منال سالم الجزء الأول

موقع أيام نيوز


فمتوغوش !
ضړبته إيناس في كتفه قائلة بنبرة منزعجة 
ياباي عليك !!
تعجب اللواء محمد من الصمت الذي حل على باسل فجأة ومن شروده الغريب فمال برأسه ناحيته وسأله بجدية وهو يتفرس تعابير وجهه بدقة 
ها يا باسل رأيك ايه معانا انت ساكت ومش مشاركنا في الحوار 
رد عليه بفتور وهو يوزع

أنظاره بين الجميع 

اللي تشوفوه صح أنا معاكو فيه !
ابتسم اللواء محمد قائلا بهدوء 
تمام على بركة الله 
هتفت إيناس بتحمس وهي تنهض من على المقعد 
أوكي يا بابا أنا هاخش على ماما الداخلة إياها وإنت في ضهري !
هز والدها رأسه بإيماؤة خفيفة ورد عليها 
ماشي يا بنتي وربنا ييسر الأمور !
التفتت إيناس بجسدها كليا نحو سابين وابتسمت لها وهي تقول 
إن شاء الله هتتبسطي معايا يا آآ.. 
نسيت إيناس اسم الشابة فوضعت إصبعها في فمها لتقول بحرج مصطنع 
اوبس سوري نسيت اسمك !
رد عليها مسعد بتنهيدة 
اسمها صابرين 
التوى ثغرها بتهكم واضح وهي تردد 
هه صابرين !!!
أوضح سابين قائلة وهي تبتسم برقة 
بصي هو سابين but your brother kept saying Sabren ولكن أخاكي مصر على قول صابرين 
هزت إيناس رأسها متفهمة وهي ترد عليها بسخرية 
أها Got it فهمتك مسعد بقى ودماغه الحجر ! 
جذب مسعد إيناس من ذراعها للأسفل وكز على أسنانه قائلا بغيظ 
مش بأقولك اختي زيي في كل حاجة جهبز في اللغة !
تابع باسل الحوار الدائر ولم يعلق إلا بكلمات مقتضبة حينما تقتضي الحاجة ..
تحركت إيناس بظهرها للخلف فجأة فتعثرت قدمها وكادت أن تسقط ولكن أسرع باسل بإسنادها من ذراعها وسط تعجب الجميع ..
تحول وجهها إلى كتلة هائلة من الحمرة بينما عاتبها باسل بكلمات غامضة وهو يقول بهدوء 
خدي بالك وإنتي ماشية مش عاوزين المهمة تبوظ من حركات العيال بتاعتك دي !
اشتعلت عيناها ڠضبا منه ورمقته بنظرات حادة ثم ردت عليه بنبرة شبه مغتاظة 
مش هاتبوظ إن شاء الله 
ثم أخفضت نبرتها ليسمعها هو فقط وهي تكمل قائلة 
يا أبيه !
..........................................
في منزل مسعد غراب 
استرخت السيدة صفية على الأريكة وحدجت ابنتها بنظرات دقيقة وكأنها تخترق جسدها كالأشعة تحت الحمراء ثم رفعت حاجبها للأعلى وتساءلت بعدم اقتناع 
ودي عرفتيها بين يوم وليلة 
ردت عليها سابين بهدوء 
اكيد طبعا لأ أنا عارفاها من زمان 
لوحت لها والدتها بذراعها وهي تحذرها قائلة 
اوعي تكوني يا نوسة عاملة مقلب فيا ما أنا عارفاكي !!!
ضيقت إيناس نظراتها وردت مستنكرة 
مقلب ايه يا ماما بأقولك واحدة صاحبتي أجنبية جاية تقدم هنا في جامعة القاهرة وأنا عرضت عليها تيجي تقعد يومين ايه علاقة اللي بأقوله بالمقالب !!!
تابعت والدتها قائلة بصوت جاد 
انتي معمركيش جبتي سيرتها !
ردت عليها إيناس ببساطة 
عشانها أجنبية 
هزت السيدة صفية رأسها في عدم اقتناع فالحديث غير منطقي بالنسبة لها فهي تعرف غالبية صديقات ابنتها وهي لم تأت يوما على ذلك تلك الفتاة الغريبة فكيف يعقل بين ليلة وضحاها أن تصبح لها رفيقة أجنبية ..
هتفت وهي تقوس على مضض 
الكلام ده مش راكب على بعضه !
ابتسمت لها إيناس قائلة بمرح 
خلاص خليه ينزل طالما مش عاوز يركب !
ضړبتها والدتها في كتفها بقوة وصاحت معنفة إياها 
بت بطلي رخامة وتقل ډم !
تأوهت إيناس من الآلم وفركت كتفها بيدها ..
في نفس التوقيت عاد محمد من الخارج واتجه نحوهما وهو يتساءل بصوته الرخيم 
مساء الخير عليكم في ايه صوتكم مسمع برا البيت ! 
أجابته صفية بتذمر 
شوفت بنتك وعمايلها 
ردت عليها ابنتها بضجر 
يا ماما ده احنا المفروض شعب كريم ومضياف 
ادعى أبيها عدم الفهم منفذا الجزء الخاص به من مخططه وتساءل بصوت منزعج 
ما تفهموني بالظبط في ايه !
...................................
في المقهى الحديث 
ضړب مسعد بيده على فخذه عدة مرات بحركات خفيفة وثابتة ثم

