الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
يوسف تخفي جمالها عن الرجالة كلها لحد ما يتقفل علينا باب واحد!
ابتسم وهو يستمع إليه وقال بجدية
راجل يالا تربية ايدي!
ضحك وهو يغمز له
طب فكك من حوار نونة الخاطبة دي وأرغي دكتورة ليلى طردتك ليه المرادي!
تقلب بفراشه بانزعاج يحاول السيطرة على لهفته فالوقت قد شارف على الثالثة صباحا كيف سيتصل به بوقت كذلك ولكن النوم جفاه وعينيه لا تفارق ساعة الحائط فاستقام بجلسته وهو يردد
وعاد يجيب على ذاته
بس الوقت متأخر جدا يا علي هيقول أيه!
واقنع ذاته ببسمة واسعة
هي رنة واحدة رد رد مردش هكلمه بكره
وبالفعل حرر زر الاتصال ليتفاجئ بصوت الجوكر الناعس يجيبه
دكتور علي خير!
سحب نفسا طويلا ليجيبه ببسمة واسعة
النهاردة كتب كتابي على فطيمة!
بداخلها خوفا كبيرا تجاه ما سيتعرض له علي بسببها ولكنها الآن كالغريقة التي تتمسك بقشة نجاتها وعلي هو كل شيء لها الثمانية وأربعون ساعة التي قضتها دون رؤيته بالمشفى كانت على وشك الجنون وكأنها تترقب جرعة المخدر الذي سيذهق عقلها عن آلآمه جميعها وكأنه البلسم لكافة چروحها لا تحتاجه كطبيب يكفي وجوده لجوارها حتى وإن كان صامتا الأمر يتعلق به
انتهى من ارتداء ملابسه وأخذ يصفف خصلات شعره حينما اتاه صوت طرقات باب غرفته ومن خلفها صوتها الرقيق يستأذن
ابتسم وهو يشير لها
تعالى يا روح قلبي
ولجت شمس للداخل بفستانها الأزرق الطويل تهرول حتى أصبحت أمامه تخبره بحماس
أنا جاهزة
عقد حاجبيه باستغراب فأحاط رقبته بالجرفات متسائلا
جاهزة لأيه مش فاهم!
ذمت شفتيها بضيق
هو إنت عايز تروح تكتب كتابك من غير أختك يا علي!
مش خاېفة من فريدة هانم
هزت شمس رأسها نافية وأضافت
أنا جاهزة أتعرف على البنوتة اللي
سحرت قلب دكتور علي
فتح ذراعيه لها ببسمة جذابة فاحاطت رقبته ورأسها ممدد على صدره فربت بحنان على خصرها وهو يهمس لها
حبيبتي منحرمش منك أبدا أكيد طبعا هاخد شمس هانم بنفسي لهناك
صاحت بحماس
هجيب شنطتي وهجي
هز رأسه بتفهم وجذب جاكيته يرتديه على عجلة ثم توجه لغرفة عمران يطرق بابه وما ان استمع لصوته يأذن له بالدخول ولج ببسمته الواسعة
صباح الخير
ابتسم ذاك المشاكس الذي يتناول طعام الافطار بيد مايسان التي تجاهد لاخفاء خجلها الشديد وخاصة مع دخول علي
صباحك ورد يا دوك تعالى افطر
غمز علي بخبث
مايا هانم بتأكلك بنفسها! الله يسهله يا عم
ارتبكت مايسان فطرقت الصينية من يدها على الكومود ورددت لعلي بحرج وخوف
والله ما أنا أخوك الوقح اللي أجبرني أكله بيقول مش عارف يأكل بإيد واحدة
تعالت ضحكات علي حتى كاد بالسقوط أرضا بينما كز عمران على شفتيه وهو يصيح بانفعال
هو قافشنا في شقة مفروشة!! أنت مراتي يا غبية تأكليني تحضنيني كل شيء وارد
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فأشارت بارتباك
شوفت يا علي أخوك بيتكلم ازاي آآ أنا غلطانه إني جيت أشوفك فطرت ولا لا أنا ماشية
وكادت بالهروب كعادتها ولكن صوت علي أوقفها
