الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
سؤاله وهرع خلف عمه للخارج وقبل أن يتجه لغرفته وجده يقف أمام بابها ينتظره بابتسامة تسلية وكأنه كان يضمن بأنه سيتبعه بعدما ألقى له تلك القنبلة فردد بتلعثم
اللي حضرتك قولته جوه ده إزاي!!
وضع يده بجيب بنطاله وانحنى قبالة وجهه يخبره باستفهام ماكر
إنت كنت فاكرني هتخلى عن حبي بالسهولة دي! اللي قولتهولك كان السبب الأساسي اللي خلاني أعمل كده
أيوه يا مايا
تجهمت معالمه بصورة ملحوظة فقال
خليكي معاها وأنا جاي حالا
وأسرع تجاه الدرج فلحق أحمد به متسائلا بقلق
هز رأسه نافيا وهو يجيبه باحترام
موقف بسيط حصل مع فطيمة ومايا محتاجاني أكون موجود عشان خاېفة تتأثر بيه هبقى أطمنك بالفون متقلقش
وتركه وأكمل بخطاه للخارج مسترسلا
لينا حوار تاني وطويل يا عمي
ابتسم الاخير مرحبا به
مستنيك بأي وقت يا دكتور!
واستدار ليتجه إلى غرفته فوجد الخادمة تقف خلف تخبره
تنقلت بين حوامل الملابس ببسمة رقيقة بدت راضية عن قرارها بعدم الدخول مع مايا وفاطمة لشراء ما يلزم الطعام وتوجهت إلى الطابق الثاني لاستكشاف كولكشن الفساتين الجديدة لهذا العام فجذبها اللونين الأحمر والأسود بدت حائرة بينهما ورددت بصوت منخفض
مش لو كانت مايا معايا كانت ساعدتني في اختيار اللون!
ووصل الصوت الذكوري ليكون أمام عينيها يستكمل حديثه ببسمة مهلكة
أكيد هيكون مميز عليك!
رددت بابتسامة واسعة
آدهم
اتسعت بسمته وأخفض وجهه قليلا كأنه يحيي الملكة
شمس هانم
ارتبكت أمامه وتلفتت من حولها كأنها تخشى وقوفهما بحثت عما ستقوله بتلك اللحظة فلم تجد سوى سؤاله
اقترب آدهم منها ثم قال بنظرة غامضة
جاي عشانك يا شمس
انتبهت لما سيقول باهتمام خاصة وهي تتأمل ثباته الغامض فقطع صمته قائلا
إبعدي عن راكان الفترة دي يا شمس عشان اللي حصل ليكي قبل كده ميتكررش تاني
زوت حاجبيها بدهشة
تقصد أيه
أجابها ومازالت الإبتسامة تشرق على شفتيه
اړتعبت شمس من مجرد تخيل السوء يمسه فقالت بتوتر
إنت ناوي على أيه يا آدهم
اقترب ليقف جوارها يمرر يديه بين حاملة الملابس وكأنه يبحث عن شيئا يناسبه كونه زبونا عاديا وأجابها وعينيه تتعلق على أحد الفساتين
هخلص من راكان واللي وراه بضړبة واحدة والطريق لده إني لازم أوصل للملف اللي أنا عايزه قبل دخول الشحنة الجاية مصر لإني لو منعناها من الدخول هتكشف قبل ما أقدر أخد الملف ده
زاد خۏفها أضعافا فقالت بقلق
أنا خاېفة عليك يا آدهم عشان خاطري خلي بالك من نفسك أنا آآ بحبك ومعنديش أستعداد أخسرك
منحها ابتسامة هادئة قبل أن يستدير ليستعد للمغادرة هامسا لها
مكنش عندي أي سبب يخليني أخاف على نفسي من المۏت دلوقتي بقى عندي اللي يخليني حريص بخطواتي الحلم اللي هيجمعني بيك يا شمسي!
ورحل تاركا الابتسامة تغدو على وجهها الحالم بذاك اليوم الذي ستصبح به زوجته!
وصل علي للمول وبحث عنهما بالطابق الأول فوجدهما يقفان أمام مبردة اللحوم يحملان للعربة وعلى ما يبدو استرخاء معالم فطيمة فأوقف العربة التي تحاول مايا التحكم بعجلاتها لثقل ما تحمله فتصنعت دهشتها لوجوده ورددت
علي! مش معقول!
