الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

البيت متأخر كالعادة فالمدام قالتلي هتلاقيك كنت عند صحابك المقاطيع ومن هنا لهنا قالتلي روح بات عندهم يا دكتور يا محترم  
حل وثاق قميصه وهو يتابع 
بس كده فاتصلت بسيف أخويا أعرف منه مين من المقاطيع فيكم موجود عنده قالي إنه بره الشقة بيجيب شوية طلبات وميعرفش مين فثكم مشرف عنده النهاردة فجيت أبص وبيني وبينك زهقت من الخلقة اللي متعود أشوفها كل يوم  
قال كلماته وهو يشير على جمال الملقي رأسه على الطاولة 
رد عليه عمران بضيق
البيه سايب بيته بقاله فترة ومقضيها هنا  
هز رأسه قائلا 
عارف عارف يا حبيبي ما أنا بجبله الأكل كل يوم وبتعاقب بتتضيف الشقة من سيف بيقولي ورايا امتحانات ومش فاضي لهلس صحابك  
اختنق عمران فحرر جرفاته ونظراته لا تغادر جمال بحزن بينما تركزت نظرات يوسف المتفحصة له فسأله 
هو نام هنا ليه ما يقوم يدخل أوضته  
التقطت عينيه زجاجة الخمر الموضوعة جانبا فزفر بسخط 
خمړة تاني يا عمران إنت مبتحرمش! 
سدده بنظرة حادة فابتسم ساخرا 
أنا لسه داخل قدامك من شوية واتفاجأت بالبيه أخد مكاني  
جحظت عينيه في صدمة حقيقية فاعتدل بجلسته المريحة وهو يردد بعدم تصديق 
إنت تقصد مين 
انتصب واقفا بدهشة 
لأ جمال مستحيل يعمل كده!! 
وأسرع إليه فأبعده عن الطاولة بعصبية بالغة 
قوووم فوقلي  
دفعه جمال وعاد يلقي برأسه على الطاولة من جديد مرددا 
بعدين يا يوسف سبني  
اشټعل الڠضب بمقلتيه فبحث عما يعاونه بافاقته فسحب الاناء الممتليء بالثلج ودفعه إليه بأكمله انتفض جمال بجلسته وصاح 
إنت غبي يالا بقولك تعبان وجسمي كله مكسر تحدفني بالتلج! 
طرق على صدره وجذبه ليقف أمام عينيه الملتهبة 
أقسم بالله يا جمال لو متعدلت لاډفنك هنا سيف كان بيشتكيلي منك بس أنا متوقعتش إن أمورك توصل لهنا  
فتح عينيه وهو يجيبه بمزح 
ليه يا دكتور كنت فاكر حالتي هتكون أخرها أيه يعني ما أنا سبق وحكيلك  
تماسك الأ يطيح به وقال برزانة 
يا جمال أي اتنين متجوزين طبيعي إن يكون بينهم مشاكل في بداية حياتهم دورك هنا إنك متهربش تواجه وتبرر مش تزيد الامور طين وتسبها لعقلها وشيطنها يأكدلها ظنونها  
وأشار للزجاجة بتقزز 
وفوق كل ده تسكر بتغضب ربنا عشان بتواجه مشاكل سستم طييعي ودائم في حياة كل البشر يا جمال جاوبني ساكت ليه 
وضع عينيه أرضا حرجا منه فأشار باصبعه بتحذير 
دي أول وأخر مرة تعملها سامعني 
هز رأسه بتعب جعل جسده يترنح بوقفته غير واعيا لما يصيب معدته من ألما لا يطاق فاستتد على صدر يوسف 
أنا تعبان أوي يا يوسف بطني بتتقطع  
أجابه ساخرا 
من القرف اللي بلبعته  
وأشار لمن يراقبهما 
اسنده معايا ندخله أوضته لما أشوف أخرتها معاكم أيه 
أحاطه عمران من جانبه الأيمن خاطفا نظرة سريعة إليه وقال 
فوق يا جمال لازم ترجع بيتك عشان مشاكلك مع صبا متزدش  
مال بجسده على الفراش فجذب يوسف الغطاء وداثره جيدا وعدل من ملابسه الغير مهندمة ليحك أنفه وصوت أنفاسه اللاهثة تعلو
مرمطة في العيادة وهنا  
ضحك عمران على مظهره المضحك وصاح 
ورايا يا دكتور الحالات المتعثرة  
حرك كتفيه يعدل من قميصه بغرور 
