جوازة ابريل
المحتويات
داري بالدنيا من حواليك
_والله كان نفسي اقولك وحشاني اوي يا سوسو .. بس انتي سبقتيني
تلاشت إبتسامة والدته مجعدة ملامحها قبل أن تستفسر بدهشة انت طالع بكاش بالشكل دا لمين يا واد انت
غمز باسم لها معقبا بمزاح مشاكس واد!! بقي كل الوسامة والعضلات دي كلها .. وبرده بتقوليلي واد .. وهكون طالع لمين ما هو اكيد لصلاح حبيب القلب يا سمسمة!
باسم بتساءل طريف انتي ملخبطاني هو دا خوف ولا تهزيق يا ام القرد!!
رسم باسم على وجهه تعبير التوسل اللطيف فهزت رأسها بالرفض زاجرة إياه بجدية مش هاكل من حركاتك دي يلا قوم .. انا ورايا مليون حاجة عايزة تخلص عشان خطوبة اختك بليل ولسه ضيوف كتير هيجوا وشغلانة كبيرة .. اسمع خمس دقايق وتكون قدامي تحت في حاجات كتير عايزاك فيها فاهم
استلقى باسم على بطنه بعد أن غادرت الغرفة ومد ذراعه إلى طاولة السرير والتقط هاتفه من فوقها ونقر على الشاشة بنصف عين مفتوحة وضغط على رقم رزان ووضعه على أذنه وبدأ الرنين حتى النهاية ولم
يتلق أي رد فرماه بجانبه وأغمض عينيه مرة أخرى دون اهتمام.
بقلم نورهان محسن
في المنصورة
عودة إلى غرفة نوم أحمد
بحبك و دايب فيكي ..
غمغمت نادية في استرخاء تام مبسوط وانت معايا يا حبيبي
_انا فوق السحاب يا روح قلبي و اسعد لحظات عمري .. اوعي تبعدي عني يا عمري .. ابريل .. ماتبعديش عني تاني .. اوعي
قال ذلك وعيناه مغمضتان دون أن ينتبه للاسم الذي نطق به في غمرة أفكاره الصاخبة ولم ير نظراتها المټألمة مباشرة بعد ما قاله كما الصدمة الچارحة التى ظهرت بوضوح في ملامحها ونبضات قلبها العالية مكملا ما بدأه وصولا إلى المرحلة الأخيرة.
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل التاسع عشر سم لذيذ رواية جوازة ابريل ج
أسوأ إنسان هو الذي يقول شيئا وهو يقصد بكلامه شيئا آخر وهو الذي يقدم طع نته بين الكلمات المغطاة بالورد وهو الذي يخدع أحدا بالقول أو الفعل الذي يسبب الأڈى بطرق ملتوية دون أن يدرك الطرف الآخر الأمر من أجل الوصول إلى غاية ومنفعة فهو كمن يضع الس م في العسل ليغلف طعم العسل اللذيذ بالس م الهارى ويلتهمه المس موم عن طيب خاطر فيقضى عليه بغتة.
داخل غرفة ابريل
تضم شال جدتها العتيق إليها وهي مستلقية على جانبها الأيمن بينما تجول عيناها في نقطة واهية وعقلها يردد بحزن
اليوم اكتشفت أن الجميع خذلوني دفعة واحدة.
العائلة التي كنت أتمناها منذ طفولتي
والذي أحببته في طفولتي
والذي ظننت خطأ أنه المرسى الذي ستلجأ إليه سفينتي التائهة وتهتدي إلى شواطئه الرحيمة.
كل هذا كان مجرد سراب ولا أعرف السبب لكنني أدركت الآن أنني كنت أسكب عطفي ومحبتي في قلوب مثقوبة كالعمياء أريدك يا جدتي أحتاجك بشدة.
نهضت ابريل فجأة من مكانها ومدت ذراعها لتفتح درج المنضدة بجانب السرير بحثت بأصابعها قليلا داخله ثم أخرجت دفترا بغلاف أخضر لونها المفضل وسحبت القلم المشبك بإحدى صفحاته وهي تتراجع إلى الجزء الخلفي من السرير متكئة على ظهره وهي تجفف دموعها بظهر يدها وأخذت تكتب بإندماج حتى تخرج كل مشاعرها كما كانت تفعل في الطفولة فالقلم والورقة هما أول أصدقاء حقيقيين لها في هذا العالم.
