امراءه العقاپ ندي محمود

موقع أيام نيوز


تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي 
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك مع السيارة حتى غادرت الشارع بأكمله وتوارت عن أنظارها فدخلت غرفتها وهي 
ابتسمت زينة له بحب وسألت برقة تليق بها 

كنت بتقول لمين مبروك 
هشام بنبرة طبيعية وهو يقرب كوب القهوة من فمه يرتشف منه بلطف 
ده آدم بيعزمني على فرحه يوم الخميس 
وكأن الماضي لم يعد لديه أثرا حتى لديها وعلى عكس المتوقع ابتسمت بسعادة دون أي ضغينة أو مرارة والتزمت الصمت للحظة ثم هدرت باسمة 
هروح معاك 
توقفت يده بكوب القهوة في منتصف طريقها لفمه والټفت بنظره ناحيتها يرمقها بتعجب ونظرة مطولة فهزت كتفيها ببساطة وتمتمت 
مالك أنت مش حابب تاخدني معاك ولا إيه ! 
هشام بهدوء تام وأعين دقيقة 
تستغرب ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !! 
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة
وغامضة فتنهدت بعمق والتصقت به لتهمس أمام وجهه مباشرة 
أنت عارف كويس إني مسحت الماضي من حياتي وآدم مكانته عندي حاليا كأخ ليا مش اكتر من كدا 
سكتت للوهلة ثم تابعت بعينان تلمع بوميض زاهي يظهر بداخله الامتنان والعشق لكل ذرة حب لا تنطفأ بداخلها 
أنا عرفت معنى الحب الحقيقي معاك أنت ياهشام أنت حبي الأول والأخير 
غلبته رغبته وعقله الذي ېصرخ به أن يصنع من تلك اللحظات ذكرى لا تمحى ولا إراديا انحرفت نظراته لتستقر فوق شفتيها فدنى منها يسرق معها لحظات ستوثق
للأبد بذاك
كانت الصغيرة تجوب الغرفة إيابا وذهابا وسط همهماتها الطفولية الغير مسموعة وهي تدندن بفرحة فاليوم هو يوم عودة جدها من المستشفى بعد
غياب ثلاث أيام عن المنزل لم تكن فرحتها فقط بعودة جدها بل أيضا أبيها الذي لم تراه طوال الثلاث أيام سوى مرة واحدة 
بينما هي منشغلة بالتفكير في طريقة تستقبل بها جدها المړيض اقټحمت أمها الغرفة وهي تقول لها باسمة 
يلا ياهنا البسي عشان جدو زمانه على وصول 
انتصبت واقفة وقالت بلهفة 
بابي معاه 
أماءت لها جلنار بالإيجاب وتقدمت نحو خزانتها الصغيرة تخرج لها ثوب طفولي من اللون الأحمر ثم التفتت لها وتمتمت 
يلا ياهنون عشان تلبسي إيه رأيك في الفستان ده 
هنا بحماس وعينان لامعة 
حلو أوي 
اقتربت جلنار وچثت على قدميها أمامها ثم بدأت في مساعدة ابنتها بتبديل ملابسها والصغيرة لا تتوقف عن الغناء بمرح فراحت جلنار تشاركها الغناء وهي تضحك ووسط اللحظات الحافلة بالأجواء الإيجابية الجميلة سألت هنا بنظرة فضولية 
مامي هو أنتي هتلبسي احمر زي 
ضيقت عيناها بتعجب وردت 
أنتي عايزاني البس أحمر ليه 
زمت هنا شفتيها وردت بكل هدوء طفولي جميل 
عشان إنتي زهرة حمراء ولازم تبقى لابسة أحمر زي الزهرة 
اندهشت من رد ابنتها فاستخوذ عليها السكون لبرهة من الوقت قبل أن تبتسم بحيرة وتسألها 
مين قالك إني زهرة حمراء ! 
