الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

ساحرة 
مع السلامة  
عاد علي برفقة مايسان للمنزل بعد أن أوصل فطيمة للشقة وتأكدت مايسان من أنها لا تحتاج لشيء فما أن ولجوا للداخل حتى وجدوا فريدة تجوب الردهة ذهابا وإيابا وعلامة الذعر تخطو على وجهها وعلى المقعد يجلس أحمد يحاول تهدئتها وعلى ما يبدو من ملابسه أنه كان بالخارج فما أن استدارت حتى وجدت علي ومايسان قبالتهما ومن خلفهما ولجت شمس فصړخت بعصبية بالغة 
أنا عايزة أعرف انتوا كنتم كلكم فين لحد دلوقتي!! 
تململ بنومته بانزعاج ففرد ذراعه يحتضن زوجته فتفاجئ بعدم وجودها لجواره استقام جمال بنومته وجذب التيشرت الملقي أرضا يرتديه وهو يناديها 
صبا! 
خرج من الغرفة يبحث عنها فوجدها تجلس بالشرفة وجسدها متكئ على السور الحديدي بدت له شاردة حتى أنها لم تشعر بوجوده انحنى جمال لمستواها فضمھا طابعا قبلة حنونة على خدها 
حبيبي قاعد سرحان في أيه بنص الليل 
ابعدت يدها عنه بخجل ورددت بتلعثم 
مفيش آآ أنا مكنش جايلي نوم بس آآ هدخل أنام حالا  
منعها من النهوض وجذب المقعد المجاور لها ليضعه قبالتها وقال بحزن 
مالك يا صبا من يوم خناقتنا دي وإنت متغيرة مع إني معتش بنام بره البيت ولا بتأخر بالرجوع! 
أخفت عينيها من لقاء عينيه فرفع ذقنها يجبرها على التطلع إليه متسائلا بلهفة 
أنا عملت حاجة زعلتك مني 
رددت بزعل انتابها
مهو ده اللي مزعلني إنك بقيت مهتم بيا جدا فحاسة إني فرضت نفسي عليك لما صارحتك بمشاعري لدرجة إنك بقيت بتجبر نفسك تكون معايا بشكل مستمر ده مخليني أبقى مكسوفة من نفسي  
صعق مما استمع إليه ومع ذلك بقى هادئا واختار كلماته بعناية 
ليه بتقولي كده يا صبا كل الحكاية إني شلت الهموم اللي على كتافي أنا ظلمت نفسي قبل ما أظلمك معايا يا صبا وفوقت!
واسترسل وهو يجذبها لتجلس على ساقه
ثم
إن المفروض تكوني حاسة بحبي ليكي وفاهمه ده كويس! 
منحته بسمة رقيقة فضمھا إليه وهو يهمس لها
بحبك ونفسي تفهميني بقاأعملك أيه تاني ده أنا بطلت أشوف المقاطيع بالساعات بسببك وواخدني تريقة في الراحة والجاية ومستحمل علشان عيونك الجميلة دي  
ابتسمت مجددا وسألته بجدية 
أخبار عمران صاحبك أيه 
أجابها وهو يغمز لها بخبث 
كويس أوي أنا اللي مش تمام  
وحملها ليدلف بها لغرفتهما وضحكاتها تعلو دون توقف فما أن وضعها على الفراش وكاد بالتمدد جوارها حتى صدح هاتفه برقم يوسف فحمله بسخط
شوفتي أديكي نقيتي فيها يوسف ميرنش نص الليل الا لما يكون في بلوة! 
كبتت ضحكاتها حينما حرر زر الاجابة ليجد الاخير يخبره پغضب 
تعالى حالا صاحبك اتطرد في الشارع في نصاص الليالي وعربيته عطلانة استر هيبتي قدام الجيران سترك الله!! 
يتبع  
صرخات أنثى آية محمد رفعت  
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية! 
الفصل الثاني عشر 
اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرج همي ويسر أمري وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا احتسب اللهم أبدل قلقي سکينة وهمي انشراح وسخطي رضا وخۏفي طمأنينة وعجزي قدرة وضيقي فرح وعسري يسر وضعفي قوة يارب يا قادر يا مقتدر 
ساد الصمت الأجواء وكلاهما ينتظر سماع الرد القاطع للسؤال المطروح فكانت شمس أول من تحدثت بثبات مصطنع تخفي به ما تعرضت له بيومها الغامض هذا فقالت 
أنا كنت مع راكان يا مامي والوقت سرقنا حتى موبيلي كان فاصل شحن أنا أسفة مش هتتكرر تاني  
واستطردت ببسمة تصنعها بالكد 
حمدلله على سلامتك يا أنكل نورت الدنيا كلها  
واحتضنته شمس بشوق فربت على ظهرها وهو يعاتبها ببسمة هادئة 
كده تخضينا عليكي الخصة دي وخطيبك ده مكنش بيرد على مكالمتنا ليه ده أنا روحتلكم البيت والحرس قالولي إنه مرجعش من بره  
ابتلعت ريقها بتوتر فخطفت نظرة مترددة لوالدتها المتجمدة محلها بملامح واجمة لا تنذر بخير فقالت 
موبيله كان صامت لإنه محبش حد يزعجنا زي كل مرة بعتذر على الازعاج اللي سببنهولكم مرة تانية  
مسد على شعرها الطويل بحنان 
ولا يهمك يا حبيبتي المهم إنك بخير 
تحرر صوت فريدة الحازم لتغزو مايسان وعلي 
وحضراتكم كنتوا فين لحد دلوقتي وإزاي يا مايا تنزلي بوقت زي ده من غير ما تأخدي اذني أو تعرفي جوزك على الأقل! 
