مارلي
المحتويات
رواية من وحي الخيال وليس لها صلة بالواقع
الفصل الأول
في مكان ما شبه مظلم
جلست تلك الفتاة على المقعد وتلفتت حولها بحذر ثم أخفض رأسها كي لا يلاحظ وجودها أفراد الأمن ..
مدت يدها لتخرج تلك الذاكرة الإلكترونية الصغيرة ووضعتها في مكانها بالحاسوب وضغطت على عدة أزرار على عجالة لتنقل سريعا تلك البيانات الهامة عليها ..
ابتلعت ريقها بتوتر .. واختلست النظرات بحذر بعينيها الخضراوتين ..
ضغطت هي على شفتيها بقسۏة وهي تمتم بقلق بلكنة أجنبية
يا الله ! It may take much time سوف يستغرق الأمر وقتا
إزدردت ريقها مجددا وتلفتت حولها پخوف ثم حبست أنفاسها في صدرها وترقبت إنتهاء نقل البيانات بفارغ الصبر ..
سحبت الذاكرة الصغيرة من موضعها ودستها في جيب بنطالها الجينز ثم أغلقت الحاسوب ونهضت وهي محڼية للأسفل لتتجه نحو باب الغرفة ..
شعرت بإهتزازة في جيبها فمدت يدها لتمسك بهاتفها المحمول ونظرت إلى شاشته فقرأت اسم رفيقتها فضغت على زر إلغاء المكالمة ثم تسللت على أطراف أصابعها لتخرج من الغرفة ..
راقبت بتريث حركة الكاميرا الدائرية ثم غطت رأسها ووجهها وما إن تأكدت من إبتعاد زاويتها عنها حتى أسرعت بالركض ناحية مخرج الطواريء ..
لم تتوقف سابين للحظة عن القفز نزولا على الدرجات حتى وصلت إلى الطابق السفلي ومنه عرجت إلى القبو حيث المخرج النهائي ..
ألقت هي بنفسها داخل السيارة لتنطلق بها مبتعدة عن المكان ..
ظلت تلهث سابين لعدة لحظات وأرجعت رأسها للخلف في المقعد ثم مالت بها للجانب لتحدق في رفيقتها مايدي التي سألتها بلكنة عربية غريبة
هل إنتهيت
أجابتها بصوت شبه متقطع
نعم
وهل رأك أحد
هزت كتفيها وهي تجيبها بنبرة حائرة
مش عارفة I dont know yet بس أنا خدت حذري
أومأت الأخيرة برأسها ايجابيا وهي تردد بإقتضاب
أوكي
...................................
سابين مشعل المصري هي شابة ذات ملامح بسيطة في الثالثة والعشرين من عمرها متوسطة الطول نحيفة لديها شعر كستنائي اللون مموج قليلا ورثته عن أمها الأجنبية لورينا وعينان خضراوتان ورثتهما من أبيها مشعل وأهداب كثيفة تغلفهما . ولها بشړة قمحية وبصفة عامة فهي تجمع بين الملامح الشرقية والغربية في سماتها الجسمانية ..
تخرجت سابين من إحدى جامعات ولاية أوهايو الأمريكية بتقدير مرتفع فأهلها للحصول على فرصة عمل مميزة في إحدى الشركات المرموقة ...
تخصصت هي في دراسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات .. وأحرزت فيها إنجازات ملموسة مما جعلها مؤهلة للعمل في أشهر المؤسسات وأقواها ..
لم تكتسب سابين الصداقات العديدة كقريناتها بسبب إنشغالها بالبحث العلمي المتواصل ورغبتها في الوصول إلى أعلى المنازل ورغم هذا هي لديها صديقة مقربة من أصول لبنانية تدعى مارلي كانت رفيقتها في الدراسة ثم في السكن وتتحدثان العربية معا ...
.....................................
بعد مرور إسبوع
في مقهى ما بولاية أوهايو
أعادت سابين تشغيل الذاكرة في حاسوبها المحمول وتفقدت تلك الملفات السرية ثم أردفت قائلة بجدية
أنا سلمت نسخة منها لل FBI المباحث الفيدرالية الأمريكية ومنتظرة جلسة المحاكمة
ردت عليها رفيقتها مارلي بلكنة عربية قلقة وهي تتلفت حولها
أنا أخاف عليكي سابو إنتي ممكن ټتأذي
ابتسمت لها سابين إبتسامة مطمئنة وهتفت قائلة بهدوء
متقلقيش مارلي أنا عاملة حسابي محدش هايعرف حاجة لحد ميعاد الجلسة Theres nothing to worry about لا يوجد ما تقلقي لأجله
تنهدت مارلي بعمق ومدت يدها لتمسك بكف رفيقتها وضغطت عليه قليلا وهي تردد بتحذير
بليز دول عصابات وماڤيا وانتي لوحدك وأنا مش هاقدر احميكي
ردت عليها سابين بثقة
لو حصل حاجة And I doubt وأنا أشك في هذا هما هيدخلوني برنامج حماية الشهود لحد نهاية المحاكمات
أومأت برأسها إيماءة خفيفة وهي تتابع قائلة
اوكي ! But Take care خدي بالك honey
ابتسمت لها بعذوبة وهي تقول
Dont worry لا تقلقي
..........................................
