مارلي

موقع أيام نيوز


نطمئن على الفريق ضياء !
لم يتفاجيء مسعد من كلماته فقد توقع هذا لأنه الإجراء الطبيعي في مثل تلك المواقف الطارئة .. لذا تنحنح بصوت خشن ورد بتوتر قليل 
احم .. اكيد 
أضاف القائد قائلا بصرامة 
عامة في ظرف 24 ساعة هايكون في قائد مؤقت للتشكيل الجديد ده غير بعض التكليفات لشوية منكم !
انتصب مسعد بجسده ورد عليه بثقة 

احنا جاهزين لأي حاجة يا باشا 
التوى ثغر القائد بإبتسامة باهتة وهو يضيف 
ده المتوقع منكم أنا رايح الوقتي أسأل واطمن أكتر عن الفريق ضياء خلص الزيارة وارجع وحدتك تاني !
رد عليه مسعد بنبرة رسمية 
تمام يا فندم 
انتظرت سابين رحيل القائد حتى تقترب من مسعد وسألته بقلق 
هاتعمل ايه موسأد 
زفر بإنزعاج وشبك يديه أعلى رأسه ثم أجابها على مضض 
مش عارف والله يا صابرين الدنيا هاتمشي ازاي بس لازم نشوف الوضع الأول هايتظبط ازاي !
أدركت سابين أنها في وضع حرج .. فوضعها على المحك الآن لذا تساءلت بنبرة أكثر قلقا 
وأنا 
رد عليها بسخرية 
انتي نفسك مشكلة لوحدك !
لم تعي مقصده جيدا فسألته مستفهمة 
مش إفهم موسأد 
ردد بنبرة حائرة وهو يفرك وجهه براحة يده 
لازم أفكر في بديل ليكي لحد ما الفريق ضياء يفوق
وضعت سابين يدها على ذراعه فشعر بلمستها عليه ونظر لها بنظرات غريبة بينما تابعت هي متساءلة پخوف 
موسأد بليز قولي إنت بتفكر في ايه 
رد عليها بإهتمام وهو يطالعها

بنظراته 
بأفكر لو بعتوني مهمة في أي وقت لأي مكان إنتي هاتعملي ايه لوحدك !
ضغطت سابين بأصابعها على ذراعه وتوسلته پخوف قليل بادي في نبرتها ونظرات عينيها 
مش سيبني موسأد بليز be with me كن معايا 
فغر فمه مشدوها نوعا ما من حركتها المفاجئة والتي أثارت في نفسه إحساسا غريبا أربكه ...
تابعت هي قائلة بإرتباك 
أنا هاف أخاف أكون وحدي أنا مش أعرف حد
تمتم مسعد بصوت خفيض للغاية وهو يطالعها بنظرات شبه والهة 
هو أنا بعد البؤ ده أقدر أسيبك !
نظرت له بتمعن وسألته بعدم فهم لعبارته الأخيرة التي لم تسمعها جيدا 
ايه 
ابتسم لها قائلا بصوت مطمئن 
شوفي احنا نرجع الوحدة ونفكر سوا في حل للمشكلة بتاعتنا 
هزت رأسها إيجابا وهي تردد بإيجاز 
اوكي 
أشار لها بيده وهو يقول بنبرة حاسمة 
بس الأول لازم أبلغ باسل باللي حصل عشان يتصرف معايا
ردت بتفهم وهي تبتسم قليلا له 
أها .. اوكي 
أوقف باسل سيارته على مقربة من بناية رفيقه وبنبرة جامدة وبوجه خالي من التعبيرات صاح بصوت آمر 
انزلي 
لم ترد عليه إيناس بل أسرعت بفتح الباب وترجلت من السيارة لتصفقه خلفها بقوة ثم ركضت نحو مدخل بنايتها دون أن تستدير للخلف و صوت نحيبها يعلو أنفاسها ويضني القلب ..
لم يستطع باسل منع نفسه من النظر إليها فقد أوجعه ما فعله بها .. وضغط على فمه بقوة شديدة ليقاوم انفلات أعصابه ثم ضړب المقود بيده پعنف وزفر بصوت غاضب وانطلق بالسيارة وهو يطلق عدة شتائم لاذعة ..!!!!!
الفصل الثاني عشر الجزء الأول 
في الوحدة العسكرية 
طلب مسعد من سابين حزم حقائبها والاستعداد للرحيل .. فنفذت طلبه وجهزت كل شيء وجلست في انتظاره في سكنها .. بينما هاتف هو باسل عدة مرات ولكنه لم يجب على أي من اتصالاته المتكررة .. فتملكته الحيرة هو سبب اختفائه وتجاهله لمكالماته ..
عاد باسل إلى الوحدة دون أن يعرج على رفاقه وكان على وجهه وجوم غريب .. 
بالطبع ولما لا يحزن فقد أهان أخت أعز رفاقه بإهانات متعمدة ربما تجعلها تكرهه للأبد وكذلك تهز ثقتها بنفسها ..
لم يستطع تفسير غضبه الزائد ولا إنفعالاته العصبية تجاهها فالموقف لم يكن ليحتاج لكل تلك الثورة ولكن كون إيناس تخطت المألوف وأصبحت كالفتيات العابثات أصابه بالجنون .. فهو لم يعتد منها على هذا ..
ودون أن يدري قادته قدماه إلى الصالة الرياضية وبادر بإرتداء قفازيه ليمارس الملاكمة فقد أراد إفراغ تلك الشحنة العڼيفة المتأججة بداخله في شيء ما ...
ظل يضرب پعنف ضربات متلاحقة قوية حتى خارت قواه المشټعلة وجلس على جهاز رياضي ليلتقط أنفاسه اللاهثة 
توجه مسعد إليه حينما رأه في الصالة الرياضية ورأى الحالة البادية عليه فظن أنه قد علم بما حل بالفريق ضياء وأصيب بحالة هياج أراد التنفيس فيها عن مشاعره .. فضغط على شفتيه قليلا ثم اقترب منه ومد ذراعيه ليحتضنه بصورة مفاجئة فإندهش الأخير من تصرفه هذا وسأله بريبة 
هو في ايه 
ابتسم له مسعد ابتسامة مصطنعة وهو يجيبه 
باخد بخاطرك
ظهرت تعابير الصدمة على قسماته المتصلبة فقد اعتقد في نفسه أن إيناس قد أبلغته بما حدث فسأله بصوت قاتم 
ليه 
رد عليه مسعد بجدية وهو يشير بيده 
انت مش شايف شكلك أكيد متأثر زيي !!!
حاول باسل أن يحافظ على هدوئه وثباته الانفعالي أمامه ريثما يكتشف ما الذي عرفه رفيقه .. فسأله بحيطة 
من ايه 
أجابه مسعد بصوت شبه حزين 
انت مش عرفت باللي حصل وعشان كده مكونتش بترد عليا !
ابتلع باسل ريقه بقلق ودارت في رأسه أسئلة عديدة أهمها هل لجأت إيناس لأخيها لتقص عليه ما صار.
فردد بتوجس وقد ارتبكت نظراته 
هاه هي .. هي قالتلك !
حدق فيه مسعد بإندهاش وحك فروة رأسه في عدم فهم وردد بإستغراب 
هي كانت معايا أصلا
أدرك باسل في لحظة أن مسعد يتحدث عن شخص أخر فتساءل بجدية 
انت بتكلم عن مين 
أجابه الأخير متساءلا بهدوء 
عن صابرين انت تقصد حد تاني 
تنفس باسل الصعداء لكون مسعد لم يعرف بعد بما حدث وبدا شبه متوتر وهو يرد عليه 
هاه لأ بس سابين هاتقولي ايه أصلا 
هتف مسعد بنزق 
انت معرفتش باللي جري للفريق ضياء
انتصب باسل في جلسته ورفع حاجبه للأعلى باهتمام وتساءل بنفاذ صبر 
ما تقول اللي حصل

