مارلي
المحتويات
في عقل إيناس فكرة ما ولمعت عيناها بشدة ثم هتفت متصنعة البراءة
ماما حبيبتي هو أنا ممكن أعزم اصحابي في عيد ميلاد مسعد !
نظرت لها والدتها من طرف عينها ورددت
أصحابك !!!
تابعت إيناس بإلحاح وهي تحتضن والدتها من كتفيها
أه يا ماما وحياتي عندك دي فرصة حتى أحتفل بنجاحي !
لوت صفية فمها لتبرطم بتبرم
ردت عليها إيناس بضجر
اسالي إسراء هي اللي بتخطط وبتكتك كل حاجة !
ثم أكملت بإصرار
ها يا ماما أعزمهم أمانة عليكي لتوافقي !
ردت عليها والدتها بتنهيدة مطولة
خلاص اعزميهم بس كام واحدة المكان زي ما انتي شايفة على الأد !
حاضر يا أحلى صفصف في الدنيا !
في مكان ما
اقتحم أحد الأشخاص غرفة مكتب ما والتقط أنفاسه اللاهثة ثم استطرد حديثه قائلا بنبرة غامضة
لقد عرفنا مكانها سيدي
انتبه له الرجل الأخر ونظر له بحدة قبل أن يسأله بجدية
من تقصد
أجابه بإبتسامة خبيثة
المدعوة سابين
ماذا !!!!
أوضح له الرجل الأول كيف تمكن من كشف مكان حمايتها السري
لقد هاتفت صديقتها مارلي وتمكنا من رصد المكالمة وعرفنا بالأقمار الصناعية مكانها
التوى ثغر الرجل بخبث وهو يتمتم قائلا
هذا عظيم الحمقاء أوقعت نفسها في فخ المۏت
بماذا تأمرنا الآن
أجابه الأخير بهدوء ممېت
أعدوا كل شيء للتخلص نهائيا منها فلم يتبق الكثير على وقت المحاكمة !
ابتسم له الرجل بمكر وهو يردد ممتثلا
كما تريد سيدي !
اعتدل الرجل في جلسته على مقعده وأراح ظهره للخلف وحدق أمامه بنظرات مخيفة ثم تابع مع نفسه بنبرة قاتمة
ملف قضيتك للأبد آنسة سابين مشعل !!!!
يتبع التالي
الفصل التاسع عشر
في منزل مسعد غراب
اجتمعت العائلة على الطاولة لتناول الإفطار معا ..
جلس مسعد في مواجهة سابين بعد أن تعمدت إسراء أن تضبط المقاعد ليكون الاثنين محدقان في بعضهما البعض ..
أعجب مسعد كثيرا بما تدبره أخته ظنا منها أنها تقرب بينهما ..
هتعملوا ايه النهاردة
تساءل اللواء محمد بجدية وهو يضع قطعة الخبز في فمه
ردت عليه سابين متساءلة بعدم فهم
هو آنكل يقصد ايه
أجابتها صفية بحسن نية
عمك بيسألنا هنطبخ ايه على الغدا
ردت عليها سابين بتحمس
أها .. اوكي we can cook ممكن نطهو جرين سووب أنا اسمع عنها
تساءل مسعد عن معنى ما قالته بإستغراب وهو يرفع حاجبه للأعلى
هتأكلونا ايه !!!
ردت عليه صفية بعدم فهم
والنبي يا بني ما أنا عارفة
أوضحت إيناس مقصدها بثقة
هي بتقول ممكن نطبخ جرين سووب
تساءل مسعد بفضول وهو يحك مقدمة رأسه
ايه الجرين سوب ده
أجابته إيناس بغطرسة
يعني ملوخية يا مسعد اسمها ملوخية
فتح فمه مصډوما وردد بإندهاش من معنى ذلك المصطلح الغريب على أذنيه
يا شيخة بقى الجرين سووب ملوخية طب ما تقولوا كده ولا لازم تصعبوها علينا !!!!
ردت عليه إيناس بنزق
دي الموضة يا مسعد
تمتم بين نفسه بتبرم
حتى الكلام بقى فيه موضة !!!
التفتت صفية إلى ابنها ووضعت أمامه قطعة من الجبن وسألته بإهتمام
انت ناوي تعمل ايه النهاردة في أجازتك
رد عليها مسعد وهو يهز كتفيه
مش عارف لسه بأفكر أقضي اليوم في البيت
لأ نو !!!!
قالتها إسراء وسابين في آن واحد فنظر إلى كلتاهما بإستغراب ..
ثم تساءل بفضول وهو يحاول أخفاء ابتسامته الماكرة
لأ ليه بقى
في ايه
أشارت بحاجبيها وهي تهمس له بصوت خفيض
المفاجأة يا بني يا رب تفهم !
فهم ما قالت وتنحنح بصوت خشن وهو يقول
طب ناوليني البيض يا نوسة !
كزت على أسنانها وهي تجيبه بغيظ
ماشي يا مسعد !
