مارلي

موقع أيام نيوز


عايزني أنا مسعد غراب أسيب الجناح الغربي واقعد هنا في القبلي عشان أتقلي !
رد عليه باسل بصوت جاد 
المصلحة بتقول كده !
هتف مسعد معترضا بغلظة 
يخربيتها مصلحة ده مافيش مروحة توحد ربنا هنا دي المنطقة زيرو خدمات في كل حاجة احنا هنتشوي على ڼار هادية وهنتعذب ولا كفار قريش !!
رد عليه باسل معاتبا 
ويعني انت كنت عاوز تقعدها هنا لوحدها 

تنحنح مسعد بحرج وأجابه بإبتسامة خفيفة 
هي مكانتش لوحدها أوي 
سلط باسل أنظاره على سابين وهمس محذرا 
طب اسكت لأحسن بتبصلنا 
رد عليه مسعد بنبرة ممتعضة 
لعلمك هي بتفهم عربي بس بتستعبط 
أضاف باسل قائلا بتوبيخ 
والله إنت اللي شكلك ولا فاهم حاجة 
رد عليه مسعد محتجا 
أنا مثقف في اللغة !
صحح له باسل ما لفظه قائلا 
إنت أمي جاهل يا بني !!!
اقتربت منهما سابين وسألتها بجدية وهي توزع نظراتها بينهما 
إنتو قولوا ايه 
رد عليها باسل بهدوء جاد 
بنظبط كل حاجة ومتقلقيش يا مدام هانكون معاكي
رفعت كفها في وجهه وهتفت بنعومة 
أنا مس  Miss نو .. مدام 
تصنع باسل الإبتسام وهو يرد عليها بإختصار 
سوري 
ثم لكز رفيقه بخفة في كتفه وهو يكمل بجدية 
طب يالا فين الشنط يا مسعد 
أشار له الأخير بإصبعه قائلا 
في الأوضة جوا 
ماشي 
وبالفعل تعاون باسل مع مسعد في تجهيز الغرفة الخاصة بسابين لتكون ملائمة لها ..
ورغم حالة الخۏف المسيطرة عليها من البقاء في هذا المكان الغريب لكنها كانت ممتنة لوجود الاثنين معها .. حاليا .. فمازال الليل في أوله ..
في منزل مسعد غراب 
أمسكت إيناس بالمرآة الصغيرة وقربتها من حاجبها لتطالعه بنظرات متفحصة ..
ثم قربت الملقط منه وحاولت نزع تلك الشعيرات المتمردة ولكنها تأوهت مټألمة حينما تمكنت بصعوبة من إزالة واحدة .. 
ألقط بالمرآة والملقط ونفخ بضيق وهي تمتم لنفسها 
يعني الشعرتين دول لما هاشيلهم هيبصلي مثلا دي حاجة بتوجع أوي !
زفرت مجددا بإنهاك وألقت بجسدها على الفراش ثم تقلبت على جانبها وتابعت بضجر 
ماهو أنا مش عاوزة أكون شبه الولاد محتاجة أروح لحد متخصص يصنفرني على رأي البنات 
عقدت كفيها خلف رأسها بعد أن استلقت على ظهرها ثم حدقت في سقفية الغرفة وأكمل حديث نفسها 
بكرة هاشوف مع هدير

الحل !
في مركز التدريب 
لم تتمكن سابين من النوم مطلقا في فراشها فقد كانت مرتعدة من تعرضها للهجوم من أي نوع من الزواحف التي تحدث عنها مسعد مسبقا ..
انكمشت على نفسها في الفراش وحاولت تغطية ساقيها ولكن لإرتفاع الحرارة لم تستطع تحمل الغطاء كثيرا .. فقذفته بعيدا ..
ضغطت على عينيها بقوة وتنفست ببطء وهي تهمس لنفسها 
اهدي يا سابوو مافيش حاجة دي أوهام
سمعت صوت زنة مزعجة قريبة من أذنها فدست رأسها في الوسادة ..
