الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

إنت مشوارك ومتقلقش  
ابتسم براحة بعدما تفادى الخمسون بالمئة من المشاكل فحتى إن كانت فطيمة ستواجه جزءا من تسلط والدته ولكنها ربما تكون هينة أمام المئة بالمئة! 
ارتدت حجابها حينما استمعت لرنين جرس الباب واتجهت لتفتحه فوجدت مايسان تقف ولجوارها فتاة وامرأة تسدد لها نظرة لو حملت الجمر لأشعلت فطيمة على الفور بدى لها بأن تلك المرأة لم تكن سوى فريدة هانم والدة علي وقد صدقت أحاسيسها حينما قالت مايسان 
دي شمس إخت علي يا فطيمة ودي فريدة هانم والدته  
ابتلعت ريقها بتوتر شديد ورددت 
أهلا وسهلا اتفضلوا  
ابتسمت فريدة ساخرة وولجت للداخل متعمدة أن تحك كعب حذائها الأبيض العالي بالأرضية مرددة 
مش محتاجين عزومة إننا ندخل بيتنا يا حبيبتي 
كانت بدايتها معلنة للفتيات بأن تتهييء للحرب منذ الآن فخففت شمس وطأة الاحداث حينما أحاطت فطيمة بذراعيها وببسمة مشرقة قالت 
أهلا بعروستنا الجميلة اللي هتنور بيتنا  
استلطفتها فطيمة فكانت بشوشة رقيقة مثل مايسان فضمتها وأجابتها على استحياء 
تسلميلي يا حبيبتي  
مازحتها وهي تدعي بحيرة 
قوليلي بقى أناديلك فطيمة ولا فاطمة ولا فاطيما  
ضحكت وهي تجيبها 
براحتك الإسم اللي حاباه ناديني بيه  
أشارت لهما مايسان التي تقف بالردهة تراقب فريدة الجالسة على الأريكة تحدجهما بنظرة قاټلة ثم قالت 
يلا يا فطيمة ادخلي غيري هدومك عشان هننزل نشتري فستان لكتب الكتاب  
أخفضت عينيها أرضا بحرج فدنت منها مايسان تهمس لها بضيق 
هو انا مش وريتك امبارح أوضتي وقولتلك إلبسي اللي تحبيه يا فطيمة لسه بالاسدال ليه 
يمكن مش مستنضفة تلبس مكانك يا مايا ومستنية الجديد يوصلها! 
قالتها فريدة وقد بدأت تلقي سهام حربها فانقبضت معالم فطيمة خوفا من القادم خاصة بأن نظراتها كانت مقبضة أجل هي تعلم بأنها لن تكون بداية سلسة بقرار زواجها ليس من علي بالتحديد بل بأي رجلا من البديهي أن والدته لن ترضخ لطلبه الغير مقبول بالزواج من أنثى تم تجرديها مما تمتلك!
هي من البداية كانت تصر برفضها لعلمها ذلك ولكنها بالنهاية لم تكن قاسېة على قلبها مثلما قسى عليها الجميع 
خطفت فطيمة نظرة لفريدة التي تقتص بنظراتها التي شملتها من رأسها لأخمص قدميهاكأنها تقيمها بنظرة تحط من قدرها فوجدت الكره والحقد يترأسان حدقتيها اعتلاها الحزن وفضلت الصمتفتركت فريدة حقيبة يدها البيضاء جانبا واتجهت لتقف قبالتها فمازالت تقف جوار شمس ومايسان جوار باب الشقة المفتوح مربعة يدها حول صدرها بثقة
قوليلي يا فاطيما عملتيها إزاي دي وقدرتي توقعي ابني الدكتور علي!!
واستكملت بسخرية
أصل بصراحه شايفة إنك بتمتلكي ذكاء وخبث ميلقش على وش البراءة اللي مصدرهولي من ساعة ما شوفتيني واحدة زيك باللي حصل معاها كان ممكن يبقى طموحاتها توقع الفراش حد من أمن المستشفى صبي البوفيه لكن الدكتور المعالج دي بصراحه تحسبلك!
صعقټ مما استمعت فشعرت وكأن قدميها تهتز عڼفا طالبة جلوسها قبل أن تسقط أرضا بينما اندفعت شمس تهتف بها 
مامي بليز مينفعش اللي بتقوليه ده حضرتك عارفة إن آآ  
رفعت كفها توقعها عن الحديث ومازالت نظراتها تحيط بفطيمة التي تتشبث بجوانب اسدالها الفضفاض تجاهد أنفاسها اللاهثة فتدخلت مايسان بهدوء 
فريدة هانم ميصحش اللي حضرتك بتقوليه ده علي شرح لحضرتك قبل كده والموضوع انتهى! 