ردد بقلق بائن في نبرته 
قلبي متوغوش أوي يا باسل 
رد عليه باسل بهدوء حذر 
اهدى بس ومتوترناش معاك 
تابع قائلا بتوجس وهو يبتلع ريقه 
البت إيناس ممكن تعك الدنيا 
تنهد باسل بصوت مرتفع مرددا 
ربنا يستر 
تساءلت سابين بفضول وهي ترمش بعينيها 
في ايه موسأد إنت مش ثق في سيستر أختك إيناس 
الټفت ناحيتها وحدق فيها بنظرات شبه مضطربة وأجابها بصوت ممتعض 
ولا في أبويا حتى ! 
لكزه باسل في جانبه ووبخه بضجر 
اتلم يا مسعد مش قصادها متخوفهاش !!!
رد عليه مسعد بإستياء 
يا عم دول عيلتي وأنا عارفهم انا هاتجرس على ايدهم وهاتفضح ! سترك يا رب !!
حاولت سابين تخفيف حدة التوتر فأردفت قائلة برقة 
آرف عارف موسأد إيناس دي كيوت 
ابتسم لجملتها وتنحنح بصوت متشحرج ورد عليها ممتنا 
احم متشكر على مجاملتك ليا !
أوضح له باسل قائلا 
هي اللي كيوت مش إنت !
برر مسعد حديثه بإبتسامة عابثة 
ما أنا وهي إيه غير واحد !
حرك باسل رأسه للجانبين في يأس من رفيقه وردد بخفوت 
يا دماغك !
.......................................
في منزل مسعد غراب 
أبدا اللواء محمد موافقته على تواجد الشابة الأجنبية في منزله بعد أن سردت عليه إيناس أمام والدتها قصتها المفبركة ..
حدجت صفية زوجها بنظرات حادة وصاحت محتجة على دعمه لابنته 
شكلكم مظبطين مع بعض كلامكم ده مش داخل دماغي !
تساءل إيناس بتبرم وهي تضع يدها على منتصف خصرها 
مظبطين إزاي يا ماما !
أشارت صفية بيدها وهي تفسر ما يدور في تفكيرها 
ايوه ابوكي يطلبك تنزليله القهوة وتقعدوا مدة واكلين ودن بعض وبعدها انتي تطلعي تقوليلي الكلام ده !
تبادل كلا من محمد وابنته نظرات غامضة فقد أوشكت صفية على كشف المخطط ولكن أسرعت إيناس بإنكار ما قالته والدتها وصاحت معترضة پغضب مفتعل 
اذا كنت أنا لسه قيلالك الوقتي يبقى هالحق أظبط امتى !
ردت عليها والدتها بإصرار تام على رأيها 
مش مقتنعة ولا مصدقاكي ! ماهو كلامك مايدخلش النافوخ !
أضاف زوجها متساءلا بضجر 
هو ايه الغريب في اللي قالته يعني 
صاحت صفية فجأة بصوت جهوري 
تلاقيك متجوزها وجايبها هنا !
رد عليها معترضا بشراسة من حديثها الأهوج 
جرى ايه يا صفية ايه الكلام الغريب ده هو أنا في حيل للجواز ده أنا مش قادر أصلب طولي !
أضافت قائلة بصياح منفعل 
أه يا سيدي خلاص زهقت مني وعاوز تجدد شبابك مع واحدة في سن بنتك !!
رد عليها بمزاح وهو يبتسم لها 
يا ستي نجوز ابنك الأول وبعدها أشوف نفسي !
لطمت على صدرها وهي تصرخ بهلع بعد دعابته المازحة 
يعني انت حاطط الموضوع في دماغك وبتلف عليا يا نصيبتي !
اضطربت الأجواء كثيرا بينهما فأسرعت إيناس بالتدخل ووقفت بجسدها حائلا بينهما حتى لا يتطور الأمر للتطاول بالأيدي .. فالموضوع خرج عن نطاقه المرسوم ليتحول إلى مسألة إرتباط وزيجة ..
تعجب محمد من تفكير زوجته المحدود وانفعل بضيق عليها ..
توسلت إيناس لوالدتها لكي تحافظ على هدوئها وصاحت بإستعطاف 
اهدي يا ماما بابا بيهزر معاكي والله !
انفعلت صفية أكثر وهي ترد 
ايوه بيهزر لحد ما لاقيه جايب المأذون وكاتب عليها 
ثم دفعت ابنتها بقوة وأضافت پغضب 
اوعي يا بت من وشي !
حاولت إيناس إمساك ذراعي والدتها وهتفت بصوت مرتفع وهي تقول بإصرار 
يا ماما دي أجنبية متعرفش حاجة هاتيجي يومين وماشية محدش هايلحق يبصلها ولا يتجوزها حتى !
صړخت صفية پغضب 
ما تتنيل تقعد في أي فندق !
فسرت لها

