الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

كل ذلك لا تترك له ذكرى طيبة أومأت برأسها تسمح له بالقرب فحاوط وجهها بيديه وابهاميه يتحركان ليزيحان دمعاتها معا وقال وعينيه تتعمق بالتطلع بها 
أنا مش زي أي راجل عرفتيه يا فطيمة أنا مختلف وهتشوفي ده بنفسك كل اللي يهمني معاك إني أشوف ابتسامتك صدقيني أنا جاهز أعيش معاكي العمر كله كتف بكتف حتى بدون علاقة بينا لإن قلبك هو اللي يهمني يكون معايا 
رمشت بتوتر وابعدت عينيها عنه فقال بابتسامة مشرقة 
أنا طالبتلك هدية من المغرب هتعجبك جدا هروح مشوار على السريع كده وهرجع أستلم الاوردر وانت خديلك شاور وافطري واقعدي هنا اقري الكتاب اللي تحبيه لحد ما أرجعلك اتفقنا
هزت رأسها ببسمة متحمسة 
حاضر 
واستدارت تعود لغرفتها ولكنها توقفت والتفتت إليه فوجدته يقف أمام خزانته يجذب بذلة من اللون الأسود يضعها على الفراش ويستعد لتبديل ملابسه فنادته على استحياء 
علي 
استدار للخلف فتفاجئ بأنها مازالت تقف محلها ضيق عينيه باستغراب وهو يراقب احمرار وجهها بشكل أثار فضوله لمعرفة ما ستقول فحررت كلماتها وهي تهم بالهروالة من أمامه 
أنا بحبك 
وفور نطقها بتلك الكلمة اختفت من أمامه كهمس الرياح اتسعت ابتسامة علي وبدى غير مستوعبا لما قالته بالأمس كان يظن أنه يتراجع بكل ما حققه لعلاج حالتها والآن يحرز نقطة ايجابية ستكون بالصميم وبالرغم من مغادرتها الا أنه همس وهو يراقب مكانها الفارغ كأنها تترك قرينتها من خلفها لتنقل كلماته 
وأنا بعشقك يا فاطمة  
مضت ليلها دون أن يزورها النوم وما أن دقت ساعتها بالعاشرة صباحا حتى ابدلت ثيابها واتجهت لغرفتها 
وقفت فريدة أمام باب غرفة فطيمة تتردد بالطرق ولكنها انصاعت لقلبها ولمشاعرها النيلة وطرقت الباب فاتاها صوتها الخاڤت 
ادخلي يا مايا 
ولجت فريدة للداخل فوجدتها تجلس على سجادة الصلاة وتحمل المصحف بين يدها فقالت 
عاملة أيه النهاردة أحسن
شخصت عينيها بالفراغ ورفعتها بصعوبة لتراقب صاحبة الصوت هامسة بعدم تصديق 
فريدة هانم!! 
سئم انتظاره ومازال يتساءل أين ذهب بهذا الصباح! 
هاتف شمس وأخبرته بأنه استيقظ منذ ساعتين وأخبرها بصعوده للصالة الرياضية صعد علي للاعلى وهو يتساءل باستغراب عن تواجده بالاعلى اقتحم الصالة فوجده يجلس على المقعد يتجرع المياه والعرق يتصبب على انحاء جسده وكأنه كان يحارب منذ قليل 
دنى منه متسائلا بدهشة 
هو في أيه مخليك بقالك يومين نايم قايم هنا!
وضع زجاجة المياه وجذب المنشفة يزيح عرقه الغزير 
بهون عن عضلة ايدي اللمين بدل ما تنخ زي اختها 
منحه نظرة مطولة شملته وانهاها برفع يده قائلا بغموض 
تعالى أوديك أوضتك تغير هدومك عايزك معايا عند راكان هنعزمه على الحفلة ونخدها حجه نشوف قصة سي آدهم ده أنا مش مطمن لحكايته مع شمس 
٩٦ ٢٤١ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية!  
الفصل العشرين 
إهداء الفصل للقارئات الغاليات جويرية محمدأسماء عبد الحكيمدينا إبراهيمأماني سعدسهيلة صبحيأمل إبراهيمشروق مصطفىبسملة أحمد شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنكم بحبكم في الله قراءة ممتعة 
سماحة الوجه والسيرة الطيبة المتروكة بين الناس قد تكون أحيانا مصطنعة قد يبدو لك بأن ذاك الشخص ما هو الا صورة مصغرة لملاك يمتلك جناحين مجهولين فيصدمك الأمر حينما يلدغك فتشعر وكأن الأرض تدور بك استعدادا للقيامة القريبة ليتك تعلم بأن أحيانا أصحاب الوجوه العابثة والقلوب التي تبدو متحجرة تخفي من خلفها لونها الابيض الناصع!
