تمارا
المحتويات
حنون في تصرفاته نحوها يغير كل حرف كتب عنه داخل عقلها وقد كان ما أراده..
ما علمته عن زوجها الراحل ساعدها في أن تنزع تلك الأصفاد الحديدية التي أحاطت بها قلبها ليعبر عن طريق ممر اسمه الحب يدلف بكل أريحية تتقابل معه في محطة الغرام تاركة نفسها إليه.. متعمقة معه بكل جوارحها مستغربة كيف للهوى أن يجعل مشاعرها جياشة في كل لحظة تراه لها وكأنها أول مرة لها..
دلفت من الشرفة لتنظر إليه بعدما ولج إلى الغرفة تقدم منها مبتسما ليقف أمامها محيطا إياها بذراعيه يقربها منه قائلا بشغف
إلى الآن لم تعترف له أنها تحبه بل اعترفت داخلها بعد أن شعرت بما يقدمه إليها من مشاعر صادقة في الأيام المنصرمة وقال لها أيضا أنه ليس الرجل الذي يهتف كل لحظة والأخرى بكلمات الغرام بل هو جاد للغاية ولا يليق به هذا.. لكنه يتغير دون الشعور ما يدفعه لفعل ذلك شيء عفوي للغاية ليخرج منه قليل من الكلمات تعبر عن واحد بالمئة مما يشعر به نحوها..
هروح الحمام وجاية
شعر بالضجر وهو يبتعد عنها ناظرا إليها بمكر ومشاكسة
اتفضلي.. كده كده جاية
ابتسمت بخجل وسارت إلى المرحاض فتقدم من الشرفة ليغلق بابها ثم عاد جالسا في مكانها على الفراش رافعا قدمه اليمنى على اليسرى ينزع حذائه عنه ثم فعل المثل بالأخرى ومال للخلف يدفع بالوسادة بعيد كي ينام على ظهره متسطحا منتظرا إياها..
استمع إليها تغلق باب المرحاض فوقف مستديرا لها ينظر إليها بحدة وغلظة استغربت نظرته نحوها فأرسلت له علامات الاستفهام وهي تتقدم منه ليرفع أمامها ما بين يده يسألها بقسۏة ونبرة خشنة
تهكم ساخرا يصيبها بعينيه المخيفة
مش حبوب منع الحمل بردو
وقفت مكانها عندما رفعه أمامها لم تفعل شيء خاطئ ولكن نظرته نحوها وذلك الإنذار الذي دوى بأذنها جعل الرجفة تلقي بنفسها عليها لتصبح في سائر جسدها تبادلة النظرات ولكن غير خاصته تماما بل كانت نظرات مدهوشة خائڤة متوترة من القادم عليها منه بعدما علم بأمر ما تخفيه عنه..
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالتاسععشر
نداحسن
دقت طبول الحړب والحب
ابتلعت غصة تشكلت بحلقها وهي تناظر عيناه بقوة لم تستطيع أن تجيب عليه وهو ينظر إليها فقط فاعتقدت إنها عادت معه مرة أخرى إلى بداية الطريق بعدما وصلوا سويا إلى نقطة المنتصف تقدم منها عندما وجدها تقف تنظر إليه بهذه الطريقة دون أن تنبث بكلمة حتى!
