مارلي

موقع أيام نيوز


فيا كده 
أزاحت هدير قبضتيها عنها ونظرت لها ببرود ثم تحركت مبتعدة لخطوة قبل أن تجيبها بجمود 
عادي 
صړخت فيها إيناس بإنفعال وهي تتحرك لمواجهتها 
بتقولي عادي بالبساطة دي !!!
ثم قبضت على ذراعها وأكملت بصوت هادر 
التوى ثغر هدير بإبتسامة غير مكترثة زادت من استفزاز إيناس فهتفت بنبرة مغلولة وقد احتقنت عيناها بطريقة مخيفة 

لم تكمل جملتها حيث هوت إيناس على صدغها بصڤعة مفاجئة وقوية ومن ثم صړخت فيها بإهتياج 
دي أقل حاجة تستحقيها مني إنتي استحالة تكوني صاحبتي أو بتتمنيلي الخير إنتي شړ ! 
صدمت هدير مما فعلته بها ووضعت يدها على وجنتها لتتحسس موضع الألم وتلون وجهها
ده أنا هاموتك ! انتي مش عارفة عملتي فيا ايه 
وبالفعل انهالت باللكمات عليها وحاولت خدشها في عنقها بأظافرها وقاومت الأخيرة ضرباتها قدر المستطاع وصړخت متأوهة 
آآآآه طب والله ماسيباكي وهاتشوفي 
جذبتها إيناس من خصلات شعرها پعنف وتابعت بصوت محتد 
منك لله يا شيخة خدي 
صاحت هدير بصړاخ وأصيبت إصابات مباشرة في عينيها وفمها وڼزفت من أنفها وهدرت بټهديد صريح 
آآي اوكي يا إيناس هتشوفي والله لأوريكي 
لم تعبأ بها إيناس بل أكملت ضربها ونظرت لها بإستهزاء وهي ترد عليها بسخط 
اكتر من كده ايه ! 
ثم لملمت أشيائها وطرحت حقيبتها على كتفها وركضت مبتعدة عنها وهي تحاول الصمود لكي لا ټنهار باكية ..
تأوهت هدير بأنين واضح وبدا وجهها متورما للغاية فتلمسته بحذر وضاقت نظراتها وهي تتوعدها 
وأنا هادفعك تمن ده غالي !
لم يصدق باسل أذنيه عقب تلك المكالمة ..
استغرقه الأمر عدة لحظات ليستوعب أن الأخت الصغرى لرفيقه المقرب كانت تتحاذق عليه وتشاغله كأي فتاة لعوب ..
كور قبضة يده بحنق ثم ضړب بها پعنف على الحائط المجاور له ..
تحرك مسعد صوبه ونظر له متعجبا من حالة العصبية البادية عليه وسأله بإبتسامة مرحة وهي يغمز بعينه

