جوازة ابريل
المحتويات
المفروض اهلي واكتر ناس المفروض تخافوا عليا وعلي مستقبلي مش بإيديكو تراهنو علي حياتي مع واحد بدأ معرفته بيا بكذبة .. انا هسكت عن اللي انتو عملتو في حقي .. بس عشان استضفتوني هنا طول الاربع سنين اللي فاتو .. كتر الف خيركم
قالت ابريل جملتها الأخيرة بابتسامة ساخرة من زاوية فمها لتزفر سلمي الهواء بقوة وأجابت بأعصاب متوترة اسمعي يا ابريل واضح انك مش هتستوعبي اي كلام هقوله .. مش هنعرف نكلم وانتي في الحالة دي .. ف انا هسيبك دلوقتي تستريحي .. انتي محتاجة تهدي اعصابك عشان تعرفي تفكيري صح
التفتت إليها سلمى بابتسامة صفراء لتقول بنبرة جعلتها هادئة لا مش صغيرة بالعكس انتي ست العاقلين يا حبيبتي .. بس وقت الزعل وارد ان يطلع كلام ممكن يدمر الدنيا .. ووجود التليفون معاكي ممكن يخليكي تتسرعي وتكلمي مصطفي فكري الاول كويس عشان تعرفي تاخدي القرار السليم
كيف كانت تتوقع الحب والاحتواء والدعم من هؤلاء المنافقين وجميعهم لا يحملون في قلوبهم ذرة من الحب أو الرحمة تجاهها بل البرود تستوطن أعينهم متحسرة علي الثقة التي منحتهم إياها وحصدت في المقابل النفاق والغدر
التقطت ابريل أنفاسها بصعوبة بالغة بسبب التوتر العصبي الشديد الذي تعانيه تمسد صدرها كأنها تحارب من أجل الحصول على الهواء ثم بقلة حيلة حينما فشلت فى تهدئة نوبتها ذهبت مباشرة إلى الطاولة وأمسكت بجهاز الاستنشاق لتضعه فى فمها قبل أن تضخه مرتين ببطء ودموعها تنساب من زاويتين عيناها ثم اڼهارت على السرير خلفها تنام على ظهرها في محاولة لإرتخاء أعصابها المضطربة وهى تستحضر صورة جدتها فى مخيلتها.
في مساء نفس اليوم قرابة الساعة السابعة مساء
كانت ريهام في متجر الملابس الخاص بها مع صديقتها المقربة التي كانت تجلس بجانبها على الأريكة الطويلة ونظرت إليها مستنكرة هدوء ريهام واللامبالاة التي تتحدث بها ثم حثتها على اكمال حديثها باهتمام وبعدين!!
رفعت ريهام كوب القهوة الداكنة التي تحب شربها بكثرة واحتست القليل منها بتأنى ثم تابعت سردها لما حدث في مقابلتها مع رزان بنبرة لا مبالية مليئة بالشماتة ولا حاجة .. لما سمعت الريكورد بصوت باسم وهو بيقول فيه .. ان خطوبته منها مؤقتة عشان يسكت عنه الاشاعات اللي كل يوم والتاني طالعة عليه .. ولما يبطلوا كلام عنه وينسوه شوية هيسيبها .. وشها اتقلب وعيطت من الصدمة ماكنتش مصدقة انه بيلعب بيها وبيستغلها
رفعت ريهام كتفيها باستخفاف دون أن تنظر إليها وهمهمت بصوت مشوب
بالثقة والغطرسة المفرطة يعني هيعمل ايه ! وايوه انا متأكدة من انها مش هتقول حاجة .. ماتنسيش زي ماقولتي انا راكبة تليفونه واي حاجة بتوصله بيجيلي بيها اشعار .. وعلي ما يعرف هتكون هي باي باي طارت علي باريس
تطلعت إليها بابتسامة واسعة في الجملة الأخيرة المليئة بالدهاء الأنثوي بينما زمت الأخرى فمها بنظرة مستاءة من تفاخر ريهام وتباهيها بتصرفاتها المچنونة.
تنهدت ريهام بغير اهتمام لنظرات صديقتها حيث قامت بلف خصلة من شعرها حول إصبعها فى تفكر ثم تابعت مقوسة فمها انا ماكلفنيش غير تذكرة الطيارة وحجز الاوتيل ..
