الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
بين اصطكاك أسنانه
ما أنت معصبني خصوصا إنك واقف بعيد ومش طايلك تعالى لو راجل تعالى أقف هنا قدامي!
انحنى يجمع زجاج المزهرية لسلة المهملات مردفا
لا أجيلك ولا تجيني خليك مستريح مكانك أنا أساسا مش فاضيلك
وانتهى من جمع الشظايا ثم إتجه ليغادر فقال عمران بحزم
جمال جهز أوراق سفر والدتك وأنا هتكفل بفلوس العملية ولما تجمع المبلغ بعد المناقصة اللي داخلها ابقى سددلي جزء منه وبعد كل مناقصة هأخد جزء من فلوسي وبكده تكون رضيت غرورك الغبي
اتعصبت! حلو تعالى اقعد جنبي هنا ونتكلم ونتناقش
استدار ليغادر فعاد يناديه مجددا
جمال
توقف محله ليأتيه ټهديدا قطعي
أقسم بالله لو مبعت جبت والدتك الاسبوع ده لا أنت صاحبي ولا أعرفك وإنت عارف كويس إني قد كلامي كفايا زعلي من اللي عملته المرادي هتبقى كبيرة
حاضر هحجزلها
وغادر على الفور من أمامه تاركا ابتسامة الانتصار تحيط بوجه عمران فتمدد على الفراش ليغلق عينيه براحة وفتحها مجددا حينما فتح باب الغرفة مجددا فاعتدل بجلسته هاتفا بسخرية
يا هلا يا هلا بالعريس أيه لسه فاكر أنك نسيتني وراك!
نسيت ابن أختي ورايا ورجعت أخده قوم إلبس وخلصني
منحه نظرة ساخرة قبل أن يشير بيده إليه فجذبه علي ليستقيم بجلسته ومن ثم اتجه للخزانة ليجذب بذلة آنيقة من اللون الأسود مررها لعمران وكاد أن يشرع بمعاونته ليوقفه الأخر بسخط
أيه الذوق المقرف ده إنت بتكروتني!
هو أنا جايبها من دولابي ده ذوقك يا حبيبي!
ألقاها عمران جانبا وأشار له
مش بلبس أنا كده بختار البنطلون وبعد كده بطقم باستايل مختلف مش اللبس المعتاد ده أنت تايه عني ولا أيه يا دكتور
كز على أسنانه بغيظ
هو ده وقت محاضراتك يا عمران فطيمة سايبها مع فريدة هانم وحاسس إني هروح ألقيها نهشتها على سنانها
تعملها مصدقك بس في أمل عمك معاهم فمش هيسمحلها متقلقش
على ذكر عمه قال علي بجدية تامة
لما نرجع بليل محتاجين نتكلم شوية في موضوع مهم لازم أقولك عليه يا عمران
إلتحف بالجدية هو الأخر وسأله باهتمام
موضوع أيه ده
قال وهو يعود للخزانة في محاولة إيجاد ما يناسبه
أشار على البنطال الداكن من خلفه وإختار قميصا أسود اللون ثم أشار لعلي مرددا
عندك درجات الكحلي نقيلي درجة متكنش داكنة أوي
زوى حاجبيه بضجر كلما أمسك سترة أشار له بالنفي فجذب أحدهن وألقاها بوجهه صارخا
إنت بتستهبل! ده أنا العريس مخدتش الوقت ده كله باللبس!
أجابه بسخرية وهو ينزع التيشرت عن جسده
وإنت من أمته بتهتم باختيار لبسك! إنت دقة قديمة يا علي مش ماشي تبع العصر!
ورفع ذراعه يقبل عضلته البارزة متفاخرا
حتى الرياضة مالكش فيها لما بحس إنك شبه خلة السنان!
دنى منه علي بنظرة جعلت الاخير يرتعب وخاصة حينما هدر
تحب أوريلك دلوقتي أنا أقدر أعمل فيك أيه بجسمي اللي شبه خلة السنان ده!
عاد لذكرياته ما تلقاه من ضړبا مپرحا على يده فأشار لذراعه الأيسر
كان على عيني والله بس إنت شايف أهو بعينك عندي شلل نصفي رباعي حاد الزوايا لما أخف إبقى تعالى خد حقك
انحنى يعاونه على ارتداء البنطال بنفاذ صبر ليأتيه الأخير بصاعقة تفوقه حينما ظل لنصف ساعة يختار الحزام الجلدي المناسب للبنطال ونصف ساعة أخرى ليصفف شعره ويختار البرفيوم المناسب فأضرم علي بأن اليوم هو موعظ زفاف أخيه وليس هو
جذبه پغضب حتى وضعه بالسيارة فأطلق صفيرا كان مزعجا لعلي الذي هاتفه مدعيا ابتسامته
تعرف تقعد بهدوء بدل الازعاج اللي عامله ده
أجابه ببسمة واسعة
فرحان يا أخي مش كتب كتاب أخويا!
