مارلي

موقع أيام نيوز


ومسعد 
هاه ... ده مسعد آآ...
قاطعه مسعد قائلا بإبتسامة عريضة تعمد رسمها على محياه 
لا مافيش يا باشا الخبيرة تعبت ضړبة شمس ما انتو عارفين أجانب بقى وكده مالهومش في حلاوة شمسنا ولا خفة ضلنا !
أومأ الضابط برأسه متفهما ولوح بذراعه وهو يقول بهدوء 
تمام احنا موجودين لو في حاجة !
أدى له مسعد التحية العسكرية وهو يقول بإمتنان 

شكرا يدوم !
حدج باسل مسعد بنظرات ساخطة فقد ذهل من كذبته الغير متوقعة وبدا على تعابير وجهه علامات الاستنكار مقروءة للعيان وضغط على شفتيه بقوة ليضبط إنفعالاته وهمس بقسۏة من بين أسنانه 
ضړبة شمس إزاي يا بني آدم واحنا جوا هنا !
ابتسم له مسعد بسخافة وهو يرد عليه بصوت خفيض 
ماشيها ضړبة شمس ! مش ناقصين شوشرة احنا هنتعامل معاها 
سأله باسل بعدم اقتناع 
طب هاتعمل ايه يا فالح 
أشار له مسعد برأسه وهو يتابع بثقة 
فضيلي انت بس سكة في أوضة اللبس وأنا هاتصرف
ضيق باسل نظراته وأردف قائلا بتوجس 
يا خۏفي تودينا في داهية 
التوى ثغر مسعد بإبتسامة متغطرسة ورد عليه بتفاخر 
اطمن ده أنا أفكاري هتعجبك ! 
نهض باسل عن أرضية الحلبة وتلفت حوله بريبة ثم عبر من خلال حبال الحلبة وظل يتمتم بكلمات غير واضحة وهو يتجه نحو باب جانبي ..
في مكان أخر 
كان الفريق ضياء
يتابع أحد العروض العسكرية بصحبة القادة في إحدى الكليات الحړبية ..
نظر إلى الضباط بزهو وفخر ولكن سريعا ما تبدلت قسمات وجهه المرتخية وتشنجت نوعا ما

