امراءه العقاپ ندي محمود
المحتويات
من ورانا في المانيا والله
رغم جملتها السخيفة إلا أنه ضحك وبادلها مشاكستها يجيب بسخرية
طيب أنا راضي ذمتك ده منظر واحد متجوز !!
إجابته ضاحكة
الحقيقة لا
قطع حديثهم صوت رنين الباب فهمت ميرفت بالنهوض لكن سبقتها زينة التي استقامت وقالت بعينان مشرقة
خليكي ياماما ده أكيد رائد هروح أنا افتحله
أسرعت زينة تجاه الباب وسط نظرات هشام التي بدأت تظلم تدريجيا ورفع يده يمسح على وجهه پعنف يجاهد في تمالك أعصابه من قبل أن يراه حتى لاحظت شقيقته الجالسة بجواره تبدل ملامح وجهه فعضت على شفاها بتوتر حتى سمعته ينحنى على أذنها ويهمس بغيظ مكتوم
إنتوا كنتوا عارفين إن خطيبها جاي !!
أكيد لا يعني وأنا لو كنت اعرف كنت أول واحدة هقولك
بعد ثلاث دقائق تقريبا رآه يقترب منهم وهو يبتسم بلطف وتسير خلفه زينة ثم بدأ يلقى التحية على الجميع وعندما وصل إليه وبسط كفه أمامه فنقل هشام نظراته المريبة بين وجهه وكفه
ثم رفع يده وصافحه بقوة
احس رائد بأنه يعتصر كفه من فرط ضغطه عليه فسحب كفه بهدوء وقد اشتدت نظراته تجاه هشام كذلك وبعد أن كانت طبيعية أصبحت مشحونة بطاقات سلبية
بين كل آن وآن يمسح على ذقنه مصدرا تأففا ساخنا ينفث عن نيران صدره ويجاهد بالبقاء ثابتا لاحظ رائد نظرات هشام الڼارية لهم وبفطرتهم كرجال استطاع فهمه من نظراته المتأججة بالغيرة فاحتدمت عينيه ومد يده عن عمد ليمسك بكف زينة في تملك رامقا هشام بحدة وشيء من التحذير
وفشل في تحمل رؤيته يمسك بيدها هكذا أمامه ليقول بخشونة
طيب عن أذنكم عشان ورايا مشوار ومش عايز أتأخر عليه
هدرت ميرفت مسرعة برفض
لا مشوار إيه اقعد ياهشام احنا لحقنا نقعد معاك
معلش يامرات خالي مرة تاني
ثم تابع يوجه حديثه لأمه
شوية كدا وهعدي أخدكم
هزت رأسها بالإيجاب في نظرات مشفقة على ابنها المسكين وعندما استدار وغادر همت ميرفت بأن تلحق به فأوقفتها أمه هامسة بابتسامة منطفئة
سبيه متطغيش عليه خلاص ياميرفت
رايحة فين !
سحبت يدها ببطء من يده وغمغمت بجدية تامة لا تقبل النقاش
لحظة يا رائد وراجعة
ثم أسرعت مهرولة نحو الباب وفتحته لتخرج إلى درج البناية وتراه قد وصل للطابق الذي اسفلهم فصاحت عليه حتى توقفه
هشام استنى
توقف ورفع رأسه لأعلى يتطلع لها
وباللحظة التالية فورا كانت تنزل إليه مسرعة حتى وقفت أمامه وهتفت باستغراب
في إيه مالك مشوار إيه اللي ظهر فجأة ده !!
هشام بجمود مشاعر
مفيش حاجة يازينة اطلعي فوق
ثم استدار وهم بالرحيل لكنها أسرعت وقبضت على ذراعه تمنعه من التقدم هادرة بحزم
مالك ياهشام !!!
نزع قبضتها عن ذراعه بلطف وهتف في نبرة صلبة وأعين حادة
مليش قولتلك اطلعي لخطيبك يلا
ولم يمهلها الفرصة لتحاول منعه من جديد حيث اندفع إلى الدرج يكمل طريقه للأسفل وقد عاد الألم والبؤس يعلو ملامحه من جديد بينما هي فظلت مكانها تتابعه وهو يتوارى عن أنظارها بحيرة وقلق !
كانت جلنار تجلس بحديقة المنزل تتصفح هاتفها وتجلس بجوارها ابنتها التي تلعب بألعابها في اندماج فانتبهت على صوت هنا وهي تهتف برقة تليق بصوتها الطفولي
مامي أنا هروح اشرب مايه
جلنار بابتسامة دافئة
ماشي ياحبيبتي روحي
نزلت الصغيرة من فوق الأريكة وهرولت راكضة داخل المنزل حتى تشرب كما قالت لوالدتها وبتلك الأثناء انتبهت جلنار على أثر صوت الخطوات التي تقترب منها فدارت برأسها للجانب لترى أسمهان تسير نحوها بتعجرف وقوة كعادتها فتبتسم وتستقيم واقفة تستقبلها بصوتها العذب المحمل بلهجة السخرية
أهلا يا أسمهان هانم ياترى إيه سبب الزيارة المرة دي !!!
