مارلي

موقع أيام نيوز


أخرى بقوة وهي تكز على أسنانها بحنق 
بأقولك هو بكرة وعاوزين نعملهاله مفاجأة افهمي بقى يا أم مخ تخين !
نظرت لها إيناس بعدم فهم ثم حكت مقدمة رأسها محاولة تفسير ما تقوله أختها وتمتمت بحيرة 
هه ! 
اهتمت سابين بذلك الحوار الدائر عن الإحتفال بمولد مسعد فقد افتقدت نوعا ما لوجوده فتساءلت بحرج 

هو موسأد birthday tomorrow عيد ميلاده غدا 
ردت عليها إيناس بنبرة ممتعضة 
على حسب كلام إسراء أيوه !
تعجبت إسراء من معرفة سابين بأخيها فهي على حسب معرفتها بما قالته والدتها فأنها لم تلتق به مسبقا إذن كيف تسأل عنه هكذا .. لذا تساءلت بفضول وهي تحدجها بنظرات قوية 
انتي تعرفي مسعد منين 
ارتبكت سابين وتوترت وتوردت وجنتيها حرجا .. فقد كانت على وشك كشف نفسها دون وعي وحاولت الرد عليها ولكن تدخلت إيناس لتجيب بدلا منها بثبات 
بصي هي تعرفه من كلامي عنه أصل أنا كنت باحكيلها على طول عن شغله وعنه !
ابتسمت سابين وهي تضيف 
ييس هو كده !
هزت إسراء رأسها وهمست بجدية 
أه وماله !
أضافت سابين بخجل وهي تعض على شفتها السفلى 
هو مهتاج يحتاج Present هدية !
أجابتها تلك المرة إسراء بإبتسامة مغترة 
أكيد 
لاحظت هي إهتمام الفتاة الأجنبية بحديثها فتحمست وإرتفعت نسبة الأدرينالين بجسدها .. فمخططها في الإيقاع بها في طريق مسعد على وشك النجاح 
غمغمت إيناس بتبرم مع نفسها 
يعني هانتكلف مصاريف اضافية واحنا بنشحت !
هتفت إسراء بمرح وهي تشير بيديها 
بصوا احنا عاوزين نعمله مفاجأة حلوة والأمورة البيضة دي هتساعدنا !
أومأت سابين برأسها بتحمس وهي تقول 
شور ده موسأد !
ثم تداركت حماسها الزائد بعد أن لاحظت نظرات إسراء المحدقة بها وبررت قائلة 
أقصد أنا حب أساعد في بيرزداي ! 
ابتسمت لها الأخيرة وهي ترد 
طبعا يا قمر واحنا شوية كده وهننزل نشوف اللي ناقص ونجيبه 
أوكي !
التفتت إسراء ناحية أختها وسألتها بجدية 
على كده احنا كلنا هنام فين بالليل 
أجابتها إيناس وهي تهز كتفيها 
هنا طبعا الأوضة واسعة !
رفعت إسراء حاجبها للأعلى مستنكرة واعترضت قائلة وهي تشير بكفها 
هي الأوضة هتسعنا ده احنا بالصلاة على النبي 5 في وش العدو !
شعرت سابين بالحرج من تلميحات إسراء عن كونها تسببت في إزدحام المنزل وعدم شعورهم بالإرتياح .. فهمست بخجل وهي مطرقة الرأس 
أوه .. سوري أنا جيت إمل اعمل مشكل !
وضعت إسراء يدها على كتف سابين وضغطت عليه قليلا بأصابعها وأوضحت لها مقصدها 
لا يا حبيبتي ده بيتك ومطرحك بس عندنا أوض زيادة ليه نزنق نفسنا في حتة واحدة !
اعترضت إيناس قائلة بغرابة 
أوض ايه اللي زيادة ده مافيش غير هنا وأوضة مسعد ودي مقفولة طبعا وأوضة بابا وماما !!!
ابتسمت لها إسراء وهي ترد بثقة 
طيب يعني في أوضة فاضية 
قطبت إيناس جبينها وحدقت في أختها بنظرات دقيقة وتساءلت بعدم فهم 
تقصدي ايه 
أجابتها بثقة جادة 
أوضة مسعد !
