مارلي

موقع أيام نيوز


سروالا من الجينز الضيق وأعلاه كنزة وردية رقيقة بلا أكتاف تغطي أردافها وتضع نظاره شمسية أعلى رأسها ...
التفتت إلى الجانب برأسها وضاقت عينيها بنظرات غريبة حينما رأت تلك اللافتة الصغيرة التي يحملها أحد الأشخاص ..
تحركت في إتجاهها وأمعنت النظر جيدا فيما دون عليها ..
التوى ثغرها بإبتسامة صغيرة وهي تقرأ اسمها المكتوب باللغة الانجليزية .. 

فتنهدت في إرتياح وهي تهمس لنفسها 
Finally أخيرا 
تحركت سابين صوبه وأشارت إلى نفسها بإصبعها حينما وقفت قبالته وهي تردد بجدية باللغة الإنجليزية 
هذه أنا Thats me 
تأملها مسعد بنظرات متفحصة لهيئتها وانفرج فمه بإندهاش واضح فقد كان يتخيلها امرأة عجوز في الخمسينات من عمرها .. لكنها كانت على عكس توقعاته تماما.. فتاة شابة جميلة وربما مٹيرة قليلا بملابسها تلك ..
ابتلع ريقه بصعوبة ورد عليها متساءلا بتلعثم وهو يشير إلى اسمها المدون على الورقة 
إنتي دي 
أومأت برأسها إيجابا فهتف بحماس وهو يرسم ابتسامة بلهاء على وجهه 
يا أهلا وسهلا دي إيجيبت مصر نورت !
ضيقت عينيها في عدم فهم من لكنته العجيبة ورمقته بنظرات إستغراب .. فقد كانت هيئته لا توحي بأنه ضابط حماية على الإطلاق قد جاء لإستقبالها وإيصالها إلى مقر عملها المؤقت بل شخص أبله يقف أمامها يتميز فقط بالطول الفاره والجسد الرياضي العريض .. 
أشار لها مسعد بيده لتتحرك ففهمت ما يريد وأكمل قائلا بحماس كبير 
إن شاء الله هتتبسطي معايا قصدي معانا !
هزت رأسها مستنكرة ووضعت يدها على جبينها وحدثت نفسها بقلق 
في غلط في الموضوع استحالة ده يكون الشخص اللي هايحميني ده .. ده شكله غبي يا متخلف إزاي يعملوا كده معايا لازم أكلم ال FBI وأفهم بالظبط أنا هتعامل مع مين !!!
عبست سابين بوجهها وظلت ترمق مسعد بنظرات إزدراء جلية من خلف نظارتها التي وضعتها على وجهها ..
أرادت هي أن تفرض حدودا جادة للتعامل معه حتى تتضح الصورة كاملة أمامها وقررت أن تتواصل معه باللغة الانجليزية فقط ..
أشار لها مسعد بيده مجددا لتتحرك خلفه إلى الأمام حيث ركن سيارته ..
وتابع قائلا بإهتمام 
أنا مش عاوزك تقلقي أنا هاكون معاكي وإن شاء الله هاتتبسطي هنا أنا خير من يمثل القوات الخاصة مش هاتندمي !
نفخت بضيق واضح .. وتجهمت قسمات وجهها أكثر من ثرثرته اللامتناهية ..
وضع مسعد حقيبة سفرها في صندوق السيارة وتفاجيء بها تجلس في المقعد الخلفي وكأنه سائقها الخاص فلم يعقب .. وتحرك نحو مقعد القائد ليقود السيارة ..
تنحنح بخشونة وحرك المرآة الأمامية لينظر إليها واستطرد حديثه متسائلا بإبتسامة عريضة 
إنتي اسمك صابرين ماسهال صح 
التوى فمها بتهكم وانعقد ما بين حاجبيها في صدمة ..
وتساءلت

