الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

سيارة أجرة وإتجهت للمشفى أولا قبل الذهاب للمنزل لتحضير سهرة مميزة لزوجها  
انتهت شمس من المحاضرة وخرجت برفقة مجموعة من الفتيات فتجهمت معالمها ضيقا فور رؤيته يقف بانتظارها أمام السيارة المكتظه بالحرس أطالت بوقفتها عن عمد برفقتهم قاصدة أن يختنق من الانتظار ويغادر وكلما حاول ان يشير لها كانت تتصنع عدم رؤيته مما جعل ذاك الجالس باحدى السيارات يبتسم على حبيبته الخبيثة راق له تصرفاتها تجاه ذاك الأرعن الذي صمم أن يحضر بذاته ليأمن الحماية له خوفا من أن يعود أحدا للتعرض له فبات آدهم الحصان الأسود الحارس له من كل همسة تحيط به 
طالت وقفتها وبالنهاية غادرت الفتيات واتجهت هي عابثة الملامح وبخطوات بطيئة تود الفرار من لقائه فما ان وجدها تقترب حتى أسرع إليها يردد 
شمس مبترديش ليه على مكالماتي 
احتقنت نظرتها تجاهه وقالت بنفور
وأرد عليك ليه راكان من فضلك هيكون أفضل لو انفصلنا أنا ماليش بجو الاسلحة والخطڤ ده فمن فضلك ياريت كل واحد يروح لحال سبيله 
ابتلع ريقه بارتباك وراح يبرر 
أيه الكلام اللي بتقوليه ده يا شمس يعني ده بدل ما تتطمني عليا بعد اللي حصل بتقوليلي نسيب بعض! 
واستطرد بمكر 
وبعدين تجارتنا بتعرض حياتنا للخطړ واللي حصل ده ممكن يحصل مع عمران نفسه هو عارف الكلام ده والحمد لله إنها عدت! 
زفرت بملل ولزمت الصمت فقال بنبرة جاهد لجعلها تعج بالمشاعر المصطنعة 
شمس أنا بحبك وصدقيني مكنتش سعيد باللي حصل ده بس ڠصب عني الموضوع وما فيه إن في مناقصة أخدتها من رجل أعمال مشهور فحب ينتقم مني وخلاص الموضوع إتحل ولو مش مصدقاني إسألي آدهم وهو يقولك  
واستدار يشير إليه فهبط من السيارة واتجه إليهما 
فور ذكره لإسمه رفعت رأسها بلهفة تستكشف وجوده فما أن رأته يدنو منهما حتى ابتسمت بسعادة ورددت بهمس 
آدهم! 
وقف قبالتها يدعي جموده التام 
أخبارك يا شمس هانم  
ببسمة واسعة قالت 
الحمد لله يا آدهم إنت اللي أخبارك أيه 
تنحنح ليوقظ أحلامها الوردية التي ستفضحهما أمام راكان الذي يراقب ابتسامتها وتبدل حالتها فور رؤية آدهم بذهول أجلي الأخر أحباله قائلا 
اللي حصل ده كان ڠصب عنه وهو اللي خلاني اتشرط عليهم إنهم يخرجوكي بره الموضوع ده يعني حاول بكافة الطرق إنه يحميكي وإن شاء الله اللي حصل ده مش هيتكرر تاني فاتمنى حضرتك متتضايقيش من الباشا  
هزت رأسها بخفة وببسمة كبيرة قالت 
مش زعلانه  
وتطلعت لراكان قائلة وابتسامتها تهرب عنها اجباريا 
حصل خير يا راكان  
ابتسم بسعادة لاصلاح الامور بينهما وقال 
يعني مش زعلانه 
هزت رأسها إليه فقال بحماس 
خلاص نروح نتغدى بأي مكان عشان اضمن أنك مش زعلانه فعلا  
اكفهرت معالمها وكأنه يدعوها للهلاك فقالت بمكر 
خليها بكره لإن النهاردة ورايا مذاكرة وكام حاجة مهمة  
وعادت تتطلع لادهم قائلة بابتسامتها الرقيقة 
عن اذنكم  
وتركتهما وعينيها تختطف النظرات لآدهم الذي يجاهد بمنع ذاته من التطلع إليها ولكن نظراتها المحبة تلك كانت مغرية بدرجة لعينة فصعد لسيارته وانطلق خلف راكان على الفور  
داوم علي على تحريك ساق عمران المتعب من طولة مدة التمرين فقال بإرهاق 
خلاص يا علي معتش قادر 
اتجهت إليهما الطبيبة تشير بالاستمرار 
عليكما بمداومة التمرين لعشرة دقائق أخرى  
احنى عمران قامته مستندا على أخيه وصاح بتعصب 
لست قادرا على فعل ذلك بعد الآن أريد الاسترخاء قليلا  
هزت رأسها بتفهم وتركت لعلي زمام الأمور فأسنده للأريكة ثم جلس جواره يمسد على يده بحنان اختزل صوته الهادئ 
كل شيء بيبقى صعب بالبداية بعد كده الدنيا هتبقى لطيفة  
استدار برأسه تجاه أخيه وقال بحزن 
علي أنا مش هقدر أتحمل احساس العجز ده بشع صدقني  
ترك الأريكة وانحنى أسفل قدم أخيه الصغير يتعصب بقوله 
متقولش عجز دي تاني إنت مش عاجز يا عمران ايدك ورجلك بتتحرك بس هتحتاج وقت عشان تحركهم بقوة زي الأول  
وعاتبه بأعين دامعة رغم عن تحكمه بتعابيره 
أنا عكازك وسندك اللي لا يمكن يميل يا عمران الفترة اللي بتعشها دي مؤقتة وبعدها هترجع أحسن من الأول صدقني  
ابتسم له عمران وانحنى يهمس له وعينيه تجوب الطبيبة 
لو انت مقطع أبواب حبي كده خلعني من باقي التمرين ينوبك ثواب  
احتل الضيق معالمه وجذبه سريعا للحامل قائلا 
مش هينفع تخلع من أولها 
همس بضيق 
ماشي يا علي! 
