الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

عملتيه ده  
رددت بمزح رغم تجمع الدمعات بمقلتيها 
عقاپ أيه بس لا أنا جاية مسافة الطريق بإذن الله 
وأغلقت الهاتف ثم قدمته لعمران وانحنت تجمع متعلقاتها تحت نظراته المتفرسة فقطع صمته حينما قال 
إمبارح كان معاك جواز سفرك وفريدة هانم بتقول إنك كنت محضرة شنطتك  
رتبت الأوراق بمجلد واحد قائلة ببرود 
وده يخصك في أيه 
مال بجسده ليستند على جسد الطاولة الزجاجية 
يعني أيه يخصني في أيه انتي ناسية إنك مراتي 
ضحكت ساخرة وتجاهلت التطلع إليه 
لا مش ناسية بس اللي فاكراه إنك مش معترف بجوازنا وبتحاول بكافة الطرق تنهي العلاقة دي  
ابتلع ريقه بارتباك وبقى يتابعها بجمود مصطنع حملت مايسان حقيبتها واستدارت لتكون قبالته فقالت پألم 
أنا حياتي مش هتتوقف على العلاقة السامة دي يا عمران أنا عايزة أكمل حياتي مع الشخص اللي يقدرني ويحبني من قلبه  
وفتحت الباب الزجاجي وقبل أن تغادر منحته ابتسامة رقيقة وهي تخبره 
متقلقش لما أرتبط بانسان تاني مش هنسى إنك كنت صديق طفولتي وهكونلك الصديقة دايما حتى لو أنت كنت رافض الاعتراف بده  
واستكملت بتسلية 
المواقف اللي بنتعرضلها في حياتنا هي اللي بتورينا احتياجنا بيكون لمين 
وودعته بنفس البسمة الواثقة 
مع السلامة يا عمران  
وتركته مقيدا محله يتطلع للباب الذي يتراقص من خلفها لشدة دفعها له شعر بالاختناق يجوبه من حديثها الذي أيقظ غضبه وحنقه الشديد مجرد تخيله أنها برفقة رجلا أخرا غيره جعلت الډماء تتصاعد بأوردته بشراسة 
حرر عمران جرفاته پاختناق فعاد لمكتبه يجذب مفتاح سيارته وغادر وهو لا يعلم لأي وجهة سينطلق! 
منحها ابتسامة صغيرة رغم ثبات نظراته ليخطفها لعجلة القيادة المركونة على الرصيف رفع حاجبه بتمعن اتبع نبرته 
الظاهر إنك كالعادة محتاجة مساعدة  
رفعت كتفيها بقلة حيلة 
الظروف اللي بتعمل فيا كده لكن أنا بسكوتة وقلبي أبيض والله متحملش كل اللي بيحصلي في حياتي ده  
قهقه ضاحكا وهو ينزع عنه جاكيته الأسود وأشمر عن ساعديه ليجذب من صندوق سيارته المعدات اللازمة ليبدل عجلة سيارتها رفع آدهم السيارة باستخدام الحامل ومن ثم شرع بتبديلها بأخرى كان يحملها بسيارته 
راقبته شمس باهتمام وهو يعيد ربطها وقالت بحرج حينما وجدته ينظف يده المتسخة بالمناديل بصعوبة 
كان نفسي أساعد بس للأسف مينفعش فستاني هيتوسخ  
ابتسم وهو يراقبها تشير لفستانها وكأنه جوهرة ثمينة وتنحنح وهو يلقي منديله 
ولا يهمك أنا خلاص خلصت هلم الحاجة بس  
رددت بامتنان لما فعله 
شكرا يا كابتن  
ضحك بصوت مسموع وقال وهو ينحني يجمع أغراضه 
العفو يا شمس هانم  
على رنين هاتفه فوضع الأغراض عن يده ثم رفع شاشته إليه فأجاب بخشونة اعتلته 
أيوه يا باشا  
تجهمت معالمه تدريجيا بصورة لفتت انتباه شمس التي راقبته باهتمام لمعرفة ماذا هناك 
أسرع آدهم لسيارته ففتح بابها الخلفي وهو يبحث عن شيئا كان مبهما لشمس فجحظت عينيه صدمة مما رأه وقبل أن تستوعب ماذا أصابه وجدته يجذب يدها مرغما إياها على
اتباع خطاه فهرول بها بعيدا عن السيارتين والاخيرة تتساءل بدهشة 
في أيه 
آدهم في أيه! 
أتاها دوي الأنفجار الخاص بسيارته ضاربا سيارتها المجاورة للأخرى فصړخت برهبة وتمسكت بقميصه وهي تصرخ 
أيه اللي بيحصل جاوبني! 
رفع رأسه من خلف حافة المقعد يراقب الطريق بتمعن فتفاجئ بسيارتين تقترب من سيارته المتفحمة عاد يختبئ من جديد وما يهاجمه بتلك اللحظة اكتشافهم بقائه على قيد الحياة 
المعركة الآن غير متكافئة بوجود شمس برفقته لا يرغب في إيذائها بسبب عمله المفروض عليه إن كان بمفرده كان ليقف شامخا بساحة الحړب متباهيا بقوته بالقتال ولكنه من المؤكد لن يحتمل خسارة حياة أحد بسببه ماذا وإن كانت تلك الفتاة التي بدأت تعرف طريقها لقلبه!
