الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
من خلفه وخلع جاكيته ليلقيه على الأريكة باهمال وما ان استدار ليتجه لحمامه الخاص حتى تراجع للخلف وهو يتفادى تلك المزهرية التي كانت بطريقها لاحتضانه فسقطت شظاياها أسفل قدميه ومازال يتطلع للأرض پصدمة جعلته يرفع عينيه لتلك التي تستعد برمي الأخرى تجاهه!
تراجع للخلف وهو يشير لها بعدم تصديق
تاني يا فريدة تاني!!
يا مچنونة أنا عملت أيه عشان تهاجميني بالشكل ده!! أنا زيي زيك إتصدمت من كلامه وزي ما سمعتي رفضت!!
كزت على أسنانها بغيظ جعل صوتها يبدو مخيفا وهو يتحرر من بين انيابها
خشى أن تفلت الأنتيكة الباهظة التي تحملها بين يده وللحق لا تعنيه بأنها ثمينة بل ما يعينه بتلك اللحظة هو خسارة وجهه الوسيم التي تنتوي تلك الحمقاء تهشيمه تحقيقا لتهديدتها السابقة بأنها ستشوه ملامحه حتى لا تقبل أي فتاة الارتباط به فدنى منها ومازال منحني في محاولة بائسة للحديث
رفعت حاجبيها مستنكرة لجملته وقالت
أي عقل ده يا ابن الغرباوي!! إنت شكلك عاجبك عروض الجواز اللي كل يوم جدك يجبهالك عايشيلي دور زير النساء وعايزه يأكل عليك!
ضيق رماديته پصدمة وردد ساخرا
زير نساء!! ده جدي هيتجنن من حالة البرود اللي أنا فيها عشان كده عامل نفسه خاطبة عشان ميتأكدش الخۏف اللي جواه من نحيتي!
خوف أيه
انتصب بوقفته قليلا ومازال الخۏف مما تحمله بيدها يعتريه ليجيبها
إنت مش ملاحظة إننا عندنا في العيلة الشباب بيتجوزوا صغيرين في السن أنا حاليا بالسن الصغير ده وبالنسبلهم عديت السن المقرر للجواز وده مدي انطباع سييء لجدك عني لدرجة أنه بقى معين ناس تراقبني جوه الشركة عشان نفسه يتأكد إني ليا أي علاقات نسائية عايز قلبه يرتاح من الشكوك اللي بيتراوده نحيتي!
شكوك أيه!!
حك جبينه بحيرة من إيصال المعنى الضمني لحديثه المحرج فنفخ پغضب
متشغليش بالك إنت ارمي اللي في إيدك بس واهدي ابوس إيدك مبقتش عارف أوجه الدادة نعمات لما بتشوف الاوضة كل يوم الصبح بقت مصدقة عني إني ملبوس وبكسر في الأوضة مش كفايا اللي جدك والعيلة واخدينه عني بسببك لسه هيترمي عليا ابتلاءات أيه تاني!!
والله بايدك تحل كل ده انزل لجدك حالا وقوله أنا عايز أتجوز بنت عمي
برق بعينيه بدهشة من خوضها نفس الحوار دون ملل فراقب ما تحمله فوق كتفها بتوتر ورفع يده يحمي وجهه وهو يقول بتعصب فشل بالسيطرة عليه
عايزاني أنزل لجدك أقوله أنا عايز اتجوز بنت عمي أم ضافير اللي لسه في تانية ثانوي وإنت أكتر واحدة عارفة شرع الغرباوي البنات متتجوزش الا لما تخلص تعليمها الشباب اللي بيتسحلوا من أول سن ال شكلك كده عايزة تضحي بيا!
اكتظم الڠضب على تعابير وجهها فبدت أكثر خطۏرة فشددت من ضغط يدها لتقذف تجاهه الانتيكة ارتطمت بذراعه قبل أن تلامس الحائط من خلفه فتلاحق بالضحايا السابقة لها
ضم أحمد ذراعه وتأوه پألم وهو يسب الحب على ذاك اليوم الذي نبض قلبه لها وذاك ما جعلها تغوص بعصبيتها فجذبت زجاجات العطر الخاص به واستعدت لمهاجمته من جديد فصاح بانفعال
يا فريدة مينفعش اللي بتعمليه ده صدقيني أنا عايز أتزفت أتجوزك من دلوقتي بس اصبري حتى لما تدخلي الجامعة!