تساءلت صفية بإهتمام وهي تقطع الجبن
مش ناوية تصحي العيال يفطروا معانا يا إسراء
هزت إسراء رأسها معترضة وهي تقول بجدية
لأ يا ماما خليهم نايمين أحسن ده حتى نوم الظالم عبادة
غمغمت إيناس قائلة بفرحة
اه والله !
لاحقا في سيارة مسعد
استقل باسل سيارة رفيقه وجلس إلى جواره ثم جاب الاثنين الطرقات بها دون وجهة محددة ..
تساءل باسا بتعجب وهو محدق في الطرق أمامه
ايه يا بني انت رايح بينا على فين
أجابه مسعد بفتور وهو يهز كتفيه
ولا حتة !
تعصب باسل قليلا وهو يرد عليه ومشيرا بيده
ولا حتة ! يعني مدوخنا من صباحية ربنا في الزحمة وأخد الشوارع لف ودوران وفي الأخر تقولي ولا حتة !
أخذ مسعد نفسا عميقا وزفره على مهل ثم تابع بهدوء
بص هما طرأوني طردوني من البيت عشان يعرفوا يظبطوا للعيد ميلاد على راحتهم وأنا قولت أعوم على هواهم وأعمل فيها عبيط وأفظل كده صايع لحد ما أرجع البيت !
رد عليه باسل بتذمر
طب وأنا ذنب أهلي ايه
ابتسم له مسعد ببرود وهو يقول
ما انت صاحبي !
زفر باسل بإنهاك ثم رد على مضض
ماشي يا مسعد
رن هاتف
مسعد في جيبه فدس يده محاولا إخراجه منه ثم نظر في شاشته وقطب جبينه في عدم فهم للكلمة المكتوبة عليها فمرره إلى رفيقه وهو يتساءل بحيرة
شوف الاسم المكتوب ده !
قرأه باسل بصوت مسموع
ده برايفت نامبر رقم خاص
ثم الټفت إليه وسأله بجدية
هو انت تعرف حد عند رقم خاص يا مسعد
أجابه الأخير بإندهاش
ولا عام وحياتك !
أصر باسل على أن يجيب هو على تلك المكالمة الغريبة
طب ما ترد !
زفر مسعد مرة واحدة وهو يقول
ماشي
ألو !
صمت للحظات ليستمع إل الطرف الأخر ثم أوقف السيارة فجأة فانتفض باسل في مكانه كردة فعل .. وحدجه بنظرات حادة ..
تابع مسعد قائلا بنبرة رسمية للغاية
تمام يا فندم أكيد ..
ظل باسل محدقا به بإستغراب والفضول يعتريه لمعرفة ما الذي يحدث خلال تلك المكالمة ليجعل حال رفيقه يتبدل سريعا للجدية والقلق ..
أكمل مسعد قائلا بنبرة جادة
تحت أمرك يا فندم هانكون عند سيادتك حالا !
أنهى المكالمة دون أن يضيف كلمة زائدة فسألة باسل على الفور
في ايه ومين كان بيكلمك
الټفت مسعد ناحيته ونظر له بنظرات منزعجة ثم أجابه بقلق
دي مكالمة جاية من فوق .. فوق أوي .. أوي أوي !!!!!
في منزل مسعد غراب
بعد تفكير متعمق منها قررت إيناس أن تفعل ما لم ترغب في تعجله ولكنها فرصتها الليلة لتحقيق اڼتقام أخر ورد كرامتها وكبريائها المهدرين ..
خاصة أنها لن تجعل أي شخص يشك فيها فتلك المناسبة تتيح للجميع الظهور بهيئة حسنة وبالتالي لن يشك فيها أي أحد من أفراد العائلة وستستعيد بجدارة ثقتها بنفسها ...
لذلك طلبت من سابين بحرج كان باديا عليها أن تساعدها في تحسين مظهرها الأنثوي الليلة لتكون في أبهى صورها ..
ابتسمت الأخيرة لها وردت بهدوء
شور أكيد .. إنتي قولي إيناس من غير كسوف !
ربنا يخليكي يا سابين بجد مش عارفة أقولك ايه أنا يهمني النهاردة أكون مختلفة خالص ومش مهم لو رجعت زي ما أنا بعد كده !
مطت سابين شفتيها للجانب ونظرت لها بتعجب قليل ثم سألتها بفضول
ممممم.. إنتي آوز تكوني زي سيندريلا
التوى ثغر إيناس بإبتسامة خفيفة وهي تجيبها بخجل
يعني .. حاجة زي كده !
ربتت سابين على ذراع إيناس وأومأت برأسها وهي تقول بهدوء رقيق
أوكي .. مش تقلقي أنا أساعد إنتي !
مدت إيناس يدها لتمسك بكفها واحتضنته بين راحتيها واتسعت ابتسامتها السعيدة وهي تردد
ثانكس يا حبي !
