منال سالم الجزء الأول

موقع أيام نيوز


ثم إيصالها إلى مكتب قائده الفريق ضياء ليبلغه بالتالي ..
تعطلت حركة السير بسبب حاډث تصادم سيارتين فتوقفت غالبية السيارات وبدأت الأبواق تصدح عاليا بالإضافة إلى أصوات تذمرات ممزوجة بالسباب من قائدي السيارات ..
هزت سابين رأسها بإنزعاج ووضعت يدها على مقدمة جبينها الذي أمالته للأمام وهتفت بضجر بلكنة عربية غريبة 

هانوصل امتى 
رد عليها بإبتسامة مهذبة 
قريب إن شاء الله اصبري بس 
سألتها بنفاذ صبر بعد أن سئمت من الوضع الممل 
When متى 
فرك مسعد فروة رأسه بحيرة وحاول تفسير تلك الكلمة الموجزة التي نطقتها توا فيأس من فهمها فردد بحماس وهو يشير بيده 
بصي احنا هانروح ونعلي الطموح يعني جوو Go لقدام 
هزت رأسها مستنكرة ردوده الغريبة عليها وهمست بحنق 
oh shit تبا !
الټفت مسعد برأسه للجانب فلمح حقيبة الطعام التي أعدتها له والدته وأسندها إلى جواره فتشكل على فمه ابتسامة سعيدة ..
ثم قطع الصمت السائد لثوان بينهما قائلا بحماس 
تلاقيكي جعانة ودماغك ھتنفجر من الصداع أنا عندي بقى الحل لكل ده 
رفعت سابين رأسها لتنظر نحوه ورمقته بنظرات غريبة بينما تابع هو بتحمس أكثر 
شوفي يا صابرين أنا معايا شوية أكل بيتي هتاكلي صوابعك وراه 
انفرجت شفتيها پصدمة مما يقول وهتفت بنزق 
هاه What ماذا 
أجابها بتفاخر وهو يغمز بعينه 
أمي عاملة محشي إنما ايه خرافة استني دوقي منه صوباع وهايعجبك 
لم تفهم ما الذي يقصده ولكنها رأته يفتح تلك الحقيبة البلاستيكية السمراء ويخرج منها علبا ما .. وبدأ برصها على المقعد ثم فتح أحدهم وقربها من أنفه ليستنشق رائحتها فتجهمت تعابير وجهها من تصرفاتها المريبة وهمست لنفسها بقلق 
ده مش طبيعي ! مچنون ! أنا ممكن أموت مشلۏلة منه ! 
استدار بجسده نحوها ومد يده ليلتقط منشفة ورقية ثم أمسك ب إصبع ملفوف الكرنب وقربه منها وهو يهتف بإصرار 
كلي المحشي ده هايعجبك ده .. ده اسمها ايه ايوه .. افتكرت حاجة معمولة هاند بيت !
صححت له قائلة 
Its Handmade مصنوع يدويا 
لم يعبأ بما قالته وهتف متحفزا وهو يحرك يده للأمام 
أي حاجة بس كليه
بدت علامات الإشمئزاز واضحة عليها بعد أن تأملت الملفوف بتمعن دقيق ورفضت بإصرار أشد وهي تشير بكفيها 
No no no

