مارلي
المحتويات
!
ثم تركتها وانصرفت عائدة للمطبخ ..
تابعتها إيناس بنظراتها وغمزت لأخيها وهي تقول بعبث
أيوه يا عم أخد اللي في وش القفص
ولج هو إلى داخل غرفته ورد عليها بإمتعاض
كفاية أر ! ارحميني
عبست بوجهها وهي تقول بضجر
أر ! ليه بس ما هو على رأي المثل كل هم في البلد يجي عندي ويتسند !
رد عليها بفتور
ثم وقف أمام خزانة ملابسه وبحث سريعا داخل ضلفته عن حلة مناسبة ليبدل فيها ثيابه العسكرية ..
عقدت إيناس ساعديها أمام صدرها وسألته بفضول
اومال كابسولة مش جاي معاك
الټفت برأسه ناحيتها ورمقها بنظرات شبه مزدرية وهو يرد عليها
كابسولة أه لو سمعك باسل كان نفخك !!!!
حلت ساعديها ووضعت يديها على خصرها وردت بتهكم
وقف مسعد قبالتها فبدت قصيرة للغاية أمامه ووضع يده على رأسها ثم دفعها للخلف وهو ينهرها
يا بنتي إنتي مالك ومال أصحابي ركزي مع بكيزة وزغلول اللي شبهك !
ردت عليه بتذمر وهي ترمقه بنظرات مغتاظة
متقولش على صحباتي الأنتيم كده دول فاشونيستا وستايل وآآآ..
تلوت بذراعها محاولة تحريره فأرخى أصابعه عنها وهتفت بتوعد
ماشي يا مسعد !
ثم تقوس فمها بإبتسامة متسلية وهي تضيف
مسعد يا حبيبي ! هات موبايلك ثانية هاجرب حاجة فيه
نفخ بصوت مسموع فقد كان يريد التخلص منها لتبديل ثيابه حتى لا يتأخر لذا أخرجه من جيبه وناوله إياها وهو يقول
ردت عليه بسخرية
انت محسسني ليه إنه آيفون ده سامسونج قديم عفا عليه الزمن
لوح لها بكفه وهو يقول بشدة
انجزي مش فاضي لرخامتك
عبثت إيناس بهاتفه لثوان قبل أن يرن هاتفها برنة غريبة ...
بكرة تعالى هاتسعد وأتفرج على مسعد تتر مسلسل رمضاني قديم
فإندهش منها أخيها ورمقها بنظرات حانقة ثم سألها بضيق
ردت عليه ببرود
مستفز وهي تغمز له
شوفت بقى عملالك رنة باسمك !
أشار لها بإصبعه محذرا وهو يقول بنبرة شبه مھددة
امسحي الرنة دي بدل ما أعلقك أنا !!!
عبست بوجهها بعبوس زائف وسألته ببراءة مصطنعة
ايه يا مسعد مش عجباك ده أنا عملاها مخصوص !
رد عليها متهكما
رنة دي ولا تشهير بيا أنا مش طايق نفسي السعادي كفاية الكلام البايخ اللي بأسمعه هاتبقي انتي معاهم !
هو أنا اللي سميتك مسعد
كز على أسنانه قائلا بنبرة مغلولة
يا بت آآ...
لم يكمل جملته الأخيرة حيث استمع كلاهما إلى صوت صفية الهادر ب
انتي لسه واقفة عندك روحي يا بت شوفي مذاكرتك وماتزهقيش في أخوكي !
زفر مسعد بحنق وهو يضيف
أمانة عليكي يا حاجة تربيها عدل لأحسن أنا لو نشفت عليها هتتبخر !
ردت عليه والدته بتبرم
هو أنا قادرة عليها وأبوك مدلعها على الأخر
أضاف بتهكم قليل
ايوه فحتني أنا ودلعها هي !!!
ربتت والدته على ظهره وابتسمت له وهي تقول بحنو
معلش إنت الولد وراجل البيت !
أومأ برأسه وهو يرد بسخط
ايوه ! العضمة الناشفة عارف الأسطوانة ديه الله يسامحه بقى ضاقت بيه الأسامي ملاقاش إلا مسعد لأ ومسعد غراب يعني مافيش أعجب من كده !!
مطت والدته شفتيها وواسته قائلة
أنا كان نفسي يا حبيبي أسميك حاجة تانية بس هو اللي صمم
أيوه بيجامل عمي على قفايا
أضافت والدته قائلة بحماس
وبعدين يا مسعد مش يمكن يكون اسمك هو وش السعد عليك ده حتى بيقولك لكل واحد نصيب من اسمه !
رد عليها بتهكم وهو متجهم الوجه
ما أنا أخدت من غراب بس لكن مسعد فيه ڠضب عليه ! ده أنا مش عارف حتى أخطب بسببه يا حاجة صفية !
أشارت له صفية بكفها وهي تحفزه
هما اللي عبط ومش فاهمين الرك في النهاية على الأصل الطيب !
ايوه الحلاوة حلاوة الروح !
