منال سالم الجزء الأول

موقع أيام نيوز


ممكن أنهار من حركة زي دي !
زاد خجلها واكتسى وجهها بحمرة أشد وهمست بإستعطاف حرج 
بليز ! أنا آآ...
قاطعها قائلا بمزاح وهو يحك مؤخرة رأسه 
خشي يا بنتي جوا 
ابتسمت له بخجل وهي ترمش بعينيها ثم هزت رأسها بحركة خفيفة وهي تقول 
أوكي !
استدار مسعد للخلف وأولاها ظهره وتنهد بحرارة وهو يسير مبتعدا لكنه تسمر في مكانه حينما سمع صوتها الرقيق يناديه بنعومة 

موسأد 
الټفت نحوها ورمقها بنظرات ممعنة وهو يرد 
نعم !
ردت عليه برقة أثارته 
أنا أشكر إنت على Every thing كل شيء 
هتف مسعد بتنهيدة شبه هائمة 
بصي أنا قلبي رهيف ومش مستحمل اقفلي الباب يالا الله يكرمك !
حركت برأسها بإيماءة خفيفة ثم لوحت بكفها له و أغلقت الباب ببطء وهي تشعر بشيء مختلف طمأنها 
مرت عدة أيام التزمت فيها سابين بدورها كخبيرة أجنبية جاءت من الخارج لعمل بعض الأبحاث .. ولعبت دورها بإتقان فصدق الغالبية هذا ودونت في الأوراق الزائفة نتائج الأبحاث المفبركة .. فاقتنع المتواجدون بعملها ..
حاول مسعد أن يبدو طبيعيا في التعامل معها رغم حالة الإنزعاج التي تعتريه من وقت لأخر من الموضوع برمته ولكن من أجل حمايتها أدى واجبه بحرفية ومهارة وظل ملازما لها في معظم الوقت يعاونها في أداء مهمتها المصطنعة ..
ورغم تعامله بحذر معها إلا أنه حدث نوع من التقارب بينهما .. وشغلت حيزا كبيرا من تفكيره عما مضى .. وأصحبت سلامتها هي أولى اهتماماته بل أكثرها أهمية على الإطلاق ..
أصبحت سابين تثق في مسعد بصورة كبيرة بل على العكس كانت تشعر بالآمان في وجوده إلى جوارها ..
عاتبت نفسها أنها كانت تظنه أبلها في البداية وحكمت عليه بظلم جائر ولم تترك له الفرصة ليثبت نفسه
أرادت الاعتذار منه ولكن على طريقتها وفكرت في طريقة مميزة لفعل هذا وستنفذها حينما تتاح لها الفرصة ..
حرص باسل هو الأخر على البحث عمن له صلة قوية وعليا بالفريق ضياء حتى يتواصل معه .. ولكن كان الأمر بدون أي جدوى .. 
ما شغل
باله وحاول اجبار نفسه على تجاهله رغم الضيق المسيطر عليه هو الاطمئنان على أحوال إيناس .. فلم يعرف عنها إلا القليل ولم يرغب في سؤال مسعد عنها كي لا يثير ريبته ..
أقنع نفسه أن ما فعله معها هو الصواب .. وظل يردد في نفسه أنها أخته الصغيرة وبرر إحساسه تجاهها وغضبه الشديد منها بأنه بسبب الواجب وحكم القرابة كزميل على صلة وثيقة بأخيها .. ولا يمكن أن تكون مشاعره لها أي تفسير أخر .. 
في نفس التوقيت بدأت إيناس في أداء امتحاناتها النهائية وهي عاقدة العزم على بث كل طاقتها الغاضبة في الاستذكار والحصول على أفضل الدرجات لضمان الإلتحاق بفصول الفائقات في المرحلة الثانوية ..
مضى ما يزيد عن أسبوعين وكل شيء يسير على ما يرام إلى أن بلغ جميع من في الوحدة خبر ۏفاة الفريق ضياء ...!!!
يتبع التالي
الفصل الثالث عشر 
خيم الحزن على جميع من في الوحدة العسكرية بعد إعلان خبر ۏفاة الفريق ضياء ذلك الرجل الذي أسس التشكيل القتالي ودعمه بكل قوة ليثبت كفاءته ونجح في تحقيق هذا 
لم يتخيل أحدهم أن يتركهم قائدهم المحبوب فجأة أن يسبقهم المۏت إليه ويلاقي ربه بدعوات صادقة من القلب 
بكوا بحزن كبير على فراقه وتسابقوا في حمل جثمانه وتوجهوا به إلى مدافن العائلة ليوارى الثرى 
إنهارت سابين مصډومة حينما تلقت الخبر بقيت في سكنها صامتة شاردة 
نعم تعقدت اﻷمور كثيرا معها وأصبح وجودها في الوحدة العسكرية مهددا بل رحيلها صار ملزما فإن لم يكن اليوم سيكون غدا 
تشوش تفكيرها وأخذت تعيد حساباتها من جديد 
فكرت بمهاتفة مكتب حماية الشهود واللجوء إليه ولكنها خشيت من اكتشاف مكان تواجدها قبل موعد المحاكمة وبالتالي سيهدد حياتها ويضعها في موقف خطړ وهي لا تريد تكرار تلك التجربة أن تعرض من معها أو قريب منها للمۏت والټهديد پالقتل خاصة إن كان ذلك الشخص هو من أصبحت تثق فيه وحدث نوع من اﻷلفة بينهما 
تنهدت بحزن وشردت لتفكر جيدا في حل ﻷزمتها الراهنة 
عاد مسعد وباسل إلى الوحدة بعد ډفن الفريق ضياء وجلسا في مكان شبه خالي
بقيا كلاهما صامتين لبرهة عاجزين عن التفكير فلا أحد يعرف بهوية سابين الحقيقية ولا بسبب تواجدها 
زفر مسعد بضيق وأرجع ظهره للخلف ثم شبك كفيه خلف مؤخرة رأسه 
نظر له باسل بنظرات ثابتة وسأله بهدوء 
هنعمل ايه 
أخذ مسعد نفسا عميقا وزفره ببطء ثم أجابه بإمتعاض 
مش عارف أنا دماغي مشلۏلة ! 
تابع باسل قائلا بنبرة حزينة 
مكونتش أتخيل ان الفريق ضياء هايموت فجأة كده!
رد عليه مسعد بإقتضاب 
عمره !
أكمل باسل قائلا بنفس النبرة المتأسفة 
ايوه ربنا يرحمه حقيقي كان راجل محترم وانسان خلوق 
بينما أضاف مسعد بآسى وهو يغمض عينيه 
يا رب ويصبر أهله
حل الصمت مجددا بينهما إلى أن قطعه باسل قائلا بجدية وهو مسلط أنظاره عليه 
مسعد ! احنا محتاجين نشوف صرفة في موضوع سابين !!!
أرخى مسعد ذراعيه وفرك طرف ذقنه بحركة ثابتة ثم رد عليه بخفوت 
ايوه صابرين ! حظها نحس !!
أوضح باسل قائلا بنبرة عقلانية 
مهما عملنا وقولنا محدش هايقبل بوجودها ومهمتها المزيفة ليها وقت وهاتخلص !
هز مسعد رأسه موافقا إياه ورد عليه بإختصار 
مظبوط 
أشار باسل بيده وهو يضيف بنبرة شبه صارمة 
لازم نشوفلها مكان أمن نوديها فين !
صمت مسعد ليفكر للحظات قبل أن ينطق بحذر 
ماقداميش غير اخدها عندنا في البيت !
فكر باسل في اقتراحه ورغم صعوبة تنفيذه أو إقناع عائلته به إلا أنه الخيار المتاح حاليا 
تساءل هو بفضول وهو يتفرسه 
وهاتقولهم ايه 
الټفت مسعد برأسه نحوه ونظر له بثبات دون أن تطرف عيناه ثم أجابه بتنهيدة مرهقة 
ماهو ده اللي بأفكر فيه ودماغي مش جيباني لحاجة 
هز باسل رأسه بحركة خفيفة وهو يضيف بضيق 
عندك حق هو الواحد أصلا عارف يفكر بعد اللي حصل !
ضغط مسعد على شفتيه ووضع يده على رأسه ليحك مؤخرتها ثم هب واقفا وتشدق قائلا 
انا بأفكر احكي مع ابويا يمكن يفيدني بحاجة هو برضوه عنده خبرة وأقدم مننا !
نهض باسل هو الأخر من مكانه ووقف إلى جواره وحدق فيه بنظرات جادة ثم حذره بتوجس 
مش لازم حد من برا يعرف يا مسعد الموضوع فيه خطۏرة وإنت المفروض عارف ده 
رد عليه مسعد مبررا وهو يدير رأسه في اتجاهه 
ما أنا فاهم

