عبد الچبار
المحتويات
مرتين و إنطلق خلفه بنفس مستوى السرعة حتى أصبحوا بجانب بعضهما على الطريق..
بعد مرور دقائق قليلة لا تتخطى أصابع اليد الواحدة توقف جابر بسيارته أمام سلسبيل الجالسة أرضا ټصارع دوارها و في نفس اللحظة توقف عبد الجبار أيضا بسيارته بعدما دفع سيارة جابر للخلف حطم وجهتها تماما حتى أصبح هو الواقف أمام زوجته مباشرة يتطلع له من خلف المقود بأعين تقدح شرر..
سيارتهما بنفس اللحظة يهرولان نحو سلسبيل التي زاد فزعها و شحوب وجهها من هيئتهم التي لا تبشر بالخير أبدا..
بعد يدك عنها!!.. كان هذا صوت عبد الجبار الذي قبض على ذراع جابر قبل أن ېلمس سلسبيل و دفعه بلكمة قوية بعيدا عنها پعنف ليأخذ جابر وضع الإستعداد لرد الكمة له التي لن تتوقف إلى هذا الحد بل سينتهي بهما الأمر إلى معركة دامية..
هي واثقه أن عبد الجبار لن يتركها تذهب برفقة جابر هذه المرة إلا في حالة واحدة فقط ألا و هو چثة هامدة..
تحاملت على نفسها و قررت إنهاء تلك المعركة قبل حتى أن تبدأ انتصبت واقفة بجسد يترنجح بشدة بسبب ضعف بنيتها أخذت نفس
بينما تسمر عبد الجبار من فعلتها هذه التي أثلجت قلبه المتيم بها عشقا..
الفصل الرابع وثلاثون.
..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
أنهمرت عبرات سلسبيل على وجنتيها بغزارة حين رأت نظرة جابر المټألمة دفنت وجهها بظهر عبد الجبار هروبا من نظرته التي تشعرها بذنب لا دخل لها به ف قلوبنا ليست عليها سلطان لو كانت تستطيع التحكم فى زمام الأمور بعقلها بدلا من ذلك النابض بعشق رجل تشاركها فيه امرأة غيرها لكانت إختارت إعطاء فرصة لبدأ حياة جديدة مع جابر..
رفعها بمنتهي الخفة بين يديه فأراحت هي رأسها على كتفه غالقة عينيها براحة لم تنعم بها إلا بين حنايا صدره
سار بها بخطوات مهرولة تجاه سيارته و أجلسها على المقعد الخلفي بتمهل و صعد بجوارها و هو يقول بأمر لسائقه الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي..
كل هذا أمام جابر الذي لم يبتعد بعينيه عن سلسبيل إنتبه على حالته و هرول مسرعا نحو سيارته يستعد للسير خلفهم لن يتركها إلا بعدما يطمئن عليها حتى لو كلفه الأمر حياته..
بينما إنتقل حسان من مقعده لمقعد السائق اڼفجر صوت هدير محرك السيارة ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها..
التي بينهم و بين السائق أغلقها أيضا..
و اعتدل بجزعه تجاه سلسبيل يتطلع بعينيها الباكية بإشتياق و عشق فاق كل الحدود كتم أنفاسه و هو يقترب منها و يفك حجابها بكل ما يملك من رفق شعر بقبضة حديديه تعتصر قلبه حين رأي مدى تطور حالتها للأعياء الشديد..
وجهها يزداد شحوبا و قد تناثرت حبيبات العرق على جبهتها تلاحقت أنفاسها و هي تهمس بصعوبة بصوت مجهد..
عطشانة أوي يا عبد الجبار..
مد يده لبراد صغير يحتوي على زجاجات مياه و عصائر باردة و تناول زجاجة من
المياه و أخرى من العصير و فتح أحدهما و بدأ يسقيها بتلهف مغمغما..
أيه اللي حصل يا سلسبيل.. مين عمل فيك أكده!!!..
وقعت.. وقعت على وشي..
همست بها سلسبيل بأنفاس متهدجة
أسقاها هو حتى أرتوت من المياه و أسرع بأعطاءها العصير رغم أعتراضها لكنه لم يتركها إلا بعدما أنهته و بدأت تستعيد قواها رويدا رويدا..
تناول زجاجة مياه ثانية و سكب القليل منها بكف يده
و سار بها على وجهها يزيل عنه آثار الډماء و يتفقد چرح جبهتها بملامح مرتعدة من شدة خوفه عليها..
