ريم

موقع أيام نيوز

في لندن مشروع الهنا يااا ده كان حلمك من سنين
وكأنه قد وضع بالملح علي جرحه فنظر اليه فارس بشرود وهو يسير في ذلك الممر المؤدي الي تلك المنصه كي يلقي كلمته وكيف انجز ذلك المشروع في عامين 
ليخفض هشام بوجهه أرضا وهو يقول متأسفا انا أسف ياصاحبي انا بحاول انسيك كل اللي حصل بس للأسف بزود حزنك وهمك 
فيربت فارس علي كتف هشام مبتسما قائلا بحب عارف ياهشام عشان كده ولا يهمك 
وتابع سيره الي ان وصل لذلك الحلم الذي تمني دوما بأن يحققه وعندما بدء يصعد درجة درجه من درجات ذلك السلم كي يقف علي تلك المنصه امام هؤلاء الحضور الذين حضروا كي يهنئونه علي أفتتاح اضخم المشروعات التي تحققت في ذلك الوقت فبدء يتذكر كل لحظاته معها لحظة زواجهم وبكائها بين يديه وعندما اخبرته بحملها الي ان وصل لتلك اللحظه التي لم يكن يعلم ان الوداع فيها سيطول حتي وصل لاعلي المنصه ووقف أمام ذلك الميكروفون والمصورون من حوله يلتقطون له عدة صور فتذكر اپشع كلمة قد سمعها وهو شارد في
حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين 
ليأتي علي مسمعه أيضا تلك الصرخه التي اصدرها في هؤلاء الرجال الذين فشلوا في العصور عليها 
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها 
اما هي وقفت تحتضن طفلهما الذي يشبهه حقا ضمته اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا 
فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات فأبتسم وهو يطمئنها يلا ياهنا اكيد فارس هيفرح لما يشوفك وسامحيني ياهنا عشان فضلت ساكت من زمان ومعرفتش أساعدك 
فتذكرت المعاناه التي تعرضوا لها كي يستطيعون الخروج من ذلك القصر الذي يضم اكبر عدد من الرجال ولولا مساعدة حسام وروز واستغلالهم رحلة سفر محمود لامريكا لكانت ظلت سجينة لديه طيلت العمر هي وابنها 
فسارت خلف حسام بخطي بطيئه حتي وقفت عند سماع صوته الذي ذلذل بكيانها وذكرها بكل ما مضي فرفعت عيناها لأعلي كي تتأمل كل جزء فيه 
بكده أنا قدرت اوصل ليكم فكرة المشروع اللي تعبت فيها سنتين كاملين وانا متفرغ لحلم عمري فأخفض فارس رأسه للحظات قبل ان يرفعها قائلا دلوقتي انتوا عايزين تعرفوا أزاي انا قدرت اصمم المشروع ده بأتقان واعمل اكبر قريه سياحيه في الريف الانجليزي ويكون الاسم المصري هو اساس تصميمها ده طبعا بمساعدة صديقي جون اما السؤال التاني انتوا سألته ليه اسم مشروع المنتجع اطلقت عليه اسم الهنا فأحدث الصحفين بعض المناقشات العاليه حتي صمتوا عندما بدء هو يتحدث ثانية ولكن هذه المره بالعربيه
الظروف ساعات بتخلق مننا أشخاص تانين والكسره اللي بټموت ساعات بتقويك مش عشان قلوبنا بقيت حجر بس عشان نسكن الالم اللي جوانا ونقدر نكمل حياتنا واحنا عايشين زي الالات المتحركه وبس لكن للأسف مبيكونش ده أحيانا أختيارنا ثم أخفض برأسه وهو يتحدث ثانيه اسم المشروع الهنا ده علي اسم زوجتي اللي افتقدتها أكتر من عاما ونصف زوجتي وابني او بنتي اللي معرفش عنهم حاجه انا بهدي ليها المشروع ده حتي لو بأني احط اسمها عليه  كنت اتمني في اللحظه ديه تبقي هي اول واحده واقفه جنبي ومعايا اول واحده أسمع منها كلمة مبرووك 
كلكم قولتولي الكلمه ديه بس منها هي كانت هتكفيني