الكلام ده كويس بس على ايدك هنعمل احنا ايه لوحدنا !
مرر باسل يده في خصلات شعره القصيرة ورد عليه بيأس 
للأسف معندناش معلومات زيادة عنها ! ومحدش هيقدر يساعدنا !
أسند مسعد كفه على كتف رفيقه وضغط بأصابعه عليه وهو يقول بصوت هاديء 
وعشان كده فكرت في ابويا !
سأله باسل بفضول 
طب هاتقوله ايه بالظبط 
رد عليه مسعد بإختصار 
هافكر كده !
تمام 
أضاف مسعد قائلا بنبرة جادة وهو يشير بإبهامه للخلف 
أنا هحاول أخد تصريح بإذن أروح اتكلم مع أبويا وانت خلي بالك من صابرين !
أومأ باسل برأسه وهو يرد بهدوء 
ماشي 
ثم تحرك بعدها مسعد وهو يفكر مليا في حل لمشكلة سابين التي حمل مسؤلية سلامتها على عاتقه 
لم يكن ليتخلى عنها مهما حدث 
هي باتت إهتمامه الكبير 
لاحقا في المقهى الجديد 
صاح اللواء محمد بتفاخر كبير بعد أن حقق فوزا جديدا وساحقا في لعبة الطاولة ونظر إلى رفاقه بزهو ثم هتف متساءلا بتحمس 
ها دور كمان يا رجالة !
رد عليه رفيقه بضيق 
دي تالت مرة تكسبنا فيها ماشاء الله مكتسح !
نظر له اللواء محمد من طرف عينه وسأله بمرح 
هتحسدني ولا ايه 
رد عليه رفيقه بعبوس 
ما أنا قولت ماشاء الله !
في نفس التوقيت ولج مسعد إلى داخل المقهى وبحث بعينيه عن أبيه بين الجالسين 
جاء النادل للترحيب به فأشار له بيده ليبتعد 
وما إن وقعت عيناه على والده حتى أسرع في خطاه نحوه 
تفاجيء اللواء محمد بوجود ابنه أمامه بزيه العسكري الرسمي فصدم من رؤيته وما أثار ريبته هو حالة الوجوم البادية على وجهه فتساءل بنزق 
مسعد ! في حاجة حصلت يا بني جاي هنا ليه الوقتي 
رد عليه ابنه بصوت شبه متصلب ووجهه يكسوه تعابير غريبة 
بابا أنا عاوزك شوية 
هتف رفيق والده بإستغراب 
مالك يا مسعد كله تمام عندك في الجيش 
الټفت مسعد ناحيته وأجابه بهدوء حذر 
تمام بس محتاج ابويا في كلمتين 
أشار له رفيق والده بيده وهو يقول بإبتسامة عادية 
قوم معاه يا سيادة اللوا الدور هيستناك لكن ابنك مستعجل !
وبالفعل تحرك مسعد مع أبيه وجلس الاثنين على طاولة خالية في أحد الأركان 
حدق محمد في ابنه بنظرات متفحصة دارسة له ثم سأله بإهتمام 
خير يا بني 
اقترب مسعد بمقعده منه ومال عليه برأسه وهو يجيبه بنبرة شبه منزعجة رغم خفوتها 
بابا في مصېبة حصلت !
أرجع أبيه ظهره للخلف ونظر له بتوجس ثم سأله بقلق 
يا ساتر يا رب ايه هي 
ضغط مسعد على شفتيه بقوة ورد عليه بعد لحظات محدودة من الصمت 
الفريق ضياء ماټ !
اتسعت عيناه في صدمة وردد بحزن واضح في نبرته 
لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون 
هز مسعد رأسه بحركة خفيفة ثابتة تشير إلى ضيقه بينما تابع والده متساءلا بفضول 
طب ومين هايمسك مكانه 
رد عليه مسعد بتنهيدة مطولة وهو مسبل عيناه 
المشكلة مش في كده يا بابا 
سأله والده بإيجاز وهو ينظر له بإهتمام 
أومال 
رد عليه مسعد بتوجس 
في حاجة تانية أخطر !!
ضاقت نظرات والده وسأله بجدية واضحة 
ايه هي 
سرد مسعد ﻷبيه بإيجاز كل ما يتعلق بقضية سابين منذ بدايتها حتى وجودها الحالي في القاهرة وأصغى له والده بإنتباه تام دون أن يقاطعه 
ثم أردف بعدها مرددا بنبرة رزينة 
مش قدامك يا بني غير تجيبها عندنا صح 
أومأ مسعد برأسه وهو يجيبه 
ايوه !
زاد عبوس وجهه وهو يوضح له