أخفضت عينيها خوفا مما ستلاقاه الآن فرددت بتلعثم 
آآ أنا آآ  
ناب عنها علي حينما قال بخشونة 
أنا اللي كلمت مايا وطلبت منها تقابلني في المطعم لإني كنت محتاج مفاتيح شقة والدها  
زوت حاجبيها باستغراب 
محتاج المفاتيح ليه 
ها قد بدأت الدفوف لاعلان الحړب المترقبة فسحب علي نفسا مطولا ليجيبها 
كنت محتاجه لفطيمة هتقعد بالشقة لحد ما نكتب الكتاب وبعدها هتيجي تعيش معانا هنا لحد ما نحدد معاد الفرح 
سقطت الكلمات عليها كالصاعقة فبدت بالبداية كالبلهاء لا تفقه فهم كلماته فطيمة تتذكر جيدا هذا الإسم فقد سبق عليها سماعه مهلا هل يقصد مريضته التي سبق وقص لها ما تعرضت له من اعتداء!
تصلب جسدها جعل أحمد يمنحه نظرة معاتبة لتسرعه باخبارها بينما خشيت مايسان تلك العاصفة التي سترج أركان المنزل أما شمس فبدت متحيرة في فهم ما يقوله أخيها كل ما تمكنت من فهمه بأن سيعقد قرانه على فتاة وسيحضرها هنا لحين تحديد حفل الزفاف 
تمكنت فريدة من تحرير لسانها الثقيل لينطق 
إنت بتقول أيه! 
وتابعت وهي تعيد خصلات شعرها القصير للخلف 
لا أكيد بتهزر اللي فهمته أكيد غلط إنت متقصدش البنت المغتصبة اللي بقالك شهور بتعالجها أكيد دي واحدة ليها نفس الإسم صح 
اسند يديه لبعضها البعض خلف ظهره وأكد بثقة 
لا يا فريدة هانم هي نفسها المړيضة اللي بعالجها  
تحررت عن حالة جمودها لتصرخ بصوت أخاف الفتيات 
أجابها بتحدي وعينيه لا تفارق خاصتها 
تدخل أحمد سريعا يحاول تلطيف الأجواء فقال 
اهدوا يا جماعة النقاش مش كده! 
وتطلع لفريدة يخبرها بهدوء 
فريدة علي معاه حق البنت مالهاش ذنب في كل اللي حصلها حرام تتعاقب على شيء اتفرض عليها  
رمشت بعينيها بعدم تصديق 
إنت كنت عارف يا أحمد 
اكتفى بإيماءة رأسه مما جعلها تصفق كف بالأخر وهي تصيح 
مش معقول أكيد ده حلم سخيف! 
وتابعت بصوت محتقن 
إنت مختارتش واحدة بره الطبقة الراقية اللي عايشين جواها يمكن كان الموضوع هيبقى صعب بس مش مستحيل لكنك اختارت واحدة ملوثة متناسبش العيلة لا بالنسب ولا بأي شيء وواقف قدامي بكل جراءة وتقولي هتتجوزها!
واستكملت پعنف وقد تلون وجهها بحمرة مخيفة 
لا يا علي مش هسمحلك تعمل كده الجوازة دي مستحيل هتتم سامعني! 
