منال سالم الجزء الأول

موقع أيام نيوز


عريضة وهو يقول 
كويس يعني نقدر نتفاهم من غير ما يكون في عقبات
أومأت برأسها ايجابا وهي ترد بثقة 
أكيد !
ثم تحولت نبرتها للعدائية وهي تضيف 
بس أنا مش قايلة للكائن اللي كان هنا 
انعقد ما بين حاجبي الفريق ضياء في إندهاش وسألها متعجبا 
قصدك مسعد 
هزت رأسها وهي ترد عليه بضيق 
ايوه ده غريب وآآآ...

قاطعها معترضا 
مسعد غراب من أفضل الناس اللي هاتتعاملي معاهم ومؤهلين لحمايتك 
هتفت بتهكم واضح على تعابيرها 
ده !
رد عليها بجدية 
أيوه أنا عارف إن موضوعك سري وقليل جدا اللي عارفينه وبالتالي أنا رشحت أجدر حد بالمهمة دي 
احتجت سابين قائلة بإهانة 
جنرال ده .. ده آآ.. أنا مش عارفة أقولها ازاي But hes dump متخلف 
عبس الفريق ضياء بوجهه وصاح بإنزعاج 
آنسة سابين مقبلش إنك تقولي على واحد من أمهر رجالتي كده 
شعرت هي بخطئها فتداركته مسرعة 
أنا مش عارفة أتعامل معاه فإزاي هنتواصل سوا ده ..ده مش بيفهمني حتى !
فرك الفريق ضياء ذقنه وأضاف قائلا بحرج قليل 
احم .. هو .. هو عنده مشكلة في اللغة بس صدقيني عمليا هو من أكفأ الضباط !
توسلت له قائلة بإستعطاف 
بليز .. ممكن نغيره جنرال بليز ده طلبي !
هز رأسه نافيا وهو يبرر لها 
صعب ! كل ما يكون عدد اللي عارفين بطبيعة وجودك هنا قليل يكون أفضل !
سألته مستفهمة بجدية 
هو عارف أنا هنا ليه 
أردف قائلا بنفي 
لأ ..

