الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

قال بصوت محتقن يخفي ۏجعا عظيما 
أنا عارف إن اللي عشتيه وفات من حياتك ده صعب وميتنساش بس أنا مش عايزك تفكري فيه وتحاولي تخرجيه من حياتك 
كادت بأن تزجره پغضب أكدت عليه مسبقا بأنها لا تود الحديث على الأقل بالوقت الحالي ولكنها صمتت حينما استرسل ونظراته الغريبة تحيطها 
من أول يوم شوفتك فيه حسيتك مختلفة عن الكل كنت كل ما بقربلك قلبي بيتعلق بيك وپيتألم عليك عيونك فيها ۏجع بيجلد روحي لدرجة إني اتمنيت أقابلك وأكونلك أول راجل في حياتك اتمنيت أغيرلك الفكرة البشعة اللي اترسخت جواك بسبب الكلاب دول بما فيهم خطيبك 
لعقت شفتيها بارتباك فقدت قدرتها على جسدها على لسانها على مشاعرها المنساقة من خلفه لم تتفاجئ من حديثه لطالما كانت تستمع له طوال الثمانية أشهر يتحدث معها عنه وعن عائلته بالرغم من صمتها الا أنها كانت تتمنى الحديث إليه تبتهج بلقائه كل يوم وتترقب لحظة دلوفه كل صباح غرفتها حاملا باقة الورد بين يده التي تزف رائحتها من قبل دخوله لها كانت تسمعه وهو يلمح لها عن مشاعره 
ولكن ما يعجز عقلها تقبله لها وتصريحاته الجريئة بحبها بالرغم ما تعرضت له كيف يسمح لذاته بفعلها وهو طبيبا من عائلة مرموقة يستحق التفكير بأنثى 
أكثر الناس دارية بحالتها هو بداية بما تعرضت له وإلى ما وصلت إليه صممت آذنيها عن سماع أي شيئا فأفاقت على صوته العذب المنادي 
فطيمة سمعاني  
رفعت عينيها الغارقة بالدمع إليه فتركزت على شفتيه التي تعيد كلماته الغير مسموعة مجددا 
أنا بأحبك وعايزك زوجة ليا 
أيمنحها الأمل وقد غادرت عنها الحياة مولية لها ظهرها!
من بين نساء العالم الجميلات ألم يختار سواها! 
ليته حلما ليته وهما ليته مجرد تخيل يزينها قلم بدفترها الذي قدمه لها! 
تمعن علي بملامحها ولأول مرة يعجز عن فهم ما يدور برأسها اعتاد فهم المړيض من أمامه بنظرة والآن يعجز عن فهمها ويخشى أن تنفلت الأمور عكس توقعاته فقال بارتباك 
أنا عارف أن الوقت مش مناسب لكلامي وإني كان المفروض انتظر الوقت المناسب لده بس صدقيني مش قادر مش قادر أكون بعيد وأشوفك بتعاني وأنا مقيد على الكرسي بمارس شغلي  
ومال بجسده يستند على الطاولة حتى بات قريبا مسموعا 
فطيمة أنا عايز أخدك في حضڼي وأدوي كل چرح جوه قلبك أنا شايف نفسي عاجز في اللبس ده لكني واثق لما أقرب منك مش هفشل 
صامتة عن الحديث تصغى جيدا إليه ويترقب هو سماع أي كلمة منها فقال بحزن
ساكتة ليه يا فطيمة إتكلمي! 
تحررت شفتيها المطبقة على بعضها لتحرر كلماتها المتحشرجة 
مش عارفة هقول أيه أنا مش لاقية كلام أقوله لإن كل اللي هيتقال أنت تعرفه وكويس جدا لانك دكتوري  
وتابعت وهي تفرك أصابعها تخفي تأثرها بما ستقول 
لكن هقولك إنك تستاهل إنسانة تانية تكونلها الراجل الأول في حياتها لكن أنا حياتي كلها معاناة سواء بالماضي أو بالمستقبل يعني اللي فات مش هيسبني هفضل أعاني منه دايما  
وأنا جاهز ومتقبل يا فطيمة  
قالها باصرار عجيب واسترسل 
أنا بحبك ومستحيل هتخلى عنك  
وقرب مقعده منها قليلا ليخبرها بتوسل 
وافقي يا فطيمة وأنا أوعدك إني هعوضك عن كل شيء عيشتيه 
نهضت عن المقعد وتراجعت بظهرها للخلف تلتقط أنفاسها المرتبكة فتمكنت بالسيطرة على ذاتها أخيرا وهدرت من بين انفعالاتها 
حرام أني أدمرك بالماضي اللي يخصني 
وتراجعت للخلف حتى وصلت لباب الغرفة وقبل أن تغادر ضغطت على ذاتها پألم وكأنها تخطو فوق زجاج مهشم 
لو سمحت يا دكتور علي تسيب ملف حالتي لدكتور تاني أفضل ليك وليا  
وتركته وغادرت فضم يديه على وجهه بضيق شديد لما حدث فألقى الطاولة بعصبية بالغة 
غبي اتسرعت! 