مايا استني أنا عايزك
عادت لتقف على مقربة منه ونظراتها الساخطة تحيط عمران الذي يغمز لها ويمنحها قبلات بالهواء متعمدا أن يثير ڠضبها مستغلا أن علي يستدير بوجهه عنه
أخرج علي من جيبه الفيزا الخاصة به ثم قال
مايا أنا عايزك تاخدي فطيمة وتنزلي تشتريلها شوية هدوم وكمان تجبيلها فستان شيك كده عشان بليل هعدي عليكم وهنطلع على المحامي نكتب الكتاب
هزت رأسها بترحاب
بس كده عيوني
ابتسم وهو يشكرها بامتنان
الأخت الجدعة متتعوضش حقيقي بشكرك على كل حاجة يا مايا
اعترضت بلباقة
متقولش كده يا علي انت أخويا المهم بس تنفد من فريدة هانم النهاردة ربنا معاك
ضحك وهو يعدل من جرفاته بغرور
متقلقيش على أخوكي جامد ومفيش حاجة تهزه
ردد عمران ساخرا
طيب يا جامد متنساش تاخدني معاك أبارك ولا هترميني على السرير كده شبه العانس وانت مدورها!
انطلقت ضحكاته وقال وهو يتفحص ساعة يده
متقلقش على فكرة دكتورة ليلى هتبعتلك دكتورة علاج طبيعي هتساعدك بتمارين خفيفة كده من النهاردة زمانها على وصول
انشرح وجهه ومنح بسمة خبيثة لزوجته قبل أن يقول
والله دكتورة ليلى دي بتفهم
اڼفجرت مايا بغيظها مرددة
مفيش غير دكتورة يا علي متشوق دكتور أحسن!
نهض عن الفراش يقف قبالتها
هشوف حاضر بس الدكتورة دي كبيرة بالسن متقلقيش منها يعني
لعقت شفتيها بارتباك من كشف أمرها أمامهما فقالت بارتباك
وأنا هقلق ليه يعني
شهقت صدمة حينما جذبها عمران لاحضانه يتعمق بالتطلع لوجهها القريب ويهتف ساخرا
كل اللي هنا عارفين إنك واقعة في غرامي ما تحني بقى!
لکمته مايا پغضب وصړخت به
سبني انت اټجننت أخوك واقف!!
هز علي رأسه بسخط واتجه ليغادر مرددا
أخوه عارف إنه وقح متقلقيش
نجحت بالتحرر من قبضته وهرولت خلف علي تخبره باستحياء
هغير وهنزل حالا يا علي
أجابها دون أن يستدير
واستعجلي شمس معاكي
طب وأنا يا علي مش هتأخدني معاك!
جحظت عينيه صدمة فاستدار للخلف ليتفاجئ بها تقف مرتدية ثياب الخروج برفقة أحمد الذي غمز لها بمكر فردد پصدمة
فريدة هانم!
يتبع
صرخات أنثى
التفاعل يا جماعة من فضلكم ده بيحسن من إنتشار للرواية
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية!
الفصل الثالث عشر
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شړ نفسي ومن شړ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
تجمعت الدهشة والريبة لتشكل على معالم علي بحرافية وبالرغم من محاولات أحمد ببث الأطمئنان إليه الا أنه لم يكن بذلك أبدا فما أن توقفت سيارته قبالة العمارة حتى قال قبل هبوط الجميع
فريدة هانم من فضلك يا ريت تتعاملي مع فطيمة بحذر فطيمة مريضة نفسيا يعني ده هيدمر اللي وصلتله بحالتها
حدجته من تجلس بالخلف جوار مايا وشمس بنظرة قاټلة ورددت باستهزاء
والله ولما هي مبقتش كويسة خرجتها من المستشفى ليه يا دكتور!
تنحنح أحمد الجالس بالأمام جوار علي
فريدة وبعدين!
ادعت برودها ووداعة ملامحها وهي تجيب
أيه اللي قولته غلط يا أحمد! المكان الطبيعي للمرضى النفسين هو المستشفى!
