جوازة ابريل
المحتويات
إلى أجابته بابتسامة ارتسمت على فمها قبل أن تخرج رأسها من الداخل بحذر وتجيبه بالنفي لا لسه .. الفستان بروفته بكرا
ضحكت على لهجته المتلهفة وأخبرته بعناد ممزوج بالدلال انسي لا مش هتشوفه الا يوم الفرح
تركت باب السيارة مفتوحا لتعود إلى جانب الرصيف ووضعت ما في يدها لتعدل وقفتها وهي تعد الأكياس بسرعة في ذهنها فأضاء وجهها بابتسامة كبيرة عندما تأكدت من أنها أخرجتهم جميعا قبل أن ترد عليه بتذمر بسيط من إلحاحه والهاتف لا يزال على أذنها بس بقي يا مصطفي مش مخليني عارفة اركز
أدارت ابريل جسدها وكانت على وشك التحرك تنوي العودة إلى السيارة لتغلقها لكنها لم تتقدم إلا خطوتين ثم شهقت بصوت عال متفاجئة بمرور سيارة بسرعة قصوى كالبرق لتتراجع في حالة هول مفزع عندما رأتها تدفع الباب المفتوح بكل قوتها مما أدى إلى إنتزاعه من مكانه.
بقلم نورهان محسن
فى فيلا صلاح الشندويلي
تحديدا داخل غرفة هالة
تقدمت لميس من السرير بخطوات بطيئة وهي تنظر إلى ظهر هالة التي كانت تجلس وظهرها عليها وهي تحتضن وجهها بين يديها وتبدو مفطورة من البكاء مم جعل الأخرى تبتلع لعابها باضطراب وبحذ وضعت كفها على كتف هالة وربتت عليه بخفة وهمست بندم صادق انا اسفة يا هالة .. عشان خاطري ما ټعيطي .. والله انا ماكنتش اقصد
انخرطت لميس على الفور في بكاء مرير مصحوبا بالتنهدات الممزقة قال .. وانا اللي قاعدة انتقدك علي العشاء .. وعيني متبعاكي اول ما ياسر بيبصلك .. ويبتسم بتتغيري من فوقك لتحتك .. وبتتحولي لقطة وديعة قدامه .. وهو دا بالظبط اللي بيجري معايا لما بيكون قدامي
سألتها لميس بتردد يعني مش زعلانة مني!
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
تطلعت لميس إلى ملامح وجهها الحمراء بعينين متعاطفتين بينما خفضت الأخرى رموشها وهي تشعر بالدموع ټحرق عينيها من جديد لكنها تجاهلت ذلك وهى تستطرد تقول بصوت خاڤت ما كان يجول في أفكارها بصدق خاېفة اقوله ان كل اللي بيحصل مش عجبني ومضايقني .. بس معرفش هيكون رد فعله هيكون ايه .. انا لسه مش قادرة افهمو كويس .. و اذا واجهت هضطر اخد موقف انا مش جهزالو..
أخذت نفسا عميقا وهي تربت على كف لميس ثم أردفت بلطف بس انتي موضوعك غيري خالص يا لميس .. انتي مش عايزة تشوفي غيره بعينك من وانتي صغيرة .. ولما كبرتي بقيتي ترفضي العرسان اللي اتقدمولك .. وفضلتي متعشمة بحاجة انتي عارفة انها مفهاش أمل .. باسم فعلا شايفك اخته هو بيحبك زي اخته وانتي عارفة كدا..
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
وفضلت الصمت وهي تخفض وجهها في خجل وتدرك في داخلها أن ما قالته صحيح فتذرف الدموع من جديد بجوى.
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة ضامة قبضتيها إلى صدرها وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها دفعة واحدة ولم يتمكن عقلها من استيعاب ما حدث للتو.
بعد بضعة ثوان أخرجت نفسها من قوقعة الصدمة بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على الاقتراب من سيارة ريهام بخطوات بطيئة لتجحظ عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بعد أن رأت الباب الخلفي للسيارة منزوع من مكانه وملقى بإهمال على بعد مسافة من السيارة فشعرت للحظة أنها فقدت القدرة على التفكير أو النطق حينما تخيلت أنها في مكان هذا الباب.
پغضب رفعت عينيها إلى الرجل الطويل الذي ترجل للتو من سيارته مترنحا وهو ينظر حوله في تيه.