ابتسمت وسرعان ما تحولت البسمة لضحكة وهي ترفع كفها الصغير تكتم على فمها وتقول برقة ساحرة 
بابي دائما بيقولك كدا وكمان بيقولك يارمانة والرمان لونه أحمر هو بابي بيقولك رمانة ليه يامامي اشمعنى الرمان ! 
انطلقت ضحكة جلنار العالية على سؤال صغيرتها العفوي واجابتها وهي تكمل مساعدتها في ارتداء ملابسها 
عشان اسمي جلنار هو اسم لزهرة حمراء وليها اسم تاني كمان اللي هو زهرة الرمان 
هنا بإشراقة وجه وعينان حماسية 
طيب وأنا معنى اسمى إيه 
احتضنت جلنار يدين ابنتها ودنت منها تلثم وجنتيها بحنان أمومي وتهمس بنبرة تنبع بالحب والدفء 
إنتي الفرحة والسعادة والسرور زي ما كنتي فرحتنا أنا وبابي وسعادتنا لما نورتي حياتنا وكنتي فرحة بابي الأولى 
ثم سكتت وتابعت بغمزة لعوب وهي تضحك بخفة 
عرفتي بقى هو بيقولك هنايا ليه ! 
أماءت الصغيرة بإيجاب وهي
تبتسم باتساع وسرعان ما ارتمت على جسد أمها تعانقها هاتفة 
أنا بحبك أوي إنتي وبابي يامامي 
واحنا كمان ياحبيبة قلبي بنحبك اكتر 
انتفضت بعيدا عن أمها فور سماعها لصوت باب المنزل وراحت تركض لخارج الغرفة وهي تصيح بفرحة غامرة 
بابي وجدو جم بابي وجدو جم 
استقامت جلنار واقفة وعدلت من ملابسها وكذلك شعرها ثم غادرت الغرفة بخطوات هادئة لكن في ثناياها ممتلئة بالشوق واللهفة لرؤية أبيها 
بالأسفل نزلت هنا آخر درجة من درجات الدرج ورأت جدها أمامها فركضت إليه بلهفة تصرخ جدو لينحنى نشأت لمستواها ويحملها فوق ذراعين لاثما وجنتيها بشوق هامسا 
وحشتيني ياحبيبة جدو 
هنا برقة 
وإنت كمان ياجدو وحشتني 
عاد يلثم وجهها من جديد فسألته هي باهتمام 
إنت بقيت كويس دلوقتي ياجدو 
ضحك
بخفة ورد عليها وهو يلتقط كفها يرفعه لشفتيه ويلثمه برفق 
وهو حد يشوف الهنا ويفضل تعبان 
لاحت بسمتها الخجلة على وجهها ولم تدم طويلة حيث صدح صوت جلنار الناعم وهي تتقدم نحو أبيها هامسة 
حمدالله على السلامة يابابا 
انحنى وانزل حفيدته من فوق يديه ليبسط ذراعيه أمامه يستقبل بهم ابنته التي انضمت لحضنه مردفة بشوق 
وحشتني يابابا ونورت بيتك كله 
نشأت وهو يلثم شعر ابنته ويضمها لصدره بحنو 
البيت نور من وقت ما رجعتي ليا ياجلنار إنتي وهنا 
جلنار بحب نقي 
ربنا يخليك لينا يارب 
تعلقت الصغيرة بقدم جدها وأخذت تشد بنطاله
بشكل متكرر حتى ينتبه لها وتهتف في عبوس وعينان منطفئة 
بابي فين ياجدو 
نشأت ببسمة هادئة 
بابا راح يخلص شغل و جاي ياحبيبتي وهو قالي مش هيتأخر 
مطت شفتيها للأمام بحزن وقالت بعينان تلألأت بالدموع وتذمر 
هو قالي هيجي مع جدو أنا زعلانة منه 
أنهت عبارتها الطفولية الحزينة واندفعت للأعلى حيث غرفتها تنوي المكوث بها والانفراد
بحزنها من أبيها بعيدا عن الجميع بينما بالأسفل الټفت نشأت تجاه ابنته وحدثها بلطف 
روحي ياجلنار شوفيها 
جلنار بهدوء وهي تمسك بذراع أبيها تساعده على الحركة 