اتسعت ابتسامة ريهام فجأة عندما التفتت إليها بجسدها كله على الأريكة وهتفت بنبرة ماكرة مليئة بالحماس دا انا عملت فيها حتت مقلب .. حجزتلها في اوتيل شيك جدا لمدة نص يوم كفاية جدا عليها .. علي ما ترجع اكون عملت اللي انا عايزاه
هزت صديقتها رأسها غير مصدقة شړ وخبث أفعالها لذا ردت عليها پصدمة بجد ماطلعتيش سهلة يا ريهام والله انتي يتخاف منك دماغك سماوية طرش
حدجتها ريهام بحاحب مرفوع ثم هتفت بصوت منزعج يعني كنتي عايزاني استني وافضل حاطة ايدي علي خدي واتفرج عليه لحد ما ينفذ اللي في دماغه وممكن يحبها بجد او فعلا يوصل الموضوع لجواز حقيقي
ارتشفت صديقتها من كأس العصير وتلفظت بنبرة متلاعبة ضاحكة يبقي المقلب من نصيبك انتي لو هي غيرت رأيها وماسفرتش
تبادلت ريهام معها نفس النظرات الماكرة وهي ترفع إحدى حاجبيها بتخابث مخاطبة إياها بثقة كبيرة من نجاح خطتها التي رسمتها بدقة وقامت بتنفيذها بمهارة فائقة لا هتسافر واحتمال كبير اوي يطلب ايدي في الحفلة كمان بعد ما يفهم اني انا بس اللي بحبه ومتمسكة بيه
بقلم نورهان محسن
في نفس الوقت
داخل حديقة فيلا صلاح الشندويلي
كانت هالة ولميس جالستين تراقبان من بعيد تجهيزات العمال في الحديقة وتتحدثان في مواضيع مختلفة وهم يتفحصون مجلات الموضة حتى قاطعهم صوت رنين هاتف هالة فأخذته من فوق الطاولة وتفقدته شاردة الذهن وهى تنظر إلى الشاشة بتردد ثم قالت لميس بهدوء طالما قررتي تكملي يبقي الهروب مش هينفع كتير ردي عليه وشوفيه هيقول ايه!!
اكتفت هالة بإيماءة خاڤتة فابتسمت لها لميس ابتسامة مشجعة قبل أن تقوم من مقعدها وتتجه نحو المطبخ لتترك لها بعض الحرية في الحديث.
اخذت هالة نفسا عميقا واستقبلت المكالمة ووضعت الهاتف على اذنها وقبل أن تتمكن من الكلام سبقها صوت ياسر وهو يسأل بسرعة وبلهفة كنتي فين !! فضلت اكلمك طول اليوم ومابترديش ولا بتفتحي الواتس
تمددت ابتسامة من زاوية فمها ساخرة داخليا من هذا الاهتمام غير المتوقع منه أم أنها هي التي لم تسعد بتعبيره عن اهتمامه بها
تجاهلت هالة أفكارها وانحنت إلى الأمام وأمسكت بالمجلة وفتحتها لتتصفح صفحاتها دون اهتمام حقيقي بما تراه ثم أجابته بلا مبالاة فضلت نايمة معظم اليوم .. انت عارف بكرا هيبقي يوم طويل ولما صحيت انشغلت شوية
اتاها صوت ياسر الهامس ممازحا طيب .. لو كنتي مشغولة بتفكري فيا هسامحك .. بس لو كانت حاجة تانية شغلاكي فانا زعلان منك
فسر ياسر عدم ردها على أنه خجل منه وتوتر من يوم الغد المزدحم بالأحداث ثم همس ببحة ذكورية جذابة افهم من سكوتك دا انك كنتي بتفكري فيا
رمت هالة المجلة بجوارها بإهمال وأسبلت عيناها بالأرض قبل أن تجيبه ببرود تفاجأ به ياسر وهي تلعب بطرف حذائها لا مشغولة بحاجات تانية
بلل ياسر فمه الجاف وتمتم بنبرة أجش مغازلة وحشتيني علي فكرة .. كنت محتاج اسمع صوتك .. هي ايه الدوشة دي!
