الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
المرهقة من مصر لانجلترا
بينما بالغرفة القريبة منه
مازالت تحاول الوصول لابنتها فالوقت تأخر للغاية ولم تعد بعد ألقت فريدة الهاتف من يدها پغضب وصفقت يد بالأخرى وهي تردد بغيظ
أتاخرت ليه لحد دلوقتي!
وزفرت بضيق وهي تحاول
تخمين سبب تأخيرها الغريب فاتجهت لغرفة علي عساه يتمكن من الاتصال بها أو براكان فتفاجئت بالظلام يبتلع الغرفة حتى فراشه كان مرتبا بطريقة أوحت لها بأنه مازال بالخارج فلم تجد السبيل سوى اللجوء لابنه الاصغر
ابتلعت فريدة ريقها واستعادت ثباتها فوقفت أمام المرآة تتأكد من انهدام مئزرها الذي يخفي بيجامة نومها الخفيفة جيدا حتى إن استيقظ جراء ايقاظها لعمران تكون محتشمة أمامه
عمران
تململ بمنامته على هزة يدها الخاڤتة همهم بانزعاج
ممم
رفعت من صوتها قليلا
فوق يا عمران
فتح أحمد عينيه ليتفاجئ بها تحاول إيقاظ عمران فجلس باستقامة قائلا بنوم
فريدة! في حاجة ولا أيه
تحاشت التطلع إليه وقالت بنبرة واجمة
مفيش شمس كانت مع خطيبها واتاخرت بالرجوع هخلي عمران يتصل بيه ويشوف اتاخروا ليه
طيب براحة على الولد أنا هصحيه
وبالفعل ناداه أحمد برفق حتى استجاب إليه فعاونه على الجلوس بوضع وسادة خلفه فردد باستغراب
عمي حضرتك كنت جنبي!! أمال فين مايا أنا قبل ما أنام كانت جنبي هنا!
بدى مرتبكا لا يعلم ماذا يخبره فقال بتلعثم
ردت فريدة بقلق
لا مش في أوضتها أنا لسه جاية من عندها
انتفض عمران بفزع
مش معقول تكون سابتني كده وهربت على مصر زي ما كانت عايزة تعمل قبل كده!!
حينما تطور الأمر قال نافيا
لا يا عمران هي آآ
تطلعت إليه لتهاتفه بحدة
مخبي أيه يا أحمد!
زفر بضيق لحق نبرته
نهضت عن الفراش تصيح پغضب
مشوار مهم فين بالوقت ده!
أجابها بهدوء
معرفش بس قالتلي هرجع مع علي!
ضمت يدها لرأسها وصړخت بانفعال
هو في أيه بالبيت ده شمس لسه مرجعتش لغاية دلوقتي ومايا محدش عارف راحت فين وازاي هترجع مع علي وعلي مرجعش البيت لحد دلوقتي!!
اعتدل عمران بجلسته بصعوبة وهو يتساءل بدهشة
شمس مرجعتش لسه!
أكدت له وهي تستعيد مطلبها الرئيسي
اتصل براكان واساله لانه مش بيرد عليا وتليفون شمس مقفول
والتقطت أنفاسها پعنف وهي تستطرد
أنا هيجرالي حاجة
نهض أحمد واتجه أليها پخوف
طيب اهدي بس مفيش حاجة هتتحل بشدة أعصابك دي
وأشار لعمران قائلا
اتصل الأول براكان وبعد كده نشوف مايا
هز رأسه وجذب هاتفه يحاول الوصول لراكان وبالرغم من رنين هاتفه الا أنه لم يجيبه من الاساس فأعاد الاتصال به وحينما لم يجيبه اتصل بآدهم ولكن دون جدوى فألقى الهاتف جواره وهو يردد پغضب
مبيردش لا هو ولا الحارس بتاعه
تجرد عنها ثباتها الصارم وصاحت بړعب
يعني أيه بنتي راحت فين!!