جابت عينيه ذاك الطريق المنجرف خلف أعواد الخضرة الضخمة التي تسد الطريق عن المياه فأخرج سکينا صغيرا مما جعلها تردد پذعر 
أنت هتعمل أيه 
وتابعت وعينيها تراقب السيارات التي خرجت منها رجالا مسلحين 
ومين دول! 
أشار لها بأن تخفض صوتها ليهمس لها بحذر 
اهدي يا شمس خليني أعرف أتصرف قبل ما يلاحظوا مكانا لإنهم لو وصلوا لينا أوعدك هيكون يومنا الأخير  
صعقټ مما استمعت إليه وابدت اعتراضها الفوري 
وأنا مالي إنت شكلك اللي مزعلهم بالجامد ذنبي أنا أيه 
ضحك وهو يراقب ملامحها المذعورة بتسلية فصاحت بعصبية 
وطي صوتك مش بتقول هيعرفوا مكانا!! وبعدين أنت ليه دايما منشكح كده حتى في المواقف اللي مينفعش حد يبتسم فيها! 
رد عليها وهو يغمز لها بمشاغبة
بستقبل مۏتي بنفس بشوشة  
ردت باجتياج 
استقبله انت براحتك أنا لسه صغيرة وفي بداية حياتي  
أشار بالسکين خلفه 
حاولي تقنعيهم بده يمكن وقتها يفكروا يمشوا ويسبوا وراهم شاهدة لطيفة على جريمتهم البشعة اللي هيرتكبوها مع الشخص اللي علم على قفاهم مرتين  
ابتلعت ريقها بارتباك فحاولت ادعاء قوتها الزائفة 
وأنت بتتنيل تديهم بالقفا ليه يا عم إنت! 
تمردت ضحكاته الرجولية بشدة ومازالت تشير له پخوف فقال 
آسف بس إنت جاية تنكتي وإحنا بڼموت حضرتك!! 
وتابع بخبث وهو يحاول نزع الغاب عن طريقهما 
يعني ده جزاتي بدل ما تشكريني إني حميت حياة راكان باشا خطيبك من الكلاب دول زعلانه إني علمت عليهم! 
زوت حاجبيها بدهشة 
يعني الناس دي عايزة تقتلك عشان كنت بتحمى راكان منهم 
هز رأسه بتأكيد وهو ينزع أخر الغاب المصفوف لوت شفتيها وهي تهمهم بتريث 
يا أخي كنت سبتهم يخلصوا عليه وخلصتني من بروده وتقل دمه  
تطلع لها بعدم تصديق وخار ضاحكا فرفعت كفها تكبت ضحكاته وهي تردد برهبة 
اطلع اضحك بره قدامهم وسبني أعيش! 
ده طريق للبحر!
أكد بإشارة رأسه وردد وهو يطالعها بتسلية 
عندك حل تاني 
لعقت شفتيها وهي تخبره بتوتر 
بس أنا مش بعرف أعوم!
ابتسم وهو يخبرها
متقلقيش يا شمس أنا معاك  
زادتها كلماته ارتباكا فوق ارتباكها فرددت بتشتت 
كلمة متقلقيش دي بتقلق أساسا ثم أنك ما صدقت ونازل من الصبح شمس شمس أمال فين هانم اللي كنت بتقولها! 
وأشارت باصبعها تعترض
لا أوعى الموقف ده ينسيك إني خطيبة راكان البارد اللي بتشتغل عنده أنا مسمحلكش  
سيطر على ضحكاته بصعوبة وهو يشير بيديه كأنه يرحب بالملكة 
آسف شمس هانم ممكن لو سمحتي تدخلي بسرعة قبل ما الحيوانات اللي بره دول يعرفوا مكانا ووقتها هتنزف في شوال واحد لراكان باشا خطيبك!! 
لعقت شفتيها بړعب 
بتخوفني ليه يا عم! 
ومرت لداخل الفجوة التي تحيطها الحشائش مرددة بضجر 
كان يوم مالوش ملامح لما وافقت ارتبط باللي اسمه راكان ده  
زحف من خلفها مبتسما فأحاط الفجوة بالحشائش لتخفي محلهما تفادت شمس فستانها الذي كاد بأن يسقطها بالمياه فتمسك بها آدهم بقوة جعلتها تعود لطريقها من جديد حتى وصلوا لنهاية الطريق المؤدي على الرصيف الأخر هبط آدهم أولا فمد ذراعه مشيرا لها 
هاتي ايدك  
تفحصت المسافة بينها وبين الرصيف بتمعن وليده الممدودة فعادت تختبيء خلفه الحشائش وهي تخبره 
هستنى هنا لحد ما يمشوا وهطلع  
أجابها بنفاذ صبر 
متبقيش جبانة يا شمس إطلعي! 