اتسعت حدقتي إيناس

في صدمة وهتفت بنزق 
نعم !
تابعت إسراء قائلة بإبتسامة ماكرة وهي تهز حاجبيها 
الأمورة الحلوة سوسو تبات فيها وتاخد راحتها أصلك مش هتعرفي تنامي مع ولادي الحلوين !
احتجت إيناس على اقتراحها الغريب وتشدقت قائلة بجدية 
وليه سابين تروح هناك ما ننام كلنا هنا !!!
زمت إسراء شفتيها بغيظ .. فقد كانت أختها الصغرى بارعة في إفساد ما تخطط له لذا بنفاذ صبر ردت عليها 
هي بنت ناس وأجنبية وهتخاف على حاجة غيرها لكن لو أنا وولادي نمنا في أوضة مسعد مش بعيد ېخربوها !
هتفت إيناس معترضة 
لالالا مش هاينفع مسعد بيضايق لما حد بيدخل أوضته بدون اذن فمابالك لو ډخلها في غيابه !!!
كزت إسراء على أسنانها لتقول لنفسها بحنق 
بت غبية مش فاهمة حاجة !!!!
وفجأة اقتحم الغرفة أحد الطفلين وهو يصيح پغضب 
ماما سيف ضړبني !!!
هدرت فيه إسراء بصوت منفعل ومحذر 
مش قولتلك يا واد ماتضربش أخوك 
رد عليها الصغير سيف بوجه عابس 
هو اللي بيتغابى عليا 
حذرت إسراء طفليها قائلة بټهديد صريح 
اتلموا انتو الاتنين واحترموا نفسكم بدل ما أقوم أدور فيكم الضړب !!!!!
تحرك سيف تجاه خزانة الملابس وحدق في الحقيبة الموضوعة إلى جوارها ..
لفت أنظاره شيء ما فمد يده ليتلقطه بفضول ..
وإذ به يجذب حمالة صدر نسائية فابتسم بتسلية ثم رفعها للأعلى في الهواء وهو يتساءل بعبث 
ايه دي يا ماما 
شهقت إسراء مصډومة وصاحت فيه بغلظة 
ولد سيبها من ايدك !
صعقټ سابين مما فعله الصغير بالعبث بأشيائها دون أي احترام لخصوصيتها وعجزت عن الرد عليه ..
وضع سيف الحمالة على صدره وتساءل بمرح 
انتو بتلبسوها ازاي 
عنفته والدته بحدة وهي تجذبها منه 
يالهوي عليك !
أسرعت إسراء بإعادة الحمالة في مكانها وتنحنحت بحرج وهي تقول 
احم .. لامؤاخذة يا سوسو أنا رجعتهالك أهي !
أغلقت الحقيبة ولكزت طفلها في كتفه بقوة ثم تابعت وهي ترسم ابتسامة بلهاء على ثغرها 
عيل شقي بقى وكده هيهيهيه !!
رمقته سابين بنظرات مشټعلة واكتفت بتصنع الابتسام ..
ثم التفتت برأسها في إتجاه الطفل فارس الذي سألها بجمود 
انتي معاكي دولارات خضرا 
عقدت ما بين حاجبيها بإستغراب وتمتمت متساءلة 
ايه 
أشار لها بإصبعيه وهو يتابع بجدية 
دولارات فلوس يعني هاتي 10 دولار !
صړخت فيه إسراء بصوت مرتفع 
عيب يا واد ڤضحتوني !
خشيت سابين أن تنفلت أعصابها خاصة حينما أكمل الطفلين العبث بمقتنياتها الغالية والعزيزة إلى قلبها وتقاذفوها فيما بينهما فهمست متوسلة لإيناس 
أنا آوز عاوزة أروح عند موسأد إيناس بليز ! أنا مش استحمل فوضى 
ردت عليها الأخيرة بجدية 
قصدك أوضته 
هزت رأسها بإيماءات متتالية وهي تقول 
ييس نعم 
وافقتها إسراء الرأي وهي تتابع بإمتعاض ما يفعله طفليها في هذا المشهد الفوضوي 
يكون أحسن برضوه بدل ما العيال دي تستغبى عليكي 
ترددت إيناس قائلة 
مش عارفة بس لازم أستأذن مسعد الأول !
