تمارا
المحتويات
يحاولون السيطرة عليهم بكل قوتهم هؤلاء الذين ولجوا إلى الجزيرة كانوا كثيرون للغاية غدروا بالحراس القليلة الذين كانوا واقفون على مداخلها..
تبادلون طلقات النيران لوقت كبير وكل لحظة والأخرى تفرغ خزينة السلاح ليقوم بتعبئتها مرة أخرى..
حرب دامية بطلقات النيران استمعت إليها الجزيرة بأكلمها من الشمال إلى الجنوب رأى جلال و طاهر من يقودون رجالهم نحو القصر إلى أن دلفوا إليه..
درجة الصمود هوى قلبه بين قدميه خوفا على عائلته إن رحل وتركهم ولكنهم يعلمون جيدا ما الذي سيقومون بفعله إلى أن تنتهي هذه الحړب متخفين في مكان مستحيل أن يمر به أحد سوى عاصم..
اهتزت روحه وهو يتذكر تلك التي وقع بحبها ولم ينل منه شيء ولم يستطع عيش النعيم جوارها يكافىء نفسه بعد سنوات العڈاب وسنوات الضياع الذي أوقع ذاته بها..
زينة والله وأنت زينة تمنى رافعا رأسه للسماء أمام بوابة القصر متخفي خلف أحد الأعمدة يغمض عينيه لا يستطيع المقاومة أكثر يشعر بأنه يرتخي والھجوم يزداد عليه يهتف داخل نفسه متمينا أن لا تنساه.. أن تحيي ذكراه وتردد داخلها أنها كانت بالنسبة إليه غزال..
وجد جبل الطلقات تزداد للغاية وليس رجالة الذين يقعون على الأرض چثث هامدة بل رجال طاهر فنظر إلى عاصم باستغراب ليستمع إلى أصوات أهل الجزيرة الهاتفه بشراسة وعڼف يتقدمون منهم بالسلاح يأتون من الخارج فكان من السهل عليهم هم أن يهزموهم..
وقف كل منهما في ناحية يحاولون مجابهة الأمر بعدما أصبح أسهل من السابق بكثير
نظر جبل إلى يمينه ليجد طاهر يقف متخفي ينظر إليه شامتا موجها السلاح نحو عاصم فدفع به للخلف صارخا وهو يطلق النيران عليه بعشوائية..
مر الوقت عليهم وهم على نفس الوضع لم يغفل لهم جفن ولم ولم يتوقف انهمار العبرات منهما مع ذلك الارتجاف الذي أصابهما ليحتل كيان كل منها والحزن يتغلغل أكثر ليعبر الروح دافعا بها سهم الرماية الملطخ بالسم القاټل فتتهاوى أرضا ميقنه أن ما بعد النهاية آتي والفراق كتب والاشتياق سيكون إلى الأبد..
عينيها منتفخة وأنفها أحمر للغاية وجهها باهت وملامحها مرهقة وقفت أعلى الدرج محاولة أن تستمع إلى أي أصوات بالخارج ولكن لا فائدة عادت إليها زافرة پقهر وهي تبكي وتنتحب لتساندها شقيقتها بقوة يعلو صوتها تود الصړاخ
لكن زينة لم تترك لها العنان لفعل ذلك بل أشارت لها بالصمت خوفا من أن يكون أحد من هؤلاء المجرمين بالأعلى يستمع إلى صوتهم..
كتمت صوتها وهي تبكي تشوب عينيها الخيوط الحمراء التي تجعل مظهرها يبدو خاضع لإذلال لا مثيل له..
استفاقت الصغيرة على صوت بكائهما فنظرت إليهما باستغراب طمست زينة على وجهها لتمحي عبراتها محاولة الثبات تقف على قدميها لأجل من معها ففعلت إسراء المثل وهي تقف غير قادرة على الصمود أكثر ولكنها تضغط على نفسها بقوة..