هو معتقد إنك خبيرة دولية وبتعملي أبحاث ما إنتي قريتي المطلوب منك اللي بلغني إن ال FBI عرفوكي ب آآ...
قاطعته سابين قائلة بيأس 
أها .. أنا عارفة ده بس توقعت حد مختلف 
أخذ الفريق ضياء نفسا عميقا وزفره على مهل .. ثم تابع قائلا بجدية 
آنسة سابين احنا بنحاول نوفرلك الحماية المطلوبة من غير ما نثير الشكوك وأظن إننا مش هنعرضك للخطړ 
ابتسمت بسخرية 
أتمنى !
أضاف قائلا بثقة 
اطمني احنا أد كلمتنا وأقامة سعيدة في مصر وإن شاء الله تكون تجربة مختلفة !
ردت عليه بإبتسامة مجاملة 
شكرا 
وضعت سابين يدها على كتفها لتفركه قليلا فقد آلمتها عضلاتها بعد ذلك المجهود المرهق ثم تساءلت بهدوء 
هو أنا هاروح الفندق امتى 
قطب جبينه متعجبا وهو يرد عليها 
فندق ! واضح إن في سوء فهم عندك
ضاق ما بين حاجبيها بإندهاش وهي تسأله 
ليه 
ضغط على شفتيه ورد عليها بهدوء وهو يشير بيده 
هاوضحلك أكتر 
.........................................
على الجانب الأخر في غرفة جانبية 
بدل مسعد ثيابه المدنية بزيه العسكري وظل يسب في نفسه بحنق واضح على تعابير وجهه المشدودة كز على أسنانه قائلا بغل 
زمانتها بتجود مع الفريق ضياء وبتقول عني في الخمر يا ليل وطبعا أمريكانية يعني مافيش خط أحمر معاها هتدوس لحد ما ألوص وأنا كده ضعت !
نفخ بغيظ وهو يكمل 
منك لله يا صابرين بقى دي أخرتها ! أنا لو وقفت عسكري تشريفة يبقى فضل ونعمة !
صاح أحد الضباط بصوت مرتفع وهو يلج للغرفة 
مسعد الفريق ضياء عاوزك حالا 
رد عليه مسعد بإمتعاض 
حاضر اديني جاي ! 
...........................................
انتهى الفريق ضياء من إعادة سرد تفاصيل الخطة الموضوعة لتأمين سابين بإيجاز .. ففهمت الأخيرة مقصده بإقتناع قليل ورغم إعتراضها على وجود مسعد معها في خطة الحماية إلا أنه لم يكن لديها خيار أخر سواه ..
ردت عليه بإستياء وهي تتنهد وقد بدا على وجهها علامات غير راضية 
اوكي جنرال أنا موافقة !
انتبه الاثنين إلى صوت دقات ثابتة على الباب فصاح الفريق ضياء قائلا بنبرة رسمية وهو يدير رأسه في إتجاهه 
ادخل !
ولج مسعد للداخل بهيئته العسكرية فإتسع فم سابين في إندهاش ملحوظ حينما سلطت أنظارها عليه فقد بدا كشخص أخر له طلة مهيبة غير ذلك الأبله الذي تعاملت معه قبل قليل رمشت بعينيها عدة مرات لتتأكد أنه نفس الشخص .. وهمست بلا وعي 
م.. موسأد !
لم ينظر هو نحوها فقد كان متوقعا أنها أنهت مهمته معها قبل أن تبدأ لذا أدى التحية العسكرية قائلا بصرامة دون أن يظهر حنقه منها 
تمام يا فندم !
أردف الفريق ضياء قائلا بجدية 
اتفضل يا مسعد استلم مهمتك مع الخبيرة !
إرتفع حاجبيه للأعلى في صدمة وتحركت أنظاره تلقائيا نحوها وهتف بعدم تصديق 
أنا !!!!!!!!!!!!!
يتبع الفصل الخامس
هذه الرواية من وحي الخيال 
الفصل الخامس 
لم تختف علامات الإندهاش من على وجه سابين بعد أن رأت مسعد بزيه العسكري ..
بينما أفاق هو من صډمته الكبيرة وأشاح بنظراته بعيدا عنها و انتبه إلى صوت الفريق ضياء وهو يؤكد عليه محذرا 
هتكمل مهمتك معاها للأخر يا سيادة الرائد ومش عاوز آآ..