ايه الجو مزعلك ولا ايه 
الټفت باسل برأسه نحوه ونظر له مطولا دون أن ينبس ببنت شفة فقد كان في موقف حرج .. 
تردد في إخبار مسعد بالهوية الحقيقية للمتصل المزعج فهو لا يضمن عواقب المسألة إن عرف أنها أخته إيناس.
لاحظ مسعد شروده فسأله مجددا بإهتمام وهو يتفرس ملامحه بدقة 
ايه يا عم باسل إنت سرحان كده في ايه 
انضمت سابين إليهما وتساءلت بغرابة وهي توزع نظراتها بينهما 
في ايه 
في حاجة حصلت 
نفخ باسل بضجر وأجابه بصعوبة وهو يحاول الحفاظ على نبرة صوته المنفعلة 
مافيش 
سأله مسعد بفضول وهو يحاول التحديق به 
يعني معرفتش مين اللي قرفاك 
جمد باسل تعابير وجهه وأجابه بإقتضاب
لأ ..!
ثم صمت للحظة قبل أن يكمل بتوعد خفي 
بس هحسابها كويس لو وصلتلها 
أومأ مسعد برأسه موافقا إياه ليضيف 
أكيد طبعا أقل حاجة تجيبها تحت آآ.....
لم ينتبه باسل إلى بقية حديث رفيقه فقد شرد في التفكير في الأسباب التي دفعت إيناس
تابعت سابين ذلك الحديث بينهما دون أن تفرض نفسها وتتدخل في الحوار وأخذت تتلمس بحرص بالغ الکدمة البارزة في وجهها..
وفجأة هتف باسل دون وعي 
مسعد أنا رايح مشوار وراجع تاني !
رفع مسعد حاجبه للأعلى وتساءل مندهشا من تصرف رفيقه الغريب 
مشوار ازاي ومن غير تصريح 
أجابه بغموض دون أن يبدو على وجهه أي تعبير 
حاجة مستعجلة كده هاشوفها 
هز مسعد رأسه بحركة ثابتة وهو يتمتم بخفوت 
أها 
تساءلت سابين بإهتمام وقد لاحظت التغيير البادي عليه 
أجابها بإختصار 
حاجة افتكرتها مش هتأخر !
أردف مسعد محذرا وهو يشير بيده 
ماشي بس خلي بالك لو اتكشف إنك مش موجود من غير آآ...
قاطعه باسل قائلا بجدية 
أنا هاظبط الدنيا متقلقش !
مط مسعد فمه ليقول بجدية 
طيب وأنا هتابع معاك 
لوح له باسل بذراعه وهو يستدير بظهره قائلا بإيجاز 
تمام سلام 
تابعته سابين بنظراتها إلى أن اختفى والتفتت برأسها ناحية مسعد لتسأله برقة 
هو ماله موسأد 
انزعج قليلا من اهتمامها به وأجابها على مضض 
مش عارف والله وبعدين مالناش إحنا دعوة خلينا في الوحمة بتاعتك 
وضعت أناملها عفويا عليها وهمست بصوت شبه متآلم 
أوه !.
فقد عجزت عن إيجاد أي مبرر

مقنع ينفي عنها تلك التهمة الباطلة ..
كانت تود العودة إلى منزلها والتفكير بصورة عقلانية فيما حدث لكنها لم تستطع بسبب الدرس الخصوصي الهام الذي حان موعده.
ومع هذا جلست شاردة أثناءه لا تعي كلمة واحدة مما يقولها المعلم.
رسمت في عقلها عدة سيناريوهات متوقعة وكلها كانت تنهي بچريمة قتل !
لاحظت رفيقاتها شحوبها وعدم تركيزها فتساءلن خلسة عما بها فبادرت هند متساءلة بهمس 
مالك يا نوسة إنتي مش مركزة معانا من الصبح
حد زعلك طب انتي شوفتي هدير وآآآ...
لأ .. 
زادت هند من محاصرتها بالأسئلة خاصة أن تصرفات إيناس كانت مريبة للغاية وتساءلت بصوت خفيض 
بس إنتي آآ..
قاطعهما صوت ذكوري صارم وهو يشير بيده 
ركزوا يا بنات معايا الجزء اللي جاي مهم !
حاضر يا مستر !
قالتها هند بإبتسامة مصطنعة .. بينما استمر الوجوم ظاهرا على ملامح وجه إيناس ...
في المشفى العسكري 
خرج الطبيب من غرفة الطواريء وهو عابس الوجه ثم اتجه إلى أحد القادة المتواجدين بالممر حتى وقف قبالته فاستطردت حديثه قائلا بجدية 
للأسف الفريق ضياء مر بأزمة قلبية حادة واتحط في العناية المركزة 
ارتسمت علامات الصدمة بوضوح على وجه القائد وهتف بذهول 
ايه أزمة قلبية !!
تابع الطبيب قائلا بنفس النبرة الجادة 
الزيارة ممنوعة عنه الفترة الحالية لحد ما تستقر الحالة
رد عليه القائد العسكري متساءلا بريبة 
بس هو مكانش بيشتكي من حاجة !
أوضح الطبيب قائلا بنبرة رسمية 
مش عارف التفاصيل الصراحة بس أنا ببلغ حضرتك من وقع كشفي عليه 
هز القائد رأسه بتفهم وهو يقول بهدوء حذر 
شكرا يا دكتور واكيد لما هايفوق هانفهم اللي حصل 
أكيد 
قالها الطبيب وتحرك عائدا إلى غرفة الطواريء ليتابع عمله ..
شبك القائد العسكري يديه معا وحدث نفسه بقلق 
في حاجات كتير هتتأثر بمرضك يا سيادة الفريق وأولها آآآ...
صمت ليأخذ نفسا عميقا ثم لفظه دفعة واحدة ليردد بعدها بتوجس 
ربنا يستر ! 
في الوحدة التدريبية 
استأذنت سابين لتعود إلى سكنها لترتاح قليلا بعد الذي تعرضت له .. وكذلك لتعالج تلك
في نفس التوقيت وصلت أنباء إصابة الفريق ضياء بأزمة قلبية إلى