اقترب منها علي حتى بات يقف قبالتها فردد بصوت منخفض لا يهنيها بحدته 
فريدة هانم أنا مش عمران هقبل بقراراتك وأنخضع ليها أنا علي اللي لا يمكن مخلوق على وجه الأرض يمشي أوامره عليا وحضرتك عارفاني كويس  
وتابع وهو يتطلع لأحمد 
الجوازة هتم يا عمي بكره هكتب كتابي على فاطيما والاسبوع الجاي هنعمل الفرح هنا بالبيت 
وتركهم وكاد بالصعود ولكنه توقف فور أن صړخت فريدة بعصبية 
القڈرة دي مستحيل هتعتب خطوة واحدة جوه بيتي ولو فاكر إني هسكت تبقى بتحلم يا علي  
أطبق يده على درابزين الدرج يبث عصبيته الكامنة بها فهدأ من أعصابه قبل أن يستدير ويخبرها 
يبقى أنا كمان من النهاردة ماليش مكان جوه البيت ده  
وهبط يتجه للخارج فهرعت شمس من خلفه تردد پبكاء 
علي أنت رايح فين أرجوك تهدأ وترجع  
لم يستمع أليها وأكمل طريقه حتى صاح به أحمد پغضب 
أيه اللي بتعمله ده يا علي بطل جنان واطلع أوضتك وأنا هحاول أتكلم مع فريدة 
لا يريد أن يكون وقحا مع عمه فقال برزانة 
من فضلك يا عمي أنا مش مستعد يكون في زعل بيني وبين حضرتك أنا قولت اللي عندي وده النهاية  
قالها وهو يهم بالخروج فأوقفه صوتها المنادي 
علي  
توقف محله واستدار إليها فاقتربت منه تردد بحزم 
بلاش تخسرني عشانها يا علي إختار أي بنت حتى لو مكنتش من مستوانا وأنا بنفسي هروح أخطبهالك بس من فضلك
برق بعينيه پصدمة من حديث والدته فابتسم ساخرا 
أنا طول عمري بحترم حضرتك بس حقيقي أنا النهاردة مصډوم ومش قادر أتكلم بتحسسيني بكلامك إنها هي السبب في اللي حصلها!! 
وتابع وهو يشير باصبعيه
اللي حصلها ده كان ممكن يحصل لشمس أو لمايا وقتها كنتي هترميهم من حياتك! 
علي! 
تحرر صړاخها يستوقف حديثه فرددت بحدة 
ازاي تجرأ تقارنها ببناتي الظاهر كده إن عمران لوحده اللي مرتكبش معصية وسكر إنت كمان مش في وعيك  
ازدادت ابتسامته الساخطة 
لا يا فريدة هانم أنا لا مچنون ولا سکړان أنا واعي كويس للي بقوله  
وتابع قائلا 
أنا مأجرمتش بحبي ليها قلبي هو اللي اختارها عن قناعة إنها انسانة متكاملة وزي كل البنات مش ناقصها حاجة  
وضم شفتيه معا بقلة حيلة كونها والدته ثم قال 
بسبب وجود ناس تفكيرهم زي حضرتك في ألف بنت زي فاطيما بيعانوا ومش بس وصل بيهم الحال في أوضة بمستشفى للأمراض النفسية وصل بيهم الحال للاڼتحار يا فريدة هانم  
تمردت عن ثباتها وتحرر صوتها المبحوح 
علي هعملها لأول مرة وهمد إيدي عليك  
تدخل أحمد على الفور فأشار إليه بصرامة 
اطلع على أوضتك دلوقتي يا علي واللي إنت عايزه هنعملهولك  
اعترض على أمره قائلا باحترام 
عمي من فضلك آ  
قاطعه بنظرة حازمة وصراخه الذي تمرد على هدوئه الرزين 
أنا قولتلك اطلع أوضتك وسبني دلوقتي مع والدتك 
اقتربت شمس منه تترجاه برجفة يدها 
علي بليز تعالى معايا  
رؤيته لدمعاتها ورجفة أصابعها المتمسكة بقميصه جعله ينصاع إليها برفقة مايسان للمصعد 
ما أن فرغت الردهة بها حتى جلست على أقرب مقعد تحتضن جبينها بتعب شديد وتردد بصوت مرهق خاڤت 
أولادي بيضيعوا مني يا أحمد لسه متجاوزتش اللي عمران عمله ودلوقتي طلعلي علي! 
تطلع لها بحزن شديد فجذب أحد مقاعد السفرة ليجذبه قبالتها ثم جلس وقال پألم 
اهدي يا فريدة الأمور متتحلش كده  
رفعت عينيها الباكية إليه تشير بقلة حيلة 
أمال تتحل ازاي! أنا تعبت تعبت وحاسة إني خلاص مبقتش حمل المسؤولية دي  
وعادت تنحني ډافنة رأسها بين ذراعيها هاتفة پبكاء 
لأول مرة أحس إني عاجزة ومفتقدة لوجود سالم جنبي خلاص بقالي 15سنة بحارب لوحدي!
طعنته بخنجر قاس استهدف صدره دون راجع اتشتاق لرجل أخر سواه وترددها بوجهه! 
نعم لم تخطئ فهو بالنهاية زوجها ولكن الا تمنحه الرحمة لعذاب خاضه وأخيه حيا لتلزمه به وهو مېتا!! الا تشفق تلك المرأة على حاله!
أفاق من شروده حينما وجدها تنحرف بجلستها تجاهه لتسأله بلهفة 
قولي يا أحمد أعمل أيه
تم نسخ الرابط