مرت ثوان قبل أن تشعر بلدغة في ساقها فجذعت في نومتها واعتدلت لترى ما الذي لدغها ..
بدأت في حك ساقها ورأت المتسبب بها 
بالطبع كان الناموس المزعج يملأ الغرفة وهي لم تسلم من لدغاته ..
نفخت بيأس ونهضت عن الفراش وهي بكلمات مبهمة ..
بحثت حولها عن المبيد حشري لكنها لم تجد العبوة فزفرت بإستياء ثم انحنت لتلتقط خفيها وارتدته في قدميها وتحركت في اتجاه باب الغرفة .. 
وقبل أن تمسك بالمقبض وتديره نظرت إلى هيئتها ..
ضړبت مقدمة رأسها بكفها وعاتبت نفسها قائلة 
ازاي هاخرج كده مش ينفع
كانت سابين ترتدي منامتها الصيفية القصيرة ذات اللون الأصفر وهي لا تصلح بأي حال للوقوف خارج فراشها فماذا عن خارج باب غرفتها ..
التوى ثغرها بإبتسامة باهتة وهي تتابع بخفوت 
أوه كنت هانسى الروب !
ارتدت ذلك الروب الحريري وأحكمت إغلاق رباطه حول خصرها ثم نفضت شعرها للخلف بعد أن أعادت ترتيبه وفتحت الباب لتلج للخارج ..
أخذت هي نفسا عميقا حبسته للحظات في صدرها قبل أن تقذفه دفعة واحدة من رئتيها ..
وضعت يديها على خاصرتها وتأملت المكان بنظرات متمعنة ..
كان الظلام يغلف كل شيء تقريبا فيما عدا بعض الأجزاء التي تضاء بأعمدة إنارة قوية ..
شهقت پذعر حينما سمعت صوتا رجوليا يقول 
مساء الفل 
استدارت برأسها ناحية مصدر الصوت فوجدت مسعد جالسا على مقعد خشبي يميل به للخلف ومستندا على الحائط 
رمقته بنظرات حادة وقبل أن تفتح شفتيها لتنطق أردف هو قائلا بهدوء 
معرفتيش تنامي صح 
عاتبته سابين قائلا بتبرم 
إنت هوفت خۏفت أنا 
ابتسم لها قائلا 
مقصدش !
ثم صمت للحظة قبل أن يكمل بتذمر 
بس مش جايلي نوم وهاموت من الناموس والحر !
أومأت برأسها موافقة اياه وهي تقول 
أوه انت عندك حق الموسكيتو هنا فظيع 
فغر فمه ليسألها بعدم فهم 
ايه 
أوضحت له قائلة بعد لحظة من التفكير 
موسكيتو .. ن.. ناموس ! 
هز رأسه متفهما وصاح بحماس 
اها اسمه موسكيتو شوف اللؤم وعاملين القرص بتاع الناموس على اسم كيتو .. العلم نور والله !
زفرت سابين وهي تقول بضجر 
موسأد بليز شوف حل في الموسكيتو 
رد عليها بأسف 
يا صابرين الموسكيتو عندنا غير أي موسكيتو !
ليه 
أجابها قائلا وهو يشرح مستخدما يديه
في بينا كده .. زي ما تقولي علاقة ډم مش بيجوز معاهم حاجة 
هزت كتفيها في عدم فهم وهمست بنعومة 
مش إفهم 
فرك رأسه بكفه ثم أخذ نفسا عميقا وزفره على مهل ليقول 
بصي هما مصاصين دماء مش هاسيبوكي إلا لما يشربوا دمك وإنتي دمك بالنسبالهم شربات فأكيد هايشفطوكي ويسبوكي جلد على عضم حاجة زي الموميا كده ها وصلت ! 