رد ساخرا
أخوك نفسه معندوش الاستعدادات والانشكاح ده!!
مازحه بمكر وهو يغمز له
حد منعك من الانشكاح انشكح براحتك بس بهدوء عشان فريدة هانم متفزعكش!
صف السيارة جانبا وهبط بخطاه الواثق وإبتسامته الخبيثة تحيل على شفتيه فدنى من فؤاد يتلقف منه ما بيده دون أن يصدر اي رد فعل تثير الشكوك إليه فهمس إليه الاخير
هنوصلها لمصر المرادي إزاي يا باشا
أجابه آدهم وهو يتصنع أنه بعدل حذائه ليدس الفلاشة داخل جواربه ثم انتصب بوقفته يهمس له
متقلقش هتوصل والمرادي بطريقة مختلفة
وغمز له قبل أن يغادر لداخل قصر راكان مستمتعا بكل خطوة يخطوها للداخل بعدما حقق اول إنتصارا بكشف من يعلو راكان وتفاصيل العملية القادمة التي حتما ستكون بمثابة دق أخر مسمار بنعشه
اصطدم إدهم بالهاتف الخاص براكان ملقي أرضا أسفل قدميه فرفع بصره ببطء تجاهه ليجده ينفث غليونه پغضب شديد وما ان رأه حتى صاح
الحيوانة شمس مش بترد على مكالماتي وأنا مش عارف هي قالت أيه لعمران ولا لفريدة هانم كنت عايز أضحك عليها بكلمتين
قبض يده پعنف تمنى لو تركها تطول فكه
فټحطم صف أسنانه السفلية ولكنه سيطر على انفعالاته ليبدو باردا كلوح الثلج وقال
وإنت كنت منتظر أيه منها بعد ما اتخليت عنها واستخبيت ورا العمود!
جذب كأسه يرتشفه بغدافية شديدة وتلفظ
وأنا كنت هعمل أيه يعني أفديها بروحي مثلا! ما إنت عارف اللي فيها
تخلى عن صمته مجددا وفاه
معتقدش شمس هانم تكون قالت لحد من أخواتها ولو ده كان حصل كان زمان حد فيهم كلمك أعتقد إن حوار رجل الأعمال اللي قولنا عليه دخل عليها
تمعن بحديثه جيدا وقال بتردد
طب وهعرف إزاي هحط افتراضات
وتابع بعد تفكير
لازم أقابلها هروحلها الجامعة بكرة!
طرقات على باب غرفتها حررت صوتها الرقيق
اتفضل
ولج للداخل فوجدها تتمعن بتلك الاوراق التي توقع عليها وقالت بعملية دون الاهتمام بالتطلع لمن القادم
استريح ثواني وهكون مع حضرتك
منحها نظرة مستنكرة لوقاحتها بالتعامل مع المړضي فقال بامتعاض
من الذوق والأظب أنك تستقبلي المرضى بابتسامة واهتمام أكتر من كده يا دكتورة!
رفعت عينيها عن الأوراق تزيح نظاراتها ولسانها بردد بدهشة
يوسف!
ابتسم ووضع باقة الورد على الأوراق التي أمامها مرددا
دكتورة ليلى قلب دكتور يوسف وفشته وكليته وكل الأمعاء
ضحكت وهي تراقب باقة الورد بعدم تصديق فقالت باستغراب
ده أيه أكيد بحلم مش كده
ازدادت بسمته عشقا
احلمي وأنا المارد اللي هيحققلك أحلامك كلها ومتعشم فيك تحققيلي حلم واحد بس
امتعضت معالمها ڠضبا بعدما تسرب لها سبب وجوده هنا فألقت باقة الورد بوجهه وهي تهدر بانفعال
آه قول كده بقى إنت جاي عشان ترجع تفتح حوار الخلفة تاني
أبعد الورد عن وجهه وأسنانه تكاد تنهش شفتيه وبدأ يستعيد اتزانه كليا فابتسم وهو يحرر احتقان صوته الغاضب
حبيبتي أنا عارف إنك امبارح اتحججتي بحوار البنت الحامل اللي كلمتني امبارح علشان قبلها كنت بقولك تعدي عليا بالعيادة أكشف عليكي من باب الاطمئنان بحيث يكون عندنا بيبي بأقرب وقت
طرقت على سطح المكتب پغضب
متفتحش الحوار ده تاني يا يوسف من قبل ما نتجوز وأنا قايلالك إني نفسي أحقق طموحاتي وأبقى من أكبر الجراحين في انجلترا وإنت وعدتني إنك هتساعدني ومش هتقف بطريقي
رد عليها بهدوء رغم اشتعال روحه
وهي الخلفة اللي هتعطلك عن تحقيق ذاتك يا دكتورة!
