مارلي
المحتويات
خلينا نقوم نشوف ورانا ايه !!!
وضع فادي إصبعيه على مقدمة رأسه ليحيهم وأكمل بإبتسامة سخيفة
سلام يا رجالة !
ثم سلط أنظاره على سابين وتابع بغمزة ماكرة
سلام يا .. يا خبيرة !!
لوى مسعد ثغره بتأفف جلي على محياه .. بينما رمقه باسل بنظرات ڼارية فهو يدرك نوايا ذلك السمج المزعجة ..
تنحنحت سابين بحرج ثم استطردت حديثها بخفوت رقيق
استدار الاثنين نحوها وبادر باسل بسؤالها
مشكلة ايه هي
أجابته سابين بهدوء
أنا أرسلت فاكس أطلب تقارير تقييمية وهتوصل آآ.. in two days خلال يومين
تساءل مسعد بعدم فهم
يعني المطلوب نعمل ايه
أجابته بإبتسامة ناعمة
اهنا إحنا في أجازة لحد تقرير يوصل عشان أنا إشتغل !
ده كده فل على الأخر !
..........................................
في إحدى مراكز التجميل النسائية
دفعت إيناس باب المركز بيدها للداخل لتلج إليه ثم جابت بعينيها المكان لتتبين معالمه سريعا ..
كان المركز شبه خاليا من رواده في تلك الساعة المبكرة ولكنه كان على درجة عالية من الرقي ..
أي خدمة
ارتبكت إيناس وبدا على تعابيرها التوتر .. وحاولت إجابتها فخرج صوتها متلعثما
أنا .. انا كنت جاية آآ.. آآ.. اعمل .. قصدي أسأل عن آآ...
رمقتها الفتاة بنظرات شاملة قبل أن تقاطعها متساءلة بصوت واثق
إنتي عاوزة تعملي حواجبك
اتسعت مقلتي إيناس في إندهاش قليل وهتفت بصوت متردد
أشارت نحوهما الفتاة بإصبعها وهي تجيبها بإيجاز
ايوه !
حاولت إيناس أن تخفي إرتباكها وعضت على شفتها السفلى قليلا وأجابتها بنبرة مضطربة
اه .. أيوه أنا .. أنا كنت جاية لكده
ثم همست لنفسها بحرج
هما .. هما باين عليهم انهم وحشين
لم تفهم الفتاة ما قالته إيناس فسألتها
افندم
لا ولا حاجة أنا بأكلم نفسي بس
هزت الفتاة رأسها متفهمة ثم لوحت لها بيدها لتتحرك للأمام وهي تقول بجدية
طب تعالي معايا
جلست إيناس على المقعد الخاص بتجميل السيدات وبدت أكثر توترا وهي تحاول التمدد عليه وبحذر شديد أرجعت رأسها للخلف وبدت غير مسترخية وهي ترمش بعينيها كثيرا أثناء تحديقها في سقفية المكان ..
اقعدي براحتك متقلقيش
ثم رسمت ابتسامة مجاملة وهي تسألها بفضول
دي أول مرة تعمليهم صح
ابتلعت إيناس ريقها وأجابتها بهمس
آآ.. اه !
مسحت الفتاة بإصبعها على حاجبي إيناس وتابعت بصوت هاديء
اوكي أنا مش هاعمل حاجة فيهم هاشيل بس الزوايد ومش هاتحسي بحاجة
ردت عليها إيناس بتوتر
اوكي بس ممكن أسأل في حاجة تانية
أجابتها الفتاة بإيجاز
اتفضلي
أخذت إيناس نفسا عميقا وحبسته للحظة في صدرها فقد أربكها اقتراب الفتاة منها وتحديقها بها كأنها فأر تجارب ثم زفرته على مهل وسألتها بحرج
هو .. هو أنا لو حبيت أعمل شعري يتكلف كام
ردت عليها الفتاة بإسهاب
تقصدي استشوار ومكواة ولا فرد الشعر بالبروتين ولا انتي عاوزاه كيرياتين في
حنة سودة كمان !
بدت إيناس تائهة بعد ما سمعته وزادت علامات الحيرة على تصرفاتها ورددت بعدم فهم
هاه .. ده ايه ده كله
أكملت الفتاة بصوتها الجاد
في أوبشنز كتير هنا على حسب اللي يناسبك شوفي انتي حابة ايه أكتر !
اعتدلت إيناس في جلستها وفركت عنقها و الذي تألم بسبب إرجاعه لوقت ليس بالقليل للخلف بيدها ثم
سألتها بإهتمام
وتكلفة كل حاجة منهم ايه
تنهدت الفتاة وهي تجيبها
بصي على حسب .. الأرخص هو الفرد بالاستشوار و بالمكواة السراميك بيفضل شعرك كام يوم حلو وبعد كده بتغسليه فبيرجع زي ما كان !
