الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
الجميلة هي صاحبة النصيب
اكتفت فكيمة بمنحها بسمة بسيطة بينما كادت بالانصياع ليد شمس التي تجذبها للغرفة بحماس فأستوقفتها جملة فريدة
الفستان شكله قيم ويستاهله عروسة بجد مش كده ولا أيه يا مدام فطيمة
رفعت عينيها الدامعة إليها فوجدتها تمنحها بسمة متشفية لما خاضته الآن فتدخل أحمد حينما قال ببسمة مستفزة لتلك التي تراقبه متعمدا الحديث بالانجليزية ليرضي فضول العاملات من حوله بمحاولة فهم جملة فريدة العربية
بالرغم من خۏفها الشديد من صنف الرجال ولكن هذا الأحمد يبدو بأن شعورها غريبا تجاهه لم تقابله سوى بضعة دقائق وبدأ شعور الألفة والأمان يجتاحها منحته فطيمة بسمة ممتنة وولجت خلف الفتيات للداخل ساهمة بما سيحدث لها من فريدة إن كانت كذلك بأول يوم جمعهما به ماذا ستفعل حينما تذهب للعيش برفقتهم!
والأهم من ذلك إن تركته إلى أين ستذهب هي لا تعرف أحدا هنا سواه هو ومراد الذي لم تمتلك له رقم هاتف حتى لا تعلم لما حنت بتلك اللحظة لعائلتها فافتقدت حضڼ والدتها الراحلة بداخلها عڈاب ېقتلها لأنها تعلم بأن والدتها ماټت من حسرتها على ما حدث لها حتى والدها وشقيقتها انقطعت عنها أخبارهم
متزعليش يا فاطيما خالتي والله طيبة وقلبها أبيض هي بس مش متقبلة إن حد من ولادها يأخد قرار بدون الرجوع ليها وبكره لما تعاشريها هتعرفي الكلام ده بنفسك
وطبطبت عليها وقد انسدلت دمعاتها تأثرا بها بينما قالت شمس بصوتها المحتقن
أبعدتها مايا عنها وأزاحت دموعها قائلة ببسمة
متزعليش بقى ده النهاردة كتب كتابك يا عروسة عايزينك مفرفشة
وتابعت بسخرية
وبعدين إنت عايزة أيه من فريدة هانم ما أنا وشمس وأنكل أحمد ودكتور علي معاكي وبنحبك ده مش كفايا
كافي ليا يا مايا أنا أساسا حبتكم من اول ما شوفتكم والله
ضمتها شمس بسعادة وهي تجيبها
أنا كمان حبيتك جدا جدا
وأشارت لها وهي تخرج من حقبيتها أدوات التجميل
خلصي لبس بقى عشان لسه هحطلك الميكب لكن لفة الحجاب مش هعرف لإني مش محجبة فنخلي مايا تلفهالك
أنا مش بحب أحط مكياج
استدارت إليها تخبرها
مټخافيش انا هحطلك حاجات سمبل كده
هزت رأسها بخفة وإنصاعت لمايا التي تديرها لتغلق سحاب فستانها الأبيض
أبلغتهما الخادمة بأن عمران برفقة الطبيبة بالصالة الرياضية القابعة بالطابق الثاني صعد جمال ويوسف للأعلى فما أن رأتهم الطبيبة حتى تهللت أساريرها وجعلتهما يعاوناها بعلاجه فأمسك به جمال ليسنده على الحامل الخشبي بينما يوسف يحرك قدمه مثلما أمرتهما الطبيبة فعبث جمال ساخرا
دي أخرتها خدامين لمعاليه!
رد عليه يوسف وهو يحرك قدم عمران بمهارة
الحقېر ده مطلع عنينا وهو بصحته وهو راقد!!
أغلق عمران عينيه باسترخاء مستفز
اشتغل وإنت ساكت منك له محدش قالكم تيجوا دلوقتي!
نغزه جمال ساخطا
جاين نكفر عن ذنوبنا بمعرفتك السودة يا سيدي!
لف جسده پعنف جعل يوسف يرتد للخلف ساقطا أرضا ليسدد لكمة قوية اطاحت بفك جمال ليصيح پغضب
احترم نفسك معايا أنا دراعي لسه سليم فخدلك عازل مني بدل ما هلاكك يكون على يدي!