منحها نظرة ماكرة ونفذ ما طلبته منه ببراعة
أنا كنت قريب منكم هنا فقولت أعدي عليكم أخدكم في طريقي
غمزت مايا بعينيها لعلي فابتسم رغما عنه تكاد تفضحهما بأن مجيئه إلى هنا لم يكن سوى اتفاق جماعي بينهما فتنحنح بخشونة ورماديته تعود لزوجته المرتبكة بوجوده فتساءل
فطيمة إنت كويسة
هزت رأسها بتأكيد ووضعت اللحم بالعربة وهي تخبر مايا
هنحتاجه للكسكس المغربي
عدلت مايا الكيس البلاستيكي وهي تضيف بأعجاب
الله عليكي يا فطوم شكلك كده هتبدعي
وأضافت وهي تشير لعلي
يلا يا علي على الكاشير يدوب نرجع البيت نحضر الأكل بحيث نصحى الصبح على التسوية
دفع العربة وهو يشاكسها بهمس غير مسموع لفاطيما
بقى كده يا ست مايا جايبني عشان تشغليني
ألقت مايسان نظرة متفحصة على فطيمة وحينما تأكدت بأنها تخطو على بعد منهما قالت
علي الحمد لله إنك جيت من أول لما دخلنا الماركت وأنا حاسة إن فاطمة مش طبيعية بتبص على الناس اللي مالية المكان پخوف غريب حتى كان في شاب خبط فيها ڠصب عنه لقيتها اتوترت بشكل غريب أنا خۏفت يجرالها حاجة عشان كده اتصلت بيك
خطڤ نظرة سريعة إليها قبل أن يميل تجاه زوجة أخيه يخبرها
كويس إنك عملتي كده يا مايا فطيمة لسه متعافتش بشكل كامل الازدحام وتعاملها مع الاشخاص الغريبة بيربكها بس أنا سعيد أنها بتحاول تتأقلم وتتعايش مع الوضع وده بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضل وجودك إنت وشمس
ابتسمت برقة
أنا حبيتها أوي وحاسة والله إن فريدة هانم هتحبها فطيمة طيبة وقلبها نقي
ذم شفتيه ساخطا
بتمنى بس صعب
كبتت ضحكاتها وتركته يتجه للكاشير يضع الاغراض على الطاولة الرفيعة فوقفت مايسان جوار فاطمة تتبادل الحديث المرح برفقتها لتجد علي يدنو منهما متسائلا باستغراب
مش بتقولوا شمس معاكم أمال هي فين مش شايفها!
ردت عليه مايا وهي تجذب هاتفها من حقيبة يدها
قالت هتطلع تبص على اللبس فوق ثواني هكلمها تنزل
وبالفعل طلبتها مايا وأخبرتها بأنهم بالخارج بانتظارها جوار سيارة علي هبطت شمس للأسفل فقادت سيارتها ولحقت بهم للقصر وعقلها شارد بذاك الآدهم الذي على وشك خوض معركة مخيفة لا تعلم بأنها ستكون أحد عناصر المرغمة بالمشاركة بتلك الحړب المجهولة!
بغرفة عمران
تنهد بضجر وهو يردد
يا عمي بقالي ساعة بحاول أسحب منك أي معلومة عن اللي قولته لعلي ومازلت بتتهرب مني!
حدجه بنظرة باردة قبل أن ينهض عن المقعد قائلا
يا حبيبي وفر وقتك ووقتي كان زماني نمت!
صاح عمران بعصبية
يعني مش هتتكلم
دنى أحمد منه وانحنى قبالته مرددا
صوتك عالي على ما أعتقد
تصنع خوفه وابتلع ريقه وهو يهمس له
مهو مفيش أي حاجة عملتها جابت معاك نتيجة
ابتسم وأخبره بغرور
لإن الكلمة اللي قولتها لعلي مش هتخرج لحد تاني كانت ساعة شيطان وانصرف يا عمران ارتاحت!
ضيق عينيه وباصرار قال
لما يجي علي هعرف منه
انتصب بوقفته فأغلق زر جاكيته وهو يشير له
تصبح على خير يا عمران
وتركه يكاد ينفجر غيظا وغادر لغرفته بينما الأخر يهمس بفضول
يا ترى قاله أيه خلاه ارتبك بالشكل ده!