خلاص يا حبيبي متفكرش كتير في الحكاية دي بكرة ربنا هيعدلهالك ويرزقك باللي تستاهلك
أنا مش حاطط في دماغي ربنا بس يكرمني بالحرس الرئاسي وأنا أبقى مرضي على الأخر
مسحت والدته على ذراعه وتابعت بهدوء
طيب عدي على أبوك قبل ما تمشي هيزعل لو ماسلمتش عليه
رد عليها بجدية
حاضر
دعت له مجددا بنبرة أمومية صادقة
ربنا يحميك لشبابك انت واللي زيك يا غالي !
على متن الطائرة
تنهدت سابين بإرتياح بعد أن حلقت الطائرة في السماء .. مالت برأسها للجانب وأغمضت عينيها المرهقتين وجاب ببالها ما تم الإتفاق عليه مسبقا مع ضباط المباحث الفيدرالية ومكتب حماية الشهود ..
بداخل مكتب حماية الشهود
طالعت سابين بعينيها ذلك الضابط الذي كان يدور حولها وأصغت بإنتباه شديد لما يقول
آنسة مشعل لقد دبرنا أمر حمايتك ولكن تلك المرة في مكان لن يخطر على بال أحد
سألته بإهتمام دون أن تطرف عينيها
وأين هو
أجابها بنبرة دبلوماسية
في بلد أبيك
سألته مستفهمة وهي قاطبة لجبينها
أتقصد ولاية آآ..
قاطعها نافيا
لا بلد مولده الأصلي !
هتفت بعدم تصديق بعد أن خمنت بسهولة ما الذي يقصده
مصر !
أومأ برأسه إيجابا وهو يبرر لها
نعم ستقضين هناك فترة معينة تحت أعين حراسة خاصة بهوية مختلفة !
أنا لا أفهم شيء
سأوضح لك ما تريدين ولكن الأهم أن تلتزمي بالتعليمات
حدقت في الملف الموضوع أمامها وقرأت ما به على عجالة ثم رفعت رأسها لتنظر إليه والإندهاش يعلو تعابير وجهها وسألته بنزق
أتريد مني أن أغير هويتي
في مصر
نعم من أجل أمنك
احتجت قائلة بإصرار
لن يحدث أنا أرفض هذا إن ذهبت إلى مصر سأتمسك بهويتي الحقيقية ولكن أقبل بأي اسم مستعار !!
أخذ الضابط نفسا عميقا وزفره على مهل وهو يجيبها بهدوء
آنسة مشعل بعنادك هذا تعرضين نفسك للخطړ أكثر
ردت عليه بنبرة شبه محتدة
الخطړ في بلد الأمن والأمان هكذا سمعت عنها فهل أنا مخطئة
أجابها برد دبلوماسي
ليس هكذا ولكن الخطړ موجود في كل مكان
أضافت سابين قائلة بإصرار
دعني أتمسك بإسمي مادمت هناك على الأقل أشعر بكينونتي
فرك الضابط طرف ذقنه بإصبعيه ورد عليها
سأفكر في الأمر
ابتسمت له مجاملة وهي تقول بإمتنان
أشكرك !
تابع الضابط قائلا بجدية
سنكون على تواصل معك !
ثم أشار بيده نحو الملف وأكمل بصوت أكثر جدية
وهذه طبيعة مهمتك في مصر
تفاجئت مما قاله وسألته متعجبة وهي ترفع حاجبيها للأعلى
أتقصد أني سأعمل
حرك رأسه إيجابا وهو يقول
نعم لضمان السرية اختلقنا عذرا لوجودك هناك
مطت شفتيها لتفكر مليا فيما قاله ..
لاحظ الضابط ترددها والإرتباك الممزوج بالحيرة البادي على تعابير وجهها فإبتسم لها ابتسامة مهذبة وهو يضيف
اطمئني لن تمكثي هناك إلا لفترة معدودة !
زفرت بإنهاك وهي تتمتم قائلة
أتمنى أن ينتهي هذا الکابوس قريبا !
بادلها الضابط إبتسامة مطمئنة وهو يرد بنبرة شبه آمرة
لا تقلقي إقرأي هذا الملف جيدا واحفظي ما به جيدا فهو هام لأجل مصلحتك
هزت رأسها بحركة خفيفة وهي تردد بخفوت
حاضر سأفعل !
ونحن سنرتب التعديلات الخاصة بشأن هويتك هناك
أشكرك على تفهمك
تنهدت سابين بعمق تلك المرة .. فقد حفظت دورها عن ظهر قلب .. وتمرنت جيدا لتتقنه حتى لاينكشف أمرها وهي بمفردها في مصر ..
ما أثلج صدرها هو تنفيذ ضباط المباحث الفيدرالية لوعدهم لها بإخراجها بهويتها الأصلية دون إثارة الشكوك حولها ..
ارتسم على ثغرها إبتسامة هادئة وهي تحدق في النافذة الملاصقة لها ..
شردت لوهلة في المجهول أمامها وفكرت بعمق تلك المرة ..
هي تعلم أن الأمر ليس بالهين ولكن لا ضرر من المحاولة ..
