الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
بخفة وتقدم علي يشير له بتتابعه باحترام فما أن ابتعدا عن مرمى بصر راكان وتوقف أمام البوابة قبالة سيارته بالتحديد حتى قال بنظرة غامضة
لو مكنش راكان طالبك توصلني كنت هتحجج بأي شيء عشان أتكلم معاك
منحه بسمة ثابتة وأزاح نظارته السوداء عن عينيه
ولو مكتتش طلبت ده كنت خرجت وراك من نفسي نظراتك وطريقتك جوه كانت مضمونها إنك جاي هنا علشاني أنا مش لراكان
ذكي وخبيث يا آدهم
وتساءل بغموض
ويا ترى عرفت كمان من نظراتي أنا هنا ليه
أكد له بإيماءة من رأسه وقال بخشونة
عارف وبتمنى تأجل أي كلام بالموضوع ده بالفترة الحالية بس اللي أقدر أقولهولك إن الكلام اللي وصلك صح أنا بحب شمس ومستحيل هتخلى عنها خصوصا إنه مش مناسب ليها ونهايته خلاص قربت
ولحد ما وقتك المناسب يجي وتقعد قدامي تحكيلي كل شيء خليك بعيد عن أختي وده أمر مش تحذير أنا مقدر سكوتك وشكوكي حاليا مش هتقدر تكون الصورة المطلوبة عنك عشان كده خليك بعيد أفضلك
أشار له بتفهم بالنهاية أي شخصا محله يحق له القلق بشأن شقيقته الموضوع بأكمله مقلق فأغلق باب سيارته منحيا بقامته وجذعيه الضخم
منحه نظرة عميقة ذات مغزى وكلمة واحدة تتحرر على لسانه
مستنيك يا حضرة الظابط!
وانطلق بسيارته تاركا البسمة تغرد على وجهه فدث يديه بجيوب سرواله مطلقا صفيرا مستمتعا لقرب هدفه ها قد اقترب ليصل لأميرته خطوة واحدة ينتهي من ذاك اللعېن ويطالبها لنفسه فتصبح زوجته حينها سيكشف لها عن حبه العميق المحفور داخل قلبه لها تلك التي اختطفت عقله من نظرة واحدة جمعتهما معا وكأنها حورية هاربة للتو ومنحته الآذن باختطفها من معذبها القاس
وبعدين يا باشا معاد التسليم قرب والفلاشة لسه معاك موصلتش للجهاز وفوق كل ده موصلناش للملف!!
أطلق زفرة قوية ومنحه نظرة صارمة جعلت الاخير يرتبك بوقفته
أنا قولت حاجة غلط!
مرر آدهم يده بين خصلاته الطويلة يحررها عن ثباتها لتستجيب لنسمات الهواء فتتحرر على عينيه فاستدار يوليه ظهره هادرا من بين أنفاسه العڼيفة
حركت مقعدها الهزار بحركة هادئة وعينيها مغلقة بقوة تحارب تلك الافكار التي تهاجمها وأساسها سؤال يلح عليها
هل ستتمكن من منحه فرصة التقرب منها وبماذا ستشعر بعدها ماذا لو طعنت پألم الخېانة من جديد!
ولكن لا بأس عليها بالمحاولة ربما تتمكن من قمع كل ذلك خلفها وتمضي معه من جديد هذا ما توده وتتمناه بكل رغبتها فمازال قلبها يعشقه ولم ينتقص حبه شيئا داخلها بل زاد للنخاع!