انتصب يوسف بوقفته فاحاط تلباب ملابسه بيده مرددا من بين اصطكاك أسنانه
أقسم بالله يا عمران لو متلميت لكون كسرلك رجلك التانية اعقل كده وسبنا نخلص التمرين المنيل ده خليني أغور من خلقتك أنت والحقېر اللي جنبك ده
برق جمال بدهشة لحقت نبرته المستنكرة
الحقېر ده كنت بتترجاه إمبارح لجل ما يسترك يا دكتور
أصاب عمران نفس الدهشة فاستدار لجمال تاركا يد يوسف تحيط رقبته
تستره من أيه انت انحرفت من ورايا يا دكتور العفة والشرف!
تركه يوسف واتجه للمقعد يجذب جاكيته ويرتديه متمتما بعصبية
أنا غلطان إني سايب
المستشفى والعيادة وجاي لانسان وقح زيك أنا ماشي شوفلك حد يساعد الدكتورة
لم يعبىء به وسأل جمال باهتمام
عمل أيه قولي
أجابه وهو يحيطه بقوة بعدما تخلى يوسف عن مساعدته
دكتورة ليلى طردته في نص الليل بالبيحامة الستان السودة كان شكله مسخرة والله العظيم
أدمى عمران شفتيه ساخطا
اخص على دكتور الندامة بقى تطردك بالبيجامة بالبيجامة يا يوسف!
هدر بانفعال
غنوا وردوا على بعض ما أنا عارفكم واحد وقح وواحد حقېر هستنى منكم أيه!
تعالت ضحكاتهما عاليا فقال عمران وهو يستند على الحاملين الخشب
لخص الحكاية ببوكيه ورد وروحلها المستشفى بيه الستات تحب اللافتات اللطيفة دي وبالذات لو كان بمكان متتوقعش أنك تعملها فيه
وجلس بتعب على أقرب مقعد وهو يستطرد
نسبة كبيرة منهم بيحبوا الواد الروش اللي يبين حبه ليها قدام خلق الله وبالأخص بمكان شغلها ويحبذا بقى لو شخص معتوه راح لمراته مكان شغلها واټخانق معاها هناك دي بتكون نهاية للعلاقة يا صديقي!
أشار جمال بأصبعه ليوسف الشارد بحديث عمران
ركز يالا في الاختيار الأول شيل ورد وروح بكرامتك
وتابع پخوف
سكوتك قلقني إنت بتفكر في الحل التاني ولا أيه!
هز رأسه بنفاذ صبر
يا عم ارحمني انا لسه داخل الدنيا من كام شهر هنهيها من دلوقتي!!
ودث يده بجيب جاكيته يجذب الهاتف الذي يعود لرنينه للمرة الثالثة فخرج من الغرفة الشاسعة بأجهزة رياضية حديثه ثم ذهب بعيدا ليتمكن من الحديث مع زميله بالمشفى
انحنى جمال لعمران الذي يمرر يده على قدمه بتعب وعينيه شاردة بأجهزته المفضلة بشوق لعودته لممارسة الرياضة من جديد فقال بحزن
مع التمرين والعلاج هترجع أحسن من الأول
ابتسم برضا تام وقال
لو ده عقۏبة الكبائر اللي ارتكبتها فأنا راضي يا جمال
وسحب نفسا ثم مرره عبر أنفه مستكملا بحزن
إنت متعرفش الخۏف اللي جوايا مدمرني إزاي خاېف من عقاپ ربنا ليا خاېف ميغفرليش أخطائي اللي ارتكبتها بستنى پخوف العقۏبة اللي هشوفها بالدنيا على جرايمي دي
أدمعت عين جمال تأثرا بحديثه وقال بخشونة يخفي ضعفه خلفها
بطل الكلام الفارغ ده إنت الظاهر كده السم اللي شربته دمرلك عقلك
وتابع ببسمة هادئة
يا عمران ربنا غفور رحيم وإنت مدام ندمت على أخطائك وبتعافر أنك ترجع لطريق الصلاح عمره ما يقفل بابه في وشك أبدا
وبصوت عذب فاجئ عمران ردد جمال بخشوع تام
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم ٥٣ الزمر
أدمعت عين عمران تأثرا من سماع صوته الدافئ فقال
صدق الله العظيم
وبلهفة أضاف
صوتك جميل أوي يا جمال إزاي مسمعتوش قبل كده
ضحك وهو يشير لذاته بغرور مصطنع
صاحبك أحلى واحد يقيم الصلاة بالشركة
وتلاشت بسمته حينما قال بحزن
كلنا بنرتكب معاصي يا عمران أنا مش قادر أنسى المرة اللي شربت فيها الزفت الخمړة لحد الآن مش مسامح نفسي بس بكمل حياتي وبستغفر ربنا على أمل إنه يغفرلي خطيئتي دي
نزع عنه سترته الرياضية وبتقزز شديد قال
البلد اللي احنا فيها دي السبب المعاصي محاوطنا من كل جهة خمړة وستات وكل شيء هنا مباح بدرجة مړعوپة تعرف أنا بتمنى أسافر لمصر ونعيش في القصر بتاع جدي الله يرحمه مع عمي أحمد بس للأسف ڠصب عننا لازم نكون هنا أملاك بابا وشغل علي ودراسة شمس حتى الجمعيات وشغل فريدة هانم كله هنا
رد عليه جمال وعينيه لا تفارقه
دي حجة باطلة بنضحك بيها على نفسنا يا عمران المسلم القوي إيمانه لو سافر لزمن الجاهلية والكفر مش هيتهز فيه شعرة كل دي حجج يا صديقي!