دكتور يوسف أيوب من أكبر دكاترة النسا والتوليد وبتنازل وبتواضع وبعرف اشكالكم المعتوهه وبتعاقب من حرمي دكتورة ليلى أيوب بالطرد لشقة المقاطيع وعادي وزي الفل  
جذبه عمران من تلباب قميصه پعنف 
إنت هتحكيلي قصة حياتك لخص في إم الليلة دي  
تعالت ضحكاته الرجولية بقوة ولحق به للخارج فجلس كلا منهما على الأريكة لاحظ يوسف تسلل الحزن لمعالم عمران فقال وهو يهم لصنع القهوة 
مالك قالب وشك ليه إنت التاني 
توترت معالمه فنهض واتبعه ليستند على البار وبتلعثم قال 
يوسف أنا آ آآ  
ضيق عينيه الثاقبة إليه فرفع الكوب الفارغ وملعقة السكر إليه 
ولآ أنا بخاف من الداخلة دي أقسم بالله لو قولتلي حاجة تنكد لاقټلك إنت والحيوان اللي جوه ده أنا لسه خارج من ولادة طبيعية متعسرة وخلقي في مناخيري فانجز وإرمي المصېبة اللي بتحاول تلقيها في وشي من ساعة ما شوفت خلقتي  
وجذب هاتفه وهو يهدده 
اتصل بدكتور علي أقرره ولا هتتكلم  
خشاه عمران فجلس على المقعد بارتباك طرق على كتفه ليجذبه نصفه العلوي فوق الطاولة الرخامية الفاصلة بينهما 
انطق ياض هببت أيه إنت التاني 
رفع رماديته بتوتر إليه وردد 
أنا غلطت مع ألكس  
يوسف أنا آآ  
اتبعه للمقعد المجاور له فجذبه ليجلس قبالته يراقبه وهو يرتشف قهوته بجمود فحاول استعطافه 
يوسف أنا حاولت والله بس صدقني أنا
لما بشوفها قدامي بضعف ومبقدرش أتحكم في نفسي  
طعنه بنظرة قاټلة 
حيوان تقصد ما هو الحيوانات هي اللي مبيكنش عندها دارية بالامور ولا التحكم بالذات  
متحاولش يا يوسف صدقني هنسى الصحوبية والعيش والملح اللي بينا وھدفنك حي هنا  
منحه ابتسامة ساخرة وجلس يستكمل قهوته ببرود وحينما انتهى من الكوب لف رأسه تجاه ذاك الثائر فجأة وقال 
متعصبتش ولا اتحمقت عليها كده ولما كلمتك بالحلال وبالاصول على بنت خالتك اللي مش طايقها عرق الرجولة نقح عليك أوي مش غريبة 
ابتلع ريقه وهو يترنح جراء تمعن كلماته المصوبة لكل ذرة داخله فتراجع للخلف بتأثر جعله يرتبك
آآ أنا الوقت إتاخر لازم أرجع  
أشار بيده وهو يعود للتطلع أمامه بكل هيبة ورزانة 
اهرب يا عمران اهرب من حقيقة مشاعرك واجري ورا شيطانك اللي هيدمرك  
فتح عمران الباب ومازالت نظراته منصوبة على رفيقه وحينما استدار ليغادر وجد سيف قبالته يخلع حقيبة ظهره وهو يوزع نظرات متفحصة بينه وبين أخيه الجالس على بعد منهما 
اټخانقتوا تاني ولا أيه! 
أتاه رد أخيه يوسف يجيبه 
حمدلله على سلامتك يا دوك تعالى اشجيني إنت كمان بمصايبك مانا خلاص هقلب تخصصي لطب نفسي ومحلل هنا 
وأضاف وهو يشير لعمران الشارد على باب الشقة كالتمثال 
استضيف دكتور علي يومين هنا للمقاطيع دول يا عمران يمكن يحل مشاكلهم ومشكلتك  
ودعه بنظرة حاړقة قبل أن يصفق الباب هاربا مبتعدا نازحا عن اختراق تلك الكلمات لقلبه المشتعل قاد سيارته پجنون ومازالت كل الاحاديث تختلط إليه تجعله يبدو كالأبله 
توقف فجأة عن القيادة وارح جسده للمقعد وهو يفكر جديا منح زوجته فرصة عسى بقربها يصل لباب الخروج من المتاهة اللعېنة  
دق هاتفه للمرة التي تجاوزت الثامنة ففتحه وهو يجيب 
أيوه يا فؤاد محتاج حاجة! 
