منال سالم الجزء الأول
المحتويات
أسفل قدميها ..
وضع مسعد إصبعه على طرف أنفه ليحكه قبل أن يضيف بهدوء
أنا بأوضحلك الحياة هنا عاملة ازاي
ابتلعت سابين ريقها بصعوبة وهمست بقلق
أنا آآ.. أهاف أخاف من انت تقوله
تمطع بذراعيه قبل أن يتابع بحماس
شوفي يا صابرين ساعات وانتي اعدة كده في حالك هتلاقي فيران معدية مټخافيش طول ما هي صغيرة إنتي في أمان !
ف.. فران !
أومأ برأسه إيجابا وهو يوضح بثقة
فيران جمع فار البتاع الصغير اللي بياكل الجبنة
سألته سابين بنعومة
انت أقصد mouse
اعتلى ثغره ابتسامة عريضة وهتف بسعادة
ايوه هو ميكي ماوس احنا هنا عندنا أحجام كتير منه سمول وميديم واكس اكس اكس لارج !
بصي كلهم عادي انتي بس ممكن تقلقي من الفاميلي سايز ده مايعرفش أبوه ديله غبي وسنانه رهيبة وشكله أصلا مقرف وجربان ويجيب المړض !
امتعض وجهها لتهتف بتأفف بعد أن بدت نظرات الإشمئزاز واضح في عينيها
إيوو
أشار بسبابته وهو يضيف بجدية
تعجبت من العبارة الأخيرة وسألته بإستفهام
اي دي
أوضح لها بهدوء وهو يفرك جبينه
دي بنقول عليها بالإنجليزي آآ... انا فاكرها دي سهلة خالص !
تابعته بنظراتها المتوترة وهو يتحرك ذهابا وإيابا وفجأة صاح بحماس جلي
ايوه افتكرت هي اسمها فور باي فور
هي Car بيب بيب !
هز رأسه نافيا
لأ أم أربعة وأربعين !
هزت سابين كتفيها في عدم مبالاة ورددت بيأس
مش إفهم
قال لها مبتسما
دي عادية لما تشوفيها هتعرفيها
اها
ثم حذرها قائلا بجدية
المهم خلي بالك من العقارب دول مش كيوت خالص ومش لونهم اسود زي عندكم لأ دول صفر وسمهم والقپر !
آآ.. مش إعرف قولها !
فسر لها مشيرا بيديه
عقارب البتاع اللي شبه الكابوريا اللي بيعمل كده بديله !
ارتجف جسدها وقد فهمت ما يقول ورددت بإرتعاد
أها عرفته ده مرعب !
عبس مسعد بوجهه وهو يضيف
جدااا العناكب وشغل سبايدر مان هتلاقيه أساسي هنا
أشارت سابين بإصبعها للأسفل وهي تتساءل بإرتباك
حرك رأسه إيجابا وهو يجيبها بحماس
اينعم الله ينور على دماغك شوفي أنا كده حاطيتك على أول الطريق وإنتي اجتهدي معاهم !!!
ثم رسم ابتسامة عريضة على ثغره في محاولة منه لطمأنة سابين التي بدت أكثر ذعرا وهلعا عن ذي قبل ..
وفجأة هتفت بصوت مرتجف وهي تتحرك نحو باب الغرفة
أنا مش اقعد هنا Never استحالة
اعترض مسعد طريقها قائلا بإستغراب وهو يفتح ذراعيه في الهواء
ليه بس والله اطمني دي حاجات عادية
هزت رأسها رافضة وهي تحاول المرور من أمامه
نو .. نو .. أنا Scared خائڤة
نفخ بضيق وهو يتوسل لها
أمانة عليكي كلميني بحاجات أفهمها !
حدقت فيه بعينيها الناعستين وهمست له برقة
أنا أهاف أخاف
تنهد بحرارة وهو يطالع نظراتها وهمس لنفسه
أهاف .. يا سيدي على الرقة !
ثم تنحنح بخشونة واعتدل في وقفته وأردف قائلا بجدية
بصي أنا معاكي حطي هدومك انتي بس في الدولاب ومالكيش دعوة !
عقدت ساعديها أمام صدرها وهزت
رأسها معترضة وهي تقول بإصرار
نو .. لا
يا صابرين مټخافيش مافيش حاجة فيه حتى بصي !
قالها مسعد وهو يتحرك صوب خزانة الملابس ثم فتح ضلفتيها على مصرعيهما ليرى ما بالداخل فكانت خاوية إلا من بعض الحشرات ..
الټفت برأسه نحوها نصف إلتفاتة وهتف بصوت هاديء
أهوو .. مافيش إلا صراصير وبس !
إرتخى ساعديها فورا في صدمة وسألته
ايه
أجابها بثقة وهو يبتسم لها
صرصار معروف إنه صديق البنات الأول حتى شوفي
أمسك مسعد بذلك الصرصور القابع على رف الدولاب من شواربه بإصبعيه ثم إستدار بجسده ناحيتها ورفعه في وجهها فصړخت بهلع وهي تركض للخارج
إيوو مامي !