حكت إيناس طرف ذقنها وهي تسألها بجدية
أها طب والبروتين ده
ردت عليها الفتاة بهدوء
ده بيفرد الشعر لفترة طويلة وبيبقى زي الحرير بالظبط
مطت إيناس شفتيها في إعجاب .. فربما يكون هذا هو الحل الأمثل لشعرها المجعد .. ثم تساءلت بإهتمام أكبر
والله والكيرياتين زيه
أجابتها الفتاة وهي تشير بيدها
ده قريب من البروتين بس نسبة الفورمالين أعلى شوية وسعره أرخص !
صمتت إيناس للحظة لتفكر فيما قالته فقد أعجبت بتلك الحلول السحرية لعلاج مشاكل الشعر وبالتالي ستتغلب على سخرية الأخريات منها ولاح في خيالها صورة لها وهي في هيئتها الجديدة ..
سريعا ما أفاقت من أحلامها الوردية وتساءلت بجدية
أها .. يعني تكلفتهم كام
ردت عليها الفتاة بهدوء
على حسب طول الشعر وكثافته
أشارت إيناس بيدها وهي تتساءل
طب .. طب بالتقريب كده أنا شعري لو حبيت أعمله يتكلف كام
زمت الفتاة شفتيها وأمسكت بجديلة إيناس لتتفحصها ثم أجابتها
مممم.. يعني مش أقل من 5 ألاف جنية !
ارتفع حاجبيها للأعلى في ذهول وصړخت مصډومة
نعم ليييييييه
لوت الفتاة ثغرها بإستغراب من ردة فعلها المبالغ فيها وبررت قائلة بتهكم قليل
يا آنسة شعرك سوري يعني شبه سلك المواعين هياخد مجهود في الفرد !
نهضت إيناس عن المقعد ورمفت الفتاة بنظرات ساخطة ثم صاحت فيها بإنفعال
إن شاءالله ماعنه اتفرد أل 5 ألاف جنية أل .. ده أنا لو طلبت 100 جنية من ماما هتعملي قضية أقوم أقولها هاتي 5 ألاف أفرد شعري ده مش بعيد تفردني أنا بالفلوس دي ..!!!!
ثم تحركت كالمغيبة في اتجاه باب مركز التجميل فسارت الفتاة خلفها وسألتها بإندهاش
يا آنسة إنتي رايحة فين مش هاتعملي حواجبك
التفتت إيناس برأسها نصف إلتفاتة نحوها وحدجتها بنظرات غاضبة وهي تجيبها بإمتعاض
لأ أنا عاوزاهم كده شبه المقشات !!
ثم استدارت برأسها للأمام لتتابع بتهكم
5 ألاف جنية اتقوا الله يا عالم يا ظلمة ده أنا أغلى شامبو جبتو في حياتي معداش ال 20 جنية !!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل التاسع
حصلت هدير على رقم هاتف باسل المحمول من إيناس وبدأت في رسم خطة ماكرة في ذهنها للتقرب منه أكثر ..
لم تعبأ بحنثها بوعدها لصديقتها في عدم الإضرار بها أو حتى الإساءة إليها فشاغلها الأكبر هو مرافقته بغض النظر عن أي شيء يمكن أن يحدث .. ونفذت خطتها بالفعل وبدأت في مهاتفته لتثير فضوله أولا ثم بعدها ستنتقل للخطوة التالية وهي التودد إليه ..
كما تغاضت إيناس مؤقتا عن فكرة تجميل نفسها وتعديل مظهرها بعد أن وجدت أن التكلفة ستكون باهظة بالنسبة لها وتفوق قدراتها المالية المتاحة بالإضافة إلى توبيخ هدير لها لذهابها بمفردها لأحد المراكز دون انتظار رأيها الجوهري في تلك المسألة الحساسة من وجهة نظرها ...
مر يومان على سابين وهي في متواجدة في مركز التدريب وحاولت فيهما قدر إستطاعتها الإندماج والتكيف مع طبيعة الحياة هناك ..
أرهقها محاولتها المضنية للنوم بسلام ولكنها لم تحظ على الساعات الوافية التي يحتاجها جسدها للإسترخاء .. فبدا وجهها أكثر تعبا عن ذي قبل وقلت نضارته إلى حد ما .. ورغم هذا لم يقلل من جمالها الطبيعي ..
و كالعادة لم تسلم من سخافات فادي المتكررة ونظراته الوقحة كلما رأها ....
ولكن ما كان يريحها هو وجود مسعد دوما إلى جوارها وكذلك باسل الذي كان أكثر تفاهما معها ..
شعرت بالحنين إلى أهلها ورفاقها رغم عدم مضي وقت طويل .. لكنها كانت تشتاق إلى وجودهم في حياتها ..
أقنعت نفسها أنها فترة مؤقتة ستمر بأي حال من الأحوال لتعود كما كانت ..