طرق علي على باب غرفتها طرقتان متتاليتان قبل أن يدخل بالطرد الضخم الذي يحمله وناداها بلهفة
فطيمة أنا آ
ابتلع جملته داخل جوفه حينما وجدها تقف قبالة خزانتها وعلى ما يبدو بأنها كانت تبدل ثيابها فكانت تقف قبالته بقميص من الستان الأسود قصير بعض الشيء ويدها تمسك جلباب طويل أبيص كانت سترتديه قبل أن تغفو وها هو يقتحم غرفتها ليشل حركتها عما كانت تمضي بفعلهارتعشت من أمامه ويدها تحاول اخفاء ساقيها وذراعيها بالجلباب فشعر وكأنها على وشك الاغماء محلها أسرع علي بالحديث وهو يوليها ظهره
أنا آسف يا حبيبتي مكنتش أعرف أنك بتغيري هدومك أنا بس كنت متحمس أعرف رأيك بالهدية اللي كلمتك عنها فأول ما الطرد وصل جبته وجيتلك حقك عليا
ووضع ما يحمله على الفراش وأسرع لباب غرفته الجانبية دون أن ېجرحها بنظرة عينيه مازالت أرضا رغم أنها حلاله زوجته المباح لعينيه بتأملها
أنا في أوضتي أتمنى هديتي تعجبك
وأسرع بالخروج ليترك لها مساحتها خشية من أن تنتابها نوبة قاټلة تصييها في مقټل إلتقطت فاطمة أنفاسها على مهل ويدها تضم صدرها القابض پعنف فمال جسدها للخلف حتى تلقفه المقعد
جلست تحاول تهدئة ذاتها اختنق مجرى تنفسها حينما استعادت تلك الذكريات القاټلة وأقصى ما ېطعنها أن علي رآها بهذا اللبس المخزي فلفت انتباهها جانبه الرجولي حينما امنتع عن التطلع إليها حتى بنظرة صغيرة حفظها من عينيه وكأنها قطعة من قلبه يخشى حتى أن يخجلها!
عاملها كأنها ابنته التي يخشى عليها الحزن أو أن يرى دمعة عابرة بمقلتيها حتى وإن كان قاسېا على ذاته استعادت فطيمة كامل هدوئها ونهضت تكمل ارتداء ثيابها ثم تحركت للفراش لتستكشف ما أحضره لها بفضول
مزقت الورق الأبيض المحاط حول العلبة الضخمة ومن ثم فتحت العلبة ففغر فاهها من هول الصدمة حينما رأت أمامها قفطان أنيق من اللون الأبيض مطرد بحزام من اللون الذهبي ويحيطه بتطريز فخم على أكمامه ولجواره قفطان أخر من اللون الأخضر الملكي يشابهه كثيرا بالتصميم حملتهما بين يدها بفرحة لا تتقاسمها مع أحدا فلم يكن بأوسع مخيلاتها بأنها ستتزوج شخصا خارج جنسيتها فكانت تتأمل يوم زفافها الذي سيتبع على الطريقة المغربية وها هي تتزوج من مصري يقيم بدولة غربية بعيدا عن دولته ولتكن صادقة مع ذاتها ستتزوج من رجل أتى لېحطم صورتها القاسېة التي جمعتها بأشباه الرجال أتى يؤكد لها بأن هنالك نوعية فريدة من نوعها
حمل عشقا داخل قلبه وغلفها داخل أضلعه يحميها من أي شيء وأولها نفسه ورغباته وتمنيه العزيز لها حملت فطيمة القفطان بين يدها بحب وكأنها تجمع ذكريات بلدها بأحضانها واتجهت لغرفة علي فتحتها وولجت تبحث عنها فوجدته يتمدد على الفراش يضع نظارته الطبية ويقرأ كتابا أمامه باهتمام وما أن رأها حتى وضعه جواره على الكومود وأسرع إليها
رفعت عينيها الغارقة بالدموع إليه وبنبرة مهزوزة قالت
شكرا يا علي الهدية دي غالية عليا فوق ما
تتخيل اهتمامك بالتفاصيل وبكل شيء يخصني خۏفك عليا وحمايتك ليا وكلامك اللي بيساندني وبينقذني من اللي بشوفه علي إنت نجاتي!
