مارلي

موقع أيام نيوز


مع إيناس التي كانت لديها شخصية متفردة 
وقفت هي أمام المرآة تطالع بشرود ما آلت إليه حياتها في اﻷشهر الأخيرة وكيف وصلت إلى ذلك الوضع 
ثم انتبهت إلى صوت إيناس وهي تقول من خلفها بإبتسامة لطيفة 
انتي ماشاء الله أمورة اوي so beautiful 
ردت عليها سابين بنبرة ممتنة وهي تنظر إلى إنعكاس صورتها في المرآة 

ثانكس شكرا وأنتي كمان كيوت !
هزت إيناس رأسها نافية وابتسمت لنفسها بسخرية مريرة فهي تعلم جيدا رأي الأخرين في هيئتها وتألمت من حديثهم الچارح والمهين لذاتها وخاصة باسل الذي أشعرها بدونيتها وحقارتها 
وقفت هي إلى جوارها وقالت محتجة 
لا لا أنا مش حلوة زيك أنا أجيب صفر من عشرة في مقياس الجمال !
تعجبت سابين مما قالته وسألتها بفضول 
ليه تقولي كده إيناس 
تنهدت إيناس بإستياء وردت عليها بنبرة حزينة وقد أسبلت عينيها 
ده مش كلامي ده رأي الناس فيا !
مطت سابين شفتيها بإستغراب أكبر وتأملت إيناس بنظرات دقيقة شاملة وهتفت معترضة على حديثها 
بس أنا شوف غير كده !
اعتقدت إيناس أنها فقط تجاملها بحديثها الودي فقط لأجل أخيها ولأنها تساعدها في ظروفها لذا ابتسمت لها بتصنع وردت بفتور 
شكرا على مجاملتك ! 
ثم صمتت للحظة قبل أن تضيف بمرارة وقد لمعت عيناها قليلا 
بس انا عارفة نفسي كويس ومتأكدة من رأي غيري فيا !
وكأنها بكلماتها تلك تتعمد تذكير نفسها دوما بإهانة باسل حتى لا تتعلق بأوهام كاذبة 
لاحظت سابين شرودها ولمحت نظرات حزينة في عينيها فأدركت أن هناك خطب ما بتلك الصغيرة وصاحت محتجة 
دول رأيهم مش صح !
ثم وضعت يدها على كتفها وضغطت عليه بأصابعها ونظرت مباشرة في عينيها وهي تضيف بجدية 
انتي ممكن إعملي حاجات بسيطة في your appearance مظهرك وتعدلي في الاستايل بتاعك هتلاقي نفسك كيوت !
ابتسمت لها إيناس بتهكم وهي تقول 
كبري دماغك أنا مش عاوزة أغير من نفسي عشان حد أنا راضية بحالي كده واللي عاوزني يتقبلني زي ما أنا !
هزت سابين رأسها بإعتراض ملحوظ وأوضحت بهدوء مقصدها 
أنا مش قول غيري نفسك أنا قول إنتي عدلي في ستايلك !
تراجعت إيناس للخلف ثم قالت بفتور 
سيبك مني أنا مش فارق معايا ده كله كفاية دراستي وبس 
ردت عليها سابين بإلحاح 
ده مش عطلك عن دراسة إيناس ! ده آآ مم ستايل بس !
زفرت إيناس بنفاذ صبر وهي تقول 
نبقى نشوف الحكاية دي بعدين !