أسمهان بقرف
ده بيت ابني ووقت ما أحب هاجي يابنت نشأت مش هتمنعيني اجي ازور ابني وأشوف حفيدتي
ضحكت جلنار بتهكم على آخر كلماتها قبل أن تميل عليها وتهتف في قوة جديدة عليها
لعلمك أنا
سبت بنتي تفضل معاكي من يومين بمزاجي عشان أبوها ميشكش في سبب رفضي بس لكن أنا عمري ما آمن إن اسيب بنتي معاكي أبدا
أسمهان بعصبية
الزمي حدودك عليكي
أظلمت عيني أسمهان بنقم وغيظ لترفع كفها في الهواء تهم بصفعها لكن صيحة ابنها الغاضبة من الخلف جعلت يدها تتعلق بالهواء في صدمة
ماما !!!!
نهاية الفصل
الفصل الواحد والسبعون
ثم تحرك ووقف خلفها ليرفع يديه ويفك عقدة الشريط حول رأسها ثم ينزعه عنها لتفتح هي عيناها وتتجول بنظرها حولها مذهولة وبعينان متسعتان على أخرهم من فرط الصدمة
استقرت عيناها على تلك اللافتة الضخمة المدون فوقها دار الرحمة والمبنى المصمم بالطريقة العصرية والوانه جميعها مبهجة وجميلة تماما كما تمنت ! كل شيء مصمم كما رغبت هي به كأنه توغل داخل علقھا وقرأ أفكارها وتخيلاتها
وصممها لها فوق أرض الواقع !
لطالما حلمت وتمنت أن تمتلك دار للأيتام تأوي فيه أطفال الشوارع المشردين وتعطيهم فرصة لحياة أخرى وجديدة بدلا من تلك التي سلبت منهم
كل اللي جاي ليكي وبس يارمانتي تتمني أي حاجة بس وأنا انفذها لو طلبتي نجمة من السما مش بعيدة عليكي
زاد انهمار دموعها فوق وجنتيها بصمت لتلتفت له وتطالعه بعشق وامتنان لأول مرة يراها تتطلعه بهذا الشكل لم يكن الحب الذي بعينها كأي مشاعر سابقة شهدها منها مختلفة حتى في ابتسامتها التي شابهت طفلة صغيرة أو بالأدق كطفلتهم تماما حين تستحوذها السعادة
ألقت بجسدها عليه وعانقته بحرارة وتركت العنان لشهقاتها حتى يرتفع صوت بكائها أكثر وتجيبه بصوت مبحوح من فرط البكاء
أنا لو هتمني حاجة تاني من ربنا هي أنه يخليك ليا ياعدنان
ويخليكي ليا ياحبيبتي إنتي وهنا وابني اللي جاي في الطريق
ابتعدت عنه ورفعت يديها تجفف دموعها لتهمس له باسمة بتعجب
أنت دايما بتتكلم عنه بصيغة الذكر إيه عرفك إنه هيكون ولد
ضحك ورد بثقة غامزا وهو يمد كفه ليتحسس بطنها
احساس قوي بيقولي إنه هيكون ولد
رأت في عيناه رغبته ولمعته المختلفة التي تعبر عن أنه يتمنى أن يكون الطفل الثاني لهم صبي فابتسمت وتمتمت بعدما مالت عليه ولثمت وجنته برقة
أن شاء الله يكون ولد ياحبيبي ويبقى شبهك كمان
دنى منها ولثم جانب ثغرها بحب ثم أردف بجدية امتزجت بحماسه
طيب تعالي يلا افرجك على الدار من جوا
لمعت عيناها بتشويق مماثل له وهتفت بفرحة غامرة
يلا
الفترة اللي كنت بغيب فيها الليل كله عن البيت وبرجع متأخر وبتكلم طول الوقت في التلفون وبعيد عنك كان بسبب تجهيزات الدار مكنتش عايزك تشكي ولا تعرفي أي حاجة إني بجهزلك للمفاجأة دي
طالت
نظراتها العابسة إليه نظرة ممتلئة بالندم والاعتذار على حماقتها وما حالت إليه علاقتهم بسبب سذاجتها وعدم ثقتها به زمت شفتيها بحزن وتمتمت بأسف صادق
أنا آسفة !