نزعت نايا مئزر الجلباب الأسود عن الطبقة الداخلية وأشمرت عن ساعديها مرتدية مريول المطبخ لتبدأ الآن بتفريز الأكياس استعدادا لصنع الطعام ومازال علي يحمل الأغراض من الخارج إليهما بالمطبخ فكانت تحمل منه فطيمة الأكياس لتضعها على الرخامة وحمل كوتون الماء المعدني فأسرعت فطيمة إليه فأشار لها ببسمة حنونة
تقيلة عليكي أنا هدخلها
وبالفعل وضعها علي على الرخامة وقال لتلك المنشغلة بتدوين ملاحظاتها وخطتها بالبدء
ها يا شيف مايا ناقصك حاجة تانية
أشارت له باسمة
بجد يا علي مش عارفة أشكرك إزاي أنا مكنتش عارفة هرجع بكمية الأكياس دي كلها إزاي إنت ربنا بعتك لينا نجدة
حك لحيته النابتة ليخفى بسمته الماكرة
آه ما أنا عارف إن الصدفة دي جت من حظك
وتابع وهو يشير لفطيمة
تسمحيلي بقى أخطف منك فطيمة نص ساعة
أشارت بالقلم الذي تحمله
نص ساعة بس عشان ورانا تجهيزات كتيرة
هز رأسه وأشار لفطيمة قائلا
تعالي يا حبيبتي عايزك
رمشت بارتباك لسماع كلمته المرهقة لمشاعرها التي تخوضها لأول مرة فاتبعته للخارج حتى وجدته يجلس على الأريكة القريبة من الباب الخلفي للمنزل جلست قبالته تنتظر سماع ما سيقوله فقال وهو يرتدي نظارته الطبية ويجذب نوته
هنبدأ أول جلسة لينا في حياتنا الزوجية بس تقدري تقولي مفيش وسطات ففكك بقى إنك مراتي وإني هكون لطيف معاكي الشغل شغل ولا أيه
ابتسمت رغما عنها واكتفت بهزة رأسها بخفة فقال
ها بقى احكيلي يومك النهاردة كان عامل إزاي خصوصا إن دي من المرات المحدودة اللي خرجتي فيها لوحدك!
لعقت شفتيها بارتباك وبدت متحيرة بما ستقول الوضع الآن مختلف بالسابق كانت لتقص عليه كل ما يزعجها كونه طبيبها المعالج الآن هو زوجها كيف ستخبره مثلا بحديث والدته المزعج لها!
كيف ستخبره عما خاضته منذ قليل! الوضع برمته يقلقها
لمس علي ما تفكر به فتردد بما سيفعله ولكنه بالنهاية فعله مد يده ليمسك بيدها التي تفرك بالاخرى بتوتر فاسترخت بين أصابعه الخشنة وتعلقت عينيها به فقال
مټخافيش يا فطيمة أوعدك إني مش هتعامل مع أي شيء هتقوله كزوج هعتبرك زي أي مريضة وأسرارك مش هتخرج بينا ولا هتقصر على انفعالاتي
وتابع بهدوء
يعني مثلا اللي حصل بينك إنت وفريدة هانم الصبح وقلقانه تحكيهولي دلوقتي تقدري تتكلمي وتحكيلي وأنا بعدها هرمي كل شيء ولا كأني سمعت شيء ده وعد
هزت رأسها ببسمة هادئة وحررت صوتها الرقيق قائلة بارتباك
لم شوفتك بالمول فرحت كنت متوترة جدا من المكان وأنا لوحدي
ابتسم وهو يتابع ربكة حدقتيها وقال
مستعد أرافقك في كل مكان تروحيه اطلبي إنت بس وأنا في الأمر بس كل شيء وله شروطه
وخطڤ نظرة للردهة الواسعة قبل أن يدنو منها هامسا
تجيبي حضڼ وقتها ممكن أفكر أسيب شغلي وأجيلك بالمكان اللي تحبيه ها موافقة
احتقنت نظراتها پغضب فتعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق لتبدل ملامح وجهها بثوان وقال بصوت متأثر بضحكاته
هتعملي أيه! مفيش أبواب ترزعيها في وشي هنا!
تسرب لها مغزى حديثه فكلما طرح الأمر إليها كانت تغلق أحد الأبواب بوجهه والآن لا يوجد أبواب مثلمة أخبره تمردت ضحكات فطيمة بقوة جعلته يلاحظ غمازات وجهها بوضوح لأول مرة تكسر حاجز الابتسامة الصغيرة المتكلفة على شفتيها وتضحك بصوتها الانثوي الرقيق
برق بعينيه وكأنه يرى أحد عجائب الدنيا السبع فهمس بصوته المغري وكأنه مسلوب الارادة
عنيا مشافتش أجمل منك يا فاطمة!
تلاشت ضحكاتها تدريجيا ونهضت من جواره تجلي صوتها الهارب بصعوبة
هروح أساعد مايسان بالمطبخ عن إذنك
وقبل أن يعترض هرولت بخطوات سريعة للمطبخ بينما أغلق هو نوته وخلع نظاراته ليتمدد على الأريكة بابتسامة حالمة وهمس بعشق
هحبها أكتر من كده إزاي!
بالمطبخ
متابعة القراءة