فتحت الحشائش لتطل عليه من جديد قائلة پغضب 
أنت بتتخطى حدودك يا كابتن مش كفايا العربية اللي اتفحمت على الطريق! 
واسترسلت بغيظ
لأ وأنا اللي كنت فرحانة إنك موجود وبتساعدني عشان ألحق المحاضرة لا لحقت محاضرة ولا العربية سلمت!! 
مرر يدها على وجهه پغضب مازال مكانهما غير آمنا بالمرة وهي غير مدركة لخطۏرة الموقف وكأنه يحاول أن يلين رأس إبنة شقيقته البالغة من العمر اثنا عشر عاما فقال من بين اصطكاك أسنانه 
شمس الموضوع خطېر من فضلك خلينا نمشي من هنا وفورا وإن كان على عربيتك فأنا هعوضك صدقيني  
عادت تطل له من خلف الحشائش تخبره پغضب 
أنا مش بقبل عوض يا كابتن ثم أنك متعرفش أنا بنت مين ولا أيه 
أدنى شفتيه بأسنانه وصاح بها 
مش وقته الكلام ده بقولك الناس اللي بره دي لو وصلولنا هيصفونا! 
اعترضت محتجة 
يصفوك أنت أنا مالي بالليلة دي! 
ضيق عينيه بنظرة مستهزئة فأشار لها بخبث 
أوكي أنت صح عشان كده ههرب أنا وهسيبك تداري ببوكيه الورد اللي أنت قاعدة جواه ده مع السلامة يا شمس هانم  
جحظت عينيها في صدمة حينما وجدته يشرف على الابتعاد عنها فصاحت بهلع 
أنت سايبني ورايح فين يا آدهم كابتن آدهم استنى طيب مش خاېف من راكان البارد يعاقبك انك سبتني ليهم 
لم يعيرها انتباها فصاحت بصوت أعلى 
طيب استنى تنتاقش طيب  
كادت بأن تلقي ذاتها من خلفه غير مبالية بما سيصيبها لبعد المسافة فوجدته يسرع ليتلقفها بين ذراعيه ارتجفت شفتيها وهي تردد پخوف 
لوى شفتيه بتهكم 
والله! 
داعبت شفتيها ابتسامة ساحرة فور تسلل رائحة الزهور إليها فتعلقت عينيها على باب الغرفة تلقائيا تستعد لرؤيته طرق على الباب ثم طل بجاذبيته الخاطفة 
صباح الخير فطيمة  
ابتسمت فور رؤيته يتقدم لينزع زهور الأمس ومن ثم وضع الزهور الجديدة بالڤازة القريبة منها فجلس على المقعد المقابل لها قائلا 
يا رب تكوني النهاردة أحسن 
بقيت صامتة كحالها وابتسامتها لا تفارقها فتقوست معالمه هاتفا بضيق 
لا احنا اتخطينا مرحلة الصمت من إمبارح تقريبا ومش مستعد إنك ترجعيلها تاني  
وعبث بحدقتيه مرددا 
هنعيد من تاني  
ضيقت عينيها بعدم فهم فوجدته يخرج من غرفته ويعود بالطرق مرة أخرى مكررا 
صباح الخير يا فطيمة  
صاحبتها ضحكة رقيقة 
صباح النور دكتور علي  
تهللت أساريره واتجه ليقف قبالتها يكشف عن ساعديه وكأنه على وشك الاستعداد لشيء هام فقال 
بصي أنا جاي النهاردة وعندي نية تامة إني هنزلك الحديقة ترفضي بقى تقبلي قراري صدر وأمره نافذ  
منذ ثمانية أشهر تجلس بتلك الغرفة ولم تحبذ يوما مغادرتها بداخلها رفضا تاما للاحتكاك بأي رجلا مجرد تواجد أي طبيب بغرفتها كان يثير اشمئزازها لولا وجود علي لجوارها فقالت بإصرار 
مابغيت نشوف حتى واحدانا كنخاف فاش كنكون وسط ناس كتيرة عافاك خليني هنايا احسن  
مش جاهزة أشوف حد أنا بخاف لما بكون وسط ناس كتير من فضلك خليني هنا أحسن 
فاقت رغبته اصرارها فقال 
لازم تخرجي يا فطيمة وجوك هنا طول الوقت هيضرك مش في صالحك  
وقال بهدوء 
مټخافيش هكون جانبك وجاهز لأي رد فعل  
زوت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يخرج إبرة طبية من جيب بنطاله فأشارت له بهلع 
لاا مابغيتش نضرب ليبرة  
لأ مش عايزة أخد حقن!
أعادها علي لجيبه بابتسامة ماكرة 
يبقى تسمعي الكلام  
هزت رأسها بطاعة ونهضت عن فراشها تبحث عن حذائها ارتدته فطيمة ولفت طرف حجابها من حولها ووقفت قبالته قائلة بحرج 
أنا جاهزة  
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع
تم نسخ الرابط