أغلق علي عينيه بقوة وهو يحاول التماسك لا يريد نزع تلك الليلة وخاصة بأنه لن يترك فطيمة تجلس بمفردها سيصطحبها للمنزل حتى موعد الزفاف فوجد شمس تمسد على كتفه وهي تمنحه رسالة مبطنه لقلقه بعدم تمكنه من الصعود برفقتهم الآن
متقلقش يا علي هنتعامل معاها بحرص وأنا ومايا مش هسيبها خالص لحد ما ترجع بليل
أكدت له مايا وهي تتابع نظرات فريدة المشټعلة على ابنتها
احنا أساسا يدوب ننزل عشان نشتري الفستان ونجهز فطيمة
ضيقت عينيها بدهشة
تخرجوا فين
ردت شمس بتوتر
هناخد فطيمة نجبلها فستان لكتب الكتاب
زوت شفتيها بسخرية
والله! طب تمام يلا عشان منتأخرش
جحظت أعين مايا وتبادلت النظرات مع شمس وعلي وهي تتساءل
هو حضرتك هتيجي معانا
أغلقت زر جاكيتها الأسود الشبيهة للتنورة السوداء وقميصها الأسود الأنيق من أسفل الجاكيت الثمين قائلة
عندك اعتراض يا مايا
هزت رأسها نافية وبالكد قالت
لا طبعا أنا بسأل بس
فتحت شمس باب السيارة وهبطت لتلحق بها فريدة ومايسان بينما ظل أحمد جوار علي ليشير له
يلا يا علي إطلع على المحامي نرتب معاه الأوراق عشان منتاخرش
زادت صدمة علي فصاح بعدم تصديق
عمي حضرتك جاي معايا
هز رأسه مؤكدا فقال الاخير
لا طبعا متقوليش إنك هتسيب فريدة هانم مع فطيمة لوحدها محدش هيقدر عليها غيرك إنت!
ضحك أحمد بشدة وردد
إنت قاريني غلط يا علي فريدة أمك مش بترضخ لحد هي ممكن تكون بتتفادى رغيي فبتعمل اللي بطلبه عشان أبطل أتكلم بالموضوع لكن في حقيقة الأمر فريدة هانم مفيش شيء بيردعها عن اللي في دماغها
وهمس بصوت ظنه غير مسموع لعلي
لو كنت قدرت عليها يمكن ده مكنش حالي!
ابتسم بسخط تمكن من إخفائه وقال محاولا تصنع جديته
عمي أنا مش هقدر أمشي من هنا وأنا قلقان عليها وجودك على الأقل هيطمني
وتابع بحزن تغلب عليه
فطيمة أقل شيء بيخلي حالتها تسوء أكتر من فضلك حاول تمنع ماما إنها تضايقها
شفق عليه وعلى القدر الذي وضعه باختبار سيكون من الصعب عليه تجاوزه كان يعلم منذ أشهر بأنه علي قد سقط بداء العشق فلم يكن بذاك الطبيب الذي يفشي أسرار عمله عن مرضاه أبدا ولكن من كثرة تفكيره بفطيمة وما يخصها كان يشعر تجاهها وإنها من أولويات حياته وكأنها أحد أفراد عائلته فكان يحاول باستماتة علاجها طوال تلك المدة التي تكمل العام بعد سفرهما من مصر لانجلترا فنتج عن انشغاله تقصيرا شمله تجاه العائلة فاضطر أسفا يبرر انشغاله لرفيقه الودود أحمد ووالدته وأخيه ظنا من أنهم سيتفهموا سبب غيابه بالأيام عن العودة
ورغما عنه وجد الامور تخرج عن طور سيطرته فإذا بقلبه المغدور يعلن حبها صريحا له جابه مشاعره كثيرا ولكن قلبه بالنهاية انتصر
تحركت يد أحمد تربت على ساقه وهو يخبره ببسمة هادئة
متقلقش يا علي هكون موجود معاهم ومش هسمح لفريدة تعمل شيء
وهبط يغلق باب السيارة وهو يشير إليه
روح
متابعة القراءة