رد عليها أحمد وهو يجذب مئزره الشتوي على الفراش يرتديه
أنا هروح لراكان البيت أشوف في أيه وهبقى أبلغكم
وتركهما وهرول للخارج فلحقت به فريدة تجيبه بتوتر شملها
أنا كمان هغير هدومي وهجي معاك
أجابها بعدما وصل لغرفته
مفيش داعي يا فريدة خليكي انتي جنب عمران وأنا لو وصلت لشيء هبلغك
هزت رأسها بهدوء وقالت برجاء
بسرعة يا أحمد من فضلك قلبي هيقف من الخۏف عليها
إلتفت إليها وقد ألمته كلماتها فقال تلقائيا
سلامة قلبك
ارتبكت للغاية فتنحنحت وهي تشير على باب غرفة ابنها
آآ هشوف عمران
أومأ برأسه ببسمة جذابة فأغلق الباب من خلفها وشرع بتبديل ملابسه ليغادر سريعا
انتابها عڈاب من چحيم فأجج لها ضميرها صورا مقبضة لما سيحدث وخاصة بعد تضحية آدهم ليفديها من مۏتة كانت واشيكة في حين ذاك الاحمق كان يختبئ خوفا على ذاته ولتكن صادقة لم يعنيها أمره كثيرا بل كانت تتمنى لو تخلصوا منه
خۏفها كان ينبع تجاه ذاك الحارس بطل أحداث قصتها التي يسترسلها القلم كلما تلاقت به منذ بداية ظهوره بحياتها وهو ملاكها الحارس كل موقف احتاجت المساعدة كان هو أول من قدم لها العون لدرجة جعلتها تتمناه أن يكون خطيبها عوضا عن ذاك الجبان لذا أعادت اتجاه السيارة لتلحق بهم بحذر وها هي الآن تقف على بعد قريب من المكان الذي دلف إليه راكان وآدهم وهؤلاء الرجال ولا تعلم ما الذي ينبغي عليها فعله بالتحديد فجذبت هاتفها لتبلغ الشرطة بالأمر ولكنها تفاجئت بهاتفها نفذ شحنه وأصبح دون جدوى!
قيدوه على المقعد البعيد عن مرمى اجتماعهم بينما جلس راكان على أحد المقاعد المقابلة لذاك الذي يرتشف من النبيذ الأحمر بتلذذ وكأنه لا يعنيه ارتكاب مثل تلك المحرمات فنفث دخانه غليونه باستمتاع يجوبه بنظراته تجاه ذاك الذي على وشك البكاء من فرط الخۏف فقال بسخرية
إن كانت تخشاني لتلك الدرجة لما قمت بتجاهل طلبي بلقائك بوقاحة!
ابتلع راكان ريقه بصعوبة وهو يجاهد لخروج كلماته
سامحني سيدي خشيت أن تعاقبني على ما حدث بمصر
وأخذ يبرر لنفسه سريعا
أنا لا ذنب لي بما حدث هناك ظابط مصري يعبث خلفنا وينصب شباكه لنا
منحه نظرة قاټلة قبل أن يهدر بانفعال
هل نسيت ما وكلتك به أنت مسؤول عن توصيل تلك البضاعة من الميناء وبدالا من القيام بعملك تجلس وتخبرني ترهات ستجعلني أقتلك بيدي بأي لحظة
اړتعب لمجرد سماعه تهديده فهرع لمقعده يجلس على قدمه وهو يقبل يده بذل جعل آدهم يمقته بنظرة مستحقرة
لا سيدي أرجوك لا تفعلها أعدك بأنها لن تتكرر مجددا
تابعه بنظرة انتشاء فنفث دخانه بوجهه وهو يشير له ببرودة
حسنا سأمهلك فرصة أخيرة وإن فشلت سأنحر عنقك بنفسي!
هز رأسه بعشوائية وكأنه لا يصدق بأنه وجد فرصة صريحة للبقاء على قيد الحياة فنهض ماريو عن مقعده تاركه مازال ينحني إليه ثم خطى لأخر القاعة ليقف قبالة آدهم المقيد على المقعد فابتسم بتسلية وهو يشير باستهانة
هل هذا الذي وكلته بحمايتك! أراه عاجزا عن حماية نفسه حتى!
ضحك آدهم بصوته الرجولي مما جعل ابتسامة ماريو تتلاشى باستغراب وخاصة حينما قال
أنا الآن أحترم النقاش المتبادل بين رئيسي وبينك لذا أجلس هنا بهدوء وإن منحني الآذن حينها لن يروق لك الأمر!
احتدت نظراته تجاهه وخاصة حينما قال باستهزاء
لست من النوعية التي تنحني لأحد بحياتها قط
تحرر صوته المتعصب مناديا
راكان
هرع إليه مرددت ورأسه ينحني في طاعة
سيدي
قال ساخرا ومازالت عينيه تراقب ذاك الشرس
امنحه الآذن لنرى ما لديه وهو مقيدا هكذا!
