مارلي
المحتويات
فندم أنا بس طموحي أوصل ل آآ...
قاطعه القائد ضياء بنبرة جادة
لما تيجي فرصة مناسبة وغير كده أنا دايما بأكلفك بالمهام الصعبة
هز مسعد رأسه بحركة خفيفة وهو يرد
شكرا يا فندم وأنا جاهز لأي حاجة
ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يتابع بنبرة تفاخر
وده المطلوب منكم يا رجالة !
ثم أشار بعينيه وهو يكمل بنبرة آمرة
انتصب الإثنين بجسديهما أكثر وهما يرددان بنبرة رسمية
تمام يا فندم
ثم تابعاه بأنظارهما إلى أن ابتعد عنهما فنفخ مسعد في ضيق ..
ربت باسل على كتفه وحفزه قائلا
معلش يا مسعد إنت عارف إنه مش هيوافق أبدا بسبب آآ..
قاطعه مسعد بنبرة شبه حانقة
أعمل ايه يعني ما أنا حاولت كتير بس للأسف يدوب بأنجح على الحروكرك يا بأسقط وده ماينفعش خالص معاهم !
هما الظاهر عاوزين جهابزة في اللغة قواميس ناطقة إلياس المترجم قاموس الموس من الألف للكوز مش زي حالاتي يدوب بأفك الخط في الانجليزي !
تنهد باسل بصوت مسموع وهو يواسيه قائلا
متكبرش الموضوع بكرة تتعدل وتنجح !
رمقه بنظرات جامدة وهو يردد بخفوت
مۏت يا حمار ده أنا جاهل في اللغة !
سأله باسل بإهتمام وهو قاطب جبينه
نفخ مسعد بنبرة ضائقة وهو يقول بإمتعاض
متخدش في بالك ويالا خلينا نكمل نفخ في أم العضلات دي !
ماشي وأهو الإحتياط واجب !
قطب مسعد جبينه بشدة وتساءل بمزاح
واجب ! طب لحد صفحة كام
لم يجبه باسل بل سدد له لكمة قوية ومباغتة في وجهه طرحته أرضا على الفور ..
..................................
يمتاز بالبشرة الخمرية والطول الفاره والجسد الممتليء بالعضلات البارزة .
عينيه بنيتان وشعره كث شبه مجعد من اللون الأسود دائم حلقه ولديه شفتين غليظتين ..
هو أخ وحيد وسط ثلاثة أخوات إيناس أسماء وإسراء .. تزوجت إثنتين منهما وتبقت الصغيرة المشاكسة إيناس لصغر سنها ولأنها ماتزال طالبة في المرحلة الإعدادية .
كان مسعد متفوقا في دراسته فيما عدا مادة اللغة الانجليزية فقد كان دائم الرسوب فيها وتمكن بصعوبة من إجتياز إمتحانها و النجاح فيها في الثانوية العامة ثم إلتحق بعدها بالكلية الحړبية .. وأثبت تفوقه الرياضي والأكاديمي .. وانضم لصفوف قوات الصاعقة ..
هدف هام يشغل كل تفكيره .. ألا وهو الإنضمام إلى الحرس الرئاسي وحماية الرئيس ...
وهو أيضا محبوب بين زملائه ومعروف عنه بروحه المرحة وخفة دمه فإستطاع بسهولة أن يصنع الكثير من الصداقات .. وصار له رفقاء في كل مكان ولكن الأقرب إليه هو زميله باسل سليم ..
ومنذ وقت قريب انضم مسعد إلى التشكيل الجديد لفرقة عمليات من نوع خاص جدا تتبع قوات الصاعقة وظيفتها تأدية مهام خطړة للغاية وبالغة السرية وعلى قدر عال من الدقة والحرفية وقد وجد فيها السبيل لتحقيق مبتغاه والوصول للقصر الرئاسي .. فالتوصيات التي تقدمها الفرقة بعد مدة لكل ضابط تفتح أمامه الكثير من الفرص المميزة ..
.....................................
في منزل مسعد غراب
أمسكت السيدة صفية بالمقلاة في يدها بعد أن انتهت من طهي الثوم والكسبرة معا ثم قذفتها على طاجن الملوخية الساخن وهي تشهق بنبرة شبه مرتفعة ..
رمقتها ابنتها الصغرى إيناس بنظرات متعجبة وتشدقت متسائلة
نفسي أعرف لزمتها ايه الحركة دي
ردت عليها صفية بثقة
ده اللي بيخلي مفعول التقلية يشتغل
سألتها إيناس بمزاح
هي تعويذة لا سمح الله
لكزتها والدتها في كتفها وهي تضع المقلاة في الحوض ثم تابعت بجدية
ايش فهمك إنتي خليكي في مذاكرتك وسمعيلي يالا اللي بعد حملة فريزر
ردت عليها إيناس بتذمر
يا ماما أنا خلصت التاريخ من بدري ودخلت على التقلية قصدي على الجغرافيا !
