ريم
اطفال ديما مبتحبش حد يكون سعيد في حياته وانت لاء يعني لما حد فينا كان بيبقي معاه لعبه كان لازم يبقي معاك اللعبه ديه حتي لو مكنتش هوايتك بس المهم تجرب فرحة غيرك بالحاجه اللي في أيده مع ان الطبيعي ان كل واحد فينا ليه حاجه مختلفه عن التاني بيحبها وبتفرحه
فأمتقع وجه محمود حتي قال بصوت قوي مش رجعتهاله خلاص وعرف مين دلوقتي الي كان خاطڤها ارتحت ياحسام دلوقتي
فضحك حسام بسخريه حتي قال حبيت مين يامحمود مش أيناس برضوه كنت بتحبها وانت اللي بعت ليها واحد يوقعها في حبه بعد ما شغلته في شركة فارس وبعدين قلبت الطربيزه عليهم وخليته يقتلهم زي ما انت عايز اوعي تفتكر اني مش عارف لاء انا أعرف حاجات كتير عنك يامحمود انت لازم تتعالج يامحمود وجودك في حياة اللي حواليك شړ منهم أيناس صحيح كانت تستاهل بسبب خيانتها طب هنا ذنبها ايه
أسدل الليل ستائره واصبحت النجوم تلمع في السماء ببريقها الآخذ حول ضوء القمر الناصع حتي أعلن الفجر عن بزوغه وسط تلك العتمه القويه
بدء الهواء يداعب وجهها وهي تتأمل كل شئ حولها تنفست ببطئ لتشم رائحة الهواء وأغمضت عيناها لتسمع زقزقة العصافير حولها علي غصون الأشجار التي أخيرا قد أبدلت اوراقها وأصبحت مهيئه أستعدادا لأستقبال الربيع
وتسمع صوت نيره التي تضحك أتيه خلف ريم وتحمل طفلها نفسي اعرف أيه عشقك للمكان ده ياهنا ده انتي عدتيني وبقيت بعشقه زيك انتي وعمتو
فأبتسمت هنا بعدما جلست علي ذلك الجزع قائلة بسعاده المكان هنا ليه سحر خاص بياخدك معاه لدنيا تانيه
لتلتف اليها هنا ضاحكه اقول ايه وانتي مشغوله بمص القصب ثم نظرت الي ريم التي تلهو مع بعض الطيور قائله انتي متأكده يانيره انك من ولاد الزواد
فضحكت نيره حتي قهقت بقوه ثم ألتفت حولها لتجد أحد الفلاحين ينظر اليها بغرابه فنظرت الي هنا قائله بصوت منخفض هو بيبصلي كده ليه !!
فقفزت ريم معلنة عن
فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق
حتي اقتربوا الفتاتان منهما فتتأمل هنا سلمي قائله بسعاده فاكره ياسلمي لما نور وريم كانوا يروحوا المزرعه ويجيبوا توت وعنب ويجوا لينا هنا عشان يحكوا لينا عن مغامراتهم اللي انتي احيانا كنتي بتشاركيهم فيها وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
فيضحكوا جميعهم حتي وقفت نيره بجانبهم والأمير كان فارس طول عمره اخويا اسم علي مسمي
ويحل الصمت للحظات بعد أن داعبتهم الذكريات حتي بدء الهواء ينعش أرواحهم ويصطفوا بجانب بعضهم فتضحك هنا قائله انا نفسي اعمل حاجه اوووي ثم نظرت الي بنات عمها واخت زوجها وسارت من امامهم وهي تلوح بأيديها هتلاقوني عند شجرة التوت
وتركض ريم خلفها وهي تضحك وبعد لحظات كانت تقف امام تلك الشجره وهي ممسكه بأحد العصايات قائله كفايه كده ياريم ولا لسا
فترفع ريم بوجهها المنحني علي حجر بيجامتها الصغيره لاء لسا هزي الشجره تاني
فيأتي خلفهم وهو يحمل طفله ضاحكا انا مصدقتش لما نيره ونور قالولي انك عند شجره التوت وبتجيبي توت ياهنا
فظل الصغير يتحرك بقوة علي ذراعيه حتي قال وهو يضعه أرضا اكيد عايز تروح لماما الهابله ياحبيبي اللي سايبه بابا متبهدل بيك وهو مهندس قد الدنيا وليه اسمه وقاعده بتعيد الذكريات
فألتفت اليه حتي نظرة بطرف عينيها ليقترب منها هو مش كفايه لعب بقي ياحببتي انتي كبرتي خلاص
فرفعت بقدماها كي تستطيع ان تصل بعصايتها
الي تلك الفرع المثمر بكثره فضحك فارس بقوه وهو يتأملها ويتأمل طفله الذي يجلس أرضا ويأكل من حبات ذلك التوت قائلا وهو يرفعها بين ذراعيه حتي أبنك ماصدق شايفه مراد ياهانم
فنظرت اليه هي بفزع وهو يحملها حتي أبتسمت بعدما رأت طفلها يلهو بسعاده قائله طيب اتحرك شويه كده يافارس عايزه اجيب التوته ديه شكلها حلو
فتأمل كلماتها وهي تنطقها حتي ضحك بقوه هو حتي في التوت في شكل حلو وشكل مش حلو ده كله توت ياهنا
فأخفضت برأسها لتتأمله بعيونها بتتريق عليا علي فكره أبنك التاني هو اللي عايز وشيل براحه عشان ميزعلش
فنظر اليها طويلا حتي انزلها بسرعه جعلتها تترنح قائلا بأسف انتي بتقولي ايه ثم نظر الي بطنها يعني انا هكون اب تاني بجد ياهنا
وقربها منه ليضمها بفرحه أنا شكيت برضوه في موضوع التوت بس قولت مش معقول هنكرر التجربه من تاني طب هو مافيش تنوع في الفاكهه ولا ايه يامدام
فضحكت وهي تتأمله بحب حتي نظرت الي ابنة عمها التي تتأملهم بأعين طفله تري فارس أحلامها في مهدها وابعدته عنها بخجل فارس عيب كده
فألتف حوله قائلا بهمس عندك حق ياحببتي مراد وريم معانا يقولوا علينا أيه
ثم هبط بجسده ليحمل طفله ناظرا الي ريم التي تأكل التوت بأفتراس يلا ياريم
وعاد بنظرات أعينه الي طفله الذي يحمله علي ذراعيه قائلا ولا اقولك يامراد خليك انت فوق ورفعه علي كتفيه العراض فيضحك قائلا مراد عيني عايز اشوف
ليزحزح الطفل احد اصابعه ويلهو في شعره قائلا بابا
فيبتسم علي افعال صغيره الذي اصبح عمره عامين ويقربها منه ليضمها الي صدره فتسير بجانبه وتركض ريم امامهم ليقول هو بسعاده وهو علي راسها بحبك يا طفلتي يا ام أطفالي
تمت بحمدالله
رواية رياح الألم ونسمات الحب
بقلم سهام صادق