رغم عدم استيعابها لنصف ما قاله إلا أنها بادلته ابتسامة رقيقة وهي تقول بهدوء 
أها .. اوكي أنا هاتمشى هنا شوية 
اعتدل في جلسته بعد أن أخفض المقعد فجأة وهتف مصډوما 
تتمشي 
هزت رأسها إيجابا وهي تقول بتنهيدة متعبة 
ييس أنا أحس
بالملل
هب واقفا وتحرك ناحيتها وأردف قائلا بجدية 
صابرين الكلام ده ماينفعش هنا في وحوش برا محرومين يا عيني 
ارتعدت فرائصها مما قاله وسألته مشدوهة 
ايه 
حاول هو ألا يثير ذعرها أكثر فبحث عن حجة أخرى مقنعة فهتف بنزق 
ده غير طبعا السلعوة اللي عندنا 
حاولت هي أن تلفظ تلك الكلمة فظهر صوتها متقطعا وهي تقول 
س .. سي .. ايه 
همس قائلا وهو مثبت أنظاره عليها 
سلعوة اسمها سلعوة
سألته بإهتمام وهي محدقة به 
دي ايه سيأوة سلعوة 
أجابها بصوت خفيض 
دي شبه الكلب الولف عندكم بس حرمه المدام بتاعته يعني !
حركت سابين كتفيها في عدم إكتراث وهي تقول 
أنا أول مرة إسمع عن سيأوة دي 
عبس بوجهه وتقوس فمه بإمتعاض وهو يضيف 
ماتشوفيش وحش منها حاجة أعوذو بالله 
سألته بترقب 
هي خطړ 
صمت للحظات وسلط أنظاره على الفراغ أمامه ثم أجابها بهدوء 
زمان واحنا صغيرين كانوا بيقولولنا السلعوة دي بتخبط على الباب واللي بيفتحلها بتاكله !
اعترضت قئلة بإستغراب 
بس دي Animal حيوان !
هز رأسه قائلا بجدية 
ايوه فاهمك هي بتخبط بإيدها !
ضيقت سابين عينيها ورمقته بنظرات حادة فقد أيقنت أنه يسخر منها ويحاول التلاعب بأعصابها خاصة بعد أن رأت تلك الإبتسامة الصغيرة على فمه ..
وتساءلت بعبوس 
موسأد إنت هوف خوف أنا 
رد عليها بجدية عجيبة 
طبعا !
ثم وضع يده على ذراعها فشهقت مصډومة وسحبها عنوة ناحية غرفتها وهو يضيف بصوت أكثر جدية 
خشي يا حاجة جوا أومال عاوزاني أسيبك تخرجي كده خليكي مع الناموس أحسن !
حاولتسابين تخليص ذراعها من قبضته وهي تهتف معترضة 
موسأد استنى !
لم يصغ إليها بل إستمر في دفعها وهو يقول 
بلا موسأد بلا بتاع يالا يا ماما احنا عندنا ولايا !
سألته مستفسرة وهي تقف على عتبة غرفتها 
ايه ولايا دي 
رد عليها بإنهاك 
انتي رغاية أوي وأنا دماغي قفلت بكرة أفهمك 
أسبلت سابين عينيها لترمقه بنظرات ناعمة وأخفضت نبرة صوتها لتقول برقة مغرية 
موسأد أنا مش آوز أقعد alone لوحدي 
رمش بعينيه متأثرا بطريقتها الرقيقة في الحديث ورد عليها بتنهيدة حارة 
هييييح هو في كده 
ثم رسم علامات جادة على وجهه وأكمل بجدية 
أنا هنام هنا على الباب ولو شوفت حاجة هاصحيكي 
بجد 
هز رأسه عدة مرات وهو يقول بإيجاز 
أينعم !
ثم رسم ابتسامة مطمئنة على شفتيه وهو يضيف 
نامي وحطي في بطنك بطيخة صيفي !
همست سابين مرددة بصوت رقيق للغاية 
بطيها 
رد عليها مقلدا إياها 
ييس .. بطيها !
نظرت له ممتنة وشكرته قائلة وهي تشير بأصابعها 
اوكي موسأد باي !
رد عليها بصوت هاديء وهو يلوح بكفه 
سلام يا صابرين !