ضړبت صفية مقدمة رأسها بكف يدها وهي تردد
أه صحيح مخدتش بالي
ابتسمت إيناس إبتسامة عريضة وهي تهتف بحماس
أنا رأيي نفضنا من المذاكرة ونركز مع الملوخية بالأرانب
عبست والدتها بوجهها وهي تقول
انتي ما بتصدقي يا نوسة
استنشقت إيناس رائحة الطعام الشهية التي تسيل اللعاب وهتفت بسعادة
اه يا ماما ريحتها تحفة
ردت عليها صفية بتفاخر وهي تشير بكف يدها
طبعا ده أنا عليا شوية ملوخية بالأنارب إنما خرافة !
عدلت لها ابنتها جملتها الأخيرة قائلة بهدوء
أرانب يا ماما مش أنارب !
رمقتها والدتها بنظرات حادة وردت بإصرار
هي بتتنطق كده ! هتعدلي عليا
هزت إيناس كتفيها في عدم إكتراث وهي تقول بخفوت
وأنا مالي أنارب أنارب المهم أكل في الأخر !
ثم مدت إصبعها لتتلمس الطعام فضړبتها والدتها على كفها وهي تنهرها بحدة
ايدك !
تأوهت من الآلم وهتفت متذمرة
آآي يا ماما ده أنا بس هادوق
أما يجي أبوكي !
ردت عليها على مضض
ماشي !
ثم إستدارت بجسدها لتتجه نحو باب المطبخ ولكنها توقفت عن الحركة لتسأل والدتها
أومال مسعد هاينزل أجازة امتى
ڼهرتها والدتها بنبرة شبه حادة
اسمه أبيه مسعد ده الفرق بينكم أد كده هو مش عيل بيلعب معاكي في المدرسة !
ردت عليها إيناس بعدم اكتراث
يا ماما فوكك من جو الأفلام ده أبيه ونينة وطنط احنا في عصر الفيس بوك يعني خلصانة بشياكة على وضعك يا برنس سلام يا حمام وهكذا دواليك!
لوت وصفية فمها وهي تقول
ماشي يا ليمضة ! برابند في الكلام !
سألتها إيناس بإلحاح
ها مقولتيش هينزل امتى
يوم ولا اتنين لسه مقالش
طيب ..!
ثم إتجهت الإثنتين إلى خارج المطبخ ليكملا حديثهما ..
...................................
في غرفة مكتب ما بالقاهرة
هب رجل ما يرتدي ملابسا عسكرية منتفضا من على مقعده واستطرد حديثه قائلا بجدية بالغة
تمام يا فندم واحنا على استعداد تام نتحمل المسؤلية وعندنا من الضباط الأكفاء اللي يقدروا يسدوا في الموضوع ده
انصت للطرف الأخر عبر الهاتف ثم تابع بجدية
أكيد السرية موجودة اطمن يا فندم
مط فمه للأمام وأكمل بهدوء
حاضر مش أي حد أنا فاهم ده كويس
ثم تابع بنبرة جادة وهو عاقد جبينه
حاليا بأفكر في ضباط القوات الخاصة هما أكفأ ناس يقدروا يقوموا بالمهمة دي وتلقوا تدريبات عالية على التعامل مع أوضاع أشد خطۏرة من اللي حضرتك بتحكي عنه
أومأ برأسه عدة مرات وأضاف قائلا
مفهوم .. مفهوم ممكن نستعين بتشكيلنا الجديد من قوات الصاعقة هما حرروا رهائن قبل كده في كذا عملية فمش هايتعذر عليهم حماية واحدة لفترة صغيرة
هز رأسه بحركة خفيفة وهو يتسائل بنبرة رسمية
أها تمام .. هتوصل امتى
صمت لعدة ثوان وأكمل قائلا
تمام معاليك والنهاردة هايكون عند حضرتك أسماء الضباط المكلفين بحمايتها
التوى ثغره بإبتسامة باهتة وهو يقول
اطمن يا فندم أنا بنفسي هاحط خطة تأمينها !
ثم كور قبضة يده وإستند بها على سطح مكتبه وختم حديثه قائلا بجدية
تحت أمرك !
أنهى هو المكالمة وفرك طرف ذقنه وغمغم مع نفسه بخفوت
هي السهل الممتنع بس محتاج أثبت كفاءة المجموعة الجديدة اللي شكلتها بنفسي وده مش هايتم إلا لما أتكلم مع الفريق ضياء على إنفراد وفي عجالة !!!
يتبع الفصل الثاني
هذه الرواية من وحي الخيال ولا صلة لها بالواقع
الفصل الثاني
في مكتب ما بجهة سيادية
طرق الفريق ضياء بأصابعه بحركة ثابتة على سطح المكتب الزجاجي ثم فرك طرف ذقنه بكفه الأخر وتطلع إلى القائد بنظرات قوية ثم استطرد حديثه قائلا بهدوء
بس المهمة دي تخص رجال الشرطة أو أفراد من آآ...