قاطعه مسعد قائلا بجدية واضحة وقد انتصب بجسده 
اطمن يا فندم هانفذ الأوامر كلها
هز الفريق ضياء رأسه بإيماءة خفيفة وهو يتابع 
تمام عاوزك تنتقل لمركز التدريب وتقوم باللازم هناك
رد عليه بإيجاز جاد 
حاضر 
وأضاف قائلا بصرامة 
من اللحظة دي هي مسئوليتك ومش عاوز أخطاء
تمام سيادتك
تابعت سابين الحوار الرسمي بينهما بتعجب واضح على قسمات وجهها المشدوه .. فقد تبدل حال ذلك المتطفل الغبي من وجهة نظرها ليصبح أكثر جدية بطريقة مٹيرة للإعجاب ..
لم تتوقع هي أن تتأثر بهيئته المختلفة .. فحاولت أن تحافظ على جمودها أمامه ..
انتبهت لصوته الجاد وهو يوجه حديثها لها قائلا 
اتفضلي !
لوت فمها بإبتسامة مصطنعة ثم نهضت من على المقعد وودعت الفريق ضياء ..
تنحى مسعد جانبا ليفسح لها المجال لتمر أولا ثم تحرك في إثرها ..
سار الاثنين سويا في الممر المؤدي إلى المصعد الموجود في نهايته ولم يجرؤ أحدهما على قطع لغة الصمت السائدة بينهما ...
وضع مسعد نظارته الشمسية السوداء على وجهه وتعمد أن يشب بجسده للأعلى ليبدو أكثر صلابة وقوة ..
نظرت له سابين بإستغراب بطرف عينها وازدردت ريقها بتوتر .. فقد لاحظت الفرق الشاسع بينهما في الحجم ..
بعد أقل من ثلاث دقائق كان كلاهما يقف أمام سيارة مسعد والذي استطرد حديثه قائلا بنبرة شبه منزعجة وهو يفتح الباب الأمامي 
اركبي 
ضيقت نظراتها وحدقت فيه بغموض فلوى ثغره بعد أن حك طرف ذقنه وتمتم مع نفسه بضيق 
باينها مش هاتفهمني !
لذا دون تردد جمع علب الطعام البلاستيكية وأبعدها عن المقعد ووضعها بالخلف وأشار لها بيده لتجلس ..
تنهدت بإرهاق وركبت في السيارة دون أن تنطق بكلمة ..
دار مسعد حول السيارة وركب خلف عجلة القيادة وأدار محركها وتحرك بها بهدوء تام ..
في منزل مسعد غراب 
أبدلت إيناس ملابسها وإرتدت كنزة ضيقة من اللون الأبيض وأعلاها قميصا فضفاضا كاروه يجمع بين اللونين الأحمر والأسود على سروالها الجينز وعقدت شعرها الأسود المجعد برابطة شعر صغيرة على هيئة ذيل حصان ثم ضفرته على هيئة جديلة لتتمكن من جمعه ثم خرجت من غرفتها وصاحت بنبرة عالية وهي تعلق حقيبتها الرياضية على كتفها 
ماما أنا نازلة الدرس !
ردت عليها السيدة صفية بنبرة عالية 
ماشي بس ماتتأخريش خلصي وتعالي على طول !
هتفت قائلة بتهكم 
هو أنا اللي بأشرح الرك على المستر لما بيخلص 
حذرتها والدتها قائلة 
طيب يا ليمضة بس متتلعكيش وإنتي راجعة 
حاضر 
خرجت إيناس من منزلها فقابلت والدها على الدرج فسألها مستفهما 
رايحة فين يا نوسة 
أجابته بضجر وهي تتنهد بتعب 
عندي درس يا بابا الواحد زهق طلوع ونزول 
ربت على كتفها قائلا بحنو 
ربنا يوفقك يا بنتي هانت 
ايوه !
أضاف والدها محمد قائلا بجدية 
خلي بالك من نفسك يا نوسة
ردت عليه وهي تهز رأسها قليلا 
حاضر يا بابا
سألها والدها بهدوء وهو يشير بكفه 
مش عاوزاني أوصلك للمكان اللي هو فيه 
أشارت بإبهامها للخلف وهي تجيبه 
لأ يا بابا ماهو مش بعيد جمب فرن العيش اللي على ناصية الشارع 
هز رأسه خفيفا وتابع بجدية محذرا إياها 
طيب على مهلك وإنتي ماشية 
حاضر 
قالتها