اعترضت عليها إسراء وهي تقول بجدية 
لأ مش لازم تقوليله هي يعني هتسرق حاجته !
زاد المشهد سوءا وعبث الطفلين بملابس سابين فركضت خلفهما تحاول جمع ما يخصها وهي تكافح للسيطرة على أعصابها .. 
تنهدت إيناس مستسلمة وهي تقول 
ممم..طيب ! 
......................................
في الوحدة التدريبية العسكرية 
هاتفت إيناس أخيها لتبلغه بما فعله أبناء أخته مع سابين والمضايقات التي طالتها من ثلاثتهم فزفر الأخير بغيظ وهو يقول 
أنا عارف إنهم هينفخوها هي هاتطفش من قليل !
تابعت إيناس قائلة بضجر 
ده لسه في بلاوي تانية 
توجس مسعد خيفة مما هو

قادم وهتف بقلق 
خير قولي 
ردت عليه بغموض 
اختك بتلمح وش عنك !
حك مؤخرة رأسه في حيرة من مغزى تلك العبارة الأخيرة وردد متساءلا 
مش فاهم !!!
أجابته إيناس بجدية مفرطة 
من الأخر كده إسراء بتلعب دور الخاطبة مع سابين وبتكلمها عنك !!
اتسعت حدقتيه في سعادة وارتسم على وجهه ابتسامة عريضة وهو يهتف بحماس 
هاه ده بجد !!!!
أجابته بصوت جاد 
ايوه وكمان قالت إن بكرة هانحتفل بعيد ميلادك بإعتبار إنك جاي فهنفاجئك يعني !
هتف مسعد بفرحة جلية في نبرته 
والله فيها الخير !
ثم تنهد بحرارة وهو يتخيل نفسه متأبطا لذراع سابين كعروس مستقبلية له وهمس بإرتياح 
هييييح آحبيبتي يا إسراء !
تابعت إيناس قائلة بإنزعاج 
وخد التقيلة بقى
رد عليها بحماسة 
قولي يا نوسة اتحفيني 
أكملت قائلة على مضض 
العيال قلبوا سابين في هدومها !
تساءل بعدم فهم 
يعني ايه 
ردت عليه بتبرم 
بص هو مش ينفع الكلام ده يتقال بس لو هما فضلوا أكتر من كده هنا مش هاضمنلك اللي هايحصل !
أثارت كلماتها الأخيرة قلقه فرد مسعد مستفهما 
بتهزري صح !
أجابت عليه معترضة 
لأ ولاد أختك عاملين معاها الدنيئة 
كزت مسعد على أسنانه ليقول مغتاظا من بين أسنانه 
دول ولاد زي العسل ده أنا بأحبهم لله في لله 
تعجبت هي مما قاله أخيها وسألته بجدية 
مسعد إنت طبيعي 
لم يجبها وظل شاردا فيما يمكن أن يحدث لسابين على يد الطفلين الكارثتين ..
قطعت إيناس شروده وهي تسأله 
طيب بس هاتيجي بكرة الساعة كام
انتبه لها وأجابها بفتور 
هاه .. هابقى أقولك قبلها !
أكملت إيناس باقي حديثها الهاتفي وهي تضيف 
ماشي سلام لأحسن أناطولت كده في الحمام وشكلي بقى وحش !
رد عليها مسعد بهدوء 
ماشي روحي انتي تابعي الجو ولو في حاجة جديدة عرفيني !
ماشي باي 
سلام يا نوسة !
أنهى معها المكالمة ثم مسح على صدره وهو يتنهد بعمق ..
لن ينكر أن كشف إيناس لمخطط أخته قد أعجبه فربما تكون وسيلة للتقريب بينهما .. 
ردد مع نفسه بنبرة متمنية 
أه لو ده حصل والبت إسراء ملت دماغ صابرين بيا أبقى طلعت من الليلة دي كلها بعروسة !