أغلقت الباب بهدوء فتنهد مسعد مرة أخرى بعمق وحدث نفسه قائلا 
وإن غدا لناظره قريب .. يا صابرين !!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل الثامن 
في مركز التدريب 
عانت سابين كثيرا وهي تتقلب على الفراش حتى استطاعت أن تغفو قبيل الفجر بقليل ..
كانت قواها منهكة للغاية ولكنها لم تستطع النوم ..
وحينما استسلم عقلها له بصعوبة صدح صوت ال بروجي ليرج أركان المكان فهبت مذعورة من مكانها وسقطت عن الفراش وهي تصرخ بهلع ..
استغرقها الأمر عدة لحظات لتستوعب أنها صوت الصافرة الخاصة بالجيش والتي تعلن عن بدء النوبة الصباحية للجميع ..
تحسست مواضع الآلم في جسدها ونهضت بتثاقل عن الأرضية الصلبة مستندة على مرفقيها ..
ألقت بجسدها المرهق على الفراش لتغفو ولكن صدح الصوت المزعج بقوة مرة أخرى فزفرت پغضب وأطلقت سبة مبهمة ثم رفعت رأسها المشعث عن الوسادة ..
كانت تبدو كالمۏتى في شحوبها وفي هيئتها العامة ..
جرجرت ساقيها إلى المرحاض لتغتسل وهي تتثاءب بإرهاق ..
صړخت مڤزوعة حينما مدت يديها أسفل الصنبور فألهبتهما المياه الساخنة ..
حدقت في البخار المتصاعد منها وتمتمت بحنق 
هي دي مياه سخنة ولا باردة مش معقول كده !!!
قامت بتبديل فتح الصنابير فكان الوضع أسوأ ..
وبصعوبة بالغة تمكنت من الإغتسال وتبديل ثيابها إلى زي رياضي ملائم من اللون الرمادي ومن ماركة شهيرة ..
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم تأملت المكان بنظرات سريعة خاطفة ..
كان الوضع هادئا إلى حد كبير فتعجبت في نفسها .. وتساءلت عن سببه وهي تعبث بإصبعها بخصلة شعرها المتدلية على الجانب ..
قطع تفكيرها المتأني صوت مسعد من خلفها وهو يقول بصوت شبه متحشرج 
صباح الخير
شهقت مصډومة ووضعت يدها على صدرها وأطبقت على شفتيها بقوة لتعاتبه قائلة ونظراتها الحادة مسلطة عليه 
بليز موسأد مش هوف خوف أنا 
رد عليها بإبتسامة عريضة وهو يدنو منها 
ده أنا بأصبح بس
حدقت أمامها وأشارت بعينيها وهي تتساءل بجدية 
فين جنود هنا 
أجابها مازحا 
على الجبهة !
فغرت شفتيها في عدم فهم من رده الغريب .. فتدارك الموقف قائلا بهدوء 
بأهزر النهاردة وبكرة أجازة في المركز فهتلاقي معظم الناس هنا مش موجودين 
رددت برقة 
أجازة You mean Holiday أنت تقصد عطلة 
أومأ برأسه وهو يجيبها 
ايوه الأجازة الأسبوعية بتاعتنا !
ثم وقف قبالتها .. وتنهد بعمق وهو يطالعها بنظرات متفحصة ..
خجلت هي من نظراته المسلطة عليها وأشارت بيدها في الهواء وهي تسأله بضجر 
أوكي بس ليه صوت مزعج يضرب 
أجابها بهدوء وهو يعقد ساعديه أمام صدره 
ده الأساسي بتاعنا
أسبلت عيناها وهي تقول برقة 
انت مش ممكن قولهم يوطوا الصوت شوية موسأد !
أومأ برأسه وهو يطالعها بنظراته الحالمة .. فقد كانت رقيقة للغاية ملامحها آسرة إن توقفت عن العبوس .. وعينيها جميلتان تجبراه على التحديق فيهما بإستمرار..
أفاق من شروده على صوتها وهي تردد بإندهاش 
موسأد .. إنت سامع أنا .. ممكن قولهم Stop يوقف الصوت ده !
ازدرد ريقه ورد عليها 
أها .. ده عند أمه
 

تم نسخ الرابط