منحته نظرة غريبة يراها ببنية عينيها لأول مرة وألقت إليه تهمتها
يعني لو أنا طلبت منك تسيب شغلك ونجاحك اللي وصلتله هتقبل بده يا يوسف
رمش بعدم استيعاب
وده ډخله أيه في موضوعنا
وبوضوح شديد تساءل
ليلى إنت بتلمحي لايه
نهضت بوقفتها ټطعنه لأول مرة بما جعله عاجزا محله
قصدي إنك غيران من نجاحي يا دكتور يا محترم ودلوقتي عايز تهد كل اللي أنا حققته عشان أقعد في البيت وعلى كتفي عيل!
برق بعينيه پصدمة جعلته يحاول النهوض ليقف قبالتها فاجبر صوته على الاستيقاظ
أنا هعتبر نفسي مسمعتش الكلام اللي قولتيه ده لإني لو أخدته بعين الاعتبار فمش هخرج من الاوضة دي غير وأنا رامي عليكي يمين الطلاق
نالها من الصدمة جانبا بعدما أهانته وانتزعت قلبه من صدره فحاولت الحديث عساها تمحي زلة اللسان الكريهة هذة ولكنه منعها حينما قال پألم جعل صوته جاف
انا عمري ما غيرت من زميل ليا في مجال تخصصي ما بالك بمراتي اللي بتمنالها الخير على حساب نفسي!
وتابع يدافع عن نفسه المچروحه
ثم من أمته وأنا بقف بطريقك! أنا أوقات بحتاج لزوجتي تشاركني أجازتي زي أي إنسان طبيعي ومش بلاقيكي جنبي وعمري ما فتحت بوقي لإني عارف شغلك ومقدر ده عمري ما جبرتك تقعدي من شغلك ولو يوم واحد ولما بترجعي وبتحاولي تعوضي النقص بترتيب البيت والطبيخ بزعل لاني عارف وقفة طول اليوم بالمستشفى عشان المرضى عاملة ازاي فبحاول أساعدك على قد ما أقدر برتب كل شيء ورايا وبعمل لنفسي بأغلب الوقت أكلي ده مش معناه إني ضعيف ومش قادر أكسرك بأي وقت
ورفع اصبعه يحذرها من الحديث حينما همت بذلك ليتابع باندفاع
انتي موجودة هنا في شغلك مش عشان تشاركيني بمصاريف البيت ولا لانك محتاجة للفلوس يا دكتورة أنا سايبك هنا عشان تحققي ذاتك وتنجحي زي ما في احلامك واتنازلت اتنازلت كتير أوي عشان نهايتها تقفي قدامي بكل بجاحة وتقوليلي غيران مني!!
وابتسم ساخرا وهو يضيف
وكل ده ليه عشان نفسي أخلف منك ولد! عشان اديتك وعد وانتظرتك أنت اللي تاخدي أي خطوة وتوقفي المانع من نفسك! كل ده عشان مقدرتش استحمل الۏجع لما بيتولد على ايدي كل يوم طفل وعندي رغبة أشيل ابني بين ايديا زي أي زوج عايش حياة طبيعية مع مراته!! قوليلي أنا غلطت في أيه!
واخفض ذراعه ليضيف بتهكم
بتطالبيني أسيب شغلي على أي أساس! أنا اللي هحمل بدالك وهشيل المسؤولية دي!! وبعدين هو كل ست حملت وخلفت سابت شغلها واتخلت عن حلمها!
ومنحها نظرة أخيرة قبل أن يخبرها
بس عندك حق أنا أستاهل إنك تتمادي بكلامك وطريقتك بالكلام معايا
وحمل باقة الورد ووضعها بسلة القمامة المجاورة لباب الخروج ثم غادر على الفور فانهار جسدها على المقعد لتضم وجهها لكف يدها وهي تردد پصدمة
أيه اللي قولته ده!
وصلت سيارة علي أمام الباب الخارجي للمول فاتصل هاتفيا بعمه ليجده يشير له فقاد للامام قليلا ليتفاجئ بها تهبط الدرج بفستانها الأبيض وملامحها الملائكية التي زلزته وكأنه لم يرى فتاة من قبل هبطت برفقة مايسان وشمس حتى باتت قبالته تتحاشى التطلع
متابعة القراءة