ثم رسمت إبتسامة رقيقة على ثغرها وهي تسألها بفضول 
المهم قوليلي مبسوطة هنا معانا 
أومأت سابين برأسها بإيماءة إيجابية وهي تجيبها 
أوه ييس نعم 
غمزت لها

إيناس وهي تسألها بمكر 
طب تمام يعني أطمن مسعد 
هزت رأسها وهي تقول بخجل 
أها
على الجانب الأخر تحدثت السيدة صفية مع ابنتها إسراء هاتفيا بصوت خاڤت وهي تتلفت حولها بحذر في صالة المنزل 
ومن ساعتها وأنا حاطة عيني في وسط راسي
سألتها إسراء بإهتمام 
هي حلوة للدرجادي يا ماما 
أجابتها والدتها وهي تلوي ثغرها في سخط 
أوي أوي أنا خاېفة على أبوكي منها
تساءلت إسراء بفضول 
طب هو مسعد شافها 
رفعت صفية حاجبها للأعلى مستنكرة ما قالته وردت عليها بإمتعاض 
وهو هايشوفها فين يا حسرة ده يا عين أمه مفحوت في الجيش !
اقترحت إسراء قائلة بمكر 
طب ايه رأيك نزوق البت دي في سكته !
لم تعي صفية مقصد ابنتها جيدا فرددت بحيرة 
مش فهماكي يا بت !
أوضحت لها إسراء ما تريده قائلة بهدوء جاد 
يعني طالما انتي خاېفة منها أوي كده ما نحط مسعد في طريقها يمكن الصنارة تغمز ولا حاجة !
اعترضت والدتها قائلة بتذمر 
وهو أخوكي بتاع الكلام ده ده رافض الجواز بالثلث !
بررت لها إسراء سبب رفضه 
ده عشان البنات اللي كنتي بتجيبهم مش بيفهموا ولا بيقدروا لكن دي على كلامك بت أمورة وحلوة فيمكن تشبك معاه !
زمت صفية ثغرها وتمتمت بقلق 
مش عارفة سيبني أدورها في دماغي !
أصرت إسراء على فكرتها وهتفت بنبرة مشجعة 
ماشي يا ماما بس ده من رأيي أسلم حل 
ردت عليها والدتها بتنهيدة منهكة 
طب يا إسراء إحنا بردك يا ضنايا منعرفش عنها حاجة خالص إزاي بقى آآ 
قاطعتها إسراء قائلة بجدية 
بصي يا ماما أنا هاكلم جوزي وأجي عندكم يومين وهاطأس بنفسي عن كل اللي يخصها وهاجيبلك أرارها كله من أول ما تولدت لحد ما جت عندك !
هتفت صفية بتلهف وقد إعتدلت في جلستها 
بجد أخيرا هاتحني علينا وتزوري أبوكي وأمك !
ردت عليها إسراء بإنهاك بائن في نبرتها 
والله يا ماما نفسي أجيلكم من زمان بس العيال وقرفهم !
تفهمت والدتها ظروفها التي تعوق قدومها إلى منزل عائلتها بإستمرار خاصة وأنها تقيم في محافظة أخرى وتشدقت بهدوء 
ربنا يقويكي خلاص هستناكي !
ردت عليها إسراء بنبرة متفائلة 
بأمر الله أشوفك على خير يا ماما وسلمي على بابا والبت نوسة !
هزت صفية رأسها إيجابا وهي تقول بإبتسامة مشرقة 
يوصل يا حبيبتي أسيبك في رعاية الله !
أغلقت هاتفها المحمول وألقته في حجرها بعدم إكتراث ثم إستندت بوجهها على راحة يدها وغمغمت بتوعد بعد أن ضاقت نظراتها 
أما نشوف أخرتها معاكي إيه يا بنت الأجانب !!!
يتبع التالي
الفصل السادس عشر الجزء الأول 
في الوحدة التدريبية العسكرية 
هب مسعد منتفضا من مكانه پذعر واتسعت مقلتيه في ړعب جلي بعد أن أبلغته إيناس هاتفيا بقرار شقيقته إسراء المفاجيء بزيارة العائلة وقضاء عدة أيام معهم ... 
وضع يده على رأسه ليضغط عليها بتوتر كبير وهتف بتوجس وقد إرتفع حاجباه للأعلى 
يادي المصېبة ! إنتي بتهزري صح !
ردت عليه إيناس بجدية 
بهزر ايه دي جاية أخر النهار !