طوال الطريق حاول جاهدا حثها على الحديث ولكنها كانت صامتة لا ترغب بتلبية قلقه الشديد عليها فما أن توقفت سيارته قبالة باب المنزل تحركت كالدمية المتحركة لتخطو للداخل بعدم اتزانا لحق بها عمران فأمسك بمعصمها يمنعها بصعود الدرج وهو يناديها 
مايا! 
رفعت عينيها المتورمة بالبكاء إليه ترمق رماديته بنظرة قوية رغم انكسارها الأذلي وبنبرة مرتجفة كحال جسدها المرتعش رددت 
طلقني يا عمران من فضلك طلقني  
وتركته مندهشا يحاول استيعاب ما قالته للتو وصعدت للأعلى بآلية تامة تابعها بعينيه وتمنى لو استدارت إليه ليعاتبها عما فعله لتطالبه بذاك الأمر ولكنها لم تستدير إليه وكأنه غير موجود بالمرة 
أغلقت باب غرفتها وتركت قدميها تستكين أرضا پبكاء حارق بينما الأخير مازال يقبع بالأسفل يده تشدد على الدرابزين يود الصعود إليها ولكنه يعلم جيدا بأنها ترغب البقاء بمفردها حينما ټخونها دمعاتها هكذا حفظها منذ الصغر 
لم يفوته تفاصيلها كانت تلك الفتاة قوية بالماضي والآن يعهدها أكثر قوة تطعن حبها وتطالبه بالطلاق والتحرر يعلم بأنه سيعاني فزوجته صعبة المراس ولكنه يستحق لما فعله بها طيلة الخمسة أشهر 
اعتاد رؤيتها كل عام بأعين مفعمة بالحب ولكنه امتنع عن رؤيتها منذ ثلاث سنوات وبالأخص منذ دلوف تلك اللعېنة ألكس لحياته كان يعترض على الهبوط بزيارته السنوية لمصر خشية بأن يحاربه حبها اقتناعا بأن ألكس قد خطفت قلبه الذي كان لها بيوم ما ورهن حبها بالمراهقة الغير متزنة ولكنه الآن رجلا يختار ألكس بعقلانية!!!!
والآن يكتشف الحقيقة والحقيقة تتكمن بكونه رجلا أحمقا لم يكن يمتلك عقلا من الأساس هو الآن بحاجة فرصة ولا يعلم إذ كانت ستمنحه إياها أم لا 
أفاق عمران على كف شمس الموضوع على كتفه استدار فوجدها تتطلع له بحزن وخوف لما تعرض له هو وزوجته ضمھا عمران
لأحضانه وهو يبدد خۏفها 
امسحي دموعك مايا كويسة وأنا كمان بخير يا شمس  
وأبعدها عنه وهو يضم وجهها بحنان 
اطلعي غيري هدومك وخليكي معاها متسبهاش  
أومأت برأسها تؤكد له وهي تمسح دموعها وترفع طرف ثوبها لتلحق بها للاعلى بينما ترنح هو على الأريكة بتعب جعله يسترخي ساندا رأسه للخلف بإرهاق تام فرن هاتفه ليعيد صحوته الغير مريحة 
رفعه عمران مرددا بإنهاك بعدما تحقق من كناية المتصل 
أيوه يا يوسف  
اندفع صوته المتعصب 
إنت فين يا مقطوع أنت والمقطوع التاني مش اتفقنا نتجمع بالشقة يا ابني دي دكتورة ليلى صاحية من النجمة تحضر الأكل انت نسيت العزومة ولا أيه 
أجابه وهو يفرك جبينه بارهاق 
لا منستش أنا شوية وكنت هتحرك عليكم على طول وجمال بيخلص حاجة في مكتبه وزمانه جايلك بالطريق  
رد محذرا 
طب تعالى بسرعة قبل ما الأكل يبرد وخليك فاكر الجمال أنا لسه متجوز من شهرين ومغرقكم خير وأكلات مصرية شوف بقى إنت والحيوان جمال متجوزين بقالكم زمن ومحدش فيكم كلف مراته تعملنا أكلة مصرية ترم العضم بدل العكعكة دي  
ابتسم وهو يردد ساخرا 
جمال بيروح بيته أصلا عشان يخلي مراته تطبخ! 
طعنه بالرد القاطع 
طب وسيادتك نظامك أيه 
اعتدل عمران بجلسته وهو يجيبه بجدية مضحكة 
تصدق إني إلى الآن معرفش إذا كانت مايا بتعرف تطبخ ولا لأ  
ضحك مستهزئا 
إنت أيه اللي تعرفه عن مراتك أساسا يا معتوه أخبرتك سابقا أنت حقېرا أرعن! 