حاضر يابابا هروح أشوفها بس الاول تعالى اوصلك اوضتك عشان ترتاح شوية 
سار معها ببطء تجاه الدرج يصعد درجاته بكل حذر وهي تساعده حتى انتهى ووصلوا لغرفته ساعدته على الاستلقاء فوق فراشه ودثرته بالغطاء جيدا ثم استدارت ورحلت حتى تقوم بتحضير وجبة الغذاء له وكذلك تطمئن على ابنتها 
بتمام الساعة التاسعة مساءا 
فتحت بدرية باب المنزل واستقبلت عدنان الذي دخل وأرسل لها بسمة بشوشة قبل أن يقود خطواته للطابق العلوى قاصدا غرفة ابنته وبيده
يحمل علبة كبيرة داخلها دمية إحدى أفلام الكرتون المفضلة لديها 
تحرك بخطوات هادئة حتى لا يوقظ أحد بالمنزل وبالأخص نشأت وقف أمام باب غرفتها ومد يده يمسك بالمقبض ويديره لليسار برفق ثم دفع
الباب للداخل بلطف وادخل رأسه أولا يتجول بنظره بين أرجاء الغرفة بحثا عن صغيرته لكن لا أثر لها فعقد حاجبيها باستغراب وقد تلاشت ابتسامته ليدخل ويغلق الباب هاتفا بصوت قلق 
هنا ! 
كانت الصغيرة تقف أمام النافذة تتابع بوابة المنزل منذ وقت طويل تنتظر وصوله وفور رؤيتها لسيارته تدخل لحديقة المنزل أسرعت تبحث بغرفتها عن مخبأ حتى تختبأ منه كتعبير طفولي لطيف عن ڠضبها وانزعاجها منه 
ظلت تستمع لصوته وخطوات قدمه وهو يبحث عنها بالغرفة بينما هي تختبأ في خزانة الملابس ورغم ڠضبها منه إلا أن عدم استطاعته في العثور عليها اشعرتها بالنشوة وجعلتها تضحك بصمت وحماس وبعفويتها الطفولية راحت تعتدل في جلستها داخل الخزانة ودون أن تنتبه أصدرت ضجة جعلته يتسمى بأرضه ويلتفت برأسه تجاه مصدر الصوت تحديدا إلى الخزانة ورفع حاجبه بباديء الأمر مستغربا لكن سرعان ما تحرك متريثا نحو الخزانة ووقف أمامها ينحنى برأسه ويضع أذنه فوق الباب فاقټحمت أذنه صوت أنفاسها المتسارعة وتلقائيا شقت بسمته العريضة ثغره ولمعت عيناه بخبث يفوق ذكائها الطفولي ليهتف بصوت قوى يتصنع الحزن 
ده أنا كنت جايب لهنون العروسة اللي بتحبها ياترى راحت فين دلوقتي !!! 
سكت لبرهة يستشعر وجود أي حركة منها لكنها حافظت على ثباتها المزيف فكتم ضحكته وتابع بمكر يعني جيدا ما يقوله 
أنا هسيب العروسة هنا بقى وأروح ادور عليها برا 
انهى عبارته وتحرك بخطواته تجاه الباب مصدرا صوت بقدمه متعمدا حتى يؤكد لها أنه يغادر وعند الباب فتحه ثم أغلقه مجددا واسرع بعدها يتحرك بخطا حذرة نحو أحد أركان الغرفة يتخفي خلفها وبالفعل كما توقع لم تكن سوى ثواني معدودة حتى رأى باب الخزانة ينفتح وتخرج منه ببطء تتلفت حولها برأسها لتتأكد من رحيله وعندما لم تجد أحد غيرها بالغرفة خرجت بكل اطمئنان واسرعت ركضا نحو الفراش حيث توجد فوقه علبة دميتها المفضلة وراحت تخرجها من علبتها وتمسكها بين يديها وهي تضحك بسعادة غامرة وتقفز فرحا 
خرج هو وتسلسل ببطء من خلفها وعلى
حين غرة انحنى وحملها فوق ذراعه وهو يقول ضاحكا 
مسكتك يا مكارة بتستخبي مني !