ليبدء الحضور في التصفيق حتي يرفع هو صوته قائلا اصنعوا القوه من نفسكم ديما بس خلوا ديما عندكم ثقه في العداله الالهيه لان الفرح او الحزن شئ مقدر لينا اما حسن الظن في عدل الخالق ده اختيارنا 
أسف اني طولت عليكم وعارف ان في بعضكم مش هيفهمني عشان انا قررت في اخر خطابي اتكلم بالعربيه وبشكركم جميعا علي تلبية الدعوه 
وينتهي من كلماته حتي يجد كل هذا الحشد يجتمع حوله فيرسم ابتسامة علي شفتيه ويأتي هشام ويحتضنه وهو يهنئه قائلا اكيد هتلاقيها في يوم ياصاحبي 
لتتحرك هي بقدميها نحوه ودموعها تهطل من كلماته فللحظات قد ظنت انه قد نساها وللحظات اخري ظنت بأنه يحتاجها وينده عليها كما هي تحتاجه وللحظات ظنت بأنها ستظل أسيره لذلك الرجل الذي حرمها من حياتها 
حتي وقفت وهي تمسح دموعها التي رفضت
ان تتوقف وبصوت ضعيف فارس 
ليمسح هو علي وجهه وهو يظن أنه مجرد حلم يراوده 
لتقول هي ثانية فارس
فألتف باحثا حوله وسط هؤلاء الصحفين والاعلامين 
حتي نطقتها بصوت اقوي متقطع يتخلله دموعها فارس 
ويبتعد عنهم جميعا ويظل يجول في انحاء المكان بقلبه قبل بصره ويقف عند تلك اللحظه 
لحظه قد استكان فيها القلب وهدأت فيها عاصفة الفراق وأعلن فيها القدر وقت العوده من جديد فتسير الذكريات بقوتها نحو تلك الفتره الطويله من ألم وفراق فيسير نحوها حتي مد بأيديه المرتعشه وهو يقول انتي حقيقه ياهنا مش حلم هصحي منه 
فأتبعه هشام من الخلف حتي سقطت دموعه وهو يتأمل صديق عمره ونظر الي حسام الذي يقف بعيدا ليشكره بنظرات أعينه بأمتنان علي ذلك الوعد الذي نفذه 
فأقترب فارس منها اكثر وهو يتأمل ذلك الطفل الذي
يتعدي عمره السنة والنصف قائلا بشوق ده ابني ياهنا صح 
فنسي كل شئ وهو يمد لها ذراعيه ويحتضنها بقوة حتي تأوهت من قبضته ليرفع الطفل صوت بكائه فينظر الي طفله قائلا بدموع انا بابا يا 
فترفع هنا بوجهها من بين قائله مراد فارس مراد القاضي 
ليضمها أكثر قبل ان يبعدها قليلا ممسكا بوجهها متأملا ابنه الذي يضحك بعفويه حتي مد بذراعيه اليها فأخذه منها وضمھ الي صدره قائلا مكنتش مصدق انك ممكن في يوم تسبيني وتروحي كان عندي أمل انك ترجعيلي اختيار قلبي ليكي مكنش غلط ياهنا من اول يوم شوفتك حسيت ان قلبي هو ليكي وانك نصي اللي كان ناقصني انتي طفلتي 
فاغمضت عيناها وهي تتذكر صڤعات وضړب محمود لها عندما كان يراها تنده بأسمه او تمسك تلك الجريده التي ألقها عليها يوما كي يخدعها بخبر ۏفاته قائلة بصوت يكاد أن يخرج انا عايزه ارجع مصر يافارس عايزه امشي من هنا ارجوك 
فتأمل نبرة صوتها پألم وهو يراها تنطق حروف الكلمات بعجز فعلم أن ماعانته كان كفيلا بأن يجعلها هكذا فنظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يعلم كل ماحدث 
لتخفض رأسها بأسي وهي تعيد شريط ذكرياتها 
علم بكل ماحدث ظل عقله يأتي له بصورتها عندما رئه يضمها الي أحضانه ويقبل طفله بشوق فوقف حسام خلفه بعد أن وضع بيده علي تلك الكدمه التي في وجهه 
حسام صدقني اللي عملته ده يامحمود في صالحك انت هتفضل لحد أمتا عايش في وهم الاڼتقام انت من أمتا كنت بتفكر في امك اللي هي عمتي ولا أمتا كنت بتفكر في والدك مش دايما كنت شايفه أناني 
فألتف اليه محمود بوجه جامد حتي قال حسام عيبك يامحمود حاجه واحده من يوم ما كنا
تم نسخ الرابط