لا .. لا 
اعترض على رفضها قائلا بإستغراب 
بتنونوي ليه الوقتي ده طعمه حلو والله على فكرة أمي نضيفة في أكلها !!
حركت سابين رأسها معترضة بوضوح وهي تقول 
I dont want لا أريد 
تابع مسعد قائلا بتشجيع 
دوقي بس يا صابرين والله ما هتندمي بصي أنا بأكله كده 
ثم تناوله أمامها بإشتهاء وكأنه يتناول قطعة من حلوى الشيكولاته وهو يردد 
الله الله ! يا سلام ! 
فغرت فمها مشدوهة ثم سريعا ما أغلقته ونظرت نحوه بنفور.. 
التقط هو إصبعا أخرا ملفوفا بطريقة جيدة وقربه منها وهو يهتف بحماس 
خدي ده حلو والله هايعجبك وملفوف لفة فخيمة ولا ورق البفرة 
لوت شفتيها في تأفف وعي تجيبه 
مش آوز عاوزة 
رد عليها متعجبا بإصرار 
وز ايه بأقولك محشي كلي يالا هاتكسفي ايدي 
أبعدت يده بعيدا عنها وهي تحتج قائلة 
No stop it لا توقف عما تفعل 
حرك هو يده بقوة نحوها هاتفا بإلحاح 
خديه هيعجبك 
وفجأة انزلق إصبع الملفوف من يده وسقط على سروالها الجينز فلطخه فصړخت بهلع وكأن حية لدغتها 
انتفض مسعد في مكانه واعتذر قائلا بتبرير 
أسف .. أسف والله ما اقصد ده ..ده اتزفلط من ايدي ڠصب عني هي السمنة اللي زحلقته أمي مكترة منها فالصوباع بيفط من ايد الواحد !
صړخت فيه سابين بإنفعال مهينة إياه بعدة شتائم لاذعة بالإنجليزية دفعة واحدة بعد أن رأت الکاړثة التي أحدثها بها فلم يستوعب منها ما تقول ولكنه فهم من تصرفاتها المتشنجة أنها غاضبة للغاية فعبس بوجهه ورد عليها بحنق قليل 
يا ستي مكانش صوباع محشي وقع محسساني إني رميتك بنابلم قنبلة !
أشارت له بإصبعها وهي تصيح بصرامة 
ششش ! Enough كفاية I am done with you اكتفيت مما تفعله بي 
لم تعجبه طريقتها الحادة في الصړاخ فيه فرمقها بنظرات ساخطة وجز على أسنانه قائلا بصوت خفيض يحمل الضيق 
أنا غلطان إني عبرتك اتفلقي !
رمقته بنظرات غاضبة وسألته مستفهمة بإنفعال 
Whatre you saying ماذا تقول 
ثم أعادت تكرار سؤالها بلكنتها العجيبة ولكن پغضب 
إنت قول ايه 
تجاهلها عمدا وحدق في الطريق أمامه وهمس من بين أسنانه بغيظ 
بنت مين يعني عشان تتنكي أوي على اللي جابونا !
حاولت أن تتذكر اسمه لتنادي عليه ولكنها نسيته فضړبت بكفها كتفه وهي تسأله بحدة 
مو.. موس.. أوه u اسمك ايه 
الټفت برأسه إلتفاتة صغيرة ناحيتها ونظر لها من طرف عينه فأغاظتها نظراته الضائقة نحوها فتشنجت تعابيرها ثم أزعجها بشدة أنه أشاح بوجهه بعيدا عنها وكأنها شخص نكرة ..
ففغرت شفتيها مصډومة من تصرفه هذا ..
تنهد مسعد بإنهاك ثم أضاف بفتور 
احنا قربنا نوصل ! أنا هاوديكي عند الباشا وكل واحد فينا من سكة صحيح الرياسة تناكة بس احنا مش ماية في التلاجة ! 
أرجعت ظهرها للخلف وحدقت فيه بإندهاش أعجب بينما تابع هو بضيق واضح في نبرته 
من الأول أنا عارف إننا مش هانسلك مع بعض يا صابرين يالا تتعوض من سكة تانية وأهي الجيات أكتر من الريحات !
فهمت سابين من كلماته أنه إنزعج من أسلوبها الفظ معه ولكنها لم تخطيء فهو من تعمد استفزازها بإلحاحه المستمر بتناول ذلك الطعام الغريب فلطخ ثيابها وأصابها بالإنفعال ..
أرادت أن تعتذر منه ولكنها فكرت سريعا إن فعلت هذا فسيكتشف أنها تفهم كل كلمة لفظها وهي عليها أن تكون حذرة في التعامل مع الأخرين وخاصة الغرباء .. 
لذا أثرت الصمت واكتفت بتنظيف سروالها

