الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها 
ابتسم علي وهو يراقبها من طرف عينيه تتابع المكان باهتمام هكذا ما أراد أن تختلط سريعا بالبيئة المحاطة بها 
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها 
خلي بالك يا فطيمة بصي قدامك  
ارتجف جسدها الهزيل وتلقائيا دفعته بعيدا عنها وأنفاسها تعلو پعنف منحها علي ابتسامة هادئة لم تغادره وقال مازحا وهو يشير على المصعد 
آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي  
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!! 
استمدت فطيمة قوتها الزائفة حينما وجدته يناديها بدهشة 
فطيمة إنت كويسة 
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد 
تفهم علي حالتها لذا بقى ثابتا لم يعير ما يحدث أي اهتماما قد يضايقها هو بالنهاية ليس شخصا عاديا هو طبيب نفسي يحلل تصرفاتها ويعلم بماذا تفكر ولماذا تشعر 
كان احترافيا بالتعامل معها فلم يبدي أي اهتمام لوقوفها بعيدا عنه ولم يتساءل عما يصيبها ليقلل من تنفسها هكذا توقف المصعد فخرج أولا وهو يقول دون النظر إليها
وصلنا  
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة 
تحبي نقعد هنا 
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء 
شكرا  
جلس علي قبالتها مستندا على الطاولة بجسده العلوي عليها ليسحبها من دوامة تشتتها 
شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة نفسك فوق  
تكلفت بسمة على شفتيها وعادت تتطلع من حولها بفضول متجاهلة حديثه عن مداخل الحديقة ووصفه الدقيق عن كل مكان بها ابتسم علي حينما تأكد بأنها لا تصغي لحرف واحد مما يقول فردد بصوته الرخيم 
فطيمة! 
عادت برأسها إليه ورددت بحرج 
بتقول حاجة يا دكتور
استند على يده وتابع بنفس بسمته 
كنت بقول حاجات بس الظاهر إن جمال الحديقة خطڤك مني  
ابتسمت وهي تخبره 
المكان فعلا جميل أوي  
بداخله يهمس دون توقف مفيش في جمالك! 
وتنحنح قائلا 
شوفي بقى عشان سمعتي الكلام هكافئك بالرغم من إنك غلبتيني  
تساءلت باستغراب 
مكافأة أيه! 
أخرج علي هاتفه ثم حرر زر الاتصال بعدما فعل السماعة الخارجية فتابعته باهتمام لمعرفة مقصده زف إليها صوتا رجوليا مألوفا لمسمعها 
دكتور عليإزيك  
ابتهجت للغاية ورددت بلهفة 
مراد! 
فطيمة أخيرا سمعت صوتك! 
وتابع بحماس 
طمنيني عاملة أيه 
اتسعت بسمتها وهي تجيبه 
أنا كويسة الحمد لله أخبارك إنت أيه 
بخير بفضل الله المهم إنت عايزك تفوقي كده وتستردي صحتكوالأهم إنك تسمعي كلام دكتور
علي  
ابتسم علي وأشار باصبعيه للهاتف 
سمعتي  
أجابته بلطف 
حاضر أنا بجد مبسوطة أوي أني اتكلمت معاك  
وقريب هاجي بنفسي أزورك بس عشان ده يحصل لازم تخفي وتكوني أحسن عشان أخدك في إيدي على مصر وأعرفك على حنين وبناتي مرين ومارال هيتجننوا عشان يشوفوكي 
ببسمة مشرقة قالت 
ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم وتفرح بيهم يا رب  
اتاها صوت ضحكاته ومن بعدها سخريته بالحديث 
بتدعي عليا أني أكبر ماشي يا فطيمة مكنش العشم! 
