مارلي

موقع أيام نيوز


من الوقت ثم سأله بجدية 
انت هاتعمل ايه 
رد عليه بعد تنهيدة مطولة حزينة 
مش عارف 
سأله باسل بفضول 
إنت مضايق إنها ماشية 
أخرج مسعد نفسا ثقيلا محملا بالهموم وأجابه بنبرة شبه حزينة 
مكدبش عليك أه !
رد عليه باسل موضحا بجدية 
ماهو ده اللي كان متوقع هي كانت آآ...
قاطعه مسعد بضجر وهو


يشير بيده 
الله يكرمك يا باسل مافيش داعي تقولي اي حاجة أنا فيا اللي مكفيني 
لم تكن تصرفات مسعد طبيعية بالمرة فقد كان منفعلا وعصبيا في ردوده وتعامله .. لذا بدون تفكير سأله باسل مباغتة 
انت بتحبها يا مسعد 
انتبه مسعد لما قاله رفيقه وحدق فيه مصډوما من فضحه لأمره وعجز عن الرد عليه ..
أضاف باسل قائلا بجدية 
شكلك بيقول كده
رد عليه مسعد بعد تنهيدة أخرى عميقة 
مش عارف إن كنت بأحبها ولا معجب بيها ولا احساسي ايه بالظبط !
حاول باسل توضيح الرؤية لدى رفيقه ذو المشاعر المتخبطة فأردف قائلا بنبرة عقلانية 
بص يا مسعد بيتهيألي انت بس اتعلقت بيها عشانها كانت قريبة أوي منك والطبيعي لما نتعود على وجود حد في حياتنا نزعل لما يسيبنا ويمشي !
نظر له مسعد بغرابة وسأله بعدم اقتناع 
فكرك كده 
أجابه الأخير بثقة 
اه
فكر في تفسير صديقه المقرب من إحساسه تجاهها .. ربما هو مخطيء في اعتقاده أنه يحبها فهو إلى الآن لم يتأكد من إحساسها ناحيته وربما هي لا تبادله أي مشاعر على الإطلاق ..
تابع باسل قائلا بجدية 
صدقني ده شعورك ناحيتها هي جت في وقت إنت مش عندك اللي تفكر فيها وشغلت كل تفكيرك فإنت ارتبطت بيها !
رد عليه مسعد بفتور 
يا ريت يكون كده بس !!!
في منزل مسعد غراب 
تأملت إيناس هيئتها في المرآة بتعجب شديد ..
رمشت بعينيها عدة مرات غير مصدقة أنها ترى إنعكاس صورتها ..
هي بدت أكثر جمالا وأنوثة رغم صغر سنها وأكثر مرحا وجاذبية ..
بالفعل كانت تختبيء خلف إهمالها لنفسها ..
فاللمسات البسيطة التي أحدثتها سابين بها شكلت فارقا جذريا معها ..
حيث قامت الأخيرة بتهذيب حاجبيها وضبطهما دون إزالة أي شيء منهما وأيضا مشطت خصلات شعرها بطريقة مختلفة مع الإحتفاظ بسماته الأساسية ومستعينة بأدوات فرد الشعر وكذلك وضعت القليل من مساحيق التجميل لتبرز عيناها بوضوح ..
ابتسمت لها سابين بتفاخر وسألتها 
ها ايه رأيك 
ردت عليها إيناس بحماسة ممزوجة بالفرحة 
مش عارفة أقولك ايه أنا مش مصدقة إن دي أنا !
تابعت سابين قائلة بجدية 
إنتي البسي فستان هاتكون سندريلا 
ردت عليها إيناس بإبتسامة متسعة للغاية 
اكيد
انتقت لها سابين فستانا قصيرا نوعا ما من اللون الأصفر الكناري .. أكتافه عريضة وخصره نظرت لها سابين بإستغراب وسألتها متعجبة 
ليه 
أجابتها بإرتباك وقد اكتسى وجهها بحمرة خجلة 
ده شكله قصير وآآ.. وأنا مش متعودة بصراحة ألبس أصلا فساتين !
بصي أنا .. أنا هالبس بنطلون وبلوزة كده أو .. أو حتى قميص !
اعترضت سابين بشدة وأمسكت بها من كفها وهي تهتف 
نو .. لأ .. مش إنفع انتي البسي ده !
أصرت إيناس على رفضها قائلة 
لالالا .. أتكسف
ولجت إسراء للغرفة لتستفسر عن شيء ما فتفاجئت بما حل لأختها من تغيير للأجمل .. فحدقتها فيها پصدمة وهي فاغرة شفتيها ورددت بذهول 
ايه المزة دي !
ابتسمت سابين بمرح وهي توجه حديثها إليها 
ها إسراء .. what do you think رأيك إيه 
أجابتها بإعجاب واضح في نبرتها ونظراتها 
دي