كذلك استغلت الفرصة في مراجعة دورها كخبيرة أجنبية جاءت لتقييم عدد من الضباط الأكفاء لتبدو مقنعة ومنطقية حينما يتم سؤالها مباغتة من قبل أي شخص وخاصة السمج الذي يلاحقها كظلها ....
لم يتوقف عقل مسعد عن التفكير في صابرين التي استحوذت على عقله فقد كانت مختلفة وغامضة
كذلك استشعر بفراسته التي قلما تظهر بأن هناك خطب ما وراء السماح بوجودها في وحدتهم الخاصة غير كونها خبيرة دولية وحصولها على امتيازات عجيبة لم ينالها أحدهم مسبقا بالإضافة إلى صغر سنها الذي حيره كثيرا ..
فهي تبدو أقل عمرا بكثير من خبيرة محكنة درست وأجرت الأبحاث الموثوقة على مدار سنوات عمرها القليلة ..
ومع هذا حاول ألا يعطي الموضوع أكثر مما يستحق فهي في النهاية قد جاءت إلى هنا من أجل تقييمه وربما ستكون فرصته للوصول إلى هدفه السامي وهو الحرس الرئاسي ..
.......
أما باسل فقد أعجبته سابين كثيرا فهي شابة ناضجة مفعمة بالنشاط وطموحة إلى أبعد الحدود..
ما أبهره حقا هو تمكنها من الحصول على ذلك المنصب الهام في تلك المؤسسة الدولية التي تمثلها بالرغم من كونها لم تتخط منتصف العشرينات ..
تمنى أن يقابل في حياته فتاة مثلها قادرة على فعل المستحيل وتحقيق أحلامها بإصرار ورغم هذا كان حذرا فيما يتمناه ففي النهاية وجودها مرتبط بوقت زمني ومحدد بمهام بعينها ..
ما أزعجه أيضا خلال تلك الفترة هي تلك الاتصالات الهاتفية المتكررة من أرقام مجهولة في أوقات مختلفة من الليل و ترفض الرد عليه رغم أسلوبه اللاذع في إهانة المتصل حينما يسأله عن هويته ..
لكنه كان يستمع إلى صوت تنهيدات مطولة وعميقة وهمسات خاڤتة بإسمه فأثارت حنقه أكثر ...
.
على الجانب الأخر لم يقتنع فادي بمهمة سابين المتواجدة في مركز التدريب الخاص بهم بأي شكل ولم تخيل عليه وظيفتها كخبيرة دولية ذات مستوى رفيع .. خاصة
وأنها صغيرة السن وعلى حسب بحثه
المتأني على مواقع الانترنت المختلفة حول طبيعة
الخبراء ومهامهم وجد أن متوسط أعمارهم يتخطى حاجز الأربعين عاما .. وأبحاثهم الدولية تتخطى العشرات ...
لذا فقد استنتج أنها ليست خبيرة بالمعنى التقليدي ..
كذلك هي فتاة جذابة ولافتة للأنظار بطبيعتها المتحررة تتناقض تماما مع هيئة الخبير المعتاد وهي وحيدة في معقل الرجال الأشداء .. ومعنى السماح لمثلها بالبقاء معهم أن وراءها سر خطېر .. فقرر أن يتحرى بنفسه عن السبب الحقيقي لوجودها .. بالإضافة إلى شعوره بالتسلية لوجود من تثير رغباته كرجل يتوق للنساء .. فزادت حماسته تجاهها ...
...............
في مركز التدريب
تحركت سابين بتثاقل في اتجاه المرحاض بعد أن صدح صوت البروجي المزعج ليوقظها من أعمق أحلامها ..
تثاءبت وهي تغسل وجهها بالمياه وأمالت رأسها للأمام بعد أن أغمضت عينيها المتعبتين لتستند بكفيها على حافة الحوض ..
بدت أكثر إرهاقا عما مضى .. وغفت للحظة قبل أن تشهق پذعر حينما تكرر الصوت المزعج مرة أخرى ..
نفخت بتعب وسارت عائدة إلى فراشها وهي تمتم بصوت ناعس
مش قادرة أنا عاوزة أنام
لم تشعر بمرور الوقت وهي غافية .. فقد كان جسدها منهكا للغاية ولم تعد تستطيع الصمود أكثر من هذا ...
..............
وقف مسعد أمام باب غرفتها وحدق فيه بإندهاش ثم حك مؤخرة رأسه عدة مرات وهو يتساءل مع نفسه بقلق
هي مش ناوية تخرج النهاردة ولا ايه دي اتأخرت أوي !
فرك طرف ذقنه بتوتر قليل .. وتابع حديث نفسه بتوجس
طب أخبط عليها وأشوف مالها ولا استنى شوية ! ماهو يمكن تكون في الحمام ولا حاجة جايز عندها امساك ومش عارفة آآ...
أطرق رأسه في حرج ولم يتابع جملته .. ثم ركل بقدمه الأرضية وحسم أمره قائلا
أنا هاخبط عليها
متابعة القراءة