مجاهد
المحتويات
أحد الأولاد أستيقظ وعبث في النور... شعر ببريق من الأمل يتوغل داخل قلبه من ردها فهي اهتمت لاحظت تأخره في الخارج...ظلت مستيقظة من أجله وجد نفسه بالقرب منها كانت هادئة نظراتها مختلفة لم يعلم متى أشتعل الجو بينهم وفي لحظة أصبحت بين ذراعيه...فاق من شروده على صوت حركة خفيفة...تابعها بعيون شبه مغمضة وهي تتسلل من فراشه عندما تأكدت من نومه... بمجرد أختفائها جلس وأخذ يزفر پغضب بالرغم من مرور سنة على علاقتهم إلا أنها مصممة على الهروب والإنعزال بداخل غرفتها...أراد الذهاب لها وحملها بالڠصب إلى غرفته لكي يضعها مرة أخرى في فراشه حتى ينعم بدفئها وتنام في ه...لكنه لم يتزحزح من مكانه لم يرد أخافتها مقررا الإنتظار فما حدث اليوم تطور ملموس في علاقتهم وأخذ يراقب الفراغ بعيون خاوية مټألمة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع...همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها پغضب ...ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وڠرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه... شعرت بالإضطراب فهي أصبحت تشتاق له رغما عنها أصبحت تشتاق للمساته همساته الدافئة وهي بين ذراعيه...فهو دائما طيب وحنون معاها... عندما أصبحت زوجته فعليا كانت تتوقع النفور لكن العكس هو ماحدث كان رقيق معاها وضع مشاعرها في المقدمة لم يكن أناني حدثت نفسها پغضب ماحدث مجرد رغبة مجرد رغبة فقط لا غير فهو يمتلك من الخبرة ماتجعلك ترغبيه
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت _ يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول_ كفاية مماطلة في الكلام ويلا عشان متتأخروش أكتر من كده
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة...نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها...أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات..
تحدث بلكنة هادئة _ صباح الخير
ردت بلهجة باردة_صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال _ عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة_ كويسة
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة _ كل
دي شنطة نوعها أيه مش شايفها كبيرة شويتين
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا_ مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله_ توصلني فين
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس_آه اتاخرت نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
حاول التكلم بهدوء فقال_ مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض پغضب_ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له_ عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب
زمت شفتيها ورددت منفعلة_ نعم راجل غريب...طب ماانا بتعامل في الكلية مع معيدين ودكاترة رجالة ايه الفرق ولا هو تحكم فيا وخلاص
نظر لها متأملا حمرة الانفعال على وجهها وعيونها اللامعة شرد للحظات غارقا في جمالها الخاص عند الڠضب فهي مميزة في جميع حالاتها...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات_مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_طب ماهو هيحصلني وهيبقا متابعني وانا في العربية في ايه لما أركب العربية
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة_ عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة
نظرت إلى الساعة ثم إليه رأت بداخل عينيه نظرة مصممة على رأيه وهي ستتأخر إذا لم تتحرك الأن
رفعت رأسها له وأجابته بحدة_ وصلني
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها_ ماكان من الأول
تملكها الڠضب أرادت جرحه على فرض رأيه فقالت ببرود _ لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الڠضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسۏة قائلا بسخرية_ يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
أرتعشت والتزمت الصمت... تجاهلها وسار الى الخارج ولم ينتظرها فأسرعت خلفه مردده بأنفعال _ أستنى أستنى أنا
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب رفقته
كان ينظر الى الطريق لم يلتفت لها... فأخرجت مذكرة لتقرأها لأضاعة الوقت لكنها عجزت عن التركيز بسبب شعورها بالذنب
أقتربا من الجامعة وتوقفت السيارة على بعد عدة مترات من باب الجامعة
قبل خروجها تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بخفوت_ أنا أسفه أنا بالعكس بستمتع بالكلام معاك بحب وجودك
تجمد في مكانه مصډوما غير مصدق ماسمع هل تعتذر له... تناسى إھانتها إزاح غضبه بعيدا سأل بهمس_ أنتي قولتي أيه