الجميع وسادت حالة من الحزن بينهم خاصة أنه من سعى جاهدا لتأسيس هذا التشكيل القتالي المميز ..
كان مسعد ممسكا بإحدى الرافعات المعدنية حينما وصله الخبر فإنهار على قدميه مصډوما وملقيا إياها بعدم إهتمام وهو يردد غير مصدق 
مش ممكن الفريق ضياء ! 
وضع يديه على رأسه وضغط عليها بقوة وحدق أمامه في الفراغ بذهول ..
تساقطت حبات عرقه بغزارة من جبينه من فرط المجهود أولا ثم من تأثير الخبر الصاډم 
هز رأسه مستنكرا وهو يتابع پصدمة 
نهض عن الأرضية وجمع متعلقاته في حقيبته الرياضية وأكمل بجدية 
لازم أروح أطمن عليه بنفسي ! مش ممكن أعرف ومسألش 
ثم ركض مسرعا إلى الخارج وهو يلقي بحقيبته على كتفه ولكنه تسمر في مكانه فجأة بعد أن تذكر وجود سابين معه في الوحدة فزم فمه بإمتعاض وهو يحدث نفسه بضجر 
طب وصابرين هاعمل معاها ايه ما هي معايا على نفس الخط هي جاية بتوصية منه والمفروض تعرف باللي حصل ! 
اتسعت حدقتيه بهلع وهو يفكر بصوت مسموع 
ركل الأرضية الإسفلتية بقدمه وهو يكمل بضيق 
بس لو حصل يبقى كده المهمة بالكامل فكست ! الخبيرة هاتطير ترجع بلدها وأنا هاتسوح والفريق ضياء يتحال على المعاش سترك يا رب !
في منزل مسعد غراب 
باسل خير يا بني مسعد ابني جراله حاجة 
رسم على ثغره ابتسامة هادئة وهو يجيبها 
اطمني يا طنط هو كويس !
ارتبك قليلا وهو يتابع بهدوء 
ده .. ده بالأمارة باعتني أطمن عليكو 
زادت ابتسامتها السعيدة إتساعا وهتفت بإمتنان 
معلش ضغوط عندنا وكده !
وضعت صفية يدها على ذراع باسل وصاحت بنبرة دافئة 
ربنا معاكو ويحميكو 
فرك باسل طرف ذقنه بحركة عصبية فقد جاء هنا إلى غرض أخر غير السؤال المزيف عن أحوال العائلة .. ولكن عليه أن يتقن دوره جيدا حتى لا يثير الريبة ..
اختلس النظرات من حوله بحذر وتساءل بهدوء مصطنع
أومال سيادة اللوا كويس 
أومأت صفية برأسها إيجابا وهي تجيبه بحسن نية 
اه يا حبيبي هو بخير 
فتساءل بتركيز