تبدد كل شيء حملته داخلها تجاه تلك الفتاة حينما رأت ما تعرضت له بالأمس بكائها تشنجات جسدها انتفاضتها المرعبة كل شيء أثار داخلها الشفقة تجاهها وها هي اليوم تخطو لغرفتها ومن خلفها الخادمة التي تدفع طاولة الطعام بينما تتقدمها بخطوات آنيقة تدرس بعالم الطبقة المخملية من ضمن القواعد المتبعة لفتيات الطبقات العليا 
مازال كل ما تعلمته من الصغر يلزمها حتى حركاتها وقفت فريدة تتطلع لها بنظرة هادئة تترقب خروج الخادمة بعدما تركت يدها عن دفع الطاولة ومع انغلاق الباب رددت بهدوء 
أحسن النهاردة ولا لسه تعبانه
تلك الصدمة كانت تفوق حد تلك الهزيلة التي تحاول استيعاب ما يحدث هنا وجود فريدة ذاته يصدمها ناهيك عن سؤالها عن صحتها وحملها للطعام خصيصا لغرفتها!
التقطت عينيها نظرة فطيمة المعلقة بالطاولة فقالت بارتباك ظاهري 
أنا قولت إنك أكيد لسه تعبانه ومش هتقدري تنزلي تفطري معانا فخليت الخدم يحضرولك الفطار هنا عشان ترتاحي أكتر 
وعادت لسؤالها من جديد باهتمام 
إنت كويسة
ازدردت لعابها تروي حلقها القاحل وبصعوبة رددت 
الحمد لله  
وعلى استحياء قالت 
مكنش له داعي ټعذبي نفسك أنا كنت هنزل عادي أفطر تحت أنا متعودة على النوبات دي وبتعايش معاها لإنها بقت جزء من حياتي وآآ  
بترت كلماتها تتوسل للأرض أن تنشق وتبتلعها من تلك المواجهة الغريبة تراجع جسد فاطمة للخلف تلقائيا حينما استمعت صوت حذائها يقترب منها طابعا بالأرض بقوة يتردد صداها لمسمع الأخرى فوقفت قبالتها لا يفصلهما الكثير وبخفة رفعت ذقنها لتواجه نظرات فريدة الهادئة والاخيرة ترفرف باهدابها بحيرة وعدم استيعاب لما يحدث معها فتحررت نبرتها الرزينة تخبرها 
أنا حاسة بيك يا فاطمة لإني عشت نفس الحالة اللي إنت بتعيشها دي قبل كده في فترة من حياتي بس الفرق الوحيد إن اللي حصلك كان ڠصب عنك لكن اللي كان بيحصل كان بارادتي ومنسوبلي بأنه زواج ويحل له إنه يعمل أي شيء كنت بستسلم وأنا جوايا أنثى بتعافر وبتصرخ وبتتمنى إن الأنثى الشرسة اللي جواها تعبر عن نفسها وتقول لأ بس كانت مجبرة 
اتسعت مقلتيها پصدمة لما تستمع له الآن بينما سحبت فريدة كفها الرقيق عن ذقن فاطمة وتراجعت خطوتين للخلف تضم ذاتها بذراعيها المستكينه أمام صدرها تختفي من أمام أعينها حتى لا ترى دلائل انكسارها صوتها المحتقن من أثر سيطرتها على
البكاء هو الذي يصل لها 
رفعت إصبعها تزيح تلك الدمعة الطاعنة لكبريائها واستدارت تواجه تلك التي تراقبها پصدمة لتخبرها ببسمة مصطنعة 
وكان بينتهي بيا الحال بنفس اللي كان بيحصلك ده كوابيس بشعة وصراع نفسي ممېت كان خاطف مني نومي ومخليني عايش كل نفس بعاني وبخوض عجز من نوع تاني التبرير! كنت بدور على مبرر قوي أوضح فيه لسالم جوزي سبب التشنجات الغريبة اللي كنت بعانيها كل يوم كنت بكتم جوايا قصة حبي الكبير 
كانت مشتتة تحاول فهم مغزى حديثها الغامض وعلى ما بدى لها من فك الشفرات بأن فريدة سبق لها الوقوع بالحب والاجبار بالزواج بأخر فضړبتها في مقټل حينما قالت ببسمة شملت الألم 
أحمد عم علي 
برقت بعينيها بدهشة فقالت وقد خانتها دموعها لتظهر پانكسار لم يسبق لها خوضه أمام احدى بناتها 
وعيت على وش الدنيا لقيت قلبي بيختاره من بين كل رجالة العيلة أحمد كان حب عمري وروحي كانت متعلقة بيه مكنتش بقدر أنام غير وأنا شايفة عربيته مركونة تحت شباك أوضتي كل نفس كان خارج مني كنت بحس إنه بيشاركني فيه حبي ليه وصل لمرحلة مخيفة لدرجة إني بقيت بسأل نفسي يا ترى لو حصل واتفرقنا في يوم من الأيام هعيش ازاي
وانهمرت دموعها وهي تحتضن صدرها بمحل قلبها الغافل پعنف عن سقوطها لتذكر ذاك الألم 
وحصل واتفرقنا وحب عمري اتخلى عني فبديهي أني كنت اتعرض للحالة اللي شوفتها فيك بعيني رجعتني لايام مكنتش عايزة أفتكرها يا فاطمة أيام كانت روحي بتعاني وجسمي سليم كان قلبي فيها مكشوف وبيتعرض كل يوم لضړبة ومفيش حد شايف ولا سامع ولا حاسس بيا 
زار الدمع عين فاطيما وهي تستمع لها بتأثر هي الوحيدة التي تفهم مغزى تلك الكلمات نعم هي لا تعلم ما الذي دفع أحمد للتخلى عنها واجبارها على الزواج بأخيه ولكنها تشعر بآلامها الكبير بتلك اللحظة تشعر بها وبئس ذاك الأمر!