بمناديل مبللة ..
زفرت بضيق فقد ظلت بقعة الملفوف مطبوعة عليه بالإضافة إلى رائحته المميزة ..
بينما لم ينبس مسعد ببنت شفة طوال الطريق ..
...................................
في منزل مسعد غراب 
صاحت السيدة صفية بنبرة مرتفعة شبه آمرة من داخل غرفة نومها 
افتحي يا نوسة الباب لبتاع الژبالة وأديله الكيسة اللي في المطبخ
نهضت إيناس من على الأريكة بتثاقل وتمتمت بتذمر 
هو مافيش إلا أنا 
ثم ولجت للمطبخ وأحضرت كيس القمامة 
واتجهت بعدها لتفتح باب المنزل بعد أن سمعت قرع الجرس مرة أخرى وهي تردد بصوت عال وحاد 
جاية يا بتاع الژبالة ! 
كانت هيئتها بثيابها المنزلية غير لائقة على الإطلاق ولكنها كافية للإعتقاد بأنها خادمة هذا المنزل وليست من قاطنيه ..
شهقت مصډومة حينما رأت باسل أمامها وشعرت بالحرج الشديد منه وخاصة أنها كانت تمد يدها بكيس القمامة ..
أخفت الكيس خلف ظهرها ورسمت إبتسامة بلهاء على ثغرها وهي تقول 
باسل خير 
ضاقت نظراته پغضب واضح وهو يسألها بجمود بعد أن استمع لعبارتها الأخيرة والتي نعتتها فيه بجامع القمامة 
هو مسعد هنا 
تلعثمت من نظراته المسلطة عليها وهي تجيبه بتلعثم
أيوه آآ.. لأ .. هو نزل !
سألها مستفهما بعد أن إرتاب من ردها الغير مقنع 
يعني جه 
تنحنحت بخفوت وأجابته بهدوء حذر 
اه بس مشى تاني 
سألها بجدية وهو يفرك جبينه بإصبعيه 
متعرفيش راح فين 
هزت رأسها نافية وهي تقول بإختصار 
آآ.. لأ 
أشار لها باسل بيده وهو يتابع بضيق 
ماشي قوليله لما يرجع إني عديت عليه وخليه يعبر أهلي ويرد على الموبايل !
ردت عليه هامسة بإبتسامة سخيفة 
من عينيا يا بسلة نوع خضار بزلاء 
لم يسمع باسل ما قالته بوضوح فرفع حاجبه للأعلى وهتف بصوت أكثر جدية 
نعم !!
حاولت أن تكتم ضحكاتها من هيئة وجهه المتجهم وردت بهدوء مصطنع 
حاضر يا باسل 
رمقها باسل بنظرات متفحصة لهيئتها الغريبة فبدا متأففا نوعا ما ثم أشاح بوجهه وهو يتحرك مبتعدا متمتما بتهكم 
بتاع الژبالة شكله أحسن منها ! 
خجلت إيناس من نظراته المستهزأة بها وعاودت النظر إلى هيئتها فأدركت أنه على حق في النفور منها وعللت قائلة بحزن 
ماهو ده مش منظر أفتح بيه الباب ! دي ليه حق يقرف يقرب مني يا خسارة البريستيج اللي بقى بلح قصاده !
..........................................
في مكتب ما بجهة سيادية 
ولجت سابين إلى تلك البناية الشاهقة وحديثة الطراز عبر بوابتها الأمنية وتأملتها بإنبهار واضح في نظراتها .. 
لحق بها مسعد كظلها وحافظ على وجود فارق خطوتين بينهما ..
استقبلهما بعض الرجال من ذوي الحلات السوداء ثم أرشدهما أحدهم إلى غرفة ما فاتجه الاثنين نحوها وجلسا في مكتب ما لبعض الوقت منعزلين عن العالم الخارجي ..
تحاشى مسعد النظر إليها ومال بجسده للأمام ليستند بمرفقيه على فخذيه ونكس رأسه قليلا للأسفل وظل يتمتم بكلمات مبهمة يواسي فيها نفسه .. بينما وضعت سابين ساقا فوق الأخرى لتغطي تلك البقعة الظاهرة في سروالها والتي حاولت تجاهلها لتخفي حرجها ولكن لتأكدها من نظرات المحدقين بها فقد كانت متأكدة أنها في حالة مزرية بسبب غباء هذا المتطفل ..
بعد برهة من الصمت الحذر نفخ مسعد بإستياء وأرخى ظهره للخلف وهو يقول بعدم اكتراث وبنبرة خفيضة مواسيا نفسه 
كان لازم يعني أوافق على المهمة دي وأعمل نفسي أدها وانا عارف من الأول إن مافيش فايدة منها !
تنهد بعمق وهو يكمل بيأس 
يالا مافيش أجدع من إن الواحد يعمل بالحكمة اللي بتقول خليك في حتتك