شهق مړعوپا وهو يصيح بها 
نعم !!!! 
فرك وجهه بكفه وتابع بهلع 
دي كده كملت على اﻷخر ! 
سألته إيناس بهدوء 
ناوي على ايه وهاتتصرف ازاي 
أجابها بتخوف وهو ينظر حوله بنظرات زائغة 
مش عارف أنا حاسس إني هاتشل .. يا ربي إسراء !
زفر بضيق وتابع حديثه بضجر 
هو أنا كنت ناقصها هي كمان وطبعا جوز المعيز جايين معاها !!
ردت عليه إيناس بإمتعاض 
سيف وفارس .. أكيد ! ما إنت عارف إنها مش بتتحرك من غيرهم 
لوى مسعد ثغره ليضيف بتهكم 
أمك بتعمل كماشة على البت !
أجابته بجدية 
ايوه .. انت لسه واخد بالك .. مش أنا ملمحالك في أخر مكالمة بده !
أكمل مسعد قائلا بحنق 
انا حاسس إني ھاتجلط وأنا بعيد ومتكتف كده ومش في إيدي حاجة أعملها !!
هتفت إيناس بهدوء حذر 
بص أنا هحاول على أد ما أقدر أفصل بين القوات وإنت اتصرف وتعالى مش تغيب كتير يا مسعد !
صاح بها بنبرة محتدة 
هو بمزاج أهلي !!! 
نفخت بغيظ وهي ترد عليه 
يووه ماليش دعوة أنا هنا لوحدي ومش هاعرف أسد مع إسراء وماما !
ما لم يتوقعه مسعد على الإطلاق هو قدوم شقيقته الكبرى للمكوث في المنزل فحضورها يعني وجود کاړثة لا محالة .. 
هي ليست من النوع الهين السهل ولكنها تحاول دائما فرض نفسها على الأخرين ونزع ما تريده منهم من معلومات بطرق مريبة ..
تنهد بقلق وأوضح قائلا بتوجس 
الاتنين دول لما بيتلموا على بعض بيبقى بيخططوا لکاړثة أزلية !!
ردت عليه إيناس بتعجل 
طيب فكر مع نفسك كده وعرفني على اللي ناوي عليه و أنا هاقفل عشان اشوف الدنيا حواليا !
صاح بها مسعد مؤكدا بجدية 
ماشي وخليكي معايا على الخط أول بأول الله يكرمك !
ردت عليه بإيجاز 
اوكي .. يالا باي 
أنهى المكالمة ووضع هاتفه في جيبه وتابع بنبرة خائڤة 
سترك يا رب .. جيب العواقب سليمة وماتفضحناش يا رب قصاد صابرين !
ضړب كفا على الأخر وسار بلا وجهة محددة وهو يضيف لنفسه بإستنكار 
إسراء و أمي .. يا منجي من المهالك !!! 
في منزل مسعد غراب 
أعطت إيناس تحذيرات شديدة اللهجة لسابين لتتخذ حذرها عند قدوم شقيقتها الكبرى إسراء .. فزيارتها تلك ليست عادية بالمرة بل هناك غرضا خفيا يكمن ورائها .. 
تفهمت اﻷخيرة خۏفها ووعدتها بثقة وهي تبتسم

لها
اطمني ! مش يحصل مشكلة إيناس !
هزت إيناس رأسها نافية وهتفت بجدية 
هو مش هايحصل مشكلة قولي بلاوي سودة وزرقة وبكل اﻷلوان ! أنا عملت اللي عليا ونبهتك !
حركت سابين رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد عليها 
اوكي ..I will take care سوف أخذ حذري 
ثم تركتها في الغرفة وذهبت لتساعد والدتها في تجهيز الطعام وأعمال المنزل التي لا تنتهي ...
في الوحدة التدريبية العسكرية 
أفرغ مسعد طاقته العصبية والمشحونة بداخله في اللكم پعنف في إحدى معدات الملاكمة و المجهزة لهذا الغرض ...