بس مشكلتي دلوقتي في أمي !
هز اللواء محمد رأسه متفهما وهو يبرر قائلا 
عندك حق ! أمك مش هتقبل بوجودها كده 
أوضح مسعد بجدية 
ايوه ومش هاينفع أقولها السبب الحقيقي 
أضاف والده قائلا بنبرة جادة 
طبعا ده لأنه يعتبر سر عسكري !
حرك مسعد رأسه بإيماءة صغيرة وهو يقول بمزاح 
بالظبط دي أقل حاجة هتعملها هتذيع اللي هتعرفه مني على أنه خبر عاجل 
ثم أكمل قائلا بسخرية وهو يهز رأسه مستنكرا 
ده أنا مش بأعيد ألاقي فرقة اغتيالات عندنا في الشقة
حدجه أبيه بنظرات محذرة وهو ېعنفه بهدوء 
اتلم يا ولد !
مال مسعد بجذعه للأمام وسأل والده بجدية وهو يرفع حاجبه للأعلى 
طب قولي انت يا سيادة اللوا عن حجة مناسبة أقولها ليها! !
أرجع محمد ظهره للخلف ووضع ساقه فوق الأخرى ثم إستند بطرف ذقنه على مرفقه ورد عليه بنبرة دبلوماسية 
شوف يا بني سيبلي الموضوع ده شوية أمخمخ فيه وأرد عليك 
نهض مسعد من على مقعده وهز رأسه موافقا وهو يقول 
ماشي يا بابا معاك ساعة وترد عليا !
أنزل أبيه ساقه ونظر له بتعجب وهو يهتف معترضا 
نعم ده مافيش وقت !
أشار مسعد بيده وهو يكمل بجدية 
انا راجع الوحدة هاجيبها وأجي وانت تكون فكرت
 

تم نسخ الرابط