الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

بالمرة انشطر قلب علي خوفا على أخيه وزوجته التي ترنح جسدها فاقدة الوعي بين ذراعيه فحملها وهرع للأسفل قاصدا سيارته ليتبع سيارة الإسعاق للمشفى ولسانه لا يغفل عن ذكر الله والدعاء لاخيه بالنجاة  
لم يفارق منزله منذ الأمس قضى يومه بالكامل برفقتها في محاولة لتعويضها عما فعله دون قصدا منه فمقت ذاته بعد أن تبادلا الحديث طوال اليوم ولحظات جمعتهما أثناء تحضير الغداء حرم ذاته من نعيم مقدر له فلم يشعر بأنه تزواج الا اليوم وها هما الآن يشاهدان فيلما ويتناولان الذرة سريعة التحضير فشار ويضمها لصدره بمرح لخۏفها من أحداث الفيلم الړعب فترجته بدلال 
إقلب يا جمال عشان خاطري أنا بټرعب من الأفلام دي  
ضحك وهو يجيبها ساخرا 
هتفهمي إنتي الدماغ دي ازاي البنات ملهمش في العڼف أخركم مسلسل تركي حلقة طبيخ أو مسلسل هندي من اللي ميدخلش عقل عيل في كيجي وان! 
لكزته پغضب فتفادها وهو يضمها بتملك وصوت ضحكاته الجذابة تزرع بسمتها دون تردد فتوقف وهو يقربها إليه هائما بعينيها التي قبض عليها تتأمله بنظرة سحرته اختطف بضعة لحظات خاصة بهما ليقاطعهما صوت هاتفه الموضوع على الطاولة من أمامه 
ضيق عينيه باستغراب وهو يتفحص الوقت مرددا بدهشة 
غريبة إن يوسف بيتصل بالوقت ده! 
وجذب الريموت يخفض مستوى التلفاز ثم رفع الهاتف يجيبه 
أيوه يا يوسف خير في حاجة 
راقبته صبا باهتمام وخوف حينما تحولت ملامحه الهادئة لأقرب لصدمة جعلتها تهمس له بقلق 
في أيه يا جمال 
انتفض بجلسته وهو يصيح بهلع 
أمته حصل الكلام ده 
انتظر لسماع ما يقول بعناية وأجابه وهو يركض للغرفة 
ابعتلي عنوان المستشفى أنا جاي حالا  
أسرعت صبا من خلفه فوجدته يجذب ملابسه من الخزانة ويرتديها على عجلة من أمره حتى كاد بالتعثر وهو يرتدى بنطاله فسألته بتوتر 
جمال في أيه 
رد عليها بحزن جعلها تلتمس حبه الشديد لاصدقائه 
عمران نقلوه على المستشفى بيقلوا حالة ټسمم  
وزرر قميصه بعشوائية ثم جذب مفتاح سيارته ومتعلقاته ليتجه للمغادرة وهو يلقنها بتعليماته
اقفلي الباب عليكي كويس وأنا هبقى أكلمك على الفون  
وقفت خلف الباب تراقبه وهو يتجه للمصعد فرفعت صوتها إليه قبل أن ينغلق باب المصعد 
ابقى طمني يا جمال  
هز رأسه لها وهو يكمل ارتداء جاكيته بالمصعد فركض لسيارته ليتبع عنوان المشفى المرسل إليه من قبل يوسف  
ركض به فريق التمريض لغرفة الجراحه فأسرعت ليلى التي وصلت للتو بعد اتصال يوسف بها فوجدته يقف خارج غرفة العمليات جوار علي فما أن رآها حتى ركض إليها يخبرها پخوف 
عمران يا ليلى عشان خاطري إبذلي أقصى ما بوسعك عشان تنقذيه  
ربتت على يده بحنان وحزن يتغلبها 
متقلقش يا يوسف خير إن شاء الله  
ولجت لداخل الغرفة راكضة فاتبعها علي الذي استعد بالتعقيم ليتبعها هاتفا 
من فضلك يا دكتورة ليلى أنا مش هسيب أخويا  
اكتفت بإشارة صغيرة له ثم هرعت للداخل لتبدأ بتفحص نبضه وتهييء عمران للتدخل الجراحي إن لزم الأمر 
بينما بالخارج يجلس يوسف على المقعد ورأسه ساكنا بين يديه فتفاجئ بجمال يرنو إليه بأنفاسه اللاهثة 
يوسف طمني على عمران  
أشار إليه ورأسه يعود للأسفل بحزن 
لسه محدش خرج من جوه  
جلس جواره هامسا پاختناق 
مش هيجراله حاجة هيقوم إن شاء الله  
رفع عينيه للأعلى وهو يردد بصوته المحتقن 
يا رب  
إنت بتقول أيه لأ مستحيل ده يحصل أكيد في حاجة غلط أتاكد 