أحالت بنظراتها عنها لتتجه لزوجة ابنها الأصغر وابنتها لتردد باندفاع 
مفيش شيء انتهى يا مايا الحرباية دي عرفت تتلون على ابني عشان توقعه بس مش هتنجح تخدعني ولو عندها ذرة كرامة هتاخد نفسها وتمشي من هنا فورا  
وخطفت مسافتهما لتصبح قبالة عينيها 
ولو بتحبه مع إني أشك في ده هتحب الخير ليه وإنه يكون سعيد مع بنت يكون هو حظها الأول وميبقاش بسببها أضحوكة
وسط الطبقة المخملية اللي مستحيل هتكون منها!
فريدة! 
صوت ذكوري قوي قطع حديثها ليمر من بين الفتيات حتى أصبح قبالتها عوضا عن فطيمة التي يرتجف جسدها فأشار لمايسان وشمس 
خدوها تغير هدومها عشان هنتحرك حالا  
جذبتها شمس بفرحة لوجود أحمد هنا فلا هي تمتلك جرءة محاربتها ولا حتى زوجة أخيها ولجوا بها لغرفة مايسان الجانبية وأغلقوا الباب ليدعوا الساحة لأحمد ليحارب بمفرده 
فما أن تأكد من ابتعادهما حتى صاح غاضبا 
إنت شكلك مش ناوية تجبيها لبر سبق واتكلمنا وانتهينا لسه بتحاولي تعملي أيه تاني 
تركته واتجهت تقف أمام الشرفة الزجاجية الضخمة مرددة بانفعال 
لا مخلصناش يا أحمد أنا مش هقف أتفرج عليها وهي بتدمر ابني قصاد عيني  
حرر زر جاكيته الرمادي ودث يده بجيب بنطاله القماشي فاستند بيده الاخرى على العمود المجاور له وهو يردد بارهاق 
وبعدهالك من العناد يا فريدة تعبتيني وتعبتي اللي حواليكي! 
واتجهت عينيه إليها يخبرها برزانة نبرته الجذابة 
يا فريدة افهمي البنت مريضة حرام عليكي اللي بتعمليه ده هيدمرها  
ضحكت ساخرة واقتربت منه 
والله أول مرة تخليني أشك في ذكائك يا أحمد البنت دي سليمة وأحسن مني ومنك عارفة هي عايزة أيه كويس وبتنفذ لعبتها من زمان لدرجة أن علي مكنش بيتنقل من المستشفى نهائي بسببها والله أعلم هي عملت أيه تاني عشان تخليه يصمم عليها كده مستبعدش أنها أغريته أو آآ 
صوته الجهوري خرج متعصبا 
حرام عليك تظلمي ابنك والبنت بالشكل البشع ده الظاهر إنك بعد اللي عمران عمله بقيتي تشوفي علي نسخة منه علي يا فريدة العفيف اللي مبيسبش ولا فرض علي اللي عاش عمره كله يطيعك رغم إنه عارف انك غلط تفتكر إنه ممكن يرتكب ذنب زي ده!! 
أخفضت وجهها للأسفل فانسدل شعرها القصير يخفي معالم وجهها عن عينيه تراه لا يرغب برؤبة دمعاتها مسح وجهه بقوة كادت باخفاء معالمه ثم دنى يقول 
حبيبتي سبيه يختار حياته ويعيشها زي ما هو حابب والله أعلم بعد كده هيحصل أيه ما يمكن ميتفقوش أو يحصل لا قدر الله عدم تفاهم بينهم ساعتها لو أخد قرار الانفصال يكون باختياره هو وبدون ما تفرضي عليه بشيء  
رفعت وجهها إليه واتجهت لتلامس النافذة الزجاجية هامسة بخبث 
ده اللي هيحصل 
صفق كف بالأخر مرددا بنفاذ صبر 
مفيش فايدة فيك هتفضلي زي ما أنت  
أسرعت إليه تتمسك ذراعه وبرجاء قالت 
أحمد افهمني أنا آآ  
ابتلعت جملتها پصدمة حينما وجدته يستل ذراعه منها بانتفاضة غريبة فراقبت معالمه باستغراب تنحنح بحرج مصطنع 
اعذريني يا فريدة أنا مش حمل أشيل ذنوب متنسيش إني بالنهاية أخو جوزك وعم وألادك  
واستكمل طريقه للمقعد واضعا ساقا فوق الاخرى بثقة تاركها تتأمله بدهشة وخوف بدأ يحيطها من فكرة نفوره منها ومن مشاكلها التي لا تنتهي فوخز قلبها بقوة جعلتها تتجه لتجلس على الأريكة المجاورة له لتردد بصوت محتقن تقطع صداه 
أحمد إنت عايز تبعد عني 
رفع رماديته لها بعتاب شق صدرها 
وأنا من أمته كنت قريب يا فريدة هانم! 