من حقي اتأخر في الجواز زي ما انا عايزة وافركش الف خطوبة لو مش حاسة ان دا الشخص المناسب وامشي من المكان اللي مفهوش راحتي واهجر الناس اللي مش مقدرة وجودي ماختارش اختيارات غلط عشان الناس قالت وعادت وضغطت عليا عشان وقت ما هكتئب وهحزن وهندم وهتعب هكون لوحدي هقع وهضعف وهعيط ومفيش ايد هتتمد تطبطب عليا هسمع كلمة معلش ودي مابتأكلش عيش ولا بتداوي ۏجع ومش هيقولي انا اسف زقيتك في الاتجاه الغلط و كنت سبب في وقعتك دي لو حسبتها بحسابات الناس هعيش حياة هما اللي اختاروهالي وهتكون حياة تعيسة هفضل حاسة طول الوقت اني مش راضية واني غريبة عنها ومش حبها ولا مبسوط فيها ولا بيها لحد ما هنطفي وادفن بالحيا وهبقي مجرد جسم بيتحرك زي الروبوت من غير روح ولا مشاعر بعد ما كنت كلي طاقة وحيوية انا مش هم وت نفسي عشان اعيش في نظر الناس اكون اولا اكون وانا ومن بعدي الطوفان هعيش حياتي يوم بيوم مش هسمع ليهم يعيشوا حياتهم علي حساب حياتي .. راحتي النفسية اهم منهم ومن كلامهم ومعتقداتهم القديمة المتهالكة الظالمة
أغلقت ابريل الدفتر وأغمضت عينيها وأخذت تنظم أنفاسها ببطء.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
فى غرفة نوم فهمى الهادي
دخلت سلمى الغرفة لتجده أمام المرآة وهو يربط ربطة عنقه فقالت بابتسامة صباح الخير يا حبيبي
الټفت فهمي قليلا فرأها تقترب منه لينظر مرة أخرى إلى انعكاس صورته في المرآة وردد بهدوء صباحوو يا سوما
فور أن وقفت بجانبه أردف فهمي بتساءل معقول انتي لسه مالبستيش
تنظر إليه عبر المرآة ثم أجابته بالنفي لا يا روحي .. ما انا مش هروح الاوتيل انهاردة .. انت ناسي انهاردة خطوبة هالة ولازم احضر نفسي واعمل شعري
هز رأسه بتفاهم قبل ان يعقب وهو يشكل ابتسامة علي محياه اه دا انتي يومك طويل بقي .. الولاد نزلوا عشان نفطر
أنهى فهمي جملته بسؤال وهو يضع بعضا من عطره المفضل على رقبته فيما أمالت سلمى رأسها وغمغمت بنبرة عادية هنفطر انا وانت وعمر .. يوسف خرج من بدري و ريهام لسه نايمة انت عارف مابتصحاش دلوقتي
الټفت فهمي إليها برأسه وسألها بحذر طيب عملتي ايه مع ابريل..!!
اجابت سلمي علي الفور بابتسامة لم تصل إلى عيناها ماتقلقش علي ابريل هي نايمة واطمنت بنفسي عليها من شوية
صمت فهمي لبرهة ثم ما لبث أن سأل بترقب مش ناوية ترجعيلها تليفونها الحركة دي مش صح هي برده مش صغيرة
تنهدت سلمي بصوت مسموع قبل أن تجيبه بفتور شديد مش معني انها اتخرجت وبقت مهندسة .. انها تكبر علينا احنا اهلها
وعايزين مصلحتها وهي متهورة ومابيهمهاش حد .. واذا مصطفي او مامته خدو خبر باللي حصل امبارح هيحصل مشاكل كتير
رد فهمي بنوع من الإقتضاب وهو يرتدي ساعته الفاخرة في معصمه الأيسر ماتدفعيش عنه عشان قريبك .. لولا كدا ماكنتش وافقت علي طلبه
هتفت سلمي رغما عمها في انفعال انا مابدفعش عن حد يا فهمي .. مصطفي راجل قد كلمته وكان ناوي علي اللي وعدنا بيه قبل مايتجوز بنتك ومفيش حاجة قصر فيها معاها
ارتفع حاجبيه في سخط وهو يدير جسده إليها ليواجها بعضهما البعض ويكرر بصوت غير راض بنتي!! انتي بلسانك اهو بتقوليها .. عشان هي بنتي وافقتي علي اللي بيحصل واقنعتيني بيه .. بس لو كانت ريهام هي اللي في نفس الموقف .. لا انتي كنتي هتقبلي ولا هي من الاساس كانت هتوافق
زاغت نظراتها مزدردة لعابها لتقول بتوتر مخفى ياريت مصطفي ينفع ريهام .. بس لا هو في دماغها ولا هي في دماغه..