حاجة حلوة اوي كنتي مخبية الحلاوة دي فين يا نوسة !
تحول وجه إيناس لكتلة ملتهبة من الحمرة الخجلة وهتفت بتذمر لتخفي حرجها 
يوه بطلوا تكسفوني !
أضافت سابين قائلة بعبوس زائف 
هي مش آوز إلبس فستان !
رمقتها إسراء بنظرات حادة وصاحت بتبرم 
نعم ! لأ البسي واتلمعي يا نوسة متبوظيش الطبخة على شوية ملح ! 
شوف نوشة عاملة ازاي 
رد عليه سيف بنبرة عالية 
دي صاروخ ياله
نهرتهما إسراء على أسلوبهما الفج في الحديث وصاحت قائلة 
يادي النيلة على لسانكم 100 مرة أقول اتكلموا كويس مع الأكبر منكم بلاش أسلوب السوق ده هنا 
هتفت إيناس بضجر وهي ترمق الطفلين بنظرات منزعجة 
بجد يا إسراء عيالك دول صعبين أوي 
ردت عليها إسراء بنبرة شبه محتقنة 
البركة في أبوهم طول اليوم معاه في المحل أما قلبوا على شوارعية !
تساءل فارس بعبوس طفولي 
هانلبس امتى عشان نروح الفرح 
ردت عليه إسراء مصححة بضيق 
يا بني ده عيد ميلاد خالك مش فرح !!!
هتف سيف بإلحاح وهو يقفز في مكانه 
هاتيلي حتة من الجاتوه
ردت عليه والدته بنفاذ صبر 
أما يجي الضيوف 
أشار سيف بيده ناحية أخيه وهتف بنبرة مرتفعة 
طب ما فارس خد من غير ما يقولك من التورتة اللي في التلاجة !!
لطمت إسراء على صدرها وهي تصيح بهلع 
يا نصيبتي مديت ايدك على حاجة الضيوف واقعتك سودة !
عااااااا
ضحكت إيناس على المشهد وأضافت ساخرة 
كوارث متنقلة !
وافقتها سابين الرأي قائلة بنعومة 
اوه .. ييس نعم 
تلاشت ابتسامة إيناس حينما وقعت عيناها على الفستان مجددا فهي مقبلة على أمر لا تعرف توابعه ولكنها أرادت أن تنال كرامتها من جديد ..
تمتمت مع نفسها بتوتر 
ربنا يعدي النهاردة على خير !
في المساء 
كان كل شيء معدا وفقا لخطة إسراء في مفاجئة مسعد بعيد ميلاده الزائف الذي يعرف عنه مسبقا ..
تم تزيين الصالة بأوراق الزينة وعدد من البالونات المطاطية التي تناثرت في الأركان ..
ووضعت السيدة صفية صحونها الغالية على طاولة الطعام ..
بينما رصت إسراء أنواع الحلوى وقوالب الجاتوه المختلفة على طول الطاولة .. بالإضافة إلى المشروبات الباردة المصنوعة يدويا والغازية ..
وقامت صفية بصنع كيك منزلي وعدد من أطباق المهلبية لهواة تناولها ..
تأنق الجميع وارتدوا أفضل ما عندهم .. لكن الضوء الحقيقي كان مسلطا على كلا من سابين وإيناس ..
فالأولى ارتدت فستانا رقيقا من اللون الأزرق يصل بالكاد إلى ركبتيها ذو حمالات رفيعة وفتحة صدر مستقيمة ..
عقصت شعرها كعكة وأسدلت بعض الخصلات الجانبية .. وتفننت في وضع مساحيق التجميل بصورة غير مبالغ فيها ..
أما إيناس فلم تختلف عنها كثيرا ولكنها كانت ملفتة للأنظار بسبب أحمر الشفاه الذي وضعته
حدقت فيها صفية بإستغراب كبير فقد كانت مختلفة عن السابق وسألتها بتعجب 
ايه ده يا نوسة 
ردت عليها إيناس بتساؤل وهي ترمش بعينيها 
ايه رأيك فيا 
أجابتها والدتها بفتور وهي ترفع حاجبها للأعلى 
مش وحش بس مش بدري على الزواء ده !!!! 
عبست إيناس بوجهها من رد والدتها ونظرت إلى سابين التي هتفت مشجعة إياها 
هي كيوت أنطي .. !
تدخلت إسراء في الحوار أيضا وهتفت بحماس 
بسم الله ما شاء الله ربنا يحميكي يا نوسة من العين 
ثم وضعت يدها على كتف