قالها راكان پصدمة استحوذت على معالمه فجعلته أقرب للاصاپة بذبحة صدرية ومن حوله رجاله عاجزون عن التدخل بأمره فما أنا وضع راكان سماعة الهاتف حتى سأله رافاييل شريكه الخفي 
ما الأمر راكان ماذا حدث 
مال بجسده ليستند على المكتب من أمامه باهمال وهو يحرر كلماته الثقيلة 
حجزت الحكومة المصرية على شحنة الأدوية بالميناء قبل دخولها  
جحظت عين الأخير فصړخ بعدم استيعاب 
اللعڼة! إن علم الرؤساء بما حدث سنهلك جميعا لا تنسى راكان هذة الشحنة الثالثة التي يتم تصديرها خلال هذا العام لن يقبلوا بخسارة تلك المبالغ الطائلة عبثا 
وتابع مستنكرا لما يحدث 
وأين رجالك الذين يعملون داخل الميناء ما لي لا آراهم ولماذا تدفع لهم إن لم يقومون بمهامهم 
جذب الكوب الفارغ وأشار لأحد رجاله فسكب له من الخمر ليتجرعه مرة واحدة ثم ازاح العالق بشفتيه وهو يردد پحقد 
رجل من رجالي أكد لي بأن هناك ظابط مصري هو المسؤول عن كل ما يحدث  
رفع حاجبيه باستغراب
من هذا 
أجابه باحباط وهو يسند يديه لجبينه 
لا أعلم ولكنه ليس سهلا بالمرة يحارب أي شخصا يورد أدوية فاسدة داخل مصر حاولت أن أصل لأي معلومة إليه ولكني فشلت حتى بمعرفة إسمه الحقيقي! 
امتعضت معالم رافاييل حتى بدى وكأنه على وشك قټله 
هل تخبرني بأنك عاجز بالكشف عن شرطي حقېر يدمر ما فعلناه بعد تلك السنوات! إن كنت عاجز فلتترك لنا مهمة البحث عن رجل أخر يكون منفذنا داخل مصر غيرك! 
ابتلع ريقه بتوتر من ازعام الآخر لضعفه وعدم قدرته على التصدي لذاك الشرطي فقال 
سأكتشف من يكون وأعدك بأنني سأقتله بيدي!
رسمت بسمة ساخرة على وجه من يراقبهما من الخارج فتسلل للخارج قبل أن يكشف وجوده أحدا ومضى بطريقه لغرفته القابعة بالطابق الأول من المنزل الخارجي بفيلا راكان فألقى بثقل جسده على الفراش مرددا بمكر 
وريني هتكشفني إزاي وأنا جنبك وسابقك بعشر خطوات! 
واستند آدهم برأسه على ذراعه مطلقا صفيرا باستمتاع لما يدور من حوله وهمس بوعيد جعل حدقتيه السوداء أشد قتامة 
هانت ورقبتك هتبقى تحت رجليا إنت واللي وراك! 
الساعات تمضي ومازال قلبها عاجزا عن الخفق عينيها المتورمة معلقة على باب الغرفة بانتظار أي بصيص أملا يمنحها السکينة قدميها تؤلمها بشدة وعلى وشك أن تفقد قدرتها على حمل جسدها المترنح ومع ذلك صمدت قدر المستطاع اقترب منها جمال وأشار برفق على الأريكة المعدنية القريبة من باب الغرفة 
مايسان مينفعش اللي بتعمليه بنفسك ده ريحي رجلك شوية على الأقل لحد ما يخرج وتطمني عليه  
هزت رأسها بنفي وباصرار قالت 
مش عايزة أقعد أنا كويسة  
انضم يوسف إليه في محاولة لاقناعها 
اللي بتعمليه ده غلط وهيضرك اهدي عشان صحتك وبعدين علي لسه مطمنا من شوية المفروض تكوني اهدى من كده  
رضخت إليهما بقلة حيلة فتحركت لتجلس على طرف الأريكة ومازالت عينيها تراقب الباب بدموع ټغرق وجهها فما أن انفتح حتى هرولت إليه 
نزعت ليلى الكمامة عن فمها ثم قالت ببسمة هادئة 
الحمد لله حالته مستقرة وشوية وهيتنقل في أوضة عادية  
ضمت مايسان صدرها وكأنه تربت على قلبها النازف وسألتها بلهفة 
طب ممكن أدخله 
لفت يدها من حولها وهي تحاول أن تطمنها 
مفيش داعيدكتور علي جوه معاه وشوية وخارج  
وأحاطتها ليلى وهي تشير لها على غرفتها 
ادخلي انتي بس يا مايا ريحي شوية عشان حالة الإغماء اللي عندك متتكررش تاني  
وأشارت ليلى للممرضة التي أتت إليها فأخبرتها برسمية
اذهبي بالسيدة مايسان لغرفتهااجعليها تتناول طعامها ودوائها  