_ أنا أسفة
_الكلام اللي بعد أسفة
_ بحب وجودك ورفقتك
قفز قلبه طربا لمجرد إحساسه بأن مشاعرها تغيرت تجاهه... أنها فقط البداية ليفوز بحبها...أرتسمت على وجهه علامات الأمل
وعلى عدة أمتار من باب الجامعة كانت تقف فتاتين يتحدثن
قاطعت نور الحوار مشيرة باتجاه السيارة المتوقفة_ مش دي زهرة بردو ومين إللي وقف معاها
التفتت داليا برأسها وحدقت بتركيز ليعلو ثغرها إبتسامة خفيفة_ أيوه هي ثم صفرت بإعحاب...إللي معاها قمرررر
قاطعتها نور قائلة _ وطي صوتك
أجابتها بضحكة متحمسة_ بطلي الخجل إللي إنتي فيه وخلي أفكارك متحررة زيي ومتحاوليش تكبتي مشاعرك وإعجاب وإللي مع زهرة عاجبني
بغنج ودلال مصطنع سارت داليا تجاههم
همست نور _ رايحة فين يامجنونة
أدارت رأسها وقالت بابتسامة متلاعبة_ هتعرف عليه
_أهدي ياداليا وبلاش شغل الجنان ده
_وأنا بموووت في الجنان
انفرجت شفتاها بابتسامة مغرية _صباح الخير يازهرة
ردت عليها _ صباح النور ياداليا
سألتها وهي تختلس النظر له_ أول مرة تتأخري عن محاضرة
شعرت بوخز حاد في قلبها وهي ترى نظرات داليا الملتهمة له
ردت بنبرة جافة_ لزم أول مرة في أي حاجة
أطلقت ضحكة خاڤتة مغرية_ طبعا... مش تعرفينا يازهرة على حضرته ثم نظرت له ومدت يديها لكي يصافحها...أنا داليا صاحبة زهرة الأنتيم
صافحها قائلا بابتسامة_ أكنان ...أختلس النظر الى زهرة فوجد وجهها عابس مكفهر
كان واضح لها أن داليا كانت تحاول لفت أنتباهه وهو عرف نفسه على أنه أكنان فقط بدون كلمة زوجها...الكلمة التي حاولت أخفائها عن الجميع هنا...شعرت بعدم الارتياح ومزيج من المشاعر المختلفة
قاطعتهم بابتسامة باهتة_ وأبقا مراته ياداليا وغمزت لها بسخرية
نظرت لها ببلاهة حائرة_ مراته هو أنتي متجوزة
ردت عليها بجمود_ مش لازم حياتي الشخصية كل حد يعرف بيها ومع السلامة ياداليا
ردت بغيظ مكتوم _ سلااام يازهرة ...سلااام ياأكنان ثم سارت مبتعدة
رد زهرة الجاف ومعرفتها أنه زوجها كان كسيل الماء
البارد المنهمر فوق رأسها...أكملت طريقها وهي تشعر بالڠضب والغيرة منها
تفحص وجهها قائلا بابتسامة خبيثة_ مكنش ليها لزمة تتكلمي مع صاحبتك بالحدة دي
لمعت نظراتها ببريق حاد وهي ترد_ أولا هي مش صحبتي وعلاقتي بيها من بعيد لبعيد
_بردو مكنش المفروض تكلميها بالأسلوب ده
_ يعني أنت مشوفتش كانت بتتكلم أزاي دي كانت بتتقصع قصادك
أراد أخراج مابداخلها من انفعالات_ وفيه أيه
ردت عليه وعلى وجهها تعبير غاضب_ كلامها باين من كلامها أنها معجبه بيك
غمز لها قائلا_مش أول واحدة تعجب بيا
هتفت بغيظ_ نعم أنت جوزي وأنا مسحمش لأي واحدة تقلل من كرامتي
_ تقلل من كرامتك مش مزودها شوية واحدة بتتكلم مع واحد بتحسبه مش مرتبط وهي مش غلطانة عشان أنتي اللي مش قايلة لحد أنك متجوزة...أنتي متأكده مفيش حاجة تاني غير الكرامة إللي معصباكي كده...نظر لها بتمعن وقال ممكن تكوني غيرانة
أطلقت ضحكة قصيرة وأرجعت رأسها للوراء ثم نظرت له_ غيرانه لا طبعا...بس مش بحب نوعية داليا فكرتني بواحدة زمان نفس الطبع وحبيت أحطها في مكانها الطبيعي...أنا مراتك وأنت ملكي زي ماأنا ملكك
شعر بالڠضب من ردها فهي عنيدة جدا وحريصة على كتمان مشاعرها الحقيقية...رسم على وجهه أبتسامة خفيفة ثم قال_ مضطر أسيبك دلوقتي مع السلامة ياحبي
_ سلام ثم سارت باتجاه البوابة
ظل أكنان في داخل السيارة يتابع دخولها بشرود محدثا نفسه الى متى ستظل ټقاومه وعندما أختفت تماما انطلق بالسيارة
أنتهت المحاضرة ولم تعلم الى أين تذهب فهي لاتريد مقابلة شلة داليا في الجوار والمحاضرة الأخرى بعد ساعة...قررت أن تذهب الى المكتبة فهي نادرا ماتتواجد هناك هي وأصدقائها...وعندما أقتربت من المكتبة سمعت صوت داليا يبدو أنها بالداخل أرادت الرجوع لكن الفضول تملكها لمعرفة سبب ضحكتها العالية
داليا بسخرية _ قال أيه بتقول جوزها...جوز مين اللي ظهر مرة واحدة أنا متأكده أنها مقضيها معه من غير جواز
نور برفض_ لا طبعا كلنا عارفين أخلاق زهرة
زغرته بنظرات حاړقة_ مش عاجبك الكلام أمشي وملكيش دعوة بشلتنا
تراجعت نور في كلامها فهي لاتريد ترك جماعة داليا المسيطرة فوالدها عميد الكلية_ خلاص متتعصبيش
ثم تعالت ضحكاتهم الساخرة...ضحكت داليا وهي تقول يااما تحت السواهي دواهي
لم تصدق ماسمعت أرادت الدخول لهم لكنها تراجعت فهي لاتريد أحداث شوشرة في الكلية يكفي ماحدث وأنفعالها على داليا...رجعت للوراء بأقدام متثاقلة تريد الهروب منهم
______بقلم_سلمى_محمد
نظرت إلى الساعة فوجدتها تخطت الثالثة صباحا... تنهدت بعمق فهو لأول مرة منذ زواجهم يتأخر في الخارج... فكرت بالإتصال بزهرة لكي تفضفض معاها في الكلام وقامت بحساب فرق التوقيت هنا وهناك فوجدت أن زهرة
متابعة القراءة