مارلي
المحتويات
!
ثم تحرك مبتعدا دون أن يترك الفرصة لأبيه لإعطائه مزيدا من الوقت للتفكير
صاح فيه اللواء محمد بصوت مرتفع نسبيا
يا مسعد استنى !
الټفت مسعد برأسه ناحيته ورد عليه بضيق
مافيش وقت يا بابا
أضاف والده قائلا
طب ابقى بارك لاختك نجحت في امتحاناتها
تفاجيء مسعد من هذا الخبر السعيد وابتسم وهو يقول
نظر له والده بجدية وهو يقول بإلحاح
اتصل بيها وباركلها بنفسك
لوى مسعد ثغره وهو يقول على مضض
ربنا يسهل أفوق بس من اللي أنا فيه وبعد كده نبقى نحتفل !
تنهد والده وهو يرد عليه
الله يعينك يا رب !
في منزل مسعد غراب
أطلقت السيدة صفية زغاريد عالية احتفالا بنجاح ابنتها في الشهادة اﻹعدادية ثم احتضنتها مجددا ومسحت على ظهرها بحنان وهتفت بتفاخر
ابتسمت لها إيناس وهي تقول بحرج
خلاص يا ماما الجيران كلهم عرفوا
ردت عليها أمها بعدم إكتراث
وماله لما يعرفوا الله مش نجحتي وجبتي 98 خلينا نكيد اﻷعادي !
أردفت إيناس قائلة بتوجس
انا كده هاتحسد !
أشارت السيدة صفية بيدها وهي تقول بتباهي
أنا هابخرك من شړ عينيهم !!
لوووولوولي لووولوولي والناجح يرفع ايده
شعرت إيناس بالحرج من سجية والدتها وفطرتها التي تميزها عن باقي الجيران ولكن رغم نجاحها الكبير إلا أن سعادتها كانت ناقصة بسبب تأثير ما حدث مع باسل
هي تذكر نفسها يوميا بوقاحته وإهانته وسخريته منه حتى نظراته المهينة إليها لم تنساها
أفاقت إيناس من شرودها على صوت والدتها وهي تسألها بإهتمام
والبت هدير عملت ايه
لوت ثغرها بإمتعاض وأجابتها على مضض وقد تحول وجهها للعبوس بصورة ملفتة
معرفش وماتفرقش معايا !
الله هو ايه اللي حصل هو انتو اتشاكلتوا
ردت عليها إيناس بإنفعال قليل في نبرتها
بصي يا ماما معنتيش تجيبي سيرتها لا بحلو
ولا بوحش !
زاد فضول صفية لتعرف سبب الخلاف بينهما ونظرت إلى ابنتها بغموض ثم سألتها بإلحاح
اجابتها إيناس بعصبية وهي تضع يدها على منتصف خصرها
احنا مش بقينا أصحاب دماغنا مش زي بعض ولا حتى تفكيرنا
مصمصت صفية شفتيها بإستنكار ورفعت حاجبها للأعلى وقالت بحزن
لاحول ولا قوة إلا بالله ده انتو كنتو زي السمنة على عسل
ردت عليها إيناس بإمتعاض واضح
كنا !
ضيقت صفية نظراتها واقتربت من ابنتها ثم سألتها بصوت خاڤت نسبيا
طب مافيش أمل تتصالحوا
ردت عليها إيناس بنفاذ صبر وهي عابسة الوجه
ماما بأقولك كان في وخلص انسيها بقى !!!
أيقنت صفية أنه لا رجاء من سبر أغوار ابنتها لمعرفة حقيقة الجدال مع هدير ورددت بإستياء
طيب خلاص هاروح أبل الشربات وأفرقه على الجيران !
ثم استدارت عائدة في إتجاه المطبخ وهي تهتف بحماس
ربنا يفرح قلبك يا بنتي زي ما بتفرحيني دايما
تنهدت إيناس بعمق وهي تتمتم بخفوت
يا رب
حزمت سابين حقائبها بعد أن أبلغها باسل بالاستعداد للذهاب
سيطر عليها شعورا قويا بالضياع والخۏف هي عليها أن تواجه مصيرها المجهول بمفردها
إحساس الأمان والسکينة تلاشى بداخلها وحل محله الخۏف والغربة ورغما عنها بكت پقهر
جلست على المقعد أمام سكنها وتعابير وجهها ما هو إلا إنعكاس عن حالها
عاد مسعد ورأها من على بعد على تلك الحالة الواجمة فانقبض قلبه خوفا عليها وأسرع في خطواته نحوها وسألها بصوت لاهث ومتوجس
صابرين في حاجة حصلت
أجهشت بالبكاء أمامه فاعتصر قلبه آلما عليها وسألها پخوف أكبر وهو ينظر إلى وجهها بدقة ليتأكد من عدم تعرض أحد لها أثناء غيابه
ردي يا صابرين في حد ضايقك ولا عملك حاجة !!!