يا بني على طول !!!
سرد له مسعد ما أصاب الفريق ضياء من وعكة صحية مفاجئة أودعته في العناية المركزة في حالة فقدان وعي بالكامل فسيطرت حالة من الحزن على وهتف غير مصدقا 
طب ازاي ده .. ده كان لسه كويس !
رد عليه مسعد بضيق 
قضاء ربنا !
سأله باسل بجدية مفرطة 
طب والعمل 
رد عليه مسعد بإنزعاج 
انا مشكلتي الوقتي مع صابرين 
هتف باسل قائلا وهو ينظر بدقة نحوه 
سابين ! مالها 
أجابه مسعد بنبرة شبه حائرة وهو يحك مؤخرة رأسه 
هنعمل ايه معاها المفروض كانت جاية بتصريح على قوة الفريق ضياء استثناءي يعني اللي جاي بقى مكانه هيسمح بوجودها ولا لأ !
زفر باسل بصوت مسموع وأضاف بإمتعاض 
مش عارف 
تطلع مسعد أمامه بنظرات مطولة ولاح طيف سابين أمامه فتنهد بعمق ثم عاود النظر إلى رفيقه وتابع قائلا بتوجس 
محدش ضامن دماغ ولا تفكير القائد الجديد !
نزع باسل قفازيه وهب واقفا ليضيف 
طب ماهو أكيد الفريق ضياء هايفوق وآآ...
قاطعه مسعد بجدية وهو يشير بيده 
ولحد ما ده يحصل لازم نفكر في بديل !
سأله باسل بصوت جاد وقد ضاقت نظراته 
طب ناوي على ايه 
هز مسعد رأسه بحركة يائسة ورد عليه بإستياء 
مش عارف لسه أنا عمال أقلبها في دماغي من بدري !
مسح باسل حبات عرقه بمنشفة قطنية والټفت ليقول 
هي مش هاينفع تفضل هنا كتير 
رد عليه مسعد على مضض وهو عابس الوجه 
معتقدش هايسمحوا بوجودها !
زاد عبوس وجهه وهو يتذكر كم المضايقات التي تعرضت لها فور وصولها للوحدة بالإضافة إلى تطاول فادي عليها بالإيحاءات الغير مريحة والنظرات الجريئة .. فزفر پغضب وهو يردد 
وبفرض وافقوا مش هاتسلم من رزالة حد !
وافقه باسل الرأي وهتف بجدية 
ايوه عندك السمج فادي والعينة اللي زيه 
تابع مسعد بإمتعاض وهو يفرك كفيه معا 
ده غير إن ممكن يكلفونا بأي مهمة وساعتها هاتكون لوحدها !
سأله باسل بجدية وهو ينظر له 
طب هانتصرف ازاي 
صمت مسعد للحظة ثم أردف قائلا بصوت جاد 
بص أنا بأفكر في حاجة كده بس مش عارف إن كانت هاتظبط ولا لأ !
سأله باسل بإهتمام 
ايه هي 
فرك مسعد طرف ذقنه بإصبعيه ثم أجابه بهدوء 
هاحجزلها في فندق تبعنا وتبقى في نفس الوقت تحت عينيا 
تابعه باسل بإهتمام بائن دون أن يقاطعه في حين أوضح مسعد مبررا 
يعني منها تبقى على راحتها ومنها نكون متابعين معاها 
فكر باسل في اقتراح مسعد مليا ثم رد عليه بنبرة دبلوماسية 
ماشي بس استنى أما نشوف رأيها 
أومأ مسعد برأسه موافقا إياه فبالطبع لا يمكنه الشروع في عمل أي شيء دون موافقة سابين عليها أولا وردد بإقتضاب 
طيب 
لوح باسل بيده ليضيف بجدية 
ولازم أروح أطمن