تساءلت سابين بإهتمام وهي تضع إصبعها على شفتها السفلى
ها تهبي تحبي تلبسي حاجة معينة ولا أنا give you one of my dresses أعطيك أحد فساتيني الخاصة
هزت كتفيها في حيرة وردت بنبرة عادية
زي ما انتي عاوزة
تابعت سابين قائلة بنبرة مهتمة وهي تعبث بمحتويات حقيبة ملابسها
بصي إيناس أنا عندي new dress فستان جديد مش إلبسه before قبل هذا إنتي can use it ممكن تستخدميه ...!!!
اتسعت حدقتي إيناس في إنبهار وارتفع حاجبيها للأعلى وهتفت بعدم تصديق
بجد !!!
هزت سابين رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد عليها
شور !
قفزت إيناس في مكانها بسعادة وهتفت بتهليل
بجد إنتي أحلى واحدة قبلتها !
رسمت سابين على وجهها علامات الجدية ومطت فمها لتقول بإهتمام
بس first الأول انتي need محتاجة نعمل شوية ميك آب وماسك عشان بشړة
ثم أمسكت بذق وجه إيناس وأدارته للجانبين لتتفحصه بدقة فردت عليها إيناس بحماس
اعملي اللي انتي عاوزاه
أنا من ايدك دي لأيدك دي !
ابتسمت سابين قائلة بود
أوكي
وبالفعل بدأت الفتاتين في مهمة إعداد وتجهيز إيناس لتصبح آنسة جميلة وحسنة المظهر بأبسط الأدوات ...
في مكتب ما بجهة سيادية
وقف كلا من باسل ومسعد في مكانهما في وضعية الإنتباه الشديد أمام ذلك القائد العسكري الذي أرسل في طلبهما ..
أشار لهما بيده قائلا بهدوء
اتفضلوا .
نظر لهما القائد بتفرس قبل أن يتابع بصوت جاد للغاية
أكيد إنتو مش محتاجين تخمنوا أنا جايبكم هنا ليه
تنحنح باسل بصوت خفيض للغاية قبل أن يرد بهدوء
تمام سعادتك !
بينما أضاف مسعد بجدية
أكيد سيادتك
ساد صمت قليل بين ثلاثتهم قبل أن يقطعه القائد فجأة بصوت آجش
الشاهدة سابين !
انتبه مسعد لجملته وتساءل بحذر
مالها يا فندم !
رد عليه القائد بتساؤل
مين سمحلها تتواجد عندك في البيت
فقد كان يعتقد أن مسألة وجودها بمنزل عائلته لا يعرف عنها أي شخص ..
لذلك ازدرد ريقه بقلق .. وظل صامتا محاولا البحث عن إجابة مقنعة ومبررة لفعلته ..
قطع عليه القائد شروده قائلا بجدية
عاوز أفهمك إن وجودها في بيتك ماينفعش من الأول لكن عشان ظروف ۏفاة الفريق ضياء ولخبطة الأمور بعدها أنا اضطريت أتغاضى عن ده مؤقتا لكن لازم الشاهدة تتنقل لمكان أئمن من عندك
وكأن كلماته كالسيف الحاد الذي يذبحه ببطء ..
هو أراد أن تظل باقية معه في منزله ليس ليوم أو اثنين بل للأبد .. فقد إعتاد عليها في حياته وخفق قلبه لها ..
نعم كان يكن لها مشاعر رقيقة وحقيقية واستشعر بإحساسه أنها تبادله نفس الإحساس حتى وإن كان بحذر ..
ابتلع ريقه بصعوبة واجتهد للحفاظ على ثبات نبرته وهو يقول
اللي تؤمر به سيادتك !
أشار له القائد بيده وهو يأمره بصرامة
جهز الشاهدة خلال يومين بالكتير هتتنقل لمكان تاني قبل ما تسافر !
هز مسعد رأسه بإيماءة خفيفة وهو يقول بخنوع
حاضر
حاول هو أن يخفي تلك المشاعر الحزينة التي بدأت في الظهور قسمات وجهه فقد تعلق في مطار ما دولي
ألقى الرجل حقيبة الظهر على كتفه ثم تحرك بثبات في إتجاه الصالة الداخلية للمطار وتابع حديثه الهاتفي بصوت قاتم
أنا في طريقي إلى هناك !
صمت لثوان قبل أن يستأنف المكالمة قائلا
نعم .. انتهيت من الإجراءات وسيلحق بي البقية خلال يوم !
هز رأسه بإيماءة خفيفة وأكمل بهدوء
لا تقلق سأهاتفك حينما ننتهي تماما من أمرها ..!
التوى ثغر ذلك الرجل بإبتسامة واثقة وهو يكمل خطاه ثم وضع هاتفه في جيبه وضبط وضعية حقيبة ظهره ..
في أحد المقاهي الحديثة
أسند النادل فنجاني القهوة السادة على الطاولة وكذلك كوب الماء ثم انصرف مبتعدا .
حدق باسل في رفيقه الشارد لبرهة
متابعة القراءة