فقد شعر بوخز حاد في صدره ..
انتفض الجالسون إلى جواره من أماكنهم ليتجمعوا حوله ويروا ما حدث له ..
قالها أحد القادة بصوت جهوري وهو يلوح بيده في الهواء ..
في غرفة تبديل الملابس 
تأكد باسل من خلو غرفة التبديل من أي ضباط كما تفحص المراحيض ليضمن عدم وجود أحد بها ثم وقف بجوار الباب منتظرا قدوم مسعد الذي أومأ له برأسه وهو يلج للداخل ..
تحرك الاثنين نحو المرحاض الداخلي بخطوات سريعة ..
وقف مسعد أمام حوض الاغتسال وأنزل سابين على قدميها ولكنه أحاط بخصرها بذراعه وأحكم قبضته عليها حتى لا تسقط منه .. ثم أبعد بيده الأخرى خصلات شعرها المتدلية على وجهها ورفع رأسه لينظر إلى باسل وهو يهتف فيه 
افتح الحنفية خليني أحط دماغها تحت المياه
رد عليه باسل بتهكم 
هي سکړانة يا مسعد 
أجابه مسعد بجدية وهو يزيح خصلاتها 
لأ بس المياه بتجيب نتيجة مع أي حد
فتح باسل الصنبور وملأ كف يده بالمياه الباردة ثم نثرها برفق على وجه سابين والتي أصدرت أنينا خاڤتا وهي تحرك رأسها بحركة بسيطة ..
تنفس مسعد الصعداء بعد حركتها المحدودة وهتف بإرتياح 
الحمدلله بتفوق أهي !
سابين سمعاني سابين 
انزعج مسعد من تصرف رفيقه وكز على أسنانه بضيق ثم صاح بحنق 
تعالى أما نخليها تفرد جسمها برا
ماشي 
وبالفعل انحنى مسعد ليحملها بين ذراعيه بخفة وتحرك بها نحو المقعد المعدني الموضوع في
صابرين اصحي يا ماما فوقي يا قمر !
نظر له باسل بإستخفاف وردد بتهكم 
ماما ده منظر واحد بيفوق واحدة !!!
الټفت مسعد برأسه نحوه وحدجه بنظرات حادة وهو يرد عليه بضجر 
سيبنالك انت الجنتلة كلها !!
أضاف باسل قائلا بجدية 
أنا رأيي نروح بيها عند الدكتور آآ...
قاطعه مسعد بإمتعاض وهو يشير بيده 
ايوه وتقلب بسين وجيم ودي أجنبية وأخوك يتسوح فيها !
تابع باسل قائلا بعتاب يحمل اللوم 
ماهو اللي انت عملته مايصحش 
استشاط مسعد ڠضبا بسبب تلميحات باسل المتكررة عن كونه المخطيء الأول فيما حدث لسابين وازعجه اهتمامه الزائد بها رغم محاولته هو إصلاح خطأه فهدر بتذمر 
تصدق بالله البوكس ده كان ليك بس حظها الفقري خلاها تلبس فيه !
أصدرت سابين أنينا خاڤتا وحركت رأسها للجانب وهمست بصوت واهن 
آآآه 
انتفض باسل على إثر صوتها وهتف بتلهف 
اهي فاقت الحمدلله !
كز مسعد على أسنانه بحنق ولم يعد يتحمل اهتمام باسل المبالغ فيه بسابين وكأنه المنقذ الشجاع الذي يفهم في كافة الأمور وأصبح قاب قوسين أو أدنى من
ارتكاب حماقة .. فهتف بنزق 
طب روح أمن لنا الجو بدل ما الناس تفكر إننا بنعمل حاجة شمال معاها 
قطب باسل جبينه بشدة عقب عبارته الفظة وعنفه بضيق 
احترم نفسك ! ده كلام يتقال قصادها 
لوى مسعد فمه ليغمغم بتبرم 
أل يعني هي هاتفهم معناه 
ردت عليه