مع نفسها بذهول 
هو بيقول اسمي ولا قصده ايه بالظبط !
أضاف قائلا بتنهيدة 
أنا مسعد غراب يا مدام صابرين صحيح إنتي مدام ولا آنسة سامحيني أنا عاوز أعرف مقصدش آآ.....
لم تنتبه هي إلى بقية ما يقوله بل كانت تضغط على شفتيها بغيظ فقد كان ثرثارا للغاية ورأسها مصاپ بصداع كبير بعد ساعات من السفر المتواصل وهي ليس لديها المقدرة لتحمل تلك الحماقات التي يتفوه بها أو حتى الرد عليها ...
استشعر مسعد عدم تقبلها لأسلوبه فزفر بخفوت وهمس لنفسه 
بينها غبية وهاتقرفني ! بس أنا مش عارف هاتكلم معاها إزاي 
أدار محرك السيارة وتحرك بها مبتعدا عن المطار .. 
كان الطريق مزدحما خاصة وأنه وقت الذروة فتحركت السيارة ببطء شديد ..
حاول هو أن يسترسل في الحديث مرة أخرى معها فأردف قائلا بنبرة مرتفعة لتنتبه له 
أكيد هايبقى في سكة بينا عشان نتكلم صح يا مدام صابرين 
ما أثار ڠضبها حقا هو نطقه لإسمها بصورة خاطئة فصححت له قائلة 
Its Sabeen not Sabreen إنه سابين وليس صابرين 
هز رأسه متفهما وهو يردد بثقة بالغة 
ايوه أيوه أنا فاهمك صابرين !
حركت رأسها مستنكرة غبائه ونفخت بصوت مسموع 
أووف !
ظن مسعد أن الحرارة العالية تزعجها فأكمل مبررا 
عندك حق تنفخي الجو حر على الأخر لولا بس التكييف بايظ في العربية كنت شغلتهولك ورطبت على قلبك بشوية هوا ساقعين !
أدركت سابين أنها لن تتحمل أسلوبه العجيب في التفاهم معها فهو يزداد غباءا وصبرها قد نفذ حقا لذا قررت أن تتراجع فورا عن رأيها في التحدث معه بالإنجليزية فقط وهتفت بنزق بلكنة عربية متكسرة 
أنا بأعرف شوية أربي عربي !
هتف بحماس وقد تقوس ثغره بإبتسامة واسعة 
اشطا يا صابرين ايوه بقى مش تقولي كده من بدري ! إحنا نلزق الجميل من عندك والحلو من عندي وهانعمل أحلى ريمكس سوا !
لم تتمكن سابين من فهم عبارته الأخيرة فرددت بحيرة وقد قطبت جبينها 
أنا not افهم u أنا مش فهماك 
هتف بحماس وهو يشير بيده 
استني بس ده انتي هاتسمعي مني درر يا صابرين !
صححت له مجددا بجدية 
سابين 
قال لها ببرود استفزها 
ايوه صابرين انتي مش عارفة العربي بتاعنا 
نفخت بإنزعاج أكثر وتمتمت قائلة 
Oh stupid شكله غبي !
حاولت أن تضبط أعصابها معه فهو يثير رغبتها في التخلص منه بسبب غبائه المفرط من وجهة نظرها وقررت أن تغير الحديث معه فسألته بإهتمام زائف بلكنتها المصطنعة 
إنت .. اسمك ايه 
أجابها وهو يتنحنح بحرج 
مسعد محمد غراب !
فغرت شفتيها متعجبة وسألته مستفهمة وقد تحولت نظراتها للغرابة 
What ماذا 
استشعر مسعد الحرج من اسمه وظن أنها تسخر منه فتبدلت تعابير وجهه للضيق ورد عليها بإقتضاب 
مسعد غراب إسمي مسعد غراب ! مش عاوز تريقة !
حاولت سابين أن تلفظ اسمه فبدت متلعثمة وهي تقول بلكنتها الغريبة 
صدم مسعد من طريقتها في لفظ اسمه وهتف مشدوها وهو يرفع حاجبيه للأعلى 
ايه ده قوليها تاني كده !!!
سألته بإستغراب من طريقته 
What ماذا 
هتف بتحمس وهو يسلط أنظاره على صورتها المنعكسة في المرآة 
اسمي Name مسعد غراب !
هزت كتفيها في عدم مبالاة وكررته بحذر ولكن تلك المرة بنبرة رقيقة 
تنهد بصوت مسموع وهتف بسعادة 
الله ! تاني معلش !
عقدت ما بين حاجبيها بإستغراب أعجب وحركت رأسها وكأنه تسأله عما يريد فأجابها بتلهف 
آآآ.. اسمها آج.. أيوه Again يا صابرين !
شعرت سابين أنها ربما تردد اسمه بطريقة خاطئة
فلهذا يريد منها تكرار اسمه بطريقة صحيحة ..
فقالت متساءلة بجدية 
شكرها ممتنا وحدق أمامه بنظرات سعيدة وحدث نفسه بحماس واضح على تعابير وجهه 
ده أنا كان عندي تلوث سمعي والله شكلي هاحب اسمي منك !!!!
يتبع الفصل الرابع
رواية من وحي الخيال 
الفصل الرابع 
في مكتب ما 
أومأ الفريق ضياء برأسه بإيماءة خفيفة وهو يستمع إلى ما يقال عبر هاتفه المحمول واستطرد حديثه قائلا بإعجاب 
تمام كده كل شيء ماشي زي ما احنا مرتبين 
اعتدل في جلسته وتساءل بإهتمام 
هو خد باله 
حرك رأسه مجددا وأضاف بهدوء 
عظيم أنا عايز العينين تفضل عليهم لحد ما توصل عندي بدون ما حد يحس !
مط فمه للأمام وأصغى لما يقال من الطرف الأخر ثم تابع بجدية 
ماشي بلغني بالجديد أول بأول !
أنهى الفريق ضياء المكالمة مع ذلك المجهول وهمس لنفسه بتوجس 
ربنا يستر يا مسعد وماتعكش الدنيا معاها !
........................................
في الساحة التدريبية 
أغلق باسل ضلفة خزانته الخاصة بقوة وزفر بضيق وهو يطالع شاشة هاتفه المحمول .. جلس على المقعد الخشبي المسنود أمامها ومط فمه للأمام ثم فرك رأسه بكفه وبدا حائرا بدرجة ملحوظة ولما لا فقد اختفى رفيقه مسعد منذ برهة ولم يعرف عنه أي شيء إلى الآن .. 
تنهد بإنهاك وتمتم مع نفسه بضجر 
كان المفروض يكلمني ! طب أنا هاطمن عليه ازاي وأعرف اللي حصل وأنا نازل أجازة يومين !!
تصفح هو ورقة تصريح الأجازة التي حصل عليها من قائده ثم طواها بعناية ووضعها في حافظة نقوده ..
ثم حك طرف ذقنه بإصبعيه وتابع حديث نفسه 
ممكن يكون طلع على البيت مرة واحدة خلاص أنا هاعدي عليه قبل ما أروح !
نهض من على المقعد ورفع ساقه للأعلى ليربط حذائه ثم اعتدل في وقفته وسحب حقيبته وألقاها على كتفه وتحرك نحو الخارج ..
...........................................
في سيارة مسعد غراب 
لم تختف الإبتسامة السعيدة من على وجه مسعد بعد أن أطربت أذنيه بصوت سابين وهي تلفظ اسمه ..
ظل ېختلس النظرات نحوها من المرآة الأمامية بينما حدقت هي في النافذة الملاصقة لها لتتأمل معالم القاهرة ..
استطرد مسعد حديثه متساءلا بمرح 
ايه رأيك يا مدام صابرين في البلد جود Good ها 
لوت ثغرها لتنفخ بهدوء ولم تعقب عليه .. ولكنها كانت منزعجة من ضجيجه المتواصل فحدثت نفسها قائلة بحنق 
مش ممكن ده کاړثة متنقلة مش بيسكت لثانية لأ وعارف إني مش بأفهم عربي واللي طالع عليه يقولي صابرين أنا کرهت نفسي من نص ساعة معاه يا ريت أوصل بسرعة عشان أخلص منه ! 
أكمل مسعد قائلا بإستمتاع 
إيجيبت طبعا غير أي بلد حاجة كده مليانة آآ..
لم تتحمل سابين أكثر من هذا فقاطعته متوسلة 
بليز ! Can you shut up ممكن تصمت 
عقد جبينه بإندهاش كبير وسألها بغموض بادي على تعابير وجهه 
عاوزة شطا ليه !
ردت عليه بإمتعاض وهي تنفخ بضجر 
أووف إنت مش يفهمني !
هتف قائلا بحيرة وهو محدق في إنعكاس صورتها 
ما هو لو أنا أعرف عاوزة ايه هاعمله يا مدام صابرين 
انزعجت سابين من استمراره في إلصاق لقب سيدة بها فصاحت بضجر 
بليز Stop saying Maam كف عن قول سيدة أنا Miss آنسة مس .. نو مدام سابين بس !
تشكل على فم مسعد ابتسامة ودودة وهو يرد بسعادة 
وماله لما نشيل التكليف بينا !
همست لنفسها بإستغراب مرددة بتلعثم 
تاك آآ.. هاه !
بينما هز رأسه متعجبا وهو يضيف بإندهاش
حقيقي الأجانب دول ليهم حاجات غريبة بس معنديش مانع أنا أقولك صابرين حاف وإنتي تقوليلي موسأد حاف
قالت سابين بلكنة رقيقة 
هاف !
أوضح لها قائلا بثقة 
اسمها حاف بال ح يعني من غير أي اضافات ! نو سبايسي 
أدركت سابين أنها تتعامل مع شخص