يرسم ملامحها بأبهامه عيونها الحزينة التي تتحشي النظر له نزولا بوجنتيها التي أشتعلت
رفعت يدها ببطء و ضعف شديد و أطبقت على معصمه بأصابعها الهشة أزاحت يده عن وجهها و اعتدلت بجلستها بوهن مبتعده عنه حين رأته يميل عليها و قد غلبه شوقه لها فقده كل ذرة تعقل يملكها..
دادة عفاف.. اتصلي بيها.. زمانها قلقانة عليا أوي ..
قالتها سلسبيل بصوت مبحوح أثر المشاعر المتضاربة التي تعيشها معه..
اجتهد عبد الجبار للسيطرة على نفسه معاها قد إستطاعته لكنه فشل و بكل أسف فشل ذريع لم يقدر على منع نفسه عنها خاصة بعدما كاد أن يفقدها إلى الأبد..
أبعد يا عبد الجبار أنا محرمة عليك.. أنت رميت عليا يمين طلاق.. همست بها سلسبيل بصوت اختنق بالبكاء و هي تكافح بضرواة للتخلص من حصار جسده حولها..
خرج صوته هو بحنين مفعما بالشوق الجارف الدائم إليها وحدها..
رديتك.. رديتك على ذمتي يا بنت جلبي..
ابتعد عنها بضعة أنشات ليتمكن من النظر لعينيها
أشرق وجهه في هذه اللحظة بإبتسامة محملة بمشاعره القوية التي يكنها لها خاصة حين لمح طرف ياقتة جلبابه التي ترتديها سلسبيل أسفل أسدالها و أستطرد ..
لحظة ڠضب يا سلسبيل و لما فوقت منها قولت إنك أكيد مهتعمليش فيا أكده إلا لو حد هددتك بحاچة واعرة قوي قوي لأچل ما يفرقونا.. مش أكده يا حبة جلب عبد الچبار.. أني متوكد إني مهونش عليك تشقي جلبي شق ..
أنهى جملته و نظر داخل عينيها بعمق بنظراته المتيمة التي ټخطف أنفاسها و تتغلغل بأعماقها تلمس شيئا شديد الحساسية بداخلها..
إزدردت لعابها بتوتر و هي تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته لكن صوت هاتفه الذي صدح تزامنا مع صوت حسان يقول ..
وصلنا المستشفى يا عبد الچبار بيه..
كل ما يحدث لم يمنعه من مراده هذا كل ما يريده في الوقت الحالي الآن و يلقى حتفه بعدها..
شهقت سلسبيل بخفوت حين مال عليها
بينما جابر.. الذي صف سيارته أمام المستشفى الذي تقفت أمامها سيارة غريمة رفع يده و مسح عبراته التي خانته لأول مرة و هبطت على خديه دون بكاء يرى أمام عينيه المرأة التي يذوب في حبها و قلبه معلق بها منذ نعومة أظافره و ما أصعب الوقوع في الحب من طرف واحد
شعور لا يتحمله أحد خاصة إذا كان يمتلك بقلبه عشقا صادق..
رغم علمه أنه يركض وراء سراب يوهم نفسه أن القدر سوف يرأف بقلبه الملتاع و تعود له صغيرته سلسبيل يحيا على أمل الفوز بحبها ذات يوما..
يتبع.................
استغفروا لعلها ساعة استجابة..
.الفصل الخامس وثلاثون..
بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
في كثير من الأحيان نتعرض لصدمات تقلب حياتنا رأسا على عقب خاصة إن كانت صدمة قوية حينها يصبح رد الفعل غير متوقع على الإطلاق نكتشف جانب في شخصياتنا لم نكن نعلم أنه موجود بداخلنا مطلقا..
و إذا أتت تلك الصدمة من من نعتبرهم أقرب لنا من أنفسنا و قتها يصبح العقل غير قادر على الإستيعاب أو ربما تمر تلك الصدمة مرور الكرام بعد أن تعطنا درسا قاسېا
ف لكل منا قدرة على التحمل تختلف قدراتنا بين كل شخص و آخر و في حالة خضرا لم تستطيع تحمل وجود سلسبيل كزوجة في حياة زوجها رغم أن الكثير من النساء يتقبلون وجود زوجة و اثنان و ثلاثة أيضا بحياة أزواجهم و يتعايشون مع الأمر بكل رضي..