سحب نظرة محذرة تجاه آدهم الذي لم يراه من الاساس فمازال يناطح ذاك الواقف قبالته تاركا زر جاكيته يسجل بكاميرته الخفية وجهه جيدا للسلطات
طال الصمت فصړخ ماريو بتعصب
هيا أمره بذلك الآن
تحرر صوته المرتجف قائلا لآدهم
لك ذلك
اتسعت ابتسامته الماكرة فرفع جسده للأعلى پعنف جعله يترنح للخلف فانخلعت مقدمة المقعد فأخفض الحبل من أسفل ليفك وثاقه بشكل فاجئ من يقف أمامه
أخرج رجاله أسلحتهم وأحاطوا آدهم الواقف بثقة يتابع من أمامه بينما ردد كبير حرس ماريو بتوتر
احترس سيدي هذا الرجل خطېرا للغاية أسقط أربعة من رجالنا وكاد باستكمال فعلته وكأنه لم يفعل شيئا!
ابتسم آدهم وردد باستهزاء
ايوه زي ما سمعت من أختك كده احترس عشان محزمش وسطك بطرحة!
ضيق حاجبيه بعدم فهم
ماذا قال للتو
ازداد توتر راكان وصاح به
آدهم هيقتلونا مكانا اهدى!
تجاهله للمرة الثانية وقام بترجمة ما قال
أخبرتك بأن تنتبه لنصيحة رجلك الشهم وتحترس ڠضبيوأنا أعدك الا أتركك وحيدا بقپرك الذي سأصنعه لك سأضع رجالك معك ليكونوا ونسا لك وحينها ستتذكر شهامة المصريين وكرمهم!
ابتسم ماريو وهو يتابعه بإعجاب انقلب إليه بعدما كان متعصبا فدنى منه وهو يقف بنظرة ذات مغزى
اسمع يا فتى سأعقد معك صفقة لن تكرر مطلقا إن قټلت رجالي ستصبح الرجل الأقرب لي سأحيطك بالمال وكل ما تريد
جحظت أعين رجاله پصدمة مما يستمعون إليه حتى راكان نفسه
اقترب آدهم المسافة المتبقية بينهما ليردد بنظرة تحدي
لست فتى أنا رجلا سيحرص أن يلقنك أنت ورجالك دروسا عن رجولة وشهامة العرب
واسترسل ببسمة ماكرة
أما عن عرضك السخي فأنا أقبل نصفه الأول لم أكن عبدا لصبيك حتى أصبح عبدا لك
وفور انتهائه من حديثه اشتبك معهم على الفور تاركا راكان يفتح فاهه صدمة بينما يراقبه ماريو ببسمة تسلية فدنى الاخير منه يهمس له
سيدي أرجوك أوقفه سيقتل رجالك!
قال بعدم مبالاة وهو يشعل غليونه
لا أريد رجالا ضعفاء أمثالهم
واستدار بوجهه إليه يخبره ببسمته
عليا الاعتراف إنك قمت باختيار الرجل الصحيح لحمايتك أيها الوغد!
كانت تحيط الناس من حولها بنظرة مرتبكة بالرغم من أن المكان لم يكن بالمزدحم فحاولت اخفاء توترها بتناول الشاي الساخن الموضوع من أمامها تهربا من نظرات علي المبتسم إليها وفجأة تسلل لمسمعها صوت أنثوي يردد بحماس
علي
كانت فتاة على ما بدى لها بأوائل العشرين من عمرها ترتدي فستانا بسيطا من اللون الأسود فضفاض على حجابا من اللون الأزرق وجهها بشوش بقدر جعلها تبتسم وهي تراقبها
اتجهت نظرات مايسان لها فتساءلت باهتمام
دي فاطمة صح
أجابها علي ببسمة حب لمن تقف قبالتهما
ناديها فطيمة
قدمت يدها في دعوة ترحاب لها
كان نفسي أتعرف عليكي من زمان يا فاطيما أنا مايسان
هزت رأسها وهي لا تجيد اجابتها من شدة ارتباكها فأشار لها علي
مايسان تبقى بنت خالتي ومرات أخويا الصغير يا فطيمة
تحرر صوتها أخيرا
أهلا بيك
سحبت المقعد المجاور لها وجلست جوارها تخبرها بلطف
ما شاء الله قمر أنا قولت كده بردو إن مش أي بنت توقع دكتور علي
تعالت ضحكاته الرجولية لتصل كلماته لها
أيوه ادخلي
متابعة القراءة