عضت هالة على فمها لتمنع نفسها من الابتسام والتأثر بكلماته الرقيقة لقد أصبحت تخاف من اللحظات السعيدة معه حتى لا يصدمها فيما بعد لذلك تجاهلت رسائله والرد عليه طوال اليوم على أمل أن تستعيد توازن قلبها من جديد أمامه وتضع حدا لنفسها بعدم انخراطها فى شيئا يهدم أعصابها ثم ردت على سؤاله الأخير بنبرة هادئة العمال هنا بيوضبو الجنينة
استغرق ياسر ثوان قليلة يأخذ نفسا عميقا ثم عاد ليسألها بمكر رجولي طب ايه ماوحشتكيش ولا ايه!
ابتلعت لعابها بصعوبة عندما ظهر في أفق أفكارها هاجس بعيد عن جوهر حديثهما جعلها تشعر وكأنها على وشك الاختناق بسبب ذلك الشعور الذي اجتاحها فجأة عندما تخيلته يتحدث معها وتلك المرأة اللئيمة بجانبه كما هي العادة في الآونة الأخيرة فخرجت كلماتها غير مترابطة من عمق شرودها لا .. وحشتني .. انت لسه في العيادة
لم تمنع سؤالها الفضولي من طرحه جهرا إذ أرادت أن تعرف هل هي معه أم لا وكان قلبها يخفق بترقب تنتظر الإجابة منه التي جاءت منه غير قاطعة بالنسبة لها لا خلصت .. بكلمك وانا بركن وطالع علي البيت
صمتت هالة لثوان معدودة تفرك فروة رأسها ثم واصلت بنبرة بدت عادية ظاهريا لكن كان يغلفها الشك الذي أصبح يهسهس لها رغما عنها حمدلله علي السلامة .. ويارا
اخبارها ايه!! فينها كدا!
صمت ياسر برهة لتتنفس هالة خلالها الصعداء لعدم وجودها معه ثم أجابها ببساطة والله ما انا عارف انشغلت طول اليوم ما بين المستشفي والعيادة والتفكير فيكي و نسيت اكلمها ولا هي كلمتني
أضاف بسؤال مليء بالحيرة هي مابتكلمكيش ولا ايه
عادت هالة بظهرها على ظهر المقعد تريح جسدها عليه وقالت باختصار لا
جعد ياسر حاجبيه بغرابة حيث أن يارا أخبرته أنها تتصل بها باستمرار لكنه تجاهل التفكير في هذا الأمر الآن وتمتم بعذر جايز مشغولة عشان الخطوبة بكرا ولا حاجة
لم يعجبها تبريره لأفعال تلك اللئيمة لكنها تغاضت عن الرد ومررت أطراف أصابعها على خصلات شعرها الذي نفثته الريح متلاعبة به بينما تعقب بنفس النبرة المقتضبة ممكن
أتاها صوته العميق من جديد دون أن تتلاشى الابتسامة التي ملأت نبرة صوته تصدقي قلقان اقفل معاكي وتختفي تاني ماعرفش اطولك غير بكرا في الحفلة
أجابته هالة بصوتها الرقيق ضاحكة بلطف لأول مرة منذ بداية المكالمة لا مش للدرجادي
شعر ياسر بسعادة غريبة عندما استمع إلى صوت ضحكتها وواصل الحديث بصوت متحمس خلاص هطلع البيت اخد شاور واكل حاجة خفيفة وهكلمك ماتبعديش عن التليفون
استنشقت كمية من الهواء واتسعت البسمة على فمها بارتياح وهي تومئ برأسها كأنه رآها ووافقت بنعومة حاضر باي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالي ساعة
فى المنصورة
داخل منزل احمد
تقف نادية في المطبخ أمام الموقد مرتدية طقم بيجامة صيفي رياضي مصنوع من القطن مكون من تي شيرت أحمر شاحب وبنطلون أبيض منقوش عليهم حروف إنجليزية صغيرة بينما تقوم بإعداد الطعام دون أن تدرك من الذي تسلل من خلفها بخطوات صامتة لتشهق من الفزع وهي تتأوه پألم طفيف اي .. ايه دا!!
استدارت نادية على صوت ضحكته المتسلية وهي تضع يدها على قلبها الذي كان ينبض بشدة وحدقت به مغتاظة قبل أن تلكزه
متابعة القراءة