ما طمأنها هو وجودها في بلد عرف عنه بطيبة شعبه وأصالته ومعدنه الأصيل ولكن ما أربكها هو من ستتعامل معه تحديدا هناك فهي لا تزال غريبة في تلك الأرض البعيدة والتي تختلف تماما عن تلك التي نشأت وترعرعت فيها وبالتالي هي تجهل طبيعة الأشخاص هناك فتمنت في قرارة نفسها أن تكون تجربتها المقبلة شيقة .. أو على الأقل تخوضها بأقل الخسائر المتاحة !!!!!
يتبع الفصل الثالث
هذه الرواية من وحي الخيال
الفصل الثالث
في منزل مسعد غراب
تأنق مسعد على غير عادته وإرتدى أكثر حلاته أناقة لتليق بتلك المهمة الخاصة ..
خرج هو من الغرفة فوجد والدته قد أعدت له الطعام ووضعته في علب بلاستيكية ثم أسندتها بداخل حقيبة سمراء ..
رسمت على ثغرها ابتسامة سعيدة وهي تقول
اتفضل يا حبيبي حبة أكل يستاهل بؤك
تناول منها الحقيبة السمراء وسألها بإهتمام
طابخة ايه يا أمي
أجابته بنبرة أمومية وهي تشير بكف يدها
ورق عنب وكرنب من اللي قلبك بيحبه وشويتلك الفراخ في الفرن وعملتلك كمان رز بالخلطة !
تحمس مسعد كثيرا وهو يرد بإشتهاء
الله ! الله ! أنا رأيي أطنش المهمة وأقعد أكل أحسن !
ربتت والدته على كتفه وهتفت بمرح
بالهنا والشفا يا حبيبي مطرح ما يسري يمري
أمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه ليقبله ثم قال ممتنا
تسلم ايدك يا حاجة هاتوكل أنا على الله !
رفعت يديها للأعلى وكذلك بصرها وهتفت بتضرع
ربنا يحميك ويحرسك في طريقك ويسدد خطاك !
تنهد بعمق وهو يضيف قائلا
يا رب ادعيلي لأحسن أنا محتاج كل الدعاء الأيام دي أوي
ردت عليه بإبتسامة صافية
بأدعيلك وربي اللي عالم
ماشي يا أمي أشوفك على خير
مع السلامة يا مسعد ! ربنا يوفقك يا بني ويكرمك !
اتجه مسعد إلى الباب وأخذ نفسا عميقا وزفره على عجالة وهو يدير المقبض ليخرج وهو يمني نفسه بأنه الأجدر لتلك المهمة القادمة ...
.....................................
على متن الطائرة
نهضت سابين من على مقعدها وسحبت تلك الحقيبة اليدوية من الدرج العلوي ثم سارت ناحية المرحاض الخلفي ..
ولجت داخله وأوصدت الباب خلفها ثم تفقدت الوثائق الأخرى التي كانت معها
احتفظت هي بملحوظات صغيرة عن طبيعة مهمتها في القاهرة ..
كانت مدركة أنها مقبلة على شيء هام خاصة وأنها ستتعامل مع نوعية معينة من الرجال الأشداء وعليها أن تكون مقنعة حتى تنطلي عليهم الخدعة ..
كذلك تأكدت من وجود ثياب بديلة لتغير فيها حينما تترجل من الطائرة حتى تعود لهيئتها الأصلية ..
....................................
في المقهى الحديث
ولج مسعد إلى داخل المقهى وبحث بعينيه سريعا عن والده ولكن سد عليه الطريق النادل الذي هتف بحماس
مسعد باشا ! أهلا وسهلا بسيادتك
رد عليه مسعد بإقتضاب
شكرا يا سيدي !
ثم أدار رأسه للجانب وسأله بجدية
سيادة اللوا فين
استدار النادل برأسه للخلف وأشار بيده وهو يجيبه بإبتسامة سخيفة
هناك في الركن المميز بتاعه
رد عليه مسعد بإيجاز
ماشي
أضاف النادل قائلا
أجيب لسيادتك الأورد ولا آآ...
قاطعه مسعد قائلا وهو يتحرك في اتجاه والده
لا مش عاوز حاجة أنا ماشي على طول
أومأ النادل برأسه وتابع قائلا
براحتك يا باشا أنا موجود في الخدمة ناديني وهتلاقيني قصاد سيادتك
وبالفعل وجد مسعد والده في مكانه المعتاد يلعب الطاولة مع أصدقائه المسنين ..
أخذ نفسا عميقا وانتصب بكتفيه ثم وقف قبالته وأدى له التحية العسكرية وهو يقول بنبرة رسمية
تمام يا فندم !
التوى ثغر أبيه بإبتسامة سعيدة وهو يهتف له بحماس
استرح يا سيادة الرائد !
سحب مسعد مقعدا جانبيا وجلس عليه وهو يقول
مساء الخير عليكم
رد عليه أحدهم متسائلا بإهتمام
ازيك يا مسعد
أجابه قائلا بإبتسامة ودودة
الحمدلله
أضاف أخر قائلا بتبرم
سيادة اللوا مش راحمنا في الطاولة
ورد عليه شخص ثالث بمزاح
ده خبير
متابعة القراءة