أصدرت هي صړخة عالية مڤزوعة وسرعان ما تحولت لضحكة عالية لكن لم تدم ضحكتها كثيرا حيث زمت شفتيها بحزن وقالت 
لا أنا زعلانة منك يابابي عشان قولتلي هتيجي مع جدو الصبح ومجيتش 
دنى منها ولثم شعرها ووجنتها بلطف هامسا في اعتذار حقيقي 
عقدت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها للأمام ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنها كإشارة على رفضها لأعتذاره فضحك هو ورد غامزا بعيناه البندقية 
طيب اوعدك مش هتتكرر تاني 
التفتت له وقالت بنظرة قوية تماما كنظرة أمها 
وعد !
أماء لها بالإيجاب وهو يبتسم فسكنت قليلا ثم ابتسمت هي الأخرى بدورها وراحت ترتمي عليه تعانقه وهي تهمس بنبرة تسلب العقول 
أنا بحبك يابابي ومقدرش ازعل منك خلاص 
وأنا بعشقك ياهنايا وفرحة وسعادة بابي ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك دايما إنتي وماما 
دامت عناقها لأبيها للحظات طويلة حتى ابتعدت عنه ونزلت من فوق ذراعيه لتبدأ في إخراج دميتها من الكيس الشفاف الذي يحاوطها وهي تضحك بحماس لكن سرعان ما عبس وجهها عندما راحت تبحث عن بطل الكرتون وحبيب الدمية رابونزل لتقول بحزن 
فين يوجين يا بابي ! 
غضن حاجبيه باستغراب ورد بجهل 
مين يوجين ده !! 
ردت بكل براءة وحزن 
ده الولد اللي بتحبه رابونزل 
استحوذ عليه السكون الممزوج بدهشته من ردها لكن ما ابتسم بزيف ورد محاولا تخطي الأمر 
بتحبه !!! لا هي حلوة وحدها كدا 
لم تنتبه لعبارة والدها وكانت منشغلة بشعر الدمية الطويل وقالت بتلقائية وهي تبتسم 
عارف يابابى دي شعرها سحري أول ما تغنيله بينور اوريك 
هز لها بالإيجاب فراحت هي تمسك بالفرشاة الصغيرة الخاصة پالدمية وأخذت تسرح لها شعرها كما
كانت تشاهدها في الكرتون وبدأ صوتها الجميل يظهر وهي تغني برقة 
ياوردة المعي خلي القوة يرجع اللي كان اللي ضاع زمان خففي الچروح رجعي اللي فات يرجع اللي كان يرجع اللي ضاع ضاع من زمان
توقفت بعد انتهاء الأغنية ولم
تجد شعرها يضيء فراحت تصيح وتبكي بحزن 
شعرها مش بينور ليه !!! 
قهقه عاليا واجابها من بين ضحكه محاولا تهدأتها 
ياحبيبتي دي عروسة مش حقيقية شعرها هينور ازاي لما تغنيلها بس 
هنا پبكاء حقيقي 
طيب إيه رأيك اغنيلك أنا لغاية ما تنامي 
هنا باعتراض وحزن 
لا أنا شعري مش سحري زيها ومش هينور 
رفع أنامله وراح يغلغلها بين خصلات شعرها الكستنائية الحريرية وهو يبتسم ويقول
بحب 
إنتي
 

تم نسخ الرابط