أومأت الممرضة في طاعة واسندتها لغرفتها القريبة من ردهة المشفى وحينما تأكد يوسف من رحيلها سأل زوجته بشكل صريح 
طمنيني يا ليلى عمران كويس فعلا 
ارتسم الحزن على معالمها فهي تعلم ماذا يعني عمران له فاستمدت نفسا مطولا وهي توزع نظراتها بينه وبين جمال المترقب لسماع ما ستقولثم قالت 
مخبيش عليك يا يوسف السم اللي أخده خطېر بيوقف خلايا المخ والجسم كله في أقل من نص ساعة حظه الكويس إنه مشربش غير كمية قليلة وكمان مساعدة مايا له بأنه يطرد اللي شربه قلل من الخطۏرة بس أنا مقدرش أجزم إنه متضررش غير لما يسترد وعيه ولو لقدر الله حصل شيء فهيكون بشكل مؤقت لإن الكمية مكنتش كبيرة  
وتابعت برزانة وهي تتابع الدمعات اللامعة بعين زوجها 
خلينا منسبقش الاحداث ونستنى لما يفوق  
رفع جمال يده على كتف يوسف وردد 
متقلقش عمران قوي وهيعدي منها  
هز يوسف رأسه بخفة وعاد يتساءل باهتمام 
علي عرف الكلام ده 
أجابته بتأكيد 
مقدرتش أخبي عنه شيء خصوصا إنه كان معانا جوه لحظة بلحظة  
وتابعت ببسمة هادئة رسمت على وجهها الأبيض 
دكتور علي شخص متفهم ودكتور شاطر وعارف إزاي يسيطر على مشاعره  
قاطعهم صوت الباب مجددا ليجدوا علي يدفع السرير المتحرك برفقة الممرض فأسرع يوسف وجمال إليه عاونوه حتى نقلوه معا لغرفته فأسرعت ليلى والاطباء بغرس الأبر والأجهزة لجسده المرتخي بين أيدهم باستسلام 
تحرك علي لأقرب مقعد قابله بالغرفة فألقى بثقل جسده وعينيه الباكية لا تفارق وجه أخيه الصغير ابنه الذي
لم ينجبه بعد علي الصامد القوي ليس كذلك إن مس الأڈى أفراد عائلته لا يعلم ماذا سيفعل إن علمت والدته بالأمر 
دنى جمال من السرير فما أن رأى صديقه هكذا حتى انهمرت دمعاته وصاح بشراسة 
أكيد الژبالة دي ورا اللي حصل خصوصا بعد اللي عمران عمله فيها يوم الحفلة  
انتبه علي لحديثه فنهض عن مقعده وأسرع إليه متسائلا 
تقصد أيه يا جمال 
استدار إليه يخبره بحزن 
ألكس يوم الحفلة كانت عايزة تدمر العلاقة بين مايسان وعمران فاتفقت مع اتنين رجالة يعتدوا على مايسان وتصورهم وعمران عرف باللي كانت ناوية تعمله بهدلها قدام الناس وقالها تبعد عنه أكيد هي اللي سممته  
احتدت معالمه ڠضبا فردد من بين انفاسه المخټنقة 
حق أخويا مش هسيبه حتى لو كنت في قبري  
وجذب هاتفه ثم خرج يتصل بمسؤول الأمن داخل الشركة وطالبه بفض تسجيلات الكاميرات وبالأخص مكتب عمران بينما قام بابلاغ الشرطة التي أتت على وجه السرعة لتحقق بالأمر استنادا على شهادة جمال والاطباء وأخرهم بالتسجيلات المطروحة من أمامهم والتي ظهرت به ألكس وهي تضع السم بقهوة عمران وعلى الفور تحركت الشرطة للقبض عليها  
الليل يجوب بسواده الأفق ومازالت بغرفتها يغادرها النوم تاركها تعاني بمفردها عينيها الزرقاء تجوب خزانتها بنظرة تحمل الحنين لما يخترق قلبها حاولة جاهدة البقاء والابتعاد عما بوسوس لها قلبها ولكنه بالنهاية انتصر بمعركتها الخاسرة فنهضت بآلية تامة تغلق باب غرفتها جيدا ثم فتحت خزانتها لتجذب صندوقها الذهبي العتيق 
لامسته فريدة بأصابعها المرتجفة ويدها تمر على تفاصيله بعناية وكأنه تحفر داخلها ألف ذكرى حتى تحرر رافعته تطلعت لما بداخله بأعين لامعة بالدموع ومع محاولاتها بعدم البكاء الا أنها فشلت كعادتها بحجبها يكفيها ارتداء قناع جمودها الزائف بالخارج هي الآن ضعيفة أمام ما تحمله من أوجاع ممسدة بذكرياتها القابعة بيدها 
حملت تلك الزهرة التي أحاطها الزمان فجعلها جافة كجفاء قلبها مررت يدها عليها وهي تتذكره رسمت صورة إليه في
تم نسخ الرابط