عدنان بصوت رجولي قوي لكنه يحمل الحنو
أنا مش بقولك كدا على تعتذري احنا قفلنا اللي فات كله وفتحنا صفحة جديدة وأنا نسيت لكن بقولك عشان اثبتلك أننا رغم كل اللي مرينا بيه في علاقتنا لسا مع بعض أهو
عشان الزهرة متقدرش تتخلى عن عقابها
رأته يتأملها بعينان هائمة كلها رغبة وغرام وكأنها سلبت عقله منه فراح يدنو منها دون أن يشعر لكنه توقف فجأة وبعينان متسعة لكليهما حين صدح صوت رجل مسن كان مارا من أمام الدار ورأى مشهدهم الرومانسي من خارج البوابة فظنهم عشاق بالسر ليقول پغضب وقرف
غضن عدنان عيناه پصدمة وهو يتابع ذلك الرجل الذي ألقى بعباراته وسار مبتعدا ولا إردايا وجد نفسه يصيح عليه وسط دهشته
مراتي والله يا حج !!!
بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقبل أن تتعالي صوت ضحكاتها أكثر وجدته يرمقها شزرا ويقول وهو يدفعها للداخل
ادخلي جوا عاجبك اللي حصل ده بسببك الراجل افتركني شاقطك
دهشت للحظة من تحوله الغريب لكن سرعان ما عادت تضحك من جديد وقالت
الله وأنا مالي أنا كمان !
عاد يتطلع باتجاه البوابة من جديد ويقول بحيرة
وهو طلع من فين كمان المنطقة لسا متعمرتش ومفيهاش ناس كتير
غير قليل جدا
سكت لثواني ثم تابع بخنق
ما تدخلي جوا يلا واقفة ليه !!
جلنار بحماس
أيوة يلا عشان اتفرج على الدار من جوا كويس كمان
عادت البسمة العبثية لشفتيه وغمز لها بوقاحة متمتما
لا عشان نكمل كلامنا
ثم وجدته يلف ذراعه حول كتفيها ويضمها إليه ليسروا معا للداخل وهو يتابع بخبث
قوليلي بقى احنا كنا وقفنا فين كنتي بتقولي الزهرة لا تتخلى عن عقابها !
تعال صوت ضحكاتها الأنثوية وهو تنعته بوصف واحد وسط ضحكها وقح
توقفت السيارة أمام مبنى سكني ضخم وفاخر يحوى العديد من الشقق السكنية رفعت أسمهان نظرها من داخل السيارة لذلك الارتفاع الشاهق ثم انزلت رأسها وتحدثت للسائق وهي تفتح الباب
خلاص ارجع أنت ياسعيد متستننيش
رد السائق بهدوء
تمام
ياست هانم لو احتجتي أي حاجة كلميني بس
لم تجيبه وخرجت من السيارة لتقود
خطواتها لداخل البناية لكن الحارس أوقفها وهو يقول بحزم بسيط
طالعة لمين ياهانم
أسمهان بصوت قوي
آدم الشافعي
أجابها الحارس بتأكيد وابتسامة خاڤتة
حضرتك والدته صح
اكتفت بإماءة بسيطة كرد على سؤاله لتجده يرحب بها ببشاشة ويقول بأسلوب مختلف تماما عن البداية
اتفضلي يا هانم شقة آدم بيه في الدور التاسع شقة رقم 20
أسمهان في خفوت تام وهي تهم بالتحرك لتكمل طريقها لداخل البناية حيث المصعد الكهربائي
تمام متشكرة
سارت بخطوات هادئة حتى المصعد واستقلت به لتضغط على زر الطابق التاسع لحظات قاربت على الدقائق حتى انفتح باب المصعد من جديد لكن أمام الطابق المطلوب وخرجت منه ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن رقم الشقة فالتقطت عيناها الرقم المدون فوق شقته 20
تقدمت نحوها ووقفت للحظات تأخذ نفسا عميقا تتمني أن تنجح تلك المحاولة وتكون الأخيرة رفعت أناملها وضغطت على زر الجرس وانتظرت لكن دون رد فعادت تضغط للمرة الثانية وأيضا دون رد لوهلة ظنت أنه ليس بالمنزل لكن حين رفعت يدها لتهم بالضغط للمرة الثالثة انفتح الباب !
كان يرتدي قميص أبيض بنصف أكمام وبنطال أسود وبيده يمسك بهاتفه يبدو أنه كان
في محادثة مع أحدهم
طالت نظراته المدهوشة بزيارة أسمهان المفاجئة لكن سرعان ما أخذ نفسا عميقا ورفع الهاتف لأذنه يرد على الطرف الآخر الذي اتضح أنه مهرة حين هتف
طيب سلام دلوقتي يامهرة نبقى نكمل
متابعة القراءة