استدارت فريدة عنها تزيح دموعها بقسۏة كادت باضرام جلد وجهها الرقيق وعملت على تنظيم مجرى تنفسها العڼيف حتى هدأت تماما فاتجهت إليها تخبرها بعد مدة من صمتها 
بصي يا فاطيما أنا عارفة إن العلاقة ما بينا كانت سخيفة جدا بس إنت لازم تعرفي إن ڠصب عني لازم أخاف على ابني عمران سبق وحب ووقف قدامي نفس وقفة علي واتحداني ونهايتها كانت أيه
عادت تجيب على سؤالها المطروح 
سميته وډمرت حياته وطلعت زي ما أنا ظنيت كانت طمعانة بفلوسه! أنا اتعودت أحارب علشان اولادي اللي خرجت بيهم من رحلة عذابي التعيسة دي أنا بعتبرهم هما الشيء الكويس اللي خرجت بيه من جوازتي المؤلمة فعشان كده مستسلمتش وحاربت مع عمران لحد ما ابتدى يرجع لوعيه ويتقبل مايسان في حياته اللي الحمد لله رجعت تتعدل تاني 
واستطردت توضح لها سبب العداء الغريب التي تواجهه منها 
عشان كده قسيت عليكي وعلى علي وبتمنى من كل قلبي تطلع ظنوني فيك غلط بعد اللي حصل امبارح شوفت تعلق علي بيك وتعلقك بيه سمعتك وانتي بتستنجدي بيه!
وبدموع تجمعت بمقلتيها مجددا قالت 
شوفت نفسي فيك لما كنت بتمنى كل يوم بقضيه مع جوزي إن أحمد يرجع ويخلصني من عذابي بس الحقيقة كله كان وهم بالنهاية كنت بصحى وبلاقي سالم هو اللي جنبي مش أحمد كنت بكمل يومي وبرسم الضحكة على وشي وأنا قلبي پينزف عشان كده أنا قررت ابني ميعش نفس اللي عشته لو اتفرق عنك وبتمنى ميكنش قراري الغريب ده غلط فأنا هديكي فرصة يا فاطيما تصلحي نظرتي ليكي ومن فضلك متخذلنيش وتحافظي على ابني لانه أغلي من روحي ومن حياتي 
وپبكاء مزق قلبها إربا قالت 
علي ده حبيب عيوني وقلبي وروحي وكل شيء بمتلكه آآ أنا بستقوى بيه بحس إنه أبويا مش ابني بتدارى فيه من همومي ومشاكلي وكل شيء بعيشه بحاول بقدر الامكان أبان قدامه أني قوية ومش محتاجاله هو اللي محتاجالي بس الحقيقة إني ضعيفة من غيره وبحتاج لحضنه استقوى بيه علي هو العوض ليا بالرغم من إن الفرق بينه وبين اخواته سنين بسيطة بس هو اللي كان بيساعدني في تربيتهم كنت دايما بشكيله همومي وهو بيسمعني عمره ما ذهق مني أبدا 
وابتسمت فجأة وهي تخبرها 
مستغربتش أنه دخل طب تخصص الامړاض النفسية لانه شخص صبور وبيحب يسمع اللي قدامه ويديه النصيحة اللي تفيده كان نفسي أقوله يعالجني أنا من اللي شوفته يمكن وقتها أبطل أروح في السر لدكتوري النفسي اللي بتعالج عنده من سنين بس خۏفت يكره أبوه!
من قال إنها الوحيدة التي قاسمت الألم فبعد سماعها لما خاضته فريدة تقسم بأن العالم لا يخلو من جرعات الأوجاع القاټلة بداخلها أنثى تصرخ بل تستغيث
تم نسخ الرابط