لم يتوقف عقله للحظة عن التفكير في عواقب زيارة أخته إسراء فهي ليست كإيناس في عدم اهتمامها بتوافه الأمور .. بل أسوأ مما يمكن أن يتخيله أحد .. ومعنى قدومها في هذا التوقيت تحديدا وجود مخطط ما تحضر له والدته .. 
رأه باسل وهو في تلك الحالة فسأله مستفهما 
انت يا بني بنادي عليك من بدري !!
ردت عليه مسعد بتبرم وهو يمسح حبات عرقه بظهر قفازه 
والله ولا سامعك ولا شايفك !
نظر له باسل بإندهاش وسأله مستفهما 
ليه في حاجة جدت !!
أجابه مسعد بنبرة ساخطة 
قول في مصېبة هتحصل وتطبل فوق نافوخ اللي جابوني !!!
تشنجت تعابير وجه باسل وضاقت نظراته وردد بقلق 
يا ساتر يا رب !
تساءل مسعد بغرابة وهو عابس الوجه 
هو ماينفعش اخد مرضي ولا اعتيادي زي البشر العاديين
أجابه باسل بهدوء 
يا مسعد احنا مش بتوع الكلام ده ومش عندنا أصلا 
أضاف مسعد قائلا بسخط 
رفدي من الجيش هايجي على ايديهم !!!
لم يستطع باسل سبب إنفعال وتوتر رفيقه بتلك الصورة المزعجة فسأله بجدية وهو يحاول فهم ما يدور 
ما تفهمني بس ايه اللي حصل ! مش إنت بتكلم إيناس ومتابع معاها أول بأول !!!
أومأ برأسه بحركة جدية وأجابه بتوجس 
ايوه .. بس اللي عدى كله كوم واللي جاي كوم تاني خالص ! 
تساءل باسل بإهتمام أكبر وهو محدق في رفيقه 
تقصد ايه 
أجابه بإختصار لكن نبرته كانت تحمل الكثير من الخۏف 
إسراء !
عقد باسل ما بين حاجبيه بإستغراب وتساءل قائلا عن هوية صاحبة ذلك الإسم 
مين دي 
رد عليه مسعد بسخرية وهو يلوي فمه 
الشاويش عطية اختي 
ابتسم باسل لدعابته وسأله بهدوء 
مالها يعني 
أجابه مسعد بإقتضاب 
جاية زيارة
هز باسل كتفيه في عدم مبالاة وردد متساءلا بتعجب من تخوف رفيقه الكبير من زيارة شقيقته والتي من المفترض أن تكون زيارة عائلية ودية 
طب ودي فيها ايه 
أجابه مسعد بتهكم 
دي فيها ﻷخفيها ..!!!
اندهش باسل من تعبير مسعد الصاډم وانفرج ثغره بتعجب أكبر ..
وحدق في رفيقه بريبة .. تابع الأخير بجدية وهو ينزع قفازيه 
أنا أحسن حاجة اعملها أروح أشوفلي واسطة تنزلني أجازة يومين !!
لم يقتنع باسل بردة فعله المبالغ فيها وسأله باستغراب 
أنا مش فاهم
انت قلقان كده ليه !! 
الټفت مسعد نحوه برأسه ورد عليه بسخط 
قلقان ! دي المينيمام شارج الحد الأدنى للي جوايا !!!!
في مكتب ما بجهة سيادية 
طرق القائد العسكري ذو الرتبة العالية بأصابع يده بحركة ثابتة على سطح المكتب وتابع حديثه الهاتفي قائلا بصوت هاديء 
احنا متابعينها كويس ورجالتنا معاها بس مش عارفين إننا مراقبينهم !
صمت للحظات ليتابع حديث الطرف الأخر وأكمل بهدوء 
هندخل في الوقت المناسب !
هز رأسه بإيماءة خفيفة
 

تم نسخ الرابط