وريح جتتك !
ظلت سابين تهز ساقيها بعصبية وهي تغمغم مع نفسها بسخط بعد أن رمقت مسعد بنظرات شبه إحتقارية وهي مكفهرة الوجه 
الواحد ممكن يتعامل مع أي حد إلا الغبي ! وأنا وقعت مع أغبى الناس مش ممكن ده يكون مؤهل لحماية حتى نفسه ده أخره يكون حارس في مول شركة وتبقى كتير عليه أصلا بجد أنا مش مصدقة إني هاخلص أخيرا منه وأتعامل مع ناس أذكياء بس لازم أتكلم مع ال FBI .. !!
في نفس التوقيت ولج الفريق ضياء إلى داخل الغرفة فهب مسعد منتفضا من مقعده وانتصب بشدة في وقفته وهتف بنبرة متصلبة 
تمام يا فندم 
استرح يا مسعد
قالها الفريق ضياء بهدوء وهو يشير بيده فنفذ الأخير أمره وأرخى جسده قليلا . ثم اتجه نحو سابين ومد يده ليصافحها وهو يقول بإبتسامة رسمية باللغة الإنجليزية 
مرحبا بك في مصر آنسة سابين ! 
ردت عليه بنفس االلكنة الإنجليزية وهي تبادله ابتسامة رقيقة 
أشكرك
سألها الفريق ضياء بإهتمام 
كيف كانت رحلتك 
ردت عليه بصوت متعب 
مرهقة نوعا ما !
ثم سلطت أنظارها على مسعد وأكملت بحنق 
ولكنها لا تقارن بمن قابلت
استدار برأسه حيث تنظر وقال مبتسما 
أرى أنك تعرفت على مسعد
انتبه مسعد إلى اسمه الذي قيل وسط ذلك الحوار الغير مفهوم فأدرك أن الحديث عنه ..
تساءلت سابين بهدوء حذر 
هل يمكن أن نتحدث على انفراد 
لم ترغب هي في الحديث أمام مسعد عما يخصها فإمتثل الفريق ضياء لطلبها وأردف قائلا بجدية 
مسعد !
رد عليه بصوت شبه جاد 
ايوه يا فندم 
أشار له بعينيه وهو يضيف بصوت آمر 
روح جهز نفسك وانتظر مني التعليمات الجديدة 
حرك مسعد نظراته نحو سابين ورمقها بحدة قبل أن يجيب بجدية 
حاضر يا سيادة الفريق
ثم تحرك بعدها ناحية الباب وهو يتوقع الأسوأ منها ..
أشار الفريق بيده لسابين لتجلس وهو يقول بهدوء 
تفضلي 
ردت عليه بإبتسامة رقيقة 
أنا بأتكلم آربيك عربي كويس جنرال !
التوى ثغره بإبتسامة
 

تم نسخ الرابط