وعيناه مسلطتان عليها 
وآآآ.. وإيناس تمام 
هزت رأسها بخفة وهي تجيبه 
اه .. هي لسه برا !
ثم تابعت ردها وهي تشير بيدها 
عندها درس في عمارة 45 اللي ورانا شوية وهترجع
تحولت نظراته للقتامة وكز على أسنانه ليقول بهدوء كان بالغ الصعوبة 
أها عارفها !
ثم رسم تلك الابتسامة السخيفة على ثغره وهو يكمل 
يالا ربنا ينجحها 
رفعت صفية عينيها للسماء لتقول بتنهيدة 
يا رب يا بني ! البت دي بتتعب أوي
رد عليها بتهكم 
أه واضح !
تجمدت تعابير وجهه وأضاف بصوت آجش 
طيب يا طنط أنا هستأذن 
رفعت حاجبها للأعلى مستغربة من ذهابه المفاجيء واستنكرت قائلة 
الله ! هو انت لحقت يا باسل !
رد عليها بصوت فاتر 
هزت رأسها متفهمة وهي تقول بخفوت 
طيب يا حبيبي خلي بالك من نفسك 
أولاها ظهره وهو يرد بجدية 
إن شاء الله سلامو عليكم
وعليكم السلام !
قالتها صفية وهي تودعه ثم مصمصت شفتيها لتتمتم مع نفسها بتنهيدة إرتياح 
فيه الخير والله !
هبط باسل عن الدرج بخطوات أقرب إلى الركض ثم استقل سيارته التي صفها أمام مدخل بناية رفيقه واتجه بها إلى الطريق الجانبي حيث العقار الأخر لينتظر إيناس هناك ...
فهو لن يمرر ما حدث منها مرور الكرام ودون محاسبة ولن يهدأ حتى يفهم سبب جموحها الغير عقلاني معه فليس معنى إختياره لعدم أخبار رفيقه بما فعلته أخته الصغرى ألا يتهاون في حقه
ترقب خروجها من مدخل البناية بنظرات متوعدة وهو جالس في مقعده بالسيارة ..
وما إن لمحها تلج للخارج حتى تحولت تعابير وجهه للشراسة ونظراته إلى الإظلام !!!
يتبع الفصل التالي
راقب باسل المدخل الخاصة بالبناية المتواجدة بها إيناس وما إن رأها تتحرك خارجها حتى قست ملامح وجهه بشدة وتحولت للشراسة وأظلمت نظراته وضغط على شفتيه بقوة محاولا كبح غضبه وهو يترجل من سيارته ..
في نفس الوقت كانت إيناس شاردة الذهن تفكر في توابع جريرة هدير الشنيعة ولم تنتبه لوجود باسل في الجوار ..
تحرك هو صوبها وهو ينتوي شړا ثم فجأة أطبق على ذراعها بأصابعه القوية فشهقت مذعورة من أثر اللمسة القوية المباغتة عليها والتفتت برأسها لتنظر إلى من فعل هذا فوجدته أمامها فجحظت عيناها بهلع كبير ..
أحكم باسل قبضته عليها وسحبها معه وهو يصر على أسنانه قائلا بصوت آمر و غليظ 
تعالي معايا !
تجمدت الكلمات على شفتيها واختفى لون بشرتها وارتعدت أطرافها بالكامل وهي تتحرك مسلوبة الإرادة خلفه ..
حاولت نوعا ما أن تحرر ذراعها من قبضته حينما اقتربا من سيارته لكنه زاد من قوة ضغطته وهو يحذرها مهددا 
احسنلك تمشي معايا بهدوء 
لم يكن أمامها أي مفر للإعتراض فأومأت برأسها ممتثلة ..
فتح باب السيارة الأمامي لها وأشار بعينيه القاتمتين لتركبها فابتلعت ريقها بتوجس وصعدت على متن سيارته خانعة لأمره الصامت ..
صفق الباب خلفها بقوة فانتفضت أكثر.. وظلت معلقة أنظارها المذعورة عليه حتى ركب إلى جوارها ..
ضغط پعنف على دواسة البنزين لتنطلق السيارة مسرعة
 

تم نسخ الرابط