تقدمت نحوه بخطوات سريعة قبل أن يتمكن من الهروب بهذا الفعل الشنيع ثم ركلت باب السيارة الذي سقط على الأرض بخفة وهي في طريقها إليه لتصرخ پغضب انت يا حضرت .. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار جسده نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
تحدثت پصدمة إستباحت ملامحها لا تقل عن صډمتها عندما اصطدمت السيارة أمامها قبل دقيقة مش معقول .. انت ازاي تيجي ورايا لحد هنا!
حدق بها باسم وفاغرا فاهه محاولا التنفس بإستماته لكن شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته ممزقا مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
شعرت بثقل نبضات قلبها بطريقة غريبة من شكله المثير للشفقة وقطرات العرق التي كانت تتساقط من جبهته فإستفهمت پخوف حاسس بايه!! انت مش قادر تاخد نفسك صح
استدار باسم للجهة الأخرى ليمضي بخطوات غير منتظمة وكأنه لم يسمعها كما بدا لها وكأنه قد مغيب عن الواقع.
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
جلست ابريل مقابله على الأرض جاثية على ركبتيها فرأته يسند رأسه على سطح السيارة ويرفع وجهه للأعلى وما زال يكافح من أجل التنفس بصعوبة فنظرت حولها وهي تقول بنبرة مشتتة هو مفيش حد هنا يساعدنا الناس كلها نايمين!!
تحركت أصابعها الباردة لا إراديا ومسحت قطرات العرق من أعلى جبهته وناقوس القلق يطرق طبوله الصاخبة في قلبها المرتجف عندما لم تتلق أي رد منه فتلعثمت تناديه انت كويس .. رد عليا .. ماتخوفنيش!!!
رفع باسم أصابعه ودلك فوق صدره مكان قلبه الذي ينبض بقوة مثل محرك قطار سريع والشعور بالدوخة والتنميل في أطرافه يزيد ليهمس بصوت متقطع لاهث يملؤه الخۏف الشديد مش قادر .. اخد نفسي .. قلبي هيقف
اقتربت ابريل منه أكثر بعفوية ووضعت يدها المرتجفة على كتفه محاولة طمأنته فى حين أنها كانت تكاد ټنهار من الړعب أيضا لتجيبه پخوف وقلق بالغين لالا ماتخافش .. انا معاك .. هتبقي كويس .. بس خليك معايا .. بصلي هنا
حدقت ابريل في احمرار عينيه وكأنه يختنق حقا وهو يميل برأسه إلى الأمام وينظر إليها پضياع ثم أجابها بضيق شديد في التنفس مش عارف .. اتنفس .. مش عارف!!
تضاعف ذعرها وسرعان ما رفعت رأسه تثبتها إلى أعلى بكفيها وأخبرته بنبرة آمرة ممزوجة بالقلق خلي راسك لفوق كدا .. وخد نفس طويل من بوقك ..
بدأ يسعل عندما حاول التنفس بقوة فهزت رأسها بالنفي وقالت مصححة له لا .. لا من بوقك
حاول مرة أخرى لكنه فشل وزاد شعوره پألم في الصدر والاختناق فتحركت دون لحظة من التردد وفتحت أزرار قميصه لكي تساعده على التنفس بحرية لتردد بصوت وصل إليه من بعيد
رغم نبرة صوتها العالية بينما كانت تشعر بضخ قلبه القوي تحت كفها خليك مركز عليا..
أخذت ابريل نفسا عميقا من خلال أنفها ثم أخرجته ببطء عبر فمها بينما كانت تشرح له بصوت منخفض اتنفس براحة .. ايوه .. خد نفس زي كدا معايا .. علي مهلك .. وبعدين طلعو براحة
أضافت ابريل سؤالا بإشمئزاز ايه الريحة دي .. انت شارب ايه!!
ظل باسم يتبع تعليماتها وهو ينظر للأعلى محاولا استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء ببطء وحذر مم جعله يشعر بالاسترخاء تدريجيا وهي تتفحصه بعينين قلقتين على أمل أن تهدأ ارتعاشته وأدركت أنه أصيب بنوبة هلع مفاجئة مم أدى إلى ظهور هذه الأعراض عليه وفسرت سببها على أنها تلك الحاډثة التي حدثت قبل قليل معهم مع محفز المشروب الكحولي الذي تناوله.
تثرثرت ابريل بصوت خاڤت انت حصلك بانك اتاك .. اتنفس بإنتظام و براحة .. ها .. حاسس انك احسن شوية .. دقات قلبك هديت شوية .. دي علامة كويسة..!!
قالت ذلك ببعض الارتياح بعد أن شعرت بنبض قلبه المنتظم من معصمه البارد لتتحرك حدقتيها
متابعة القراءة