ظلت الأوضاع هادئة بالنسبة لسابين حتى حان موعد أول جلسة محاكمة فتحول الأمر إلى شيء مربك للغاية خاصة حينما أصدر القاضي حكمه ب
ترسل كافة الأدلة المقدمة من المدعي العام إلى هيئة المحلفين للإطلاع عليها وإبداء رأيهم المبدأي في القضية المعروضة أمامهم كذلك يتم الإستماع إلى الشاهدة الرئيسية سابين مشعل المصري في الجلسة القادمة يوم .......... ويحذر على المدعي عليهم الإنتقال أو السفر لحين إنتهاء المحاكمة
إستشعرت مارلي وجود خطړ محدق برفيقتها خاصة حينما رأت في أعين أصحاب تلك المؤسسة الهامة ذات النفوذ والصيت نظرات عدائية للغاية ونذير شړ وهو ينهضون عن مقاعدهم ..
مال أحدهم برأسه على رفيقه وهمس له بكلمات مقتضبة
Do it now نفذ الآن !
إزدردت مارلي ريقها پخوف ومالت على سابين وحدقت فيها بنظرات مضطربة ثم همست لها
Im scared its not good at all أنا خائڤة الأمر غير مبشر على الإطلاق
Dont worry they cant touch me لا تقلقي لا يمكنهم إيذائي
انتظرت الاثنتان لبرهة حتى أصبحت قاعة المحكمة شبه خاوية فتحركت سابين نحو المدعي العام وأجرت معه حوارا قصيرا طمأنها فيه على الوضع القانوني في القضية وكذلك على توفير الحماية لها ..
لم تستبشر مارلي خيرا .. وتوقعت الأسوأ وبالفعل حدث ما كانت تخشاه ففور خروجهما من المبنى القضائي تفاجئت كلتاهما بسيارة دفع رباعي سوداء تنفتح نافذتها لتبرز منها فوهة سلاح آلي
فانحنت الاثنتان وهما تصرخان بإهتياج للأسفل لتتفادهم ..
تجمع العشرات من الأشخاص حولهما وصدحت صافرات سيارات الشرطة في الأجواء ..
دب الړعب في قلب سابين بعد أن رأت بعينيها هول المنظر وأيقنت أنها بالفعل في خطړ دامي إن لم تتحرك المباحث الفيدرالية فورا وتتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها ..
أوصلت رفيقتها للمشفى وظلت قابعة معها إلى أن اطمأنت عليها فقررت التصرف فورا للنجاة ببدنها وانصرفت بصحبة رجال الشرطة لضمان سلامتها الشخصية ...
............................
في مكتب حماية الشهود التابع للمباحث الفيدرالية
ضړبت سابين بقبضتها پعنف على الطاولة المعدنية وهي تصرخ بإهتياج باللغة الإنجليزية
لقد بت مھددة من قبل هؤلاء المجرمين كيف تقول لي أهدأ وأنا حياتي في خطړ كبير
أشار لها الضابط قائلا بهدوء
سيدتي نحن نبذل ما في وسعنا والجلسة التالية بعد 4 أشهر من الآن
صړخت فيه بإنفعال وعينيها تنذران بالشړ
وماذا تتوقع مني أن أفعل طوال تلك المدة هل أختبيء في منزلي وأنتظر مۏتي أخبرني !
رد عليها بنبرة رسمية
سنرى الأفضل لك
لوحت بذراعها وهي تضيف بصوت هادر
أنا أريد حماية
شاملة فأنتم من دفعني لعمل هذا
رد عليها الضابط ببرود
إنها من أجل مصلحة وطنك
صاحت فيه پغضب
أنا أقدر وطني ولكن ماذا عن حياتي ألا يوجد تقدير لها
لم تجد سابين أي رد منه فهدرت بإنفعال واضح
حياتي على المحك ألا تفهم
أشار لها مجددا بكف يده وهو يتجه نحو الباب
اهدأي سوف نتخذ اللازم
.....................................
وبالفعل عهدت المباحث الفيدرالية الأمريكية إلى توفير حماية لها عند منزلها فشعرت بالطمأنينة نوعا ما ولكن للأسف تلاشى هذا الشعور سريعا حينما تعرض المنزل للهجوم الضاري وقتل جميع من فيه ولحسن حظها أن سيارتها تعطلت أثناء عودتها إليه فنجت من هذا الحاډث الغاشم ..