هزت رأسها نافية وهمست بصوت منتحب
لا أنا هاف أخاف موسأد أنا مش إعرف آمل اعمل ايه !!
تنهد بإرتياح وعاتبها قائلا بنبرة شبه منفعلة
يا شيخة وقعتي قلبي أنا قولت حد ابن عمل حاجة فيكي !
لم تفهم معنى سبته ولكنها هزت رأسها نافية وهي تقول بإستياء
نو لأ
تحرك مسعد نحوها ووضع يده على كتفها وضغط برفق عليها وهو يقول بإبتسامة هادئة
طب اهدي ومتعياطيش أنا دمعتي قريبة
ابتسمت له إبتسامة باهتة ثم تلاشت بعد ثوان معدودة لتضيف بعدها پخوف
انا وهدي وحدي موسأد no one with me لا أحد معي !
رد عليها معاتبا بمزاح
أومال أنا روحت فين مش معقول كل الجسم ده ومش باين ده أنا حتى لقبي حيطة بشړية !
ابتسمت لدعابته الطريفة وهمست بخفوت وهي تطالعه بعينيها الدامعتين
بس أنا
قاطعها قائلا بجدية وهو يشير بيده
استهدي بالله يا بنت الناس وقومي هاتي شنطك عشان هاتيجي معايا !
سألته بقلق وبؤبؤي عينيها يتحركان بتوتر
هانروح فين موسأد
أجابها بثقة وهو ينتصب بكتفيه
عندي في البيت !
فغرت شفتيها مشدوهة من كلمته الموجزة ورمشت بعينيها غير مصدقة ما لفظه توا
هاه !!
أشار لها بيده وهو يقول بمرح
يالا يا عروسة !
تفاجئت أيضا من كلمته التالية عروسة وشعرت بالقلق مما هي مقبلة عليه وسألته بتوجس أكبر
انت قول ايه موسأد
هز رأسه وهو يجيبها بغموض
هافهمك في السكة
عضت على شفتها السفلى في إرتباك وتوردت وجنتيها قليلا ودار في خلدها عشرات الأسئلة التي بحثت عن إجابات لها وكان من بينها هو أن يتقدم مسعد لخطبتها كحل مؤقت لمشكلتها
لم ترد سابين أن تضيع وقتها في التفكير وتحركت داخل سكنها ولكنها التفتت برأسها نحوه لتسأله
بهدوء رقيق
طب وباسل
انزعج مسعد من سؤالها عنه ونفخ بضيق وهو يجيبها
هو مستنينا بالعربية برا !
مطت شفتيها قليلا وابتسمت له وهي تزيح العبرات العالقة في أهدابها
عبس مسعد بوجهه وهو يأمرها بجدية
يالا
في المقهى الحديث
أسند النادل المشروبات الباردة على الطاولة وظل الصمت هو سيد الموقف حتى أنهى مهمته وابتعد
فاستطرد بعدها اللواء محمد حديثه متساءلا بجدية وهو مسلط أنظاره على سابين الجالسة قبالته
بس أنا واثق ان اللي رتب دخولك مصر حد تاني غير الفريق ضياء صح كلامي
أومأت برأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه
ييس نعم مكتب المباحث الفيدرالية له دور !
هز رأسه معترضا على إجابته وهو يوضح مجددا
لا مش قصدي لازم يكون في حد تعاون مع الفريق ضياء عشان يسهلك كل اﻷمور هنا ويرتب وضعك بصورة قانونية وده مش هايتم إلا من جهات سيادية !!
سأله مسعد بإستفهام وهو قاطب جبينه
حضرتك تقصد يا بابا إن في حد غير الفريق ضياء عارف بموضوعها
رد والده عليه بجدية موجزة
ايوه !
تساءل باسل بغموض وهو يحك طرف ذقنه
طب ليه مظهرش وخصوصا إنه أكيد عرف بۏفاته !!
رد عليه اللواء محمد بجدية وهو يشير بيده
ممكن مستني يشوف الوضع هيرسى على ايه وجايز مش عاوز يكشف نفسه لحد !
هتف مسعد قائلا بتوجس وهو يوزع أنظاره بين أبه وسابين
بس هي كده حياتها هاتكون في خطړ !
ابتلعت سابين ريقها بتخوف وتوترت قليلا وهي تتخيل تكرار مشاهد الإغتيال هنا في القاهرة
أضاف اللواء محمد موضحا بنبرة رزينة
ده وارد طالما اتعرفت هي مين لكن طول ما هي مش معروف هويتها هاتبقى لحد ما في أمان !
تساءل باسل بإستفهام بعد أن أدرك قلة حيلته في التصرف هو الأخر
طب هنعمل ايه معاها
صمت اللواء محمد للحظات ثم تابع قائلا بجدية وهو محدق أمامه في الفراغ
شوفوا أنا في دماغي فكرة بس محتاجين لمساعدة حد معانا !!!