شاركته الضحك وتحدثت بصعوبة 
قولي الدعوة اللي تحبني أدعهالك وأنا أدعي  
رد عليها بجدية تامة 
مفيش عندي شيء أتمناه غير إنك تقومي بالسلامة  
تمعنت ببسمتها وهي تردد بهمس 
يا رب  
تبادلا الحديث حتى أغلق مراد معها على وعد بأنها ستجاهد لتلقي خلفها الماضي بما يحمله من آهات قاټلة كانت مكالمة الجوكر لها في الصميم مثلما توقع علي فقد تبدلت فطيمة من حال للأخر فجلس يراقبها خلسة وكلما أمسكت به عينيها ادعى انشغاله بمراقبة هاتفه حتى أخرج لها دفترا صغيرا وقلما مرددا 
أنا هسيبك تقعدي لوحدك شوية في الجمال ده وعايزك تدوني بالدفتر ده ذكريات جميلة لسه فاكراها لحد النهاردة عن طفولتك  
جذبت الدفتر منه ببسمة هادئة ففتحت أول صفحاته لتتفاجئ بأنه يدون فاطيما بأول صفحاتها فرفعت عينيها إليه وقالت 
انا اسمي فاطمة بالالف و لكن في المغرب كنقولوا فاطما و لا فطيمة
و انا انا دارنا كيقولو لي فطيمة  
برق بدهشة فجذب الدفتر يمحي إسم فطيمة ويكتب فاطمة وأعاده لها وهو يسألها 
يعني أناديكي فاطمة ولا فطيمة 
أجابته ببسمة صغيرة 
الاسم اللي يعجبك و تبغيه عيطلي بيه 
ردد بتيهة 
ما تكلميني مصري ينوبك ثواب! 
تعالت ضحكاتها وهي تعيد ما قالته 
الاسم اللي يعجبك ناديلي بيه  
هز رأسه باقتناع 
اتفقنا  
علي! 
صوتا ذكوريا اقتحم جلستهما فرفعت فطيمة رأسها تجاه هذا الشاب الذي يملك ملامح مشابهة لعلي ابعد مقعده ونهض يردد بدهشة 
عمران! 
جابت عينيه الفتاة التي يجلس برفقتها وقال دون أن يحيل عينيه عنها
روحتلك مكتبك قالولي إني أكيد هلاقيك مع فطيمة!
وتابع بمرح 
وكل ما أسأل حد يقولي نفس الجملة لدرجة إني بقى عندي فضول أشوفها  
وتابع وهو يشير بعينيه إليها 
هي دي بقى فطيمة 
بدى الارتباك يجوب ملامحها فأجبر علي رسم بسمة متكلفة على وجهه وهو يسحب عمران بعيدا عن مقعدها مرددا 
ده عمران أخويا الصغير يا فطيمة هو بس مشاكس حبيتين وداخل على هزار على طول  
صحح له مفهومه الخاطئ 
أنا بني آدم عشري وقلبي أبيض والله  
سحبه علي مشيرا بيده للممرضة التي جلست محله بينما اتجه بعمران للطاولة القريبة من فطيمة جلس قبالته يتساءل بقلق 
خير يا عمران  
لفظ أنفاسه بصوت مسموع واستكان على سطح الطاولة بنصف العلوي مجاهدا لخروج كلماته 
علي إمبارح كنت سخيف أوي معاك فأنا آآ آسف على اللي حصل إمبارح مش عايزك تزعل مني إنت أخويا الكبير وآ  
قاطعه علي ببسمته الهادئة 
عمران مفيش داعي إنك تكمل كلامك أنا مزعلتش منك ولا عمري هزعل أنا زعلي كله عليك وعلى الحالة اللي أنت حاطط نفسك فيها  
مرر يده بين خصلات شعره التي تناثرت بفعل الهواء العليل ثم قال بفتور 
علي إمبارح قولتلي أطلق مايسان وأسيبها لغيري يعوضها ظلمي  
هز رأسه بتأكيد لتذكره ما قال فلعق عمران شفتيه مضيفا بارتباك 
وقتها حسيت إني شوية كمان وهضربك  
احتدت نظراته پغضب فأسرع يبرر له 
مايسان النهاردة قالتلي نفس جملتك حسيت اني ھڨتلها بردو  
وتابع بضجر ينتابه 
علي أنا مبقتش عارف أنا عايز أيه فجيتلك تعالجني من الحالة النفسية اللي أنا فيها دي  
ذم شفتيه بضجر ثم قال 
إنت اللي حاطط نفسك في الحالة المړضية دي يا عمران  
بجدية تامة أجابه
أنا عقلي مشتت ومش قادر أشوف شيء بس اللي أنا قررته إني مستحيل هغضب ربنا تاني يا علي وقولت لألكس الكلام ده مستحيل هسمح لنفسي أعيش حالة الخۏف والړعب والاشمئزاز اللي بكون فيها  
ضم يده بمقدمة أنفه يحاول تهدئة إنفعالاته لا يرغب أبدا بالاندفاع بحديث متهور قد يفقده أخيه فقال باتزان 
عمران أنا عايز أسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة  
هز رأسه وتابعه باهتمام فاقترب علي من الطاولة ثم قال وعينيه تقابل عينه 
لما حصل بينك وبينها علاقة كانت مرتها الأولى 
مسح بيده وجهه وكأنه لا يود اجابته لمعرفته ما سيقول أخيه ومع ذلك ردد باقتضاب
لأ  
ألقى الكرة بملعبه فقال بثبات
وهتأمن تديها إسمك يا عمران 
سيطر على غضبه القاټل وقال بتعصب واضح 
ألكس اتغيرت من وقت دخولي لحياتها يا علي وبعدين الحب مش اختيار ولو كان بإيدي كنت أكيد اختارت مايسان  
زفر بملل من الوصول لحل ينهي معضلة أخيه فصاح بتريث 
يعني إنت عايز أيه دلوقتي ألكس ولا مايسان! 