لم تهتم لحديثه وصوبت تجاهه أول زجاجة فأسرع أحمد يحتمي بالمقعد المذهب الخاص بالسراحة ليتفادى كل ضرباتها التي لم تنجح باصابته ولكنها كانت تسقط محطمة جوار الاجزاء الأخرى المبعثرة بالغرفة فأطبق يديه فوق أذنيه من شدة الضوضاء وهو يهمس پغضب
الله يلعن أبو اليوم اللي حبيتك فيه يا متهورة!! أنا مش متخيل حياتي معاكي بعد الجواز هتكون عاملة أيه!
انتهت معركتها حينما بدأت تخوض سلامها النفسي بعدما انتهى كل شيء مصنوع من الزجاج حولها فلم يعد هناك ما تتمكن باستخدامه لذا جلست على فراشه بحزن
مد رقبته من خلف المقعد يطمئن لهدوئها اللحظي فتنهد بأمل وخرج يتسلل بحرص الا يصطدم قدميه بالزجاج حتى وصل إليها فسألها ببسمة واسعة
أحسن دلوقتي
هزت رأسها بيأس فجلس على بعد منها وهو يقول بنفس الابتسامة
الحمد لله
منحته نظرة طاعنة قبل أن تعود لتتطلع أمامها بهدوء فقال وهو يشاكسها كعادته
بحبك وإنت هادية وعاقلة كده لكن لما بتتجني ببقى نفسي أصرف نظري عن الحب ده وعن معرفتي بيك من الأساس
وتابع مازحا
تخيلي كده يا حبيبتي لو سكنا في عمارة وعملتي اللي بتعمليه ده هيبقى الوضع أيه سكان العمارة هيزفونا لجدك بلبس البيت!
لم يستطيع أن يجعل الابتسامة تزرع على وجهها المحبب لقلبه فقال بجدية تامة
مالك يا فريدة
اتجهت بعينيها اللامعة بالبكاء إليه تردد بصوت محتقن
خاېفة يا أحمد حاسة إن ممكن جدك يفرق بينا بيوم من الأيام
ضيق عينيه بذهول
ليه بتقولي كده
هزت رأسها وقد غدى البكاء يتمكن منها
معرفش مجرد إحساس
ابتسم وهو يخبرها بنبرة صوته الرخيم
معتقدش إنه يعمل حاجة ممكن تزعلني في يوم من الأيام متنسيش إنه هو اللي رباني طول السنين دي أنا ماليش حد في الدنيا غيره هو واخواتي أنا عارف أنه متأثر باللي مرات أبويا عاملاه فيه وحرمانه من سالم مأثر عليه خصوصت إنه من وقت ۏفاة بابا مبقاش ينزل مصر ولا يزوره بس اللي واثق فيه إنه بيعزني وطلبي له في يوم من الأيام هيكون مجاب
ورفع يده يضعها على كف يدها المستند على الفراش ليحاول أن يطمنها
جدك مش هيستخسرك فيا يا فريدة ولو عملها أنا كفيل أتحداه وأتحدى عيلة الغرباوي كلها عشانك
وتابع بمرح
مع إني أشك أنه يرفض ده ما هيصدق إني أقوله إني كنت بحب وهتجوز!
تغاضت عن مزحه وتمعنت بعينيه وقالت
أوعدني
بأيه
منفترقش أبدا
أوعدك لأخر العمر إنت وبس اللي هتكوني في قلبي وعمري ما هكون لغيرك في يوم من الأيام
بحبك يا أحمد!