استمع للطرف الأخر بعناية فلم يكن سوى السائق الخاص براكان اوقف آدهم السيارة بقوة جعلت عجلاتها تحتك بالرصيف بصوت مقبض 
لأ أوعى تعملها يا فؤاد 
ولف عجلة قيادته ليعود أرداجا وهو يكرر لمسمعه 
متتصرفش نهائي أنا راجع  
وأكد بحزم 
اسمع كلامي ونفذه أنا كلها دقايق وأكون عندك متتصرفش من دماغك فااااهم  
وألقى هاتفه يساره وضغط بسرعته حتى وصل لڤيلا راكان بعد خمسة عشر دقيقة فأسرع للجانب الخلفي حيث كان يقف السائق فؤاد بانتظاره فما أن دنى منه حتى جذبه بعيدا عن نطاق الحرس فقال الأخير وقد برز الڠضب بعروقه المتصلبة 
البت معاه جوه يا باشا أنا مش هقدر أسيبه يعملها حاجه وأقف أتفرج  
كز آدهم على أسنانه وردد بنظرة تحذيرية قاټلة 
إنت اټجننت عايز تضيع تعبنا طول الشهور دي في لمح البصر  
ردد باستنكار لما يقوله 
يعني أيه يا باشا هنقف كده ونسيبه يعمل عملته الوس
تقابل حاجبيه المنزوي ڠضبا وبصوت حازم صاريح 
سيطر على أعصابك واتحكم بعقلك  
جابهه بعند 
أنا آسف يا باشا مش هقدر  
وأخرج سلاحھ وهو يسحب زناده للاستعداد فجذبه آدهم ليقف قبالة شرارته متفوها بصرامة 
ده أمر مباشر مني يا حضرة الظابط  
أدى تحيته العسكرية وهو يردد بوقار 
الأمر نافذ  
وتركه وغادر وعينيه تلمع بالدمع استعطف قلب آدهم فجذبه وهمس له
متقلقش أنا هخلص البنت دي بدون ما ننكشف  
وتابع وهو يشير 
هانت وهنجيبه راكع تحت رجلينا  
وتركه وأسرع بالتواجه للداخل متعمدا الطرق أكثر من مرة على الباب حتى لا يطرق له فرصة افتعال أي شيء وبالفعل فتح راكان باب غرفته وبيده زجاجة الكحول رفع آدهم نظراته المتقززة ليصل لوجهه ورسم بصعوبة بسمة خاطفة وهو يردد 
اللي حسبته لقيته عثمان الحقېر حطيلي قنبلة بعربيتي كان عايز يخلص مني عشان يوصلك  
برق بعينيه بدهشة 
قنبلة!! 
هز رأسه مؤكدا وتابع بقص التفاصيل إليه خاصة بما تخص شمس فأسرع متلهفا 
طب وشمس جرالها حاجة 
أجابه ويده مضمومة على الأخرى 
اطمن يا باشا شمس هانم بأمان أنا مستحيل كنت هسيبها تتأذى  
راح على وجه راكان بسمة واسعة وهمس وهو يطرق على عضلات صدر آدهم 
براڤو يا وحش ده المتوقع منك إنت متعرفش لو جرالها حاجة كنت هخسر إزاي  
وتابع وهو يرتشف كحوله اللعېن 
البت دي من عيلة كبيرة أوي مركز ونسب يليق باسمي ويخلينيا نتابع شغلنا من غير ما نلفت النظر لينا وبالأخص كمان عمران أخوها شركاته وعلاقاته تقدر تفيدنا لو جرينا رجله معانا  
وعاد من أرض أحلامه يبتسم لمن يطعنه بثبات قاټل 
أنا مش عارف أشكرك ازاي من يوم ما ظهرتلي وانت ملاكي الحارس اللي في دهري وقدام كل شړ أتعرضه  
همس آدهم بصوت خبيث منخفض 
أنا ملاك موتك اللي هقبض روحك وأرجعها لقفصها  
انتبه آدهم من شروده على كلمات راكان 
أطلب مني اللي تحبه وفورا هلبيهولك  
اعتبرها ملكك أنا مجتش جانبها بقالي ساعة بحاول معاها بس بنت ال مستقوية عليا عشان سکړان  
وخرج من الغرفة وهو يغمز له 
عارف إنها مش هتأخد معاك غلوة أكلم أنا واحدة من البنات إياهم  
راقبه آدهم بنظرة مستحقرة فما أن اختفى من الرواق حتى بصق خلفه مرددا 
كلب  
ثم ولج للداخل فصعق حينما وجدها طفلة لا تتعدى عمرها السابعة عشر 
لا تفعل أرجوك  
إركضي سريعا إن رغبتي بالنجاة  
فور إنتهاء كلماته هرعت وكأنها تهرب من شبح مۏتها بعدما حررها ذاك الملاك الذي يبدو مخيفا من نظراته الثاقبة وخطاه الواثق ولكنه فجأها بأنه لا يريد أن يكون سجانها العتي بل أراها جانبا أخرا لشهامة رجلا يجابه دناءة الأخر في الوقت ذاته 
استند بجسده على أحد فروع الشجرة بالحديقة بعدما فشل بالنوم فهبط يتمشى بحديقة المنزل زفر علي بملل وكاد بالتراجع فلفت انتباهه تلك الجالسة على الأريكة هائمة بضوء القمر بسكون اقترب منها ببسمته الجذابة واقتحم صوته الرجولي عالمها الهادئ 
لسه صاحية 
انتبهت له مايسان فمنحته ابتسامة هادئة 
مجاليش نوم قولت أنزل اشم الهوا النقي ده  
مال بجسده يستند على حافة الاريكة الخشبية متسائلا بتهذب 
تتضايقي لو
تم نسخ الرابط