خرجت فطيمة للتراس الخارجي حينما شعرت بالفتور اليوم الثاني لها وحيدة دون وجود شمس أو مايسان لجوارها تخشى الخروج من الغرفة فأسوء كوابيسها رؤية فريدة لا تحتاج لسماع كلماتها الشبيهة بالسم القاټل قادها التراس لدرج خارجي هبطت منه للحديقة فجلست على الأرجوحة حركتها فطيمة ببسمة سعادة فلف الهواء البارد وجهها وعينيها تنغلق استمتاعا بما تلاقاه هنا وفجأة تجمدت ساقيها حينما وجدتها تقترب منها حتى باتت تقف أمامها فجلست جوارها تتأمل المنزل بنظرة عميقة انتهت بسؤالها 
يا ترى ده كان من حساباتك ولا خارج توقعك 
ازدرت ريقها القاحل وهي تحرر صوتها الهامس 
مش فاهمه حضرتك تقصدي أيه 
رسمت فريدة بسمة ساخرة وأشارت على المنزل 
يعني بسألك كنتي تعرفي إن علي غني وقاعد بقصر زي ده ولا اتفاجئتي لما جيتي هنا
وقبل أن تستوعب ما تحاول قوله قالت بنظرة محتقرة 
مهو أكيد مش هترسمي الرسم ده كله الا لو كنتي عارفة ورا الجوازة دي أيه
انهمرت دمعاتها بقوة ورددت بصعوبة بحديثها 
أنا مش عارفة ليه حضرتك شايفاني بالشكل البشع ده بس أنا مقدرة اللي آنت فيه أنا نفسي حاولت أرفض وأوقف علي عن الجوازة دي بس مقدرتش  
ضحكت ساخرة 
ومقدرتيش ليه ويا ريت تسيبك من جو سعاد حسني ده لإني زي ما قولتلك قارية دماغك  
رددت بصوت واهن بعدما سيطر عليها بوادر نوبة تجتاح أضلعها 
انا بحس معاه بالأمان وآ  
قاطعتها وهي تعتدل بجلستها قائلة 
اسمعيني يا فطيمة وأوزني كلامي كويس أنا مستعدة أشتريلك بيت بإسمك وأحولك 2مليون دولار في سبيل إنك تطلبي الطلاق وتخرجي من حياة علي للأبد 
جحظت عينيها صدمة فحاولت بشتى الطرق اجبار لسانها على الحديث فأشارت لها فريدة 
احسبيها كويس وإبقي بلغيني ردك  
وتركتها واتجهت للداخل تاركة من خلفها قلبا ېتمزق دون رحمة اخترقت الآلآم رأسها بشكل جعلها تئن ۏجعا فشعرت بأنها على وشك الاغماء بأي لحظة لذا اردت الصعود لغرفتها قبل أن يرى أحدا حالتها تلك 
صعدت فطيمة الدرج الجانبي حتى وصلت لشرفة غرفتها فما أن ولجت للداخل حتى تفاحآت بعلي يبحث عنها بالغرفة بفزع اهتدى فور رؤيتها فدنى منها متسائلا 
كنتي فين يا فطيمة قلقتيني عنك! 
رفعت يدها تحجب بها آلآم رأسها وفجأة تلاشت محاولتها المستميته وسقط جسدها فاقدا للوعي أمام عينيه فهرع إليها صارخا 
فاطيما! 
يتبع  
صرخات أنثى آية محمد رفعت  
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات أنثى! الطبقة الآرستقراطية!  