رد عليه القائد مقاطعا إياه بجدية مفرطة
الموضوع جاي من فوق يا سيادة الفريق
حرك الفريق ضياء رأسه موافقا إياه في الرأي وبرر قائلا
أنا فاهم بس رجالتنا بيتعاملوا مع أهداف حية وبنبعتهم لمهام في أماكن محدش يعرف عنها حاجة إزاي هانقنعهم يحموا البنت دي من غير ما نقولهم !
شبك أصابع كفيه معا وانتصب بكتفيه أكثر وتابع بهدوء جاد
احنا محتاجين فرد أو اتنين من رجالتنا يكونوا ملازمين ليها 24 ساعة بحجة مقنعة
ممممم..
وأضاف قائلا بتحذير
ومش أي حجة والسلام يا سيادة الفريق ماتنساش احنا معانا مجموعة قمة في الذكاء والدهاء .. من الأخر محنكين ومش هايخيل عليهم أي كلام هيتقالهم !
هز رأسه بإقتناع وهو يقول
عندك حق يا فندم أنا مختارهم بعناية وعارف مهارات كل واحد فيهم
أشار له بإصبعه بعد أن حل كفيه وأكمل بهدوء
فكر كويس ورشحلي الأجدر بالمهمة دي
قطب جبينه وضاقت نظراته وهو يرد
أنا في دماغي فكرة كده بس مش عارف إن كانت هاتنفع ولا لأ
سأله بإهتمام وهو محدق به
ايه هي
أجابه الفريق ضياء بجدية
هاقولك يا فندم بس أنا محتاج كمان أنسق مع الهدف لضمان السرية
هز رأسه موافقا وهو يتابع بنبرة جادة
تمام اعتبره حصل وهانبعت التعليمات بعد ما نتفق على الخطة المطلوبة سوا !
تمام يا فندم
وبالتوفيق !
في ساحة ما قتالية
أخفض مسعد رأسه خلف ذلك الساتر الصخري واختلس النظرات بحذر لينتقي النقطة المناسبة ليتحرك من عندها ويتسلل خلف خطوط العدو ..
أشار له شريكه باسل بإصبعه بحركة ما وهمس قائلا
جاهز
تمام
ثم أومأ مسعد برأسه بحركة خفيفة ليتحرك بعدها الاثنين بخطى حذرة نحو حائط ما ..
إختبأ الاثنين وراءه وهمس باسل بصوت خاڤت
هنطلع من هناك الهدف قصادنا !
حذره مسعد بصوت خفيض
ماشي بس إدي خلي بالك كويس
لوى باسل ثغره وهمس متهكما
أكيد يعني ما احنا مش عاوزين نخسر
أضاف مسعد بسخرية
هو من امتى بنخسر !
بلاش تنبر فيها
ده مش نبر دي الحقيقة وبعدين إحنا هانروح ونعلي الطموح !
نفخ باسل بنفاذ صبر وهمس بغيظ
يادي الألشات الرخيصة اللي هاري أمي بيها ارحمنا شوية
عبس مسعد بوجهه ورد عليه بنبرة محتقنة
يا بني ده أنا بأديك طاقة
همس له باسل متذمرا
مش عاوزها خليهالك
اعترض مسعد قائلا بصوت خاڤت للغاية
براحتك
رمقه باسل بنظرات حادة وكز على أسنانه قائلا بنبرة مغلولة
لا حول ولا قوة إلا بالله ده تدريب يا مسعد والرك في الأخر على أرض الواقع !
نفخ مسعد بعمق وتابع قائلا
بص احنا نسمي بالله وهتفرج
أكمل باسل بخفوت وقد ضاقت نظراته
ظل باسل يشرح بإيجاز تفاصيل خطته بناءا على الوضع المتاح أمامهما وأصغى إليه مسعد بإنتباه تام ثم همس بإعجاب
الله ينور الصراحة لفة دماغك دي كادو !
لوى باسل فمه قائلا بسخط
كادو ! ربنا يستر جاهز
رفع مسعد إبهامه ورد عليه بصوت خفيض للغاية وهو يغمز له
كله تمام
هز باسل رأسه قائلا بحماس
على بركة الله
ثم أشار بإصبعه وهو يتابع بجدية
1 2 3
وبالفعل قفز الاثنين من أعلى
الحائط وبدأ التراشق بالنيران وأعقبها إلقاء القنابل الغازية ثم دار قتال يدوي شرس مع عدة أشخاص وجوههم مصطبغة بالسواد .. وانضم إليهما أخرين واحتدمت الأجواء حتى سمع صوت صافرة مدوية وأعقبها صياح جهوري
انتباه
توقف الجميع عن الإقتتال وانتصبوا بأجسادهم فقد حضر الفريق ضياء بشحمه إلى ساحة القتال في سابقة غريبة مما أثار دهشة وفضول الضباط ..
عقد الفريق ضياء كفيه خلفه ظهره وصاح بصوت آجش
عاش يا وحوش التقارير اللي بتجيني
متابعة القراءة