سابين بصوت خفيض 
أنا.. افهم انت موسأد
تفاجيء بها محدقة به فإرتخت ملامح وجهه المتشنجة وهتف بسعادة 
أهي .. فهمتك يا باسل ! يالا أمن الطريق
رفع باسل حاجبه للأعلى في تعجب من تبدل حال رفيقه الغير مفهوم ورمقه بنظرات غامضة قبل أن يتركه ويتحرك نحو الممر ..
جلس مسعد إلى جوارها وظل يتأملها بنظرات غريبة لم يفعلها مع أي واحدة من قبل .. 
شرد في إيماءات وجهها المتشنجة إلى حد ما وفي التواءة ثغرها وهي تتألم بخفوت .. وتنهد بعمق وبحرارة ...
أغلق فمه المنفرج وأجابها بإرتباك 
هاه ولا حاجة
تحسست موضع الآلم أعلى عينها اليمنى وهمست بأنين 
أوه دي اوجعني 
هز رأسه متفهما وهمس لها بتنهيدة مطولة 
أها معلش 
عقدت سابين ما بين حاجبيها ونظرت له بحيرة وسألته بعدم فهم 
ايه مآلش دي 
أجابها بثقة 
دي الكلمة الدراجة اللي بنطيب بيها خاطر أي حد وهي شغالة مع الكل !
جاب مسعد بنظراته تفاصيل وجهها بنظرات مطولة وتشدق قائلا بتلعثم 
والله آآ...
ارتبكت قليلا من نظراته المتأملة لها وشعرت بوجود خطب ما بها فتمتمت برقة 
قول موسأد !
رددت سابين بعدم فهم 
وهمة ! 
أشار لها مسعد بيده وهو يحاول طمأنتها بإبتسامته المجاملة 
شوفي إنتي حطي عليها تلج وهاتروح !
سألته بإيضاح 
انت اقصد Ice ثلج 
أضاف قائلا بجدية 
يعني بصي علاج الحالات دي دهنة مرهم هيموكلار لغوسيها كده ونصاية وهتروق !
سألته سابين بهلع وهي تتحسس إصابتها بحذر 
هي باينة أوي 
رد عليها مسعد بإبتسامة واسعة 
أنا هاعمل نفسي مش شايفها بس هي هاتزرق وتقلب على أخضر قبل ما تدي اللون البنفسجي 
شهقت سابين بفزع وهي تضع يدها على فمها 
اوه
حاول مسعد التهوين من خطۏرة المسألة بعد أن لاحظ حالة القلق الممزوجة بالخۏف البادية عليها فأردف قائلا بمزاح 
قدري يا صابرين إن موسكيتو من بتوعنا علمت عليكي
ردت عليه بوجه عابس 
دي إوجع جامد موسأد !
لامها مسعد قائلا بضيق مصطنع 
دي ممكن مش روح 
هز كتفيه في عدم مبالاة وهو يجيبها 
والله على حسب النوايا !
هزت رأسها مستنكرة وهي تقول بأسف 
هرام موسأد هرام حرام 
كانت على وشك البكاء فأمسك مسعد بكفيها ومال بجسده نحوها وهو يقول بجدية 
حقك عليا أنا مقصدش وأدي راسك أبوسها
اقترب كثيرا منها ليقبل جبينها فهبت مذعورة من مكانها ورمقته بنظرات حادة وهي تقول بصوت شبه
صارم 
انت إمل اعمل ايه موسأد 
وقف هو الأخر في مكانه وأجابها بإبتسامة 
بأبوس الواوا
لوحت بإصبعها محذرة وهي تقول بلهجة قاسېة 
Stop توقف عما تفعل مش إعمل ده !
عاد باسل من الخارج وهو ينظر إلى الاثنين بإستغراب ثم صاح قائلا بنبرة عالية وهو يدنو من سابين 
سلامتك يا سابين هو مايقصدش
أدار مسعد رأسه في اتجاهه ورد على مضض 
ماهي البونية كانت من نصيبك بس حظك ڼار 
ابتسم له باسل مغيظا إياه وهو يقول 
الحمدلله 
وضعت سابين يدها على إصابتها