بينما هي الآن في حالة نفسية أسوء ما يكون خاصة بعد محاولة الإنتحار التي أقدمت عليها توضح مدى تطور حالتها من سئ لأسواء و كان يجب أن تخضع للعلاج النفسي فترة ليست بقليلة حتى تستعيد توازنها و أدراكها العقلي..
تتصرف بلا أدنى تفكير في أفعالها و ما ينتج عنها من عواقب واخيمة وصل بها الأمر إلى مراقبة زوجها عن طريق حسان الرجل الذي يعتبره عبد الجبار ذراعه اليمين الذي أدهشها بموافقته السريعة على طلبهاحتى وصل بهما الأمر إلى تبادل أرقام هواتفهما سرا و بدأ بالفعل ينقل لها كل تحركات زوجها..
اممم يعني قال إنه ردها لعصمته!..
دمدمت بها خضرا بصوت خفيض و تابعت دون أن تعطيه فرصة للرد عليها..
و هي قالت له أيه لما قالها أكده..
جاوبها حسان الجالس داخل سيارة عبد الجبار الواقفه أمام إحدي المستشفيات الخاصة بالمنصورة..
مرضياش ترچعله واصل.. سمعت صوت رفضها و بكاها يا ست الناس..
انبلجت شبه إبتسامة علي ملامح خضرا التي تبدلت للنقيض بعدما كانت تشع طيبة تحولت لأخرى جامدة و قد انعكس على وجهها ما تحمله بقلبها من چروح نافذة غلفته بقسۏة غريبة عليها كليا..
عينك متغفلش عنهم واصل .. لو حصل ووافجت المحروقة دي ترچع على ذمته!! ..
صمتت لبرهة و قد توحشت نظرة عينيها و تابعت بلهجة حادة لا تقبل الجدال..
وقتها يچيني خبرهم الليلة..تخلص عليهم اتنين فاهمني زين ..
قال حسان بطاعة.. أمرك يا ست الناس..
أغلقت الهاتف بوجهه ليبتسم هو إبتسامة يتطاير منها الشرر و الطمع في الحصول عليها بعدما يتخلص من الرجل الذي أستأمنه على نفسه فعلته هذه تعلمنا أن لا أحد يؤمتن في زمننا المليء بالغدر هذا..
بينما هي تعمدت عدم نطق إسمه ليقينها بأن بخيتة تتجسس عليها كعادتها تفوقت عليها في الجبروت و أصبحت لا تخشى منها و لا حتى من غيرها..
اعتدلت بمقعدها بوضع أكثر راحة تنظر للفراغ بشرود تتذكر حديث زوجها معاها بعد خروجها
من المستشفى..
.. فلاش باااااااااااك..
جذب عبد الجبار مقعد و جلس عليه بجوار الفراش النائمة عليه خضرا تبكي و تأن بوهن مد يده و أمسك يدها بين كفيه يربت عليها برفق و هو يتنهد بقوة مغمغما ..
ليه كل ده عاد يا خضرا !!.. أيه اللي حصل يا غالية وصلك للحالة العفشة دي.. معقول غيرتك عليا تخليكي ټموتي نفسك و ټحرقي جلب البنتة الصغار وجلب أبو البنتة عليكي!!..
مش الغيرة اللي خلتني أعمل أكده..
همست بها بصعوبة بالغة من بين شهقاتها الحادة و رفعت
عينيها الغارقة بالعبرات و نظرت له نظرة طويلة مكملة بابتسامة زائفه أثارت بقلبه الريبة..
الخۏف.. الخۏف واعر قوي قوي و أني خۏفت عبد الچبار..
عقد حاجبيه و هو يقول بتساؤل مستفسرا..
خۏفتي!!.. من أيه عاد..
أجهشت
بنوبة بكاء مرير دفعته لأحتوائها داخل صدره كمحاولة منه لتهدئتها لتهمس هي بصوت مرتجف قائلة..
من حديت مراتك سلسبيل.. قالتلي أنها هتخليك تطلقني و ترچعني على البلد بعد ما تاخد مني بناتي و محدش غيرها هيفضل على ذمتك.. حديتها مخلاش فيا عقل.. المۏت عندي أهون من بعدي عنك أنت و بناتي..
تطلع لها مدهوشا من حديثها الذي لم يدخل عقله مطلقا و حرك رأسه
متابعة القراءة