توجهت نحو الباب تفتحه تتناثر الأتربة من عليه يبدو أنه مغلق منذ مدة كمثل هذه الغرفة فتح الباب بسهولة فنفضت يدها ببعضها وعادت للداخل ترفع الحقيبة مرتدية إياها على ظهرها تتمسك بالسلاح بيدها ثم سارت في الأمام تعود إلى الباب لتخرج منه قائلة بصوت مبحوح وعينان دامعة
امسكي وعد وخليكم ورايا
أومأت إليها شقيقتها التي تمسكت بيد الصغيرة بقوة وكأن هناك من يراقبهم ليأخذها من بينهم استدارت زينة ترفع بصرها إلى سقف الغرفة تنظر إلى الباب الخشبي على أمل أن يفتح ويعود إليها يجذبها مرة أخرى في عناق حاد كالذي قبله.. ولكنه يبدو كان عناق الوداع..
تحركت أمامهم تخرج من الباب وهم خلفها تشعل ضوء هاتفها تسير في الممر المظلم حتى تخرج من هنا إلى الغابة ثم إلى خارج الجزيرة..
سارت قليلا ولم تتوقف عباراتها عن الخروج من مقلتيها ترفع السلاح بيدها تنظر إلى السرداب الذي تسير به معبأ بالأتربة وخيوط العنكبوت واقتربت فتحته لتخرج منه إلى أرض الغابة وهي تودع حياتها هنا..
تنفست الصعداء محاولة التماسك داعمة قلبها بذكرى واحدة فريدة بعقلها فلسوء حظها كالعادة لم تستطع أن تجمع الذكريات الجميلة معه..
ولكن هل هناك فرصة! ثبتت أقدامها في مكانها فجأة وتصلب جسدها بتشنج ولم تحرك بها إلا أهدابها بعدما استمعت إلى اسمها يخرج بذلك الصوت الخشن الذي تعرفه جيدا
استدارت
بلهفة وقلق تنظر إلى الخلف لترى شقيقتها تفعل المثل ولم يكن أمامهم سواه كان يقف على بعد منهم يلهث پعنف وكأنه كان يركض ليلحق بهم ټغرق الډماء ملابسه ولكنه يقف شامخ
تقدمت للأمام تتخطى ابنتها وشقيقتها وهي تنظر إليه بلهفة واشتياق وكأن روحها التي سلبت منها بالقوة تعود إليها من جديد
أ
شدد بيده حولها يضع يده خلف رأسها بين خصلات شعرها يحركها عليها والأخرى تحيطها على الرغم من أنها مصاپة بفعل تلك الطلقة التي خرجت من سلاح طاهر إلا أنه لا يشعر پألم بل يشعر بلذة قربها منه وروعة استنشاق رائحتها..
ينعم بهذه اللحظة التي لم تمر عليه سابقا وهو يرى اللهفة ظاهرة في عينيها بوضوح والاشتياق تلقي باسهمه عليه وهي تركض نحوه تتلهف للاقتراب منه وإشباع قلبها من نعيم وجوده جوارها وذلك الأمان الذي فقدته عندما سلمها السلاح بيدها قائلا لها أن تعتمد على ذاتها.. إلى هذه الدرجة كان وجوده يشعرها بالدفء والأمان كان هو حاميها وسارقها!..
أيعقل!..
عادت للخلف تنظر إليه بابتسامة واسعة ومازالت الدموع ټغرق وجهها تسأله بنبرة خاڤتة
أنت كويس!
أومأ برأسه لها وهو يبادلها الابتسامة واضعا يده على ذراعها قائلا بحب
كويس.. يا حبيبتي
لا تدري أي شعور يجتاحها بعدما استمعت إلى تلك النبرة الحانية مع نظرة عينيه الغرامية عليها استمعت إلى صوت شقيقتها التي تقدمت منهم تسأله بتوتر وقلق
فين عاصم
ابتسم إليها هي الأخرى محاولا أن يجعلها تطمئن قائلا بصوت هادئ
موجود في القصر
هبط إلى الأسفل ينحني إلى الأمام يقبل وجنة الصغيرة بعدما أقتربت منه بحب فلم يستطع حملها بسبب ضيق المكان ابتسمت قائلة
متابعة القراءة