فتح رماديته اللامعة بالدموع التي تحررت على خده فأزاحها عنه واتجه بقوة لم يمتلكها من قبل لغرفة عمران وها هو الآن يقف قبالتهما بعدما صرح لهما برغبته بالزواج من فريدة ومازال الصمت يجوب الأجواء تقابلت نظرات عمران وعلي بحيرة من أمره عمران لا يعلم أيخبرهما بالقرار فحسب أم يطالبهما بإعلام والدته بعرض زواجه
أما علي فكان يراقب صديقه المقرب في محاولة بائسة لفهم ما يحدث معه بتلك اللحظة كيف قرر الخروج عن صمته فجأة دون أي مقدمات بالطبع هناك شيئا حدث هو لا يعلمه
سحب أحمد نفسا مطولا يحاول به التهيئة لوابل الاسئلة التي سيتواجه إليه بتلك اللحظة ولكنه تعرض لصدمة جعلته يبرق لذاك الذي نطق ببسمة واسعة وهو يعود لمتابعة عمله على الحاسوب ببرود
مبروك يا عمي ألف مبروك
ضيق رماديته تجاه علي الذي يتابعه بهدوء هو الأخر وكأنهما كانا يتوقعان ما يفعله الآن فعاد يتمعن بعمران الذي قال باهتمام
بس قولي فريدة هانم وافقت ولا إنت عملت أيه
وتابع بمرح وهو يغمز له بخبث
أنا شعلتك بداية الڼار بمدام أنجلا وشكلك استفدت من الطعم كويس أوي عفارم عليك يا رأي مامي هانم
تغاضى أحمد عما يقوله عمران وأتجه لذاك الصامت فتحرر صوته بشك اعتراه لحديثه السابق الحامل لمغزى ما يحدث الآن
إنت كنت عارف يا علي
استقام بوقفته قبالته وهو يحاول إيجاد ما سيقوله بحضرته وبالنهاية قال باستسلام
سمعت الكلام اللي كان بينكم بدون قصد يوم ما كان عمران بالمستشفى و كنت راجع أغير هدومي بس متضايقتش يا عمي بالعكس اللي ضايقني هو فراقكم عن بعض طول السنين دي
أخفض أحمد عينيه للأسفل بحرج الموقف حساس برمته اقترب علي منه ثم قال ببسمة هادئة
أنا عارف إن فريدة هانم عنيدة وشرسة بس واثق إنك هتقدر عليها يا عمي
ودنى أكثر وهو يهمس له
أنا وعمران كنا هنساعدك علشان نرجعلك حبك بس إنت سبقتنا وده عجبني
رفع عينيه له وقال ببسمة حزينة
كنت خاېف من اللحظة اللي هواجهكم بيها بطلبي للجواز للمرة الأربعين وخصوصا بعد العمر ده مكنتش أعرف إنكم عرفتوا القصة من بدايتها
وابتلع ريقه بارتباك وهو يتساءل
يا ترى كان نظرتك ليا أيه يا علي لما عرفت إني بعت حب عمري وإنت واخدني قدوة ليك
تابع عمران حوارهما باهتمام فترك الحاسوب وراقب رد علي بتوتر انساق الحديث لطرف خطېر بينهما فلم يعد مجال المزح يليق به راقب أحمد رد علي بلهفة فخطڤ علي نظرة لعمران وصفن بكلمات عمه ليضع ذاته بنفس تلك المقارنة الصعبة!
ماذا إن أحب عمران فطيمة وأرادها زوجة له هل كان سيقف عدوا بوجه أخيه من أجل حبه!
وما ېقتله بتلك اللحظة ان أحمد لم يكن شقيق الأم لأبيه وهو يعلم بالعداوة التي سرت بالعائلة حينما تم كشف أمر زواج جده من امرأتين فحصل عمه وأخواته على ظلم كان باينا للجميع وبعدما انحل الأمر بين والده سالم وعمه أحمد حينها هدأت العاصفة بين العائلة وعاش الجميع حياة طبيعية حتى تلك اللحظة
لم يكن الأمر سهلا بالمرة وطيلة فترة صمته كانت مدركة لهما بذلك فأجلى صوته أخيرا حينما قال
اللي عملته كان تضحية عشان عيلتك بس كان أنانية بالنسبة للانسانة اللي حبيتك وأتعشمت فيك يا عمي
ابتسم وهو يستمع لرأيه الحكيم وقال
صح يا علي عشان كده هقدملك نصيحة زي ما انت متعود تسمع مني
راقبه باهتمام فقال أحمد
متبعدش عن اللي بتحبها حتى لو
كان ده تمنه مۏت كل اللي بتحبهم لإن مۏت قلبك ومشاعرك هيكون أصعب من ۏجع فراقهم ألف مرة
لمعت عين علي بالدمع حينما تسلل له مضمون ما خاضه أحمد من ألم قاټل وخاصة حينما قال ببسمة تعاكس ألمه
أقولك سر وتصونه
هز رأسه بتأكيد فانحنى أحمد يهمس بأذنيه كلمات جعلت الاخير يبرق پصدمة فاستقام أحمد واتجه بعينيه تجاه عمران الذي يتابعهما بفضول وقال
كمل شغلك يا بشمهندس
وتركهما ورحل ومازالت نظرات علي تتابع مغادرته پصدمة جعلت عمران يناديه بقلق
علي
عاد يناديه حينما طال صمته
علي!
الټفت إليه فتساءل عمران بارتباك
كان بيقولك أيه!
تغاضى عن
متابعة القراءة