لديه مشكلة عويصة في فهم اللغة الانجليزية فهتفت بإستياء وهي تحاول السيطرة على أعصابها 
أووه بليز هدوء !
مش عاوزة دوشة فهمتك.. طيب 
..........................................
في شركة ما بولاية أوهايو 
هب رجل ما ذو طلة مهيبة من على مقعد مكتبه وضړب بكف يده سطحه پعنف وهو يصيح متساءلا بإهتياج في الهاتف المحمول 
ماذا تعني هل تلاشت هكذا دون أن تترك أثرا 
استدار حول مكتبه وأكمل پغضب هادر 
ابحثوا عنها حتى تجدوها فلن أضع رأسي على المحك لأجل حمقاء مثلها أفسدت كل شيء !
.................................
عودة إلى القاهرة وتحديدا في سيارة مسعد 
علق مسعد في زحام السير وبدا الطريق طويلا للغاية بالنسبة لسابين .. حاول هو أن يسلك طريقا مختصرا ولكن كل الطرق مزدحمة فهي ساعة الذروة ..
كما زادت حرارة الجو المصحوبة بالرطوبة فأصابتها بالحنق الشديد .. 
استشعر مسعد ضيقها وفكر في طريقة للتهوين عليها ولكن قطع تفكيره المتعمق رنين هاتفه ..
مد يده ليلتقطه ثم حدق في شاشته فوجد اسم باسل عليها .. فضغط على شفتيه ولم يجب عليه ..
فهو قد تلقى تعليمات شديدة بشأن عدم إخبار أي شخص بشأن طبيعة مهمته الحالية .. والتي تقتضي استقبال الخبيرة
 

تم نسخ الرابط