والدتها وضغطت عليه قليلا لتضيف بثقة 
والله هي حلوة يا ماما صح ولا ايه 
هي زي القمر بس إنتي عارفة أبوها ممكن آآ...
قاطعتها إسراء قائلة بجدية 
معلش يا ماما خليها تفرح النهاردة إنتي ناسية انها عازمة برضوه أصحابها عشان نجاحها 
ردت عليها والدتها على مضض وهي تهز رأسها قليلا 
ماشي بس بعد ما يمشوا تشيله !
هتفت إسراء بإستنكار 
أكيد يا ماما هي هتبات بيه يعني !
لاحقا بدأ توافد المدعوين من رفاق إيناس إلى حفل العيد ميلاد المزعوم .. وأشادوا بجمالها الرائع الذي ظهر واضحا لهم ..
حضرت رفيقتها هند وهتفت بحماس بعد أن رأت هيئتها الجديدة 
واو .. تحفة أوي .. شكلك يجنن يا إيناس 
ابتسمت لها إيناس مجاملة وردت بنبرة واثقة 
ميرسي يا هند 
أضافت هند قائلة بإعجاب واضح 
بجد الاستايل ده خطېر مين عملهولك 
أجابتها إيناس بهدوء 
صاحبتي سابين !
تعجبت هند من اسم تلك الفتاة فهي لم تسمعه من قبل لذلك تساءلت بفضول وهي محدقة في رفيقتها 
سابين ! هي جديدة 
ارتبكت إيناس قليلا وخشيت أن تفضح دون قصد منها أمر سابين فعمدت إلى رسم ابتسامة سخيفة على ثغرها وهي تجيبها بحذر 
أها .. يعني !
أمسكت هند بكف رفيقتها ونظرت لها بإنبهار ثم صاحت بإعجاب 
احنا لازم ناخد سيلفي مع بعض !
ردت عليها إيناس موافقة 
ماشي 
في سيارة مسعد 
أوقف مسعد السيارة أسفل البناية ثم الټفت برأسه إلى باسل وسأله بإهتمام 
ها كده شكلي كويس !
رفع باسل إبهامه للأعلى كعلامة إعجاب ثم رد عليه بإقتضاب 
تمام ! 
ثم صمت للحظة قبل أن يتابع قائلا 
بس مكانش في داعي تشتري هدوم جديدة !
نظر له شزرا ورد عليه بإمتعاض واضح في نبرته 
يا سيدي مرة من نفسي !
تابع باسل قائلا مضيفا بإهتمام 
ماشي بس ماتفقناش هاتقول لسابين امتى على ميعاد آآ...
قاطعه مسعد بعبوس 
مش وقته يا باسل خلينا نفرح الحبة دول وبعد كده نتنكد
أومأ باسل برأسه موافقا إياه وهو يردد 
طيب !
ثم ترجل الاثنين بعدها من السيارة واتجها إلى مدخل البناية ..
استدار مسعد برأسه للجانب فلمح المعلم الخاص بأخته الصغرى يسير على أول الرصيف فسار ناحيته وصاح مرحبا به
مستر كريم !
توقف باسل على الحركة وتابع الحوار بينهما في صمت ..
بينما انتبه له كريم ورسم على محياه ابتسامة مجاملة وهو يبادله التحية 
أهلا بمسعد باشا !
مد مسعد يده ليصافحه ثم سأله بفضول 
هو حضرتك بتعمل ايه هنا 
أجابه كريم بهدوء جاد 
أنا معزوم من ايناس على حفلة نجاحها !
جحظ باسل بعينيه مصډوما عقب تلك الجملة الأخيرة واشتعلت حواسه فجأة پغضب ..
وسلط أنظاره على ذلك المعلم ليفحصه بنظرات شرسة ..
كان في منتصف الأربعينات تقريبا لكن به لمحة جذابة في وجهه وقليل من الشيب غزا شعره
رد مسعد على المعلم بإندهاش وهو قاطب جبينه 
هي النهاردة ! ده محدش قالي !!
أوضح له كريم قائلا بنبرة رزينة 
هي اللي بلغتني بده حتى في البيت عندكم 
لم يفهم كريم ما لفظه بوضوح فسأله مستفهما 
افندم !
ابتسم له مسعد بسخافة وهو يردد 
متركزش معايا اتفضل !
رد كريم مجاملا 
متشكر !!
الټفت مسعد برأسه ناحية رفيقه وسأله بإستغراب بعد أن لمح تبدل ملامح وجهه للوجوم 
انت لسه واقف