ابتسم بفرحة وهو يستمع لها رماديته لا تحيل عن احتضانها لهديته فقال بحب لم يستطيع اخفائه
أنا عايش علشانك يا فطيمة أي شيء هيكون سبب لسعادتك هعمله بدون تفكير يهمني أشوف الابتسامة الجميلة دي على وشك ده اللي عايزه صدقيني
وتابع وهو يتطلع لارتباكها الطفيف
هستنى اليوم اللي تكسري فيه أول حاجز بينا وتختاري حضڼي ملجئ ليكي ومهما طال الصبر عمري ما هحزن منك
اتسعت ابتسامتها فضمت القفطان لها واتجهت لتغادر غرفتها قائلة على استحياء
تصبح على خير
أجابها وعينيه لا تفارقها
وإنت من أهل الخير يا روح قلبي
استدارت تغادر سريعا قبل أن يرى ابتسامتها السعيدة على كلماته فأسرعت بالخروج ومازالت تتفحص القفطان بفرحة
الليل في زحامة السوداء وانقباض صدرها يزداد قبضة من الغد تعلم بأنه ليس وقحا فحسب هو عنيدا لا يختل عن كلمة أو وعدا يقدمه لأحد وقد منحها وعدا قاطعا بأنها ستصبح ملكه ومع مرور ذاك الوقت الذي قضتها برفقة شمس وفاطمة يتجهزن للغد بتحضير الفساتين وغيره من زينة العروس الا أن بالها كان مشغول بكلماته وبوعده القاطع تشرب وجهها حمرة طفيفة وهي تتذكر همسه المغري وحنان ضمته لها ولكنها بالنهاية تخشاه وتخشى شيطانه المدفون داخله أغلقت مايسان الضوء المجاور لفراشها وهي تحاول اجبار عينيها على النوم وحينما فشلت استلت مئزرها واتجهت لغرفته بخطوات مندفعة
فتحت بابه بعصبية كادت باسقاط زجاج بابه غير عابئة بتأخر الوقت الذي شارف على الواحدة صباحا
اسمعني كويس يا عمران الكلام الفارغ ده مش هيحصل أبدا متحلمش كتير!
وانهت جملتها وعينيها تبحث عنه باستغراب فوجدته يجلس أرضا على سجادة الصلاة يقرأ القرآن بعناية واهتمام متجاهلا لحديثها تماما حتى انتهى من قراءة ورده فأغلق المصحف ووضعه على الحامل ثم قال بتهكم
روحي نامي يا مايا وبطلي تفكير في كلامي ورانا يوم طويل بكره
كزت على أسنانها بغيظ من بروده فقالت بغيظ
إنت جايب البرود ده منين يا أخي!!!
منحها نظرة ساخرة ثم ادعى براءته
كل محاولاتي العظيمة دي في اقناعك وبارد!!
وتابع وهو يجذب المسبحة الخاصة به
امشي على أوضتك يا بنت الناس بدل ما أغير كلامي
هتفت بنفاذ صبر
عمران يا غرباوي إطلع من دور العاشق الولهان اللي عايش فيه ده أنا قاريه دماغك المنحرفة دي!
جذبها على حين غرة لتسقط على ساقيه وغمز لها بتسلية
طب ركزي فيهم كده وقوليلي قالولك أيه النهاردة
تساءلت باستغراب وهي تحاول ابعاده عنها
هما مين دول
أجابها بخبث
عيوني يا مايا ركزي يا بنت الحلال الفرصة بتيجي مرة واحدة في العمر!
أرادت أن تبعده عنها ولكنها تناست معدن الكلمات المعنفة قبالة عينيه الساحرة التي نجحت بفتنتها آلآف المرات تلعثمت حروفها أمامه ولسانها ينجبر على النطق وكأنه ليس تابع لجسدها
بحبك بحبك يا عمران!
أغلق عينيه بقوة يحتمل تأثير كلماتها التي تذوب ما تبقى بداخله من الجليد فدفعها برفق
امشي دلوقتي علشان متندميش إنك خرجتي من أوضتك دلوقتي
هرولت للخارج ففتفحت بابه لتغادر ولكنها تفاجئت بأحمد يقف قبالتها بعدما كاد بطرق باب الغرفة تلونت وجنتها بحمرة قاتمة فهرعت لغرفتها راكضا بينما ولج الاخير للداخل يهتف بتهكم
أيه جو العشق الممنوع ده! ما تتلم وتقعد إنت ومراتك في أوضة واحدة
تمردت ضحكته الصاخبة لينهيها بمكر
أحمد يا حبيبي متشغلش دماغك بيا أنا وعلي الأمل كله عليك سمعة عيلة الغرباوي بين ايدك يا أبو حميد مع إن حوايا خوف وشك أنك هتأخد عزل انفرادي من أول يوم!
وتابع بغمزة ساخرة
بكره يوم مصيري ليك!!
يتبع
صرخات أنثى
رمضان خلص ومعتش حجج التفاعل أكرمكم الله علشان نباشر بالنشر بشكل شبه يومي
ئ