تمام أوي.. بقولك ايه هو أنا لو راجعت كارت الفلوس بتاعي ياتره هلقيكي سحبتي منه كام مليون والا اتنين والا عشرة
جحظت عيناها پصدمة بسبب ما يتهمها بهي ونهضت وهي تستدير له بضيق
أنا مش حرامية يا جب..
احمهاا يعني سكتي ليه كملي أنتي مش ايه
أنامشحراميةوعندكالكارتتقدرتشوفهأنا بس سحبت منهتمنالدواءالليأشتريتهولكعشان
فلوسيمكملتش !
أنتهي من ارتداء بنطاله الأسود وتيشرت قطن باذات الون.. وتقدم ووقف أمامها قائلا بأستفهام
في حد سأل عليا طول فترة نومي
طنط كريمان بس أنا قولتلها أنك مش عايز حد يزعجنا وحابب أننا نقضي اليوم لوحدينا في الأوضة!
انتهت من الحديث وحينها اصدرت أمعائها من جديد صوت حاجتها للطعام
أنتي مكلتيش من الصبح
كلت
أمتي كلتي
بالنهار
بالنهار أزي أنتي مخرجتيش بره باب الأوضة
لاء كلت لما روحت أجبلك الدواه
تمام
ذهب إلي الخارج وتركها بمفردها في الحجرة تلوم نفسها بقول
وفيها ايه لما أقوله أني
متابعة القراءة