تنحنح وهو يجلي أحباله الصوتية 
الاتنين عايزهم الاتنين  
جذبه من تلباب قميصه پعنف 
وحياة أمك! 
تلفت حوله وهو يحاول تحرير ذاته مرددا 
علي عيب الناس حولينا وبعدين لو فريدة هانم سمعتك بتقول الكلام ده هيجيلها سكتة قلبية! 
تفحص الأوجه من حوله وحينما وجد الجميع يراقبون ما يحدث بينهما تركه متمتا 
قوم امشي من هنا يا عمران بدل اللي ما عملتهوش امبارح هعمله النهاردة وقدام الناس  
حمل مفاتيح سيارته وهو يشير له 
طيب يا حبيبي همشي أنا دلوقتي ولما تهدى وتعقل كده بالتعامل مع المرضى بتوعك أبقى أجيلك  
واستدار عمران يشير له بمزح 
بنصحك تشوف دكتور نفساني هينفعك أوي في شدة الاعصاب اللي أنت فيها سلام  
أوقف عمران رنين هاتفه فوقف على مسافة من أخيه يجيب ومازالت الابتسامة على وجهه 
أيوه أنا عمران سالم خير 
اكفهرت معالمه وهو يصيح بصوت مرتفع 
عربية أيه وإڼفجار أيه أنت بتتكلم عن مين! 
هرول علي إليه يتساءل بقلق 
في أيه يا عمران 
وجده يهمس پصدمة وهو يبعد هاتفه عنه
شمس! 
جذبه علي ليقف قبالته يصيح 
مالها شمس! 
وضع النادل العصير على الطاولة فشكره من يتابع مسح قميصه الأبيض المتسخ بالمناديل المبللة بينما تراقبه الاخيرة بصمت فجذبت كوبها بعدما انهت رسالتها بارسال إسم المطعم المتواجدة به لعلي وارتشفت الكوب عله يزيح مرارة حلقها ومازالت ټخطف النظرات إليه فتحررت عقدة لسانها السليط قائلة باستهزاء 
بقالك ساعة بتمسح قميصك وبيحاول يقنعك أنه مش هينضف وإنت مازلت مصر! 
ابتسم آدهم واستمر بتجفيف صدرك المتسخ بسواد السيارة قائلا بخبث 
ده طبعي مش بمل بسهولة  
رمشت باهدابها وهي تتابعه وقالت ضاحكة 
خليه كده على الأقل تبقى محتفظة بالبقايا الأخيرة من عربيتي المرحومة  
تعمق بالتطلع لعينيها وقال ببسمة واثقة 
على فكرة عجلة عربيتك عطلت بفعل فاعل  
ابتلعت ريقها بارتباك ودنت منه تتساءل پخوف 
قصدك أيه هما اللي عملوا كده عشان ېقتلوني! 
تمردت ضحكاته الرجولية فنفى ذلك مرددا 
لأ مش للدرجادي  
التقطت أنفاسها براحة غادرتها حينما استطرد 
أنا اللي عملت كده  
برقت بعينيها پصدمة 
إنت! طب ليه
ترك آدهم المنديل عن يده ثم مال برأسه إليها يهمس 
كانت نيتي أشوفك على الطريق وأقف أصالحلك العربية وبعديها تعزميني في مكان على قهوة أو على الأقل تخدي رقمي وتشكريني حاجة شبه الأفلام كده بس صدقيني مكنتش أعرف إن الكلاب دول مش هيلاقوا غير الوقت اللي هقابلك فيه ويهاجموني  
توقف عقلها عن استيعاب ما يخبرها به فتساءلت بعدم
تم نسخ الرابط