هز رأسه باقتناع وبحرج أضعف حنجرته
عندك حق إحنا محتاجين نقوي إيمانا بالله عز وجل
منحه ابتسامة هادئة قبل أن يشير له
طب سند نعمل التمرين الأخير عشان يوسف ميتأخرش على شغله
أومأ برأسه ونهض يحتمل على كتف رفيقه فأحاطه بقوة بينما اقتحم يوسف الغرفة يخبر جمال بحماس وفرحة
جمال الدكتور الأمريكي اللي كنت بتسألني عنه عشان عملية القلب بتاعت والدتك جاي المستشفى عندنا كام يوم تبع المؤتمر اللي هيقام عندنا دي فرصتك إنه يعمل لوالدتك العملية
شحب وجه جمال تدريجيا فأجلى أحباله الصوتية
بعدين يا يوسف بعدين
استغرب يوسف طريقته ومع ذلك أثر الصمت فقال وهو يعيد هاتفه لجيبه
طيب لو خلصتم خلينا نتحرك اتأخرت
أشار له جمال بارتباك من نظرات عمران إليه فقال وهو يسنده
هدخل عمران أوضته وجاي
أشار له يوسف
طيب هات المفاتيح أدور العربية لما تنجز
دفع له المفاتيح وخطى جوار عمران تجاه غرفته فما أن تأكد عمران من هبوط يوسف حتى منع جمال من الفرار قائلا
استنى عايزك
كاد بالخروج من باب غرفته فاستدار وهو يقبض قبضة يده پغضب لحق هو الاخير بنبرة عمران
سبق وسألتك قبل كده على عملية والدتك وقولتلي إنها لازم تتعمل بأقرب وقت ودلوقتي بعد ما الفرصة جتلك بتتهرب منها في أيه يا جمال
زفر في محاولة لاختيار كلماته
مفيش أنا حاسس إنها بقيت كويسة وآآ
قاطعه بسؤاله المباشر دون لف ودوران
إنت محتاج فلوس
احمرت حدقتيه ڠضبا وصاح بعصبية
مالكش دعوة يا عمران أنا أدرى أحل مشاكلي لوحدي
جذب المزهرية المجاورة لفراشه ليسقطها فوق رأسه بتعصب تفادها جمال بصعوبة وهو يهمس بعدم تصديق
مچنون!!
بحث عمران عما يود استخدامه ولكنه فشل بالوصول للمزهرية الاخرى فصړخ پعنف
استنى أنا هوريك الجنان اللي على أصوله عشان تبقى تعرف تتكلم معايا كويس يا حقېر
وتابع بعصبية بالغة
بقى بتداري عليا بعد كل اللي بينا ده أنا لو حصلي حاجة إنت أول واحد بتجري بيا للدرجادي أنا مصډوم ومش مصدق إنك تكون بتمر بحاجة زي دي وتخبي عننا يا جمال بجد مصډوم ولو قادر أقف كنت قتلتك وخلصت
أسرع يخبره بحزن
إنت عارف إني مش بحب أطلب مساعدة من حد حتى لو كنتوا اخواتي
خرج عمران عن هدوئه فجذب الوسادة من خلفه ليقذفها إليه فالتقطها سريعا ليعيدها إليه بحدة
اهدى بقى بهدلت الأوضة بجنانك ده مش صالة رياضة هي!
أجابه من
متابعة القراءة