إيناس وهي تركض نزولا على الدرج .. بينما أكمل والدها طريقه نحو منزله ...
في سيارة مسعد 
ظل مسعد طوال الطريق محدقا أمامه ومتحاشيا النظر إلى سابين الجالسة إلى جواره .. فقد فضل الصمت لترتيب أفكاره القادمة في التعامل معها خاصة وأنه بات مسئولا بصورة رسمية عن مرافقتها طوال فترة وجودها بالإضافة إلى رغبته في الحصول على توصية مميزة في تقييمها النهائي مثلما تصور ليترقى وينضم للحرس الرئاسي .. 
ما أثار فضول سابين نوعا ما هو تعمده تجاهلها وكأنه يلقنها درسا بطريقته الخاصة لفظاظته السابقة معه .. 
حاولت أن تكسر حاجز الجليد بينهما فأردفت قائلة بلكنة رقيقة وهي مسلطة أنظارها عليه 
u .. اسمك ايه 
تثاءب مسعد بدلا من إجابتها ثم حرك رأسه للجانبين لتسمع فرقعة فقرات عنقه فضاقت نظراتها متعجبة من تصرفه الغريب ..
أعادت تكرار سؤالها بنبرة مرتفعة 
اسمك 
رمقها بنظرات باردة من طرف عينه وسلط أنظاره على الطريق ثم هتف بنبرة متذمرة عاليا وهو يشيح بيده خارج نافذة السيارة 
إنت يا بني مش تحاسب في بني آدمين معاك في الشارع مش طريق أبوك ده !!!
فغرت شفتيها متعجبة من صياحه الجهوري الغاضب ..
طرق بأصابعه على عجلة القيادة وظل يندندن مع نفسه بكلمات غير واضحة ..
فضغطت على شفتيها مغتاظة ثم رسمت على برود مصطنع ورددت قائلة بتلعثم 
إنت .. مو.. ما .. موس.. موس .. موس
جاهد ليخفي إبتسامته من محاولتها الفاشلة لتهجئة اسمه ورد عليها ساخرا وهو ينظر نحوها 
هتفضلي تقولي مز كتير كده أنا هاتغر في نفسي ! وهاصدق إني مز 
لم تستوعب المقصد من جملته الأخيرة ولكن أدهشها إبتسامته العذبة ..
تفاجئت به يجيبها بهدوء وهو ينظر لها من خلف نظارته القاتمة 
أنا اسمي مسعد يا صابرين 
صمت هو للحظة ثم أضاف معاتبا 
شوفتي أنا فاكر اسمك وانتي لأ ! ليا لي عندك حق عرب !
احتارت سابين كثيرا في إيجاد الوصف الملائم لهذا الشخص العجيب فتارة تجده أبلها وتارة تجده جادا وفي أحيان أخرى خفيف الډم ..
أفاقت سريعا من تفكيرها فيه ورسمت تعابير الجمود على وجهها وعقدت حاجبيها وكانت على وشك الرد عليه ولكن رن هاتفه فنظر إليه ومد يده ليمسك به ثم هتف قائلا بنبرة فاترة وهو محدق في شاشته 
باسل !
تابعته سابين بإهتمام وظنت أنه لن يجيب على اتصال رفيقه مثل المرة الأولى لوجودها لكنه فاجئها برده عليه قائلا بحماس 
برنس ! فينك 
سأله رفيقه بجدية 
انت اللي فينك يا مسعد مش باين ليه 
رد عليه بإمتعاض 
معلش كان عندي مأمورية رخمة 
ردد باسل بإستغراب 
رخمة ! 
الټفت مسعد برأسه نحو سابين ليجيبه على مضض 
جدا وحط عليها كل اللي يجي في بالك من كلام إنت عارفه !
ثم حدق أمامه وتابع ساخرا 
لأ وريحتها محشي !
إنفرج فم سابين في صدمة مما يقول .. واحتقنت عينيها غيظا منه .. وهمست لنفسها بغل 
أنا ريحتي محشي !
تساءل باسل بعدم فهم 
محشي ! ايه اللي بتقوله ده يا مسعد !
حرك رأسه للجانبين ورد عليه بفتور 
متخدش في بالك !
سأله باسل بإهتمام 
المهم خلصتها 
رد عليه نافيا 
لأ لسه إنت عارف بقى المأموريات اللي من النوع ده مابتخلصش !
أضاف رفيقه قائلا 
الله يعينك 
فرد عليه مسعد بتنهيدة مطولة 
يا رب
سأله باسل بإستفسار 
طيب هاترجع المركز ولا هاتعمل ايه دلوقتي 
رد عليه بجدية 
لأ رايح هناك ماهي المأمورية معايا قصدي هاكمل باقيتها

هناك !
سأله بإهتمام أدق 
دي تبع الفريق ضياء 
شرد مسعد
 

تم نسخ الرابط