تعجب من ردة فعلها المبالغة واستنكر صړاخها المخيف وصاح بسخط
في ايه يا صابرين ده صرصار مش خنفسة ده أنا حتى محدفتوش عليكي زي الهبلة إيناس !
ثم ألقاه مسعد خلف ظهره وتبعها بخطوات متريثة وهو يمط فمه في تعجب ...
لم تتمكن سابين من الفرار فقد أمسك بها فادي ذاك الضابط السمج الذي إلتقته سابقا _ ومنعها من الركض ورفعها عن الأرض قليلا لينظر لها وهي تتلوى محاولة تحرير نفسها من قبضته المحكمة حولها ..
بقبضتيها في صدره پعنف ولكن لم تكن قوتها بالهائلة لتبعده عنها وتتخلص منه
خرج مسعد من الغرفة فوجده ممسكا بها فصاح به بصوت غاضب
فادي إنت بتعمل ايه
رد عليه ببرود وهو ينظر لها بجرأة
ولا حاجة يا باشا أنا بأرحب بالزبونة !
لکمته سابين بقبضتها المكتورة في صدره وصړخت فيه
دعني أذهب Let me go
وقف مسعد أمامه ونزع قبضته عنها وهو يصيح به بغلظة
سيبها يا فادي !
همس لها فادي بنبرة اخافتها
على عيني أسيبك يا قمر
انهالت هي عليه بعدة متتالية باللغة الانجليزية بعد أن حررها فرمقها فادي بنظرات حادة وتحولت تعابير وجهه للوجوم وصاح بصوت مهدد
نعم الكلام ده ليا أنا !!!!
استشعر مسعد الخطړ من نبرته المزعجة وتعابيره المشدودة فسأله بحذر
هي قالتلك ايه
كز على أسنانه بشراسة ولم يجب على مسعد ففهم الأخير أنها وبخته بسباب لاذع فأردف قائلا بمزاح ليخفف من حدة الأجواء
يبقى قالتلك تبا زي ما بنقرى في الأفلام
لوح لها فادي بكف يده وهو يتابع بصوت عدائي
لولا إنك في حماية مسعد باشا كنت اتصرفت معاكي !
لم تعبأ سابين بتهديده الزائف وهتفت متحدية إياه
إنت غبي أنا هاشتكيك !
غمز لها مسعد محذرا
مابلاش الغلط يا صابرين !
ثم تحرك قليلا ليسد بجسده الطريق على فادي لو فكر في التعرض لسابين وسأله بجدية وهو محدق به
عاوز ايه يا فادي
رمق هو سابين بنظرات ساخطة ورد عليه بنبرة مغلولة
انا كنت جاي اخدم
هتف مسعد بضيق
متشكرين يا فادي مش محتاجين خدماتك !
أشارت سابين بسبابتها متعمدة إهانة فادي وهي تضيف بسخط
أنا مش أوز أعوز حاجة منك إنت !
صاح بها فادي بنبرة غليظة وهو يتحرك
مالك في ايه مفرودة على ايه !
جفل جسد سابين وابتلعت ريقها بإرتعا قليل ورغم هذا إدعت ثابتها ..
منعه مسعد بجسده وحال دون إعتراضه إياها وهو يهتف بصوت قوي
ملكش دعوة بيها يا فادي وكلمني أنا لو عندك حاجة !
ثم إستدار برأسه ناحية سابين وصاح بصوت آمر
تعالى جمبي يا صابرين !
تحركت هي لتقف خلفه ولم تكف عن رمق فادي بنظرات إحتقارية
همس لها مسعد من بين أسنانه
إنتي مش أده ده لو عطس فيكي هايلزقك في السقف !
ثم انتبه ثلاثتهم
إلى ذلك الصوت الجهوري الصادح من بعيد
مسعد في ايه
اتسعت حدقتي مسعد في إندهاش وهتف بذهول
باسل !!!!!
في مقهى ما
قطمت هدير قطعة من ال تشيز كيك الموضوعة أمامها وتلذذت بها وهي تلوكها في فمها فنظرت لها هند بنظرات حادة وهدرت فيها بضيق
يا بنتي اتكلمي أنا زهقت قالتلك ايه
ابتلعت تلك القطعة ومسحت بالمنشفة الورقية فمها وردت بهدوء
مش صاحبها
هتفت هند بسعادة وقد برقت عينيها بحماسة واضحة
بجد !
أومأت برأسها بحركة خفيفة وهي تكمل موضحة
ايوه ده صاحب أخوها وبالنسبالها عادي !
وأكمل بإعجاب
واو حلو أوي دي فرصتنا نتصاحب عليه !
ردت عليها هدير بنبرة هادئة
اها ما أنا بأفكر بس في سكة اقرب منه عن طريقها
هزت هند حاجبها وهي تسألها بمكر
يعني هي هاتكون كوبري !
أجابتها هدير بإيجاز
بالظبط
شدت هند كتفيها وأضافت بتحمس
وأنا معاكي
اوكي يا بيبي !