الفصل السادس عشر 
اللهم صل وسلم وبارك على من بالصلاة عليه تحط الأوزار وتنال منازل الأبرار ورحمة العزيز الغفار اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد نبيك ورسولك ونعوذ بك من شړ ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك اللهم إنا نسألك حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا الى حبه 
جسدها الهزيل لم يعد قويا ليحتمل كل تلك الضغوطات خرت قوتها وباتت ساقيها ضعيفة لحمل جسدها تعلم بأنها ستخوض معركة ضد فريدة ولكنها والله لا تمتلك النية من الأساس ألا يكفيها ما تواجهه ألا يكفيها ما يقلق منامتها ويكسرها كل يوم بل كل لحظة عساها تدرك بأنها أنثى محطمة تلاشت صرخاتها وتبخرت فلم تعد تمتلك صوتا ولا حياة 
جاهد علي ليجعلها تسترد وعيها ولحظه لم يمتلك بمنزله أي من معداته الطبية أو حتى الدواء الخاص بها فأسرع لغرفته وجذب زجاجة الرفيوم الخاصة به ونثر على كفه ثم حملها لصدره وهو يقرب يده من أنفها وصوته القالق يناديها 
فاطيما سامعني!
بدأت الرائحة النافذة تكسر حاجز ظلمتها والأروع من ذلك بأنها تعلم تلك الرائحة جيدا فهمست إليه 
علي  
ابتسم وهو يجيبها 
جانبك وطوع أمرك يا قلبي!
فتحت عينيها لتجده يتأملها ببسمة هادئة يده تتمسك بيدها وذراعه يلتف من حولها جلست باستقامة على الفراش وأبعدته عنها وهي تتساءل على استحياء 
هو آآ أيه اللي حصل 
مط شفتيه بسخط وقال 
المفروض
مين فينا اللي يسأل أنا ولا إنت 
وتابع بنظرة شك أحاطت تلك التي تتهرب من لقاء رماديته 
كنت فين يا فطيمة وأيه اللي حصلك وخلاكي راجعة بالشكل ده
أخفضت عينيها تبكي بصمت مما جعله يشك بما حدث ليس أحمقا بالنهاية لن يمسها أحدا هنا بالسوء الا والدته جز على أسنانه پغضب فانتفض عن الفراش مرددا 
أكيد فريدة هانم! 
وأسرع للخروج من الغرفة ليواجهها تلك المرة بشراسة تفوق هدوئه الا أن جسده فقد قدرته على الانصياع لأوامره فور أن تمسكت فطيمة بيده وقالت باكية 
لأ يا علي بلاش تكبر المشاكل بينكم أرجوك بلاش تخليها تكرهني أكتر من كده عشان خاطري 
استدار إليها بعدم تصديق تترجاه لأجل والدته التي لم يعنيها حالة تلك المسكينة كان يعلم بأنه سيواجه معاناة طاحنة معها ولكن كان بداخله شعورا يعاكس الأخر بأنه ولربما تتعاطف مع حالتها الصحية 
هدأ من روعه أولا قبل أن يحاوط وجهها الباكي ليته يحيطها بأربع حوائط ويمنعها من أن تختلط بأحد سواه ليته يملك كل أسرار سعادة العالم بأكمله ليمنحها إليها عن طيب خاطر أزاح علي دمعاتها وقال بحزن 
دموعك بتجلدني وبتتحسسني بالعجز فلو مش عايزاني أنزل ليها حالا بلاش ټعيطي!
هزت رأسها بلهفة وأزاحتهما عن وجهها فمنحها ابتسامة جذابة من بلسم شفتيه ونادها 
فطيمة  
الويل لقلبها الضعيف حينما يستمع لصوته المنادي يطحن عضلاتها الهاشة من فرط دقاته العڼيفة أسبلت إليه بارتباك فقال 
لو حابة إننا نمشي من هنا ونشتري شقة نعيش فيها أنا معنديش مانع 
صمتت قليلا تفكر بالأمر نعم ستحصل على راحة مثالية بعيدا عن فريدة ولكنها ستخسر عائلة تحيطها بحنان مثل شمس ومايسان والعم أحمد وعمران التي لم يسبق لها التعامل معه خوفا من أن تجتاحها التشنجات القاټلة لجسدها ولكنها لمست حنانه واحترامه لها من الموقف الصباحي لهذا اليوم مما جعلها تتغمد بالراحة تجاهه وبعيدا عن ذلك إن أطاعت علي بما يريد حينها ستتأكد فريدة بأنها أخبرته بعرضها وأرادت أن تسوء الامور بينها وبين ابنها لذا ستزيد من كرهها واضطهادها إليها فأجلت صوتها الرقيق 
لا أنا مرتاحة هنا 
تنهد علي بضيق تلك الحمقاء لا تعلم بأنه يستطيع سماع صوت تفكيرها الطاحن بينه وبين ذاتها
تم نسخ الرابط