وتأوهت وهي تقول 
أوه .. لسه موجودة 
رد عليها مسعد بضجر وهو يدس يده في جيبه 
خلاص بقى يا صابرين ماتبقيش إتمة 
فغرت شفتيها لتسأله مستفهمة 
ايه 
أوضح لها قائلا بإنهاك 
يعني تبقي قافوشة كده دي بونية مش حقنة عضل 
هزت رأسها في حيرة ورددت 
أنا مش افهمك !
لكز باسل مسعد في كتفه بقوة وهو يقول محذرا 
خف عليها مش كده يا مسعد !
نفخ الأخير بإنزعاج ليردد بنفاذ صبر 
ماشي 
رن هاتف باسل برقم غريب فزفر في ضيق وأردف قائلا بإمتعاض 
استنى أما أشوف مين قارف أهلي بالمكالمات دي !
أراد مسعد أن يستغل الفرصة ليوهم سابين أن لرفيقه معجبات كثر يهاتفن إياه حتى لا يترك لها الفرصة لتفكر به .. فصاح بمرح 
ايوه يا عم معاكسات ومعجبين وفانز! مش ملاحق !
رددت سابين بإستغراب واضح عليها 
فانز
ابتسم لها مسعد قائلا بتباهي 
أهوو بعرف انجليش اهوو ! ماليش أد
تقوس فم باسل بضيق وهو يقول 
معجبين ايه بس ده حد ثقيل قارف أهلى اتصالات ومش عارف أوصله 
أضاف مسعد قائلا بجدية 
عليك وعلى التروكولر هايجيب أمه 
رد عليه باسل بنبرة شبه حانقة 
أرقامه مش متسجلة بيشتغلني 
مط مسعد فمه ليهتف بإعجاب 
ناصح !
توعد باسل بشراسة وهو يطالع شاشة هاتفه المحمول 
أنا لو بس عرفت هو مين هانفخ اللي جابوه ! مش هارحمه 
حقك 
أولاهما باسل جسده وتابع بصوت جاد 
طيب هارد عليه وارجعلكم 
ابتسم مسعد بسعادة وهو يضيف 
حلو خد الباب في ايدك
الټفت باسل برأسه نصف التفاتة ورمقه بنظرات محذرة وهدر بصوت صارم 
مسعد 
تنحنح الأخير في حرج وهمس بإنصياع 
بهزر سيبه مفتوح على الأخر !
ثم تمتم مع نفسه بمزاح 
هو احنا هنعرف نعمل حاجة أصلا هنا ولا في حتة تانية !
في نفس التوقيت طلبت هدير من إيناس أن تتصل بأحد الأرقام بإعتبار أنه الرقم الخاص بصاحبة مركز تجميل شهير لكنها كانت مکيدة للإيقاع بها .. فقد تعمدت تسجيل رقم باسل بإسم فتاة ما لتنطلي الخدعة عليها ..
وبحسن نية طلبته إيناس دون توقع الغدر من رفيقتها .. فتفاجئت بصوت رجولي يسألها 
مين معايا 
قطبت إيناس جبينها مندهشة وتابعت الرد عليه بإستغراب 
حضرتك مش ده رقم آآ...
قاطعها باسل قائلا بوقاحة 
ما تقولي إنتي مين يا بدل ما 
فغرت إيناس شفتيها مصډومة من كم الشتائم اللاذعة التي تلقتها منه وسبته قائلة بحنق 
انت قليل الأدب ازاي تكلمني أصلا كده 
هدر فيها باسل بفظاظة 
ماهو انتو لو متربية أصلا كنتي بطلتي حركاتك الساڤلة دي
صاحت فيه إيناس بإنفعال 
لم لسانك بدل ما آآ..
وما إن تأكدت هدير من اندماج الاثنين في المكالمة حتى أسرعت
بتنفيذ الجزء الثاني من خطتها فصاحت متساءلة بنبرة عالية متعمدة أن يسمعها الطرف الأخر على الهاتف بوضوح 
ها يا إيناس هتعرفي باسل إنك اللي بتتصلي بيه ولا لسه هاتشتغليه كمان 
صدمت إيناس مما قالته رفيقتها ورمقتها بنظرات مذهولة .. وهتفت بعدم استيعاب 
ايه 
حلت الصاعقة على رأس باسل بعد ما سمعه توا و ربط سريعا بين ما قالته تلك الفتاة وشخصية صوت المتحدثة وردد بغرابة 
إيناس !
ظلت إيناس على حالتها المصډومة لوهلة وعجزت عن النطق .. فقد ألجمت المفاجأة لسانها الطليق وهمست بصوت مرتبك ومتلعثم إلتقطه أذنيه 
ب.. باسل !
هب فيها بصوت صارخ أفزعها 
هو ده رقمك يا إيناس ردي عليا !
وقع الهاتف من يد إيناس وركضت نحو رفيقتها وارتجفت وهي تسألها بهلع 
هدير
انتي عملتي ايه 
استطاعت أن تسمع صړاخ باسل وهو يتساءل پغضب جم 
سمعاني يا إيناس انتي اللي بتشتغليني 
رسمت هدير على وجهها قناع البرودة وتساءل بهدوء وهي تعقد ساعديها أمام صدرها 
في ايه يا نوسة 
وضعت إيناس يديها على رأسها وأغمضت عينيها بقوة وهي ټلعن حظها العثر فقد زجت بها رفيقتها في کاړثة بكل المقاييس ..
فتحت عينيها فجأة وحدجت هدير بنظرات ڼارية محتدة ثم أنزلت كفيها لتضعهما على كتفي هدير وضغطت بأصابعها عليهما بقوة وصرت على أسنانها بشراسة لتقول 
هدير انتي وقعتيني في مصېبة أنا مش أدها ..!!!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل الحادي عشر الجزء الأول 
ازاي تعملي
 

تم نسخ الرابط