على الفريق ضياء بنفسي 
ماشي خد تصريح واتوكل على الله وشوفه 
في منزل مسعد غراب 
أوصدت إيناس باب غرفتها عليها وألقت بجسدها على فراشها لتبكي بمرارة على تلك الإهانة الچارحة التي تعرضت لها ..
دفنت وجهها في وسادتها ونشجت بأنين متآلم ..
وظلت كلمات باسل المستهزأة بها والمحقرة من شأنها تتردد في أذنيها ..
رفعت رأسها عن الوسادة وتحركت بوهن من على فراشها لتقف أمام مرآتها ..
تأملت وجهها بعينيها المنتفختين ومدت يدها لتتحسس فمها وجانبي صدغيها ..
همست لنفسها پقهر 
أنا .. انا مش زيك مش عندي شنب !
انفطرت في بكاء أشد وهي تتخيل نفسها بتلك البشاعة أمامه ..
لقد نجح في هز ثقتها بنفسها أوجعها بشراسة في وقت لم تحتاج فيه إلا للثقة ..
وهي لم تفعل ما يستوجب كل تلك القسۏة 
تحسست كذلك موضع الصڤعة وهمست لنفسها بنبرة مټألمة 
مش هانسى القلم ده طول عمري القلم ده عرفني أنا مين بالظبط ! 
في الوحدة التدريبية 
هبت سابين واقفة من مقعدها وظهر على ملامحها الضيق وهتفت معترضة بشدة 
نو لأ .. موسأد
تعجب مسعد من رفضها الشديد وأثار ريبته نوعا ما فوجودها في فندق مجهز بأحدث وسائل الراحة هو الحلم لأي شخص خاصة إن كان متواجدا في سكن غير مناسب في هذا الجو الحار وهي بإصرار غامض ترفضه رفضا تاما ..
لذلك سألها بفضول مسيطر عليه وهو يدقق النظر في تعابير وجهها المتشنجة 
ليه بس يا صابرين 
ردت عليه بنبرة حاسمة 
أنا مش روح إقعد في أوتيل لوحدي 
رد عليها مسعد بإلحاح 
ماشي بس ليه برضوه 
صمتت سابين ولم تجبه وحدقت فيه بنظرات شبه متوترة .. فهي واقعة في مأزق كبير .. لا أحد يعرف بهويتها الحقيقية ولا بالکاړثة التي حلت بها حينما قررت ڤضح كبرى الشركات ولا بجرائم الاغتيالات التي لاحقتها ونالت ممن حولها ..
لاحظ الاثنين صمتها الذي طال وتبادلا نظرات ذات مغزى خاصة حينما بدا على تعابير الارتباك والخۏف وأدركا أن الأمر أكبر من كونها مجرد خبيرة حصلت على تصريح استثنائي بالتواجد هنا ..
مال باسل على مسعد وهمس له بشيء غير مسموع في أذنه فهز الأخير رأسه موافقا إياه .. وتلاها تحديق الاثنين بها بنظرات متفرسة .. 
شعرت سابين أنها في دوامة لا تنتهي من الصراعات .. فهي ما إن تخرج من معضلة حتى تتعثر في أخرى أشد خطړا من سابقتها .. 
هي بمفردها تقاتل للبقاء بثبات أمام ما تعرضت له .. 
لم تدر أنها كانت محدقة في باسل ومسعد بنظرات فارغة أثارت قلقهما أكثر ..
هي لم تكن تنظر إليهما فعليا
 

تم نسخ الرابط