اقترب منه باسل ونظر له بإستغراب وهو متعجب من حاله وتصرفاته الغريبة .. وتساءل بسخرية 
انت يا بني بتكلم نفسك !
انتبه له مسعد ورد عليه بهدوء 
هه متخدش في بالك قولي هي التصاريح طلعت 
أجابه باسل بجدية وهو يدس يديه في جيبي بنطاله 
ايوه كلنا هناخد أجازة 4 أيام لحد ما تطلع أوامر النقل على الوحدات بتاعتنا 
ازدادت ابتسامة مسعد إتساعا وتنهد بحرارة وهو يقول 
اشطا جدا ...!!!!
يتبع التالي
الفصل السابع عشر 
في منزل مسعد غراب 
ولجت سابين إلى غرفة مسعد وهي تسحب حقيبة سفرها خلفها ..
أسندتها إلى جوار الفراش ريثما تضيء الغرفة 
ثم أغلقت الباب خلفها وتأملت المكان بدقة ..
هي غرفة ذكورية بحتة رغم ترتيبها ..
استطاعت أن تشعر بروحه فيها ..
لمحت ملابسه المعلقة وأدواته الخاصة على التسريحة .. وكذلك تلك الصورة الفوتغرافية الكبيرة المعلقة على الجدار وهو يرتدي زيه العسكري ..
ابتسمت بخجل وهي تتأمله ..
جابت بنظراتها فراشه وبحرج شديد جلست على طرفه ..
مدت يدها لتمسك بالمزهرية الصغيرة الموضوعة على الكومود والتي كانت غريبة في شكلها .. فمطت فمها لتقول لنفسها 
ذوقه غريب !
أعادت وضعها في مكانها ثم أراحت ظهرها على الفراش ..
تنهدت بتعب وفركت مقدمة رأسها بيدها لتخفف من حدة ذلك الصداع الذي أصابها ..
أرادت أن تبدل ثيابها بأخرى مريحة حتى تأخذ قسطا من الراحة بعد ذلك المجهود المرهق مع طفلي إسراء ..
تمتمت مع نفسها بضجر وهي تتذكر ما فعلاه بأشيائها 
شياطين مش أطفال خالص !
وبالفعل بدلت ملابسها وإرتدت منامة قصيرة من اللون الوردي ثم استلقت على الفراش ..
أمسكت هي بهاتفها المحمول وتفقدت الصور المخزنة على ذاكرته لتستعيد مع نفسها جزءا من حياتها التي تفتقدها ..
تنهدت بإحباط وابتسمت لنفسها ابتسامة باهتة ..
قررت في لحظة جنون منها أن تهاتف رفيقتها مارلي لتتفقد أحوالها وتطمئن منها على حال عائلتها ..
هي تعلم أنها مخاطرة ولكنها تشتاق إليهم كثيرا ..
عضت على شفتها السفلى واعتدلت في جلستها ثم أجرت المكالمة بعد أن وضعت الشريحة الهاتفية الدولية وانتظرت بترقب إجابة الطرف الأخر ..
استمعت هي إلى صوت رفيقتها وهي تهتف بحماس 
أوه سابين أهذه أنت 
أجابتها برقة وهي تطلق تنهيدة خاڤتة 
نعم مارلي إنها أنا !
قاومت سابين رغبتها في البكاء وحاولت الحفاظ على ثبات نبرتها قدر المستطاع ..
صاحت مارلي بتلهف 
اشتقت لك طمئنيني على أحوالك !
ردت عليها سابين بصوت رقيق 
أنا بخير كيف حالك أنت 
أجابتها مارلي بنبرة سريعة 
في أحسن حال متى ستعودين وأين أنت هيا أخبريني !
ردت عليها سابين بحذر 
لا أستطيع الآن ولكني سأعود قريبا !
سألتها بتلهف 
حقا 
همست سابين بجدية 
نعم سأنهي المكالمة الآن !
توسلتها مارلي قليلا للبقاء فقد كانت تفتقدها هي الأخرى 
انتظري قليلا !
ضغطت على
 

تم نسخ الرابط