دمج حديثه بالانجليزية فشن هجومه باكرا على من تفاده مرددا 
سخن الأكل أنا جاي وكلم جمال يجبلنا حلويات  
ضحك بصوته الرجولي المسموع 
أنت نفسك مفتوحة على كده  
تقدر تقول إني تقريبا فوقت ومبقتش الغبي اللي يتضحك عليه لقيت اجابة لاسئلتي ونهايتها إني كنت غلط يا صديقي  
تلهف باخباره 
لأ ده إنت تيجي بسرعة نشوف حكايتك أيه 
أغلق عمران هاتفه وألقاه جواره وهو يصفر بهيام بما توصل إليه بعد معاناة فعاد يدق من جديد وما أن إضأت شاشته بإسم ألكس حتى جذبه ليلقيه بالمياه المجاورة لسيارته وهو يردد 
خلاص الأهبل مسح ريالته مش هيكونلك وجود بحياتي تاني لا بالرخيص ولا بعقد جواز! 
حاولت شمس أن تستميل مايسان لحديثها ولكنها كانت صافنة على فراشها تضم جسدها بحزن تام ومع ذلك تابعت شمس حديثها الحزين مرددة في محاولة لجذب انتباهها 
اټصدمت منه لما لقيته بيتكلم على لبسي بالشكل ده ولما رجعت لابسه الفستان اټصدمت أكتر لما لقيته كل شوية يقولي إقلعي الشال الاستاذ كان عايز البروچ الغالي يبان للناس عشان يتأكدوا إن الفستان غالي! 
وزفرت پغضب 
بني آدم حقېر وحقيقي يا مايا مش قادرة أتحمله أنا بكره الصبح هروح لعلي المستشفى وهكلمه يقول لفريدة هانم تفسخ الخطوبة دي  
وحانت منها نظرة إليها فوجدتها لم يرف لها جفنا فأمسكت ذراعها تحركها بحزن 
مايا إنت مش معايا خالص مالك بس يا حبيبتي المفروض إن اللي حصل يفرحك الحمد لله إنت سليمة محصلكيش حاجة وعمران أخدلك حقك وهان الكلبة دي أيه بقى اللي مزعلك 
رفعت عينيها إليها باسمة بتهكم 
عمران عمل كده عشان رجولته وشكله قدام الناس يا شمس مش لإنه واقع في غرامي  
واسترسلت بۏجع تجمع بهالته 
بكره ترجع وتتقربله وكالعادة هيستسلم ليها  
وپحقد مندفع استرسلت 
اللي يضعف مرة قدام واحدة ست هيضعف مليون مرة ليها ولغيرها  
وتابعت وعينيها تحرر دموعها 
عمران ضعيف يا شمس مش هيقدر يحارب شيطانه كان متوقع إني هفرح وهجري عليه بعد ما يكسر ألكس أو يسيبها خالص ميعرفش أني بحاول أحافظ على نفسي  
أنا لو سلمتله يا شمس وخاني بعدها ھموت ومش هقدر أحارب علشان حبي وكبريائي تاني الخساير مش هتكون كسرة قلبي وبس يا شمس الخساير هتكون كسرتي ونهاية حياتي! 
واڼهارت باكية فضمتها شمس إليها بتأثر شاركتها البكاء وبشهقات مخټنقة قالت 
اهدي عشان خاطري أنا فهماك ومقدرة والله بس أنا حاسة إن عمران لو أخد فرصة تانية منك هيتمسك بيها ومستحيل هيضيعها من إيده  
ابتعدت مايسان عنها وأزاحت دموعها بقوة امتدت لها فجأة فقالت وهي ترسم بسمة هادئة 
قومي نامي علشان جامعتك أنا تعبانه وعايزة أرتاح  
وتمددت مايسان على الفراش فاحترمت شمس رغبتها بالبقاء بمفردها ففردت الغطاء عليها وخرجت لغرفتها  
ما أن ولج للداخل حتى ألقى جاكيته على المقعد وحرر قميصه ليتركه مفتوحا ألقى عمران بجسده على الأريكة المقابلة ليوسف الذي يلقيه بنظرة ساخرة 
إلبس هدومك بدل ما تاخد لطشة برد أنا جاي أكل وأنبسط معنديش استعداد أجري بحد  
استند بيده أسفل رأسه وهو يخبره 
متقرفناش بقى يا عم يوسف قوم هات الأكل خلينا نأكل ونغور  
ضحك سيف الذي يتابع دراسته على الحاسوب فأشار له يوسف بضيق 
شوفت بيتكلم ازاي معايا يا سيف! 
هز رأسه مؤكدا ثم قال مازحا 
صحابك عنيفين أوي يا جو بالأخص جمال تحسه إتولد روحه على طرف مناخيره  
رد عليه عمران بتحذير مبطن 
مالك
تم نسخ الرابط