ابنتها قائلة 
هيطلبوا منها فلوس أد كده وهي ظروفها يعني مش أوي عشان خاطري يا ماما وافقي والله دي نيتها خير 
نفخت والدتها بعصبية وهي تكتف ساعديها أمام صدرها 
أووووف ابعدي عني !
اقترب محمد من زوجته وأحاطها من كتفها بذراعيه وحاول إمتصاص ڠضبها قائلا بنبرة الهادئة 
يا صفية ده انتي ست كمل ومعروف عنك قلبك الطيب وذوقك وانسانيتك 
ردت هي بتبرم 
ايوه ابلفني بالكلام !
تنهدت إيناس في إرتياح لنجاح والدها في تهدئة أمها وهتفت بتحمس 
خلاص يا ماما موافقة ده هي هاتقعد في اوضتي ومش هاتحسي بيها !
لوت أمها ثغرها وهي تسألها بعبوس 
طب واخوكي يا فالحة لما يجي البيت على غفلة ويلاقي واحدة غريبة فيه هايقول ايه !
ردت عليها ببراءة 
ما هو عارف .. آآ..
ثم قضمت عبارتها بعد أن أدركت الخطأ الذي وقعت فيه وحاولت إخفاء إرتباكها وهي تردد بهدوء مصطنع 
قصدي لما يبقى يجي !
هزت صفية كتفيها مستنكرة الموضوع برمته وهتفت بنبرة مرتابة 
مش عارفة والله انتو الجوز ناويين على ايه !!
أشارت إيناس بيدها لوالدتها وأوضحت موقفها قائلة 
بصي يا ماما ده نظام معمول بيه برا مصر وأنا لما أكبر ممكن أروح أدرس برا وأقعد عند عيلة محترمة بدل ما أقعد في فندق ولا آآآ....
قاطعتها صفية بحدة وقد تحولت نظراتها للڠضب 
ومين أصلا هايسمحلك تسافري لوحدك إنتي هاتفضلي هنا أعدة في أرابيزي لحد ما أسلمك بايدي لابن الحلال اللي يستاهلك 
رد عليها زوجها بجدية 
مش وقته الكلام ده يا صفية خلينا في البت الأجنبية
تنهدت صفية في إحباط ووجدت أنه لا مفر من الموافقة بعد إلحاح ابنتها المستمر فوافقت على مضض 
خلاص أمري لله !
احتضنت إيناس والدتها وقبلتها من وجنتيها وهي تردد بسعادة 
تسلمي يا غالية 
غمز لها والدها بحذر وهو يقول 
روحي انتي كلمي صاحبتك وبلغيها 
أومأت برأسها متفهمة أمره الخفي وقالت 
حاضر يا بابا !
في المقهى الحديث 