لم تهنأ هي بنوم عميق لعدة ليال .. وانتقلت من فندق إلى أخر ليلة بعد أخرى بهوية زائفة حتى يتعذر الوصول إليها ..
وظلت تتخفى عن الأنظار لتنجو بحياتها حتى فاض بها الأمر فعادت إلى مكتب حماية الشهود التابع للولاية ورفضت الخروج منه دون حل جذري في أمرها ..
اجتمع بها مدير المكتب وطمأنها قائلا
لا تقلقي سيدتي لقد تدبرنا أمرك وسنضمن لك حماية قصوى
هتفت فيه بصوت متشنج وهي ترفع حاجبيها في استنكار
كيف هذا وقد قتل رجالكم عند باب منزلي وأنا بت مھددة پالقتل في أي لحظة !!
رد عليها بجدية
لن يتكرر الأمر كان سوء تقدير منا للموقف برمته ولكن أعدك أنك ستكونين تلك المرة في أمان تام
سألته بإزدراء وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
وكيف سيحدث هذا
..........................................
في مكان أخر بالعاصمة المصرية القاهرة مجهز بالكثير من المعدات الرياضية ويعج بالكثير من الرجال الأشداء ..
إتخذ أحد الأشخاص ذوي الأجسام الرياضية البارزة والعضلات المفتولة _ أو كما يطلق عليه عادة حائط بشړي وضعية القتال في منتصف الحلبة الرياضية ثم أمال رأسه للجانب ليتفادى لكمة مباغتة وانحنى بجذعه للخلف قليلا ليبتعد عن المهاجم ثم سدد له لكمة مضادة وهو يهتف بحنق
مش تاخد بالك يا باسل !
رد عليه باسل قائلا بإستهزاء
إنت اللي باين عليك خستعت يا مسعد ومابقتش نافع !
إعتدل مسعد في وقفته ووضع يديه في منتصف خصره ورمقه بنظرات ضيقة قبل أن يجيبه بنبرة محتجة
خستعت ايه بس ! ده أنا بأتعلف زي التور من الحاجة كل ما بأروحلها !
رد عليه رفيقه بإبتسامة هادئة
ربنا يباركلك فيها !
تابع مسعد قائلا بمزاح وهو يبرز عضلات ذراعيه
ما إنت لو بتجي عندنا زي تملي كان زمانك مربي عضلة الباي والتراي والفاموليا كلها والسكس باكس كانوا فاطوا من مكانهم !
رفع باسل يده معترضا وهو يقول
لا يا عم أنا مش أد السمن البلدي بتاع الحاجة صفية
التوى ثغره بإبتسامة عريضة وهو يضيف
إنت هاتقولي ! إنت أخرجك لقمة وتجري وعلى رأي أمي الضيف المچنون ياكل ويقوم
عبس باسل بوجهه وهو يهتف معترضا
جرى ايه يا مسعد إنت هاتغلط !
رد عليه مسعد بهدوء وهو يرفع حاجبه للأعلى
لأ دي الحاجة مش أنا !
أشار باسل بإصبعه محذرا بنبرة عدائية
طب خد بالك لأحسن البونية الجاية هاطيرلك بيها صف سنانك !
عبس مسعد بوجهه واعترض بجدية زائفة
لالالا .. ده ټهديد شديد اللهجة وأنا لا أقبل !
يا عم آآ....
إنتباه
قالها أحد الأشخاص بنبرة صارمة ورسمية فإنتصب الجميع في وقفتهم وشدوا من صدورهم العريضة أمامه ..
رمقهم القائد العسكري ضياء بنظرات إعجاب قبل أن ينطق بجمود
استرح !
إرتخت عضلات الجميع قليلا لكن لم يجرؤ أحد على التحرك من مكانه ..
توجه القائد العسكري ذو الرتبة العالية إلى مسعد وباسل فإنتصب الاثنين بجسديهما وهتف الأخير قائلا
تمام يا فندم
أشار لهما بيده قائلا
استرح !
ثم أخذ نفسا عميقا وتابع بجدية
أخبار التدريبات ايه يا وحوش
رد عليه مسعد بثقة بالغة
تمام يا فندم إحنا جاهزين لأي مهمة
تقوس فم القائد ضياء قليلا وهو يردد
عظيم ! أنا عاوزكم تكونوا جاهزين لأي حاجة هاكلفكم بيها
تساءل مسعد بتردد وهو يبتلع ريقه
هو ..هو يا فندم مافيش أمل أنضم ل آآ.. ل.. للحرس الرئاسي
ضيق القائد ضياء عينيه ورمقه بنظرات حادة قبل أن يرد عليه بجمود
لأ يا مسعد وبعدين إنت هنا في أقوى فرع في القوات المسلحة القوات الخاصة فخر لأي حد إنه يكون فيها وخصوصا لواء الصاعقة
برر مسعد موقفه قائلا
أنا عارف يا
متابعة القراءة