أنهت سلمي كلامها لتفتح أحد أدراج منضدة الزينة وأخرجت هاتف أبريل منها وفتحته أمامه ثم أعطته إياه مضيفة بازدراء ممزوج بالڠضب واتفضل شوف بنفسك اللي حسبته لاقيته .. ابن خالتها اللي اسمه احمد متصل عليها من رقمه في مصر من يومين وهي ردت عليه يعني رجع من سفره ..
أردفت بخبث داخلى وهى تراه ينظر إلى الشاشة عاقدا حاجبيه وشكله كدا رجع يلعب في عقلها وعشان كدا عايزة تسيب مصطفي من غير حتي ماتتفاهم معاه وانا متأكدة انها كانت عايزة تسافر عند ستها عشان تقابله هناك
حك فهمي ذقنه وواضح أنه اقتنع بما قالته مؤكدا برفض خير ما فعلتي .. ابن خالتها دا لو كان اخر راجل مستحيل اخليها ترجعلو بعد اللي عملوا فيها من سنين حتي لو هي موافقة عليه ..
_انا كل اللي مزعلني ان بعد تعبي معاكو واني عايزاها تعيش مع انسان هيريحها .. يبقي دا جزائي
ربت علي ذراعها وأخذ يتمتم معتذرا في رقة خلاص انا اسف يا حبيبتي .. انتي عارفة اعصابي متوترة .. دي اول مرة اشد عليها كدا وهي مش متحملة وقلقان يحصلها حاجة وذنبها يبقي في رقبتي
لتغمغم بمعارضة حانية بلاش تكون حنين معاها طول الوقت .. لازم تشد شوية عشان لو سيبناها لمخها مش هتشوف الجواز خالص بطريقتها دي .. سيبني انا اتصرف ماتشغلش دماغك انت
أكملت سلمي بهدوء وهى تأخذ منه الهاتف لتغلقه تماما والتليفون دا هيتقفل خالص واذا مصطفي اتصل يسأل عليها هقوله ان تليفونها اتكسر ولا باظ وهتبقي تجيب واحد جديد
هتف فهمي بالموافقة وهو يتجه إلى السرير ليأخذ سترته ليرتديها طيب .. انا اتأخرت يدوب اتحرك
_مش هتفطر
_لا عندي شغل مهم
ذكرته سلمي بإصرار ماتتأخرش عشان نروح مع بعض الخطوبة
قال بإبتسامة قبل أن يغادر الغرفة اوك يلا سلام
أجابت سلمي بابتسامة منتصرة وهي تضع هاتف أبريل في نفس المكان مرة أخرى مع السلامة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة زمنية قصيرة
في المنصورة
عند نادية
نهضت نادية من السرير وهي تشعر بعدة وخزات متفرقة في جميع أنحاء جسدها ثم عادت لتنظر إليه بنظرة جوفاء معاكسة تماما لنظرتها المفعمة بالحب له في الصباح وهو نائم بشكل فوضوي ومسترخي تماما على بطنه وغير مبال بشيء فشعرت بوخز قوي في قلبها ومرارة في فمها وهي تمشي على أطراف أصابعها خارج الغرفة تنوي الذهاب إلى المرحاض.
أغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه تهبط تدريجيا حتى جلست على أرضية السيراميك الباردة ضد حرارة جسدها بالڠضب والغيرة وخيبة الأمل.
رفعت نادية يديها لتمسك بخصلات شعرها وتسحبها للوراء ببقوة وهي تضغط على فمها وبدأت دموعها تنهمر على خديها في اڼهيار ومن سوف تلقى اللوم عليه وهي التي أوصلت نفسها إلى ما هي عليه الآن إلى متى ستستمر في الهروب من كونها بديلا لشبح أنثى أخرى في حياة زوجها الذي لن يتوقف عن حبها أبدا
هي التي خدعت نفسها منذ أول يوم لها في هذا المنزل أو بالأحرى منذ أن تقدم لخطبتها علما أنه سبق أن
متابعة القراءة