احټرقت أعصاب مسعد من كثرة التفكير فيما يحدث بمنزله ..
وظل ينفخ بتوتر ويهز ساقه بعصبية ..
اهدى يا مسعد إن شاء الله خير 
قالها باسل بصوت رزين وهو يضغط على كتف رفيقه
الټفت مسعد نحوه وهتف بنبرة منزعجة 
مش مرتاح مقلق جامد !
نفخ مجددا بنفاذ صبر .. وتلفت حوله بريبة متوقعا الأسوأ قد حدث .. فأمه ليست من النوع الذي يقبل بواقع الأمور هكذا دون أن تجري حولها جدلا واسعا ...
شعرت سابين بحالة القلق البادية على وجه مسعد وتصرفاته فابتسمت له ممتنة ورغم كون حالها لا يقل اضطرابا عنه ..إلا أنها كانت بارعة في اظهار ثابتها واخفاء خۏفها في المواقف المتأزمة ..
هي تتوقع الدعم الأسري الكامل من عائلة مسعد وتثق بدرجة كبيرة في قدرات والده وأخته الصغرى ..
انتفض هو فجأة من مكانه حينما سمع رنين هاتفه فالتقطه ووضعه على أذنه بعد أن ضغط على زر الإيجاب ليقول بتلهف 
ها يا نوسة ايه الأخبار !
ردت عليه بضحكة مغترة 
عد الجمايل يا مسعد ماما وافقت !
هتف بتحمس أثار انتباه من حوله 
الله أكبر وربنا تستاهلي 100 بوسة يا نوسة !
بدا الضيق ظاهرا على وجه باسل بعد تلك العبارة ورد بتبرم 
اهدى يا مسعد مش كده 
ليس ما أزعجه هو صوت رفيقه المرتفع بل مغزى العبارة وإن كان عاديا .. 
انتبه له مسعد ورد بحرج 
لامؤاخذة
ثم تابع مكالمته مع أخته قائلا بجدية
احنا شوية وهنجيبهالك ونيجي انتي انزلي استقبليها وكملي اللي اتفقنا عليه !
ردت عليه بإيجاز 
اوكي
ثم أنهى معها المكالمة وأشار بيده إلى باسل وهو يهتف بصوت آمر 
يالا .. جه دورنا 
نهض باسل من على مقعده وأخرج من حافظته بعد النقود ليضعها على الطاولة ورد عليه بجدية 
ماشي وأنا هحاسب على الطلبات !
تساءلت سابين برقة وهي تنظر إلى مسعد 
كله اوكي موسأد 
بادلها نظرات واثقة ثم رد عليها بسعادة وقد أشرقت عيناه بشدة 
كله زي الفل يا صابرين وأوعدك هاتتبسطي معانا أوي ..!!!!
يتبع الجديد
الفصل الخامس
 

تم نسخ الرابط