أقترب من موضعها ليقف أمامها رافعا الأقراص أمام وجهها هاتفا بقوة وينظر إليها بتمعن شديد
أنتي بتاخدي الحبوب دي
ازدرد ريقها بصعوبة تبلل شفتيها بطرف لسانها تنظر إليه بقوة ثم أردفت بإرتباك وإيماءة
أيوة
ضيق عينيه مردفا بتساؤل وهو يقترب أكثر
ليه
عادت للخلف بتوتر ترتجف بشدة من اقترابه منها بهذه الطريقة ونظرة عيناه المحدقة بها بشدة لم تفهم معناها لتقول بثبات مصطنع
كده يا جبل.. ده قراري
نهرها بحدة غير مصدقا ما وقع على مسامعه من قولها التي أعطاه غير أهمية بحياتها
لأ مش قرارك.. أنا جوزك لو هتخلفي
ف زي ما أنتي هتبقي الأم أنا الأب ولا هو اللى هيجي جاي بالاشعار
استنكرت حديثه باشمئزاز فتحدثت بإمتعاض
ايه الهبل اللي بتقوله ده
قطب جبينه بتساؤل وعاد يقف امامها مشيرا بسبابته نحو صدره ومازالت الأقراص بيديه
هبل أنا كلامي هبل من أي إتجاه إن شاءلله
أكمل مسترسلا بجدية
مش أنا إللي بشاركك اللي بيحصل ولو خلفتي طفل مني هبقى أنا أبوه
اجفلت بعينيها ثم نظرت إليه مستشعرة حدته في الحديث كأنه ېعنفها على فعلتها الشنيعة فتحدثت بنبرة هادئة بعض الشيء
مش قصدي كده
سألها مضيقا عينيه
اومال قصدك إيه
تنهدت مبتعدة عنه بضيق وأجابت
جبل أنا قررت إني مش هخلف منك على الأقل لفترة معينة
جذبها من رسغها بقوة لتتلاقي الأعين قائلا بإحتدام
القرار ده مش بتاعك لوحدك علشان تاخديه أنا لازم أوافق عليه أو موافقش.. طالما أنتي مراتي ووافقتي إنك تفضلي معايا وبادلتيني نفس الشعور يبقى من حقي أعرف وأوافق أو أرفض
سألته بلا مبالاة
وأنت هترفض ليه
ترك يدها يرمقها بحدة لحديثها اللاذع
علشان من حقي يبقالي طفل زي ما أنتي ليكي الحق إنك أم
وقفت معتدلة تناظره بذهول بعد حديثه بإستنكار بما تفوه به مستطردة بطريقة هجومية
أنت معتبر وعد بنتي لوحدي
بدى ك رجل عاقل مثقف وحكيم لأول ومرة تراه هكذا كأنه مستكمل مسيرته الدراسية حقا! يقف يتحدث بهدوء على الرغم من أنها اعتقدت أن هناك حرب ستنشب بينهم تتابعه فتحدث بإيجاز
لأ أنا مقولتش كده.. وعد بنتي أنا كمان بس حتى اللي مخلف واحد بيبقى عايز التاني فملهاش علاقة بعتبرها ولا لأ ولما تخلفي ليا مرة هبقى عايز تاني
بترت حديثه قائلة بجدية لإنهاء هذا النقاش الحاد
أنا مش هخلف دلوقتي يا جبل
جذبها مرة أخرى واحتدت نبرته أكثر وهو يراها لا تدعمه بقراره بتاتا بل تريد أن تفعل ما ترغب به دون اللجوء له
محتاج أفهم ليه. مش خلاص اتنازلتي عن خروجك من الجزيرة وطلبتي ده بنفسك وطلبتي تكملي معايا ولا هو جواز لحين إشعار آخر
حررت يدها من قبضته القوية بصعوبة قائلة بضجر
جبل أنت مش فاهمني ارجوك أفهم
زفر الهواء من رئتيه محاولا الهدوء قليلا قبل أن تفتك بها يحمل العديد والعديد بطياته كي يكون على هذا الوضع الهادئ فلا يستطيع فعلها بسهولة بالأخص أنها راوغت معه في الحديث
فهميني
تنهدت بعمق وهدوء تبادله ما يفعله ولكنها تدرك جيدا بإنها على حق والقرار خاص بها وحدها فقالت بتوجس
أنا لحد دلوقتي بردو معرفش أنت بتعمل ايه.. قولتلي آه هتريحني لكن لسه معرفش وأنا مش هربط نفسي بطفل منك إلا لو اطمنت فعلا وعرفت الحقيقة فين
استنكر كلمة واحدة خرجت من شفتيها ووقعت على مسامعه لتكن كالنشاز فصاح بها
تربطي نفسك لأ أنتي خلاص بقيتي ملكي يا زينة مش محتاجه عيل يربطك بيا
اغتاظت من بروده لتصيح بعصبية فارطة تشير بيدها نحوه
أنا مش ملك حد .. أنا حرة
صاح مقتربا بهمجية حتى بات الحديث بينهم يهدئ تارة ويشتعل تارة أخرى
لأ مش حرة
دفعته كي يتزحزح قليلا لتستطيع النظر إليه ترفع وجهها إليه باستغراب شديد تسألت
خۏنتك! ايه اللي بتقوله ده
أقترب مرة أخرى قائلا بإزدراء
أنا مقصدش الخېانة اللي جت في دماغك.. اللي تتجوز جبل العامري متعرفش تشوف راجل تاني غيره.. بس الخېانة أنواع
صړخت حينما ضغط عليها بذلك الحديث الشرس ترك كل شيء وتحدث في شيء آخر من المستحيل فعله!
أنا قولتلك قبل كده أنا مش غدارة
متابعة القراءة