يا باسل ما تطلع يا بني 
كز باسل على أسنانه بشراسة وهو يجيبه 
أنا كنت مستنيك !
ابتسم مسعد قائلا بمرح وهو يشير بيده 
نسيت أعرفك ده مستر كريم مدرس إيناس في السنتر
ثم الټفت برأسه ناحية المعلم وتابع بأريحية 
وده النقيب باسل صاحبي !
اهلا !
ربت مسعد على ظهر المعلم برفق ودفعه ليتحرك إلى الأمام وهو يردد 
اتفضل يا مستر نورت !
ابتسم له كريم مجاملا 
شكرا ومبروك مرة تانية على نجاح إيناس !
زادت ابتسامته إتساعا وهو يضيف بفخر 
هي بنت مجتهدة وتستاهل كل خير أنا مش مصدق إني معنتش هاديها تاني !
هتفت إسراء بحماس بعد أن لمحت أخيها وهو يلج إلى مدخل البناية 
استعدوا يا جماعة مسعد جه
هيييييه 
قالها الطفلين وهما يقفزان على الأرائك ..
أضافت إسراء قائلة بسعادة وهي تصفق بيديها في الهواء 
اطفوا النور والكل يجهز !
وبالفعل تم إطفاء الأنوار .. واتخذ الجميع مواضعهم منتظرين بترقب صعوده ..
فتح مسعد باب المنزل وتعجب بتصنع إطفاء الأنوار وتساءل مستغربا وهو يتلفت برأسه للجانبين 
هو النور مقطوع عندنا في الشقة 
وفجأة صدح صوت تهليلات وصيحات عالية يعقبها إضاءة الأنوار والجميع يهتف 
كل سنة وانت طيب يا مسعد .. عيد ميلاد سعيد
لم ينكر سعادته حينما رأى هذا المشهد أمامه .. وبرقت عيناه بلمعان غريب .. 
هو لم يحظ بعيد
 

تم نسخ الرابط