كادت بالحديث إليه فقاطعتهما شمس حينما قالت 
احنا جهزنا يا أنكل أحمد  
نهض يغلق زر جاكيته وهو يشير لهم ببسمة جذابة 
يلا يا شمسي السواق جاب العربية تحت وأنكل أحمد بنفسه اللي هيوصلكم مكان ما تحبوا بس من اولها كده انا مش حمل بهداله البنات والجري على كل محلات المول يعني تحددوا قائمة المحلات اللي هتدخلوها وياريت تكون محدودة مفهوم 
ضحكت مايا وأجابته بمرح 
علم وينفذ يا باشا  
ابتسم وهو يراقبهما واتجهت عينيه على فطيمة التي تتطلع أرضا بحزن تتحاشى أن تتطلع تجاه مكان جلوس فريدة فاقترب منها قائلا بلباقة 
أهلا بعروسة ابني الغالي وأكيد من النهاردة هتبقي بنتي إنتي كمان  
واسترسل مازحا 
ما شاء الله الواد طلع بيفهم ومختار قمراية مش كده ولا أيه يا شمس 
أحابته الاخيرة وهي تضع قبلتها على خد فطيمة 
الا كده دي كريزة يا أنكل  
رددت بخفوت شديد 
شكرا لحضرتك  
أشار لهم على المصعد قائلا 
طيب يلا بسرعة ورانا مشاوير كتير  
واستدار تجاه تلك الساهمة التي مازالت تتطلع لمقعده 
هتيجي معانا ولا هتخليك هنا يا مرات أخويا 
انتقلت نظراتها الغاضبة إليه وحملت حقيبتها واتجهت خلفهن بخطوات متعصبة جعلته يبتسم وهو يهمس بخبث 
مفيش مانع وأنا بحل مشكلة علي أحل مشكلتي بالمرة!
ولج ثلاثتهم للمصعد فوقف جمال قبالة يوسف يعدل من الجرفات مطلقا صفيرا مضحكا 
لا البدالة هتأكل منك حتة يا جو دي مبتخرجش الا للحبايب خد بالك  
نزع يده عن عنقه وهو يصيح بضيق 
خلاص يا عم قرفتني بام البدلة بتاعتك! 
منحهما سيف نظرة ساخطة وعاد يتابعه التاب في محاولة لمراجعة مذاكرته فتوقف المصعد بأحد الطوابق فولجت للداخل فتاة محجبة وضغطت على زر الهبوط للأسفل 
اتسعت بسمة واسعة على وجه يوسف وهو يراقب تلك الفتاة بأعين منبهرة جعلت جمال يميل إليه هامسا پصدمة 
أوعى خناقتك مع دكتورة ليلى تأثر معاك وتتجوز عليها اعقل يا جو! 
لكمه پغضب جعلها تستدير للخلف بريبة فقال يوسف ببسمة بلهاء 
أعتذر عن الازعاج صديقي لا يبدو أنه بخير  
منحته نظرة ساخطة وعادت تتطلع للأمام بينما انجرف يوسف تجاه سيف المنعزل عنهم تماما بمذاكرة دروسه ليجد أخيه يلكزه بقوة جعلته ينزع نظارته الطبية وهو يهدر بانفعال 
في أيه تاني 
أشار بغمزة عينيه 
محجبة ولابسة واسع ومحتشمة مالكش حجة  
وأشار لجمال المنصدم بقدر صدمة سيف 
هعرف من أمن العمارة ساكنة في الدور الكام وهروح أنا وجيمس نخطبهالك ها أيه رأيك 
لطم جبهته بالتاب فاستغل خروجهم من المصعد ليصيح به وهو يسرع لسيارته المصفوفة بالخارج 
أنا واكل ورثك بتحاول تتخلص مني بأي شكل! ما تنزلي اعلان على السوشيل ميديا أحسن! 
وهمس بضيق وهو يصعد لسيارته 
يا رب ارحمني منه ومن أصحابه لاني اتخنقت أغير كالون الشقة ولا أطفش وأسبهاله! 
غادرت سيارته وتبقى يوسف يلمح أثره بعدم رضا فنزع يده المستندة على خصره ليشير لجمال
هات عربيتك يلا  
دنى منه يشاكسه 
بدل ما أنت شايل هم أخوك كده شيل هم نفسك وفكر هتصالح دكتورة ليلى ازاي 
وطرقع أصابعه بخبث 
ولا أقولك إحنا في طريقنا للمعلم زير النساء قاهر قلوب الأجانب استعين بمساعدته أياكش حظك النحس يتفك على إيده  
منحه نظرة غاضبة ليصيح بوجهه 
الزير الوقح مع كل النساء ومش عارف يتواقح مع مراته! غور هات العربية يا جمال وخلي يومك يعدي! 
انتقت مايسان أحد المحلات الراقية وبمساعدة شمس اختاروا فستانا بسيط من اللون الأبيض تحيطه بطانة من الدنتل وصف من الفراشات تحيط بكتفيه لينتهي باتساع وكأنه فستان خاص لسندريلا عصرها فجذبته العاملة بحرص حينما شددت صاحبة المحل بحزم 
إحمليه بحرص ليس لإنه غالي الثمن بل لإن والدتي قد صنعته بيدها خصيصا لمن ستكون صاحبة النصيب  
واستدارت تجاههم مضيفة ببسمة عملية 
ويبدو بأن تلك
تم نسخ الرابط