انزعج مسعد مما قاله أبيه فكون معرفة شخص جديد لتلك المسألة الحيوية يعرضها للخطړ المحدق وهو ليس في حاجة إلى هذا لذا هتف بنزق وهو يشير بيديه
يا بابا ده انت لسه بنفسك قايل لازم الموضوع يكون سري ومحدش يعرف حاجة !!
هز والده رأسه إيجابا وهو يبرر اقتراحه
ده صحيح بس المساعدة دي مهمة عشان تسهل دخولها البيت !
عجز مسعد عن الوصول إلى مقصد والده من هذا الاقتراح وهتف بإحباط
مش فاهمك بصراحة يا بابا وحاسس كده إن الليلة كلها هتبوظ !
أخذ باسل نفسا عميقا وزفره على مهل ثم تساءل بهدوء
ممكن حضرتك يا سيادة اللوا توضح اكتر إنت قصدك ايه بالظبط
أضاف مسعد هو الأخر متسائلا بنبرة ساخرة
مين يا بابا اللي انت هاتشركه معانا اللي عليه العين والنيني !
ابتسم له والده إبتسامة غامضة ثم أجابه بصوت جاد وهو مثبت أنظاره على ابنه
إيناس أختك
صاح كلا من باسل ومسعد سويا و في نفس واحد بصوت مرتفع وقد ارتسمت علامات الذهول و الصدمة عليهما
مييييييين !!!
يتبع الجديد
الفصل الرابع عشر
في المقهى الحديث
سرد اللواء محمد خطته لثلاثتهم والتي كانت تتضمن الإستعانة بإيناس كوسيلة تمكن سابين من التواجد بحجة مقنعة في المنزل دون إثارة الريبة أو الشكوك حول طبيعة وجودها وسط عائلته .
فدور إيناس في تلك الخطة يقتصر على إيهام والدتها أن لديها صديقة أجنبية تعرفت عليها عن طريق الانترنت وستأتي للقاهرة للقيام بدراسات عليا لفترة وجيزة ثم تعود إلى موطنها .. وطوال تلك الفترة ستقيم في منزل عائلتها بعد أن عرضت عليها إيناس استضافتها ..
وسيقوم والده بدعم ابنته في طلبها ويوافق على مسألة الاستضافة ويشجعها على الاستفادة من رفيقتها بحجة أنها متعلمة ومن ثقافة وحضارة مختلفة ولديها امتيازات كثيرة ..
وبالتالي سترضخ أمها لرغبتهما إن وجدت موافقة الجميع وترحيبهم بها ...
بدت الفكرة مقنعة إلى حد كبير ومنطقية لا تثير الشكوك ... ولكن اﻷصعب هو تنفيذها بحرفية ..
نفخ مسعد بضيق وهو يستمع إلى حديث والده ثم أرجع ظهره للخلف وهتف بتبرم
كلامك فل يا بابا بس البت ايناس هبلة وممكن تكشفنا !!
ثم الټفت برأسه ناحية رفيقه وسأله بجدية
ولا ايه رأيك يا باسل
لم ينتبه له باسل .. فقد كان شاردا في التفكير في إيناس .. فمجرد ترديد اسمها يثير في نفسه مشاعر غريبة .. مشاعر لم يعتد عليها بعد حاول مقاومتها قبل أن تظهر أكثر ..
طال صمته فعاودمسعد سؤاله بإلحاح بعد أن لاحظ شروده
انت معانا يا باسل بأقولك ايه رأيك في البت ايناس
وكأنه أصيب بالحرج من سؤاله المباغت .. وأحمر طرفي أذنيه بصورة مبالغة .. وعمد إلى رسم تعابير جامدة على وجهه ليخفي توتره وهو يرد عليه بحذر
أنا شايف إن إيناس صغيرة ومش هاتنفع تقوم بالدور ده .. هي ممكن كمان تتأذى و. . آآ..
قاطعه اللواء محمد قائلا باستنكار وهو يدقق النظر فيه
هو أنا يعني مش خاېف على بنتي وبعدين صغيرة ايه .. ده ماشاء الله طالعة أولى ثانوي وكام شهر وتكمل 16 سنة !
لم تفهم سابين معظم الحوار فأوضح لها باسل باللغة الانجليزية مقصده فهزت رأسها بتفهم ..
برر اللواء محمد كبر سن ابنته بصوت هاديء
اصلها داخلة المدرسة كبيرة !
في حين أضاف مسعد بمزاح
عجوزة يعني عدت السن القانوني للحضانة وقتها !
حدج محمد ابنه بنظرات محذرة وأشار له بيده وهو يقول بجدية
بطل آلش يا مسعد وتريقة على أختك ! مش ذنبها إن سن التقديم على المدرسة أيامها كان كبير !
شعر مسعد بالحرج من توبيخ والده
متابعة القراءة