اقترب منهما شاب ما وتساءل بصوت رخيم
ها يا بنات جاهزين للسينما
ردت عليه هدير بنعومة
ايوه
أشار لها برأسه وهو يقول
طب يالا
سألته هند بجدية
مين هيحاسب
ابتسم لها الشاب قائلا
انا هادفع أكيد
نظرت له هدير بإمتنان وهي تقول
ثانكس
رد عليها بهدوء
على ايه دي حاجة بسيطة !
في مركز التدريب
تفاجيء مسعد بحضور باسل إلى مركز التدريب في هذا التوقيت خاصة وأنه يعلم بمسألة حصوله على أجازة .. إذن فوجوده هنا يعد أمرا غامضا إن لم يكن مريبا ..
لذا سأله بنزق وهو ينظر نحوه
انت مش كنت أجازة يا باسل
رد عليه رفيقه بجدية واضحة
ايوه بس اتلغت !
سأله مسعد مستفهما وقد دارت برأسه العديد من التساؤلات
ليه
أجابه بصوت جاد وهو يوزع أنظاره مابين سابين وفادي
الفريق ضياء بلغني أتواجد معاك ضروري هنا عشان الخبيرة
رد عليه مسعد بتساؤل أخر
هو انت عرفت
أجابه باسل بإيجاز
ايوه
تنحنح فادي بصوت خشن وفرك مؤخرة رأسه بيده وأردف قائلا بجمود
واضح كده إني وجودي مالوش لازمة
رد عليه باسل بجدية وهو يحدجه بنظراته الصارمة
يا ريت تسيبنا مع بعض شوية يا فادي !
همس مسعد من بين أسنانه
انت كلك على بعضك مالكش لازمة
ثم تابعه ثلاثتهم بأنظارهم الحانقة وهو يتحرك مبتعدا عنهم .. إستدار باسل في اتجاه سابين ورحب بها قائلا بود
هاي أنا باسل !
ردت عليه بإبتسامة مهذبة وهي تجيبه باللغة الإنجليزية
وأنا أدعى سابين me Sabeen
صاح مسعد متذمرا
اتكلموا عربي الله يكرمكم أنا مش ناقص خوتت دماغ !
رد عليه باسل بهدوء
اوكي
ثم وجه حديثه إلى سابين قائلا بجدية
أنا ..أنا مش عاوزك تقلقي يا مدام احنا هنا معاكي وهنلازمك لحد ما تخلصي التقييم بتاعك ولو في أي مشكلة بلغيني بها على طول وأنا هاتصرف
تنهدت سابين بإرتياح ونظرت له ممتنة وهي تقول
اوكي ! ثانكس
وتشكل على ثغرها إبتسامة رقيقة وهي تهمس لنفسها بإعجاب
واو أخيرا حد بيفهم هتعامل معاه !
تساءل باسل بجيدة وهو يطالع المكان من حوله بنظرات متفحصة
انت هاتقعدها فين يا مسعد
رد عليه مسعد بسخرية
تفتكر يعني في الفورسيزون هنا طبعا !
سأله بجدية
أقصد أنهو أوضة تحديدا
أجابه مسعد بهدوء وهو يفرك صدغه
بص كلهم مليانين بلاوي زرقة فأنا منقيلها أحسن واحدة
مال عليه باسل برأسه وهمس معترضا
لأ ماينفعش مش ناقصين فضايح ولا تكدير من الفريق ضياء !
ثم استدار ناحية سابين ليقول بصوت جاد يحمل الصرامة
مدام سابين
انتي هتتواجدي في أوضتي هي تمام ونضيفة وانا هانقل مكانك !
رفع مسعد حاجبه للأعلى مستنكرا وهتف معترضا بضيق
يا سلام على الرجولة وهاتعمل ايه في السمجين وأصحاب الحس الوطني اللي جمبك !
فكر باسل فيما قاله رفيقه ورد عليه قائلا
أها عندك حق أنا مفكرتش في دول خالص
تابع مسعد قائلا بتبرير
مش بأقولك هنا المبنى مافيش فيه حد كتير والرجل قليلة عليه فهتكون براحتها !
ساد صمت لوقت محدود بين الجميع ..
تحركت سابين للأمام لتترك لهما مساحة من الحرية للحديث وحدقت في المكان حولها لتتأمل معالمة ..
بينما فرك باسل ذقنه وهو يفكر جديا في حل لتلك المعضلة .. فهو يعلم حالة الغرف السكنية الموجودة بتلك المباني وأنها لا تصلح إلى حد ما لإقامة مريحة ..
ولكن لا بديل عنها فوجود تلك الخبيرة في أي مبنى أخر قد يعرضها لمضايقات غير محمودة العواقب من الشباب المتواجد بهم ..
لذلك سعي لإيجاد حل سريع ومؤقت حتى تتم معالجة تلك المشكلة ..
وضع باسل يده على كتف رفيقه وصاح مقاطعا ذلك الصمت قائلا
أنا عندي اقتراح أفضل احنا ننقل معاها